الأدب والفن

نظمت معرضًا رياديًا محوره تمثيل الملوّنين في الفن..

باريس تعيد تسمية روائع فنية لإنصاف أشخاص سود يظهرون فيها

متحف أورسيه في باريس

وكالات

أُعيدت تسمية روائع فنية فرنسية، كناية بالأشخاص السود الذين يظهرون فيها، لكن أُغفل وجودهم، وذلك في معرض ريادي جديد محوره تمثيل الملوّنين في الفن. 

على سبيل المثال فإن لوحة إدوار مانيه الشهيرة "أولمبيا" لغانية عارية مستلقية، والتي تعتبر إيذانًا بمولد الفن الحديث، أُعيدت تسميتها في المعرض الى لور كناية بخادمتها السوداء التي تظهر معها في اللوحة ، كما افادت صحيفة الغارديان في تقرير عن المعرض. 

إعادة اعتبار
كما أعاد منظمو معرض "موديلات سوداء: من جيريكو إلى ماتيس"، الذي أُفتتح الثلاثاء، 26 مارس، في متحف أورسيه في باريس، أعادوا تسمية أعمال فنية كبرى أخرى، بعدما تعقبوا هويات الأشخاص الذين جلسوا "موديلات" أمام رسّاميها. 

يضم المعرض الضخم لوحات لكل من ديلاكروا وغوغان وبيكاسو وبونار وسيزان، ويتناول تصوير السود والملوّنين في الفن الفرنسي، منذ إلغاء العبودية في فرنسا عام 1848 وإلى خمسينات القرن الماضي. 

نقلت صحيفة "الغارديان" عن الباحثة الأميركية دنيس موريل قولها إن المعرض يكشف كيف قام السود بدور كبير في ولادة الفن الحديث في باريس، لكنهم أُسقطوا من القصة.

العنصرية تطمس هويات
من جان دوفال، "فينوس السوداء"، عشيقة الشاعر بودلير ومصدر وحيه، التي رسمها مانيه أيضًا، إلى المغنية الكوبية السوداء ماريا مارتينيز، والروائي ألكسندر دوما، مؤلف "الكونت دي مونت كريستو"، لاحظت موريل أن هناك حضورًا للسود في دوائر المدرسة الطليعية عندما تحدّى فنانون وكتاب التقليد السائد، وعندما كان التخالط الاجتماعي بين الأعراق من المحرّمات.  

أضافت الباحثة الأميركية أن العنصرية والقولبة النمطية طمستا تأثير الملونين، وأبعدتاه عن تاريخ الفن. وبدلًا من الاعتراف بدورهم، أُخفيت هوياتهم وراء تسميات عرقية تحقيرية، مثل "مولاتريس"، المشتقة من كلمة "بغل" الفرنسية.  
 
وكشف منظمو المعرض الجديد الأسماء الحقيقية لموضوعات الأعمال الفنية في عناوين جديدة للأعمال المعروضة. قالت موريل إن أسماء هؤلاء ما كانت لتُغفل لو كانوا أوروبيين. 

نماذج عرقية
تبدأ عملية تصحيح التاريخ بأول لوحات المعرض، "بورتريه زنجية"، التي أُعيدت تسميتها بـ "بورتريه مادلين" للرسامة ماري غيليمن بينوا، التي أنجزتها في الفترة الواقعة بين الثورة الفرنسية وإلغاء العبودية في عام 1788، ثم عودتها في عام 1802.  

على امتداد أكثر من 200 عام، لم تكن هناك محاولة لمعرفة هوية المرأة السوداء في البورتريه. وقالت الباحثة موريل إن تاريخ الفن هو الذي أغفلها، وأسهم في بناء هؤلاء الأشخاص بوصفهم نماذج عرقية، وليسوا أفرادًا لهم ذوات خاصة بهم.   

نجمة 8 أعمال
وظهر أشخاص سود في عدد من أروع الأعمال الفنية خلال تلك الفترة، حيث أعطى الفنان تيودور جيريكو أدوارًا رئيسة لثلاثة سود، بوصفهم بحارة غرقى، في رائعته "طوف الميدوزا". الشخصية البطولية في اللوحة رجل من هايتي يحب الفن، اسمه جوزيف، كان موديل جيريكو المفضل. وأخيرًا أُعطي جوزيف المكانة التي يستحقها بهذا المعرض. 

لكن الخادمة السوداء في لوحة مانيه هي النجمة الحقيقية، وتظهر في ما لا يقل عن ثمانية أعمال تستوحي اللوحة، بينها نسختان حديثتان، هما "أولمبيا بوجه أسود" للفنان الأميركي لاري ريفيرز، و"أولمبيا الثانية" للفنان الكونغولي إيمي مباني، وهي نسخة تقلب الطاولة بتصوير خادمة بيضاء تقدم باقة ورد فيها جمجمة إلى سيدتها السوداء. هذا ويستمر المعرض لغاية 21 يوليو. 

هدوء مؤقت وآمال معلقة: مسار السلام اليمني بين التفاؤل والتشاؤم


الواقعية الاجتماعية وجمالية الصدمة في القصة القصيرة جداً.. تحليل مجموعة (والي المدينة) لسهيل إبراهيم عيساوي


دراسة بحثية: "أرض الصومال" تجربة ديمقراطية فريدة في بيئة مضطربة بلا اعتراف دولي


"رضوخ كامل" أم تصعيد؟ ترامب يضع شروطًا لـ "نهاية حقيقية" للصراع الإيراني الإسرائيلي