تحليلات
قبيل الانتخابات..
تقرير: القرصنة الإيرانية تشعل الحرب بين ساسة إسرائيل
المقرر أن يخصصه الحديث عن فشل سياسة نتنياهو
قبل وقت قصير من سيطرة أخبار إطلاق الصواريخ على تل أبيب من غزة على العناوين الإخبارية لمدة وجيزة، يوم الخميس الماضي، فتحت القناة 12 الإسرائيلية بثها الرئيسي بتقرير مثير مفاده أن إيران قد اخترقت الهاتف المحمول الخاص لبيني غانتس، رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي السابق الذي يتقدم حزبه "أزرق-أبيض" على حزب الليكود بزعامة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.
اللافت أن بيني غانتس، وفي أول مؤتمر صحفي له، والذي كان من المقرر أن يخصصه الحديث عن فشل سياسة نتنياهو المزعومة بشأن غزة في أعقاب إطلاق الصواريخ، تعامل مع الصحفيين بفظاعة بعد أن سئل عن اختراق هاتفه من قبل إيران.
ثرثرة مجنونة
وقال غانتس: لا ينبغي على الصحفيين أن يسألوه عن هذه "الثرثرة السياسية المجنونة"، في حين ينبغي عليهم التحدث إليه حول الأزمة الأمنية التي شهدت قيام حماس بإطلاق صاروخين على تل أبيب لأول مرة منذ عام 2014، عندما كان يرأس جيش الاحتلال الإسرائيلي أثناء عملية الجرف الصامد.
من جانبه عمد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي إلى جعل قضية "الاختراق الإيراني لهاتف غانتس" موضوعاً أساسياً في المعركة الانتخابية في الأيام الأخيرة، فقد تصرف نتنياهو ورفاقه كما لو أن اختراق هاتف غانتس هو الحادث الوحيد.
معلومات حساسة
وواصل نتنياهو توظيف هذا الموضوع في دعايته الانتخابية، قائلاً إن تصرفات غانتس الشخصية الشاذة يمكن أن تستغل لابتزازه. وفي الوقت نفسه ادعى أن غانتس وحليفه يائير لبيد "يتمتّعان بدعم النظام الإيراني".
بداية القصة، كانت عندما قام صحافي يميني متطرف بتسريب نبأ من الأجهزة الأمنية قال فيه إن المخابرات الإسرائيلية التقت بيني غانتس؛ المنافس الأكبر على رئاسة الحكومة، في مواجهة نتنياهو، وأبلغته بأن المخابرات الإيرانية تمكنت من اختراق هاتفه الجوال وأنها حصلت منه على معلومات حساسة يمكن أن تستخدم لابتزازه، ولذلك فإنه في حال انتخابه لمنصب رفيع في الحكومة المقبلة فقد يجد نفسه في تحقيق وتصادم مع القانون.
اتهام نتنياهو
وسرعان ما وجه قادة أحزاب إسرائيليون ووسائل إعلام عبرية، أصابع الاتهام إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتسريب معلومات تقول إن إيران تمكنت من اختراق الهاتف الخلوي الخاص بمنافسه زعيم تحالف "أزرق ـ أبيض" بيني غانتس.
وقال محامو تحالف "أزرق - أبيض"، إن "من يقف وراء التسريب، مسؤول كبير قادر على الوصول إلى معلومات أمنية حساسة، وله مصلحة في محاولة المس بغانتس"، في إشارة إلى نتنياهو، حسب القناة العبرية 12 .
أزمة بين غانتس وزوجته
وفي الوقت نفسه، انتشرت إشاعات بين المستوطنين الإسرائيليين مفادها أن المعلومات التي وجدت في هاتف غانتس تكشف عن علاقات مع امرأة خارج الزواج، وأن الأمر أحدث أزمة بين غانتس وزوجته.
وبحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية فإن مساعدين لنتنياهو ضغطوا في البداية قائلين بأن الهاتف يحتوي على فيديو جنسي، ثم تراجعوا عن هذا الإدعاء.
اختراق هاتف نتنياهو وزوجته وابنه
المثير للاهتمام أن التجسس لم يشمل هاتف غانتس فقط، فقد أعلن مصدر رفيع المستوى في مركز الحرب الإلكترونية التابع للحرس الثوري الإيراني، عن نجاح المركز في اختراق هواتف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزوجته سارة وابنه يائير وفقًا لما نقلت هيئة البث الإسرائيلية "مكان".
المصدر الإيراني كشف أن القراصنة الإيرانيين تمكنوا من الاستماع إلى جلسات مجلس الوزراء من خلال فيروسات أرسِلت إلى هاتف نتنياهو عبر هواتف أقربائه، وأن الإسرائيليين لم يكتشفوا ذلك إلا منذ بضعة أشهر.
فضيحة مدوية
وقالت صحيفة "إندبندنت عربية" إن الاختراق وقع قبل عدة أشهر، وبعد كشفه من قبل الإسرائيليين تم سد الثغرة والتعتيم على الأمر الذي شكل فضيحة مدوية للأمن السبراني الإسرائيلي.
وأضافت الصحيفة أنه لم يعرف بعد ما هي المعلومات التي حصل عليها الإيرانيون من هذا التنصت إن كان قد حدث فعلا، وإذا كان الإيرانيون سيعترفون به، فيما تلتزم إسرائيل الصمت.
وقالت مصادر إيرانية إن خرق هاتف بيني غانتس تم قبل سنوات لكن الكشف عنه الآن جاء بسبب الانتخابات الإسرائيلية.
وكان رئيس الموساد السابق تمير باردو قد أوضح أن قضية الكشف والتسريب عن خرق إيراني لهاتف غانتس هو بمثابة عملية تخريبية خلال الانتخابات.
من المسؤول؟
أما صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فقد أفادت في تقرير حول القضية، أن "تسريب معلومات عن حادثة لها أبعاد أمنية، قد يكون مسا خطيرا بأمن الدولة.. وإذا كان الهدف من هذا التسريب تحقيق غايات سياسية، فإنه إضافة إلى المس بأمن الدولة، فقد تمت خيانة الأمانة بأقصى درجات الخطورة".
وترى صحيفة "هآرتس"، أن التسريب هذا قبل الانتخابات بثلاثة أسابيع فقط، يضع غانتس في الزاوية.. ولا مستفيد منه إلا شخص واحد هو بنيامين نتنياهو نفسه.
وفي وقت سابق، نفى نتنياهو، هذه الاتهامات، وقال في مقطع فيديو نشره على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي "إن إيران تدعم بيني غانتس ويائير لبيد".
واعتبر اتهامات غانتس ولبيد، له "كاذبة" وأنه لا يعلم شيئا عن التسريب"، مستعينا بتصريح لمسؤول في "الشاباك"، قال إن لم يتم إبلاغ نتنياهو بقضية التسريب، لكونها تتعلق بمرشح ينافسه، حسب "يديعوت أحرونوت".