قال التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن، الجمعة، إن "هزائم" الحوثيين في اليمن تدفعهم لاختلاق انتصارات وهمية.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر في التحالف (لم تسمه) قوله إن "تكبد الميليشيا الحوثية كل يوم الهزائم والانكسارات والخسائر يجعلها تلجأ لاختلاق الأكاذيب وتحقيق الانتصارات الوهمية عبر وسائلها الإعلامية".
وسخر المصدر، مما أسماه "ادعاءات الميليشيا عبر وسائل إعلامها من إسقاطها طائرة بدون طيار تابعة للتحالف"، مؤكدًا عدم صحتها. وعزا ذلك إلى "محاولة تعزيز معنويات مقاتليها".
وفعلا تورط الحوثيون في اليمن في فبركة مقاطع فيديو في حزيران/يونيو لاظهار سيطرة مزعومة على مواقع عسكرية جنوب السعودية وبالتحديد في نجران ليتبين من بحث على يوتيوب، ومقارنة بسيطة، أن الفيديو قديم ويعود لأعمال شغب حصلت في إحدى البلدان العربية عام 2014.
ويرى مراقبون ان ادعاءات المتمردين في اليمن وسيلة لرفع معنويات مقاتليهم بعد الهزائم المتتالية التي تكبدوها في الفترة الماضية وخسارتهم كثير من المواقع امام تقدم الجيش في عدد من المحافظات اضافة الى تمكن قوات التحالف العربي من تدمير معسكرات وقواعد تحوي طائرات مسيرة وصواريخ ومعدات ايرانية.
وفي سياق غير بعيد أعلن المتحدث باسم التحالف تركي المالكي في بيان الجمعة، اعتراض وإسقاط طائرة بدون طيار (مسيّرة) أطلقها الحوثيون باتجاه مدينة جازان"، مؤكداً أن "كل محاولات الميليشيا العدائية سيكون مصيرها الفشل".
والخميس أفادت فضائية "المسيرة" التابعة للمتمردين، عبر "تويتر" بإسقاط طائرة تجسس لقوات التحالف قبالة مدينة جازان السعودية، وهو ما نفاه المصدر بالتحالف.
وفي الآونة الأخيرة، كثّف الحوثيون من هجماتهم الجوية على منشآت سعودية، باستخدام الطائرات المسيرة بتحريض ودعم من إيران.
وكان التحالف توّعد المتمردين برد على هجمات مكثّفة بطائرات من دون طيار استهدفوا خلالها منشآت حيوية في المملكة في الأسابيع الأخيرة.
ويبدو ان إصرار الحوثيين على استهداف السعودية بالطائرات المسيرة او الصواريخ البالستية ياتي لتخفيف الضغوط على طهران بعد إصرارها على خرق الاتفاق النووي لسنة 2015 وتهديد الملاحة البحرية في الخليح ومضيق هرمز.
وانخراط الحوثيون في الأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار في المنطقة يجعل من تحييد اليمن عن التوترات الحالية أمرا صعبا، فالمتمردون باتوا جزء من المشكلة المتفاقمة ويلعبون دورا أكبر في تهديد الاستقرار الإقليمي.
ويشهد اليمن منذ 2014 نزاعاً بين المتمرّدين الحوثيين والقوّات الموالية للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، تصاعد مع تدخّل التحالف العسكري بقيادة السعودية في آذار/مارس 2015 لدعم الشرعية وتحرير اليمن.
وأوقعت الحرب حوالى 10 آلاف قتيل وأكثر من 56 ألف جريح منذ 2015 بحسب منظمة الصحة العالمية. ويعتبر مسؤولون في المجال الانساني أن الحصيلة أعلى بكثير.
ولا يزال هناك 3,3 ملايين نازح، فيما يحتاج 24,1 مليون شخص، أي أكثر من ثلثي السكان، الى مساعدة، بحسب الأمم المتحدة التي تصف الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها الأسوأ في العالم حالياً.