تحليلات
عرض الصحف العربية..
آمال جنوبية - يمنية عريضة على الرؤية السعودية الإماراتية بلقاء جدة
عناصر من القوات الجنوبية (أرشيف)
ورغم غموض المشهد، يتفاءل العديد من اليمنيين بمخرجات الحوار الذي تدعمه السعودية والإمارات لإخراج اليمن من أزمته التي أدخلته فيها أذرع الميليشيا الإيرانية والتنظيمات الإرهابية، كداعش والقاعدة، وخاصة ميليشيات تنظيم الإخوان الإرهابي الذي تسلل إلى قطاعات مهمة في حكومة الرئيس الهادي.
وكان مسؤول يمني قال لـ"رويترز"، الأربعاء، إن مسؤولين من الحكومة بدؤوا محادثات غير مباشرة مع وفد المجلس الانتقالي الجنوبي في مدينة جدة السعودية، بهدف إنهاء التوتر في محافظات جنوب اليمن.
رؤية مشتركة
وتعليقاً على موضوع الدعوة للحوار، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية في المملكة العربية السعودية عادل الجبير في تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "السبيل الوحيد أمام أشقائنا في اليمن هو تجاوز الاختلافات الداخلية عبر الحوار الذي دعت له المملكة، والعمل صفاً واحداً لتخليص اليمن من براثن النفوذ الإيراني الذي لا يريد خيراً باليمن وشعبه الكريم".
وأضاف أن "التحالف بقيادة المملكة، وبجهود مقدرة من الأشقاء في الإمارات، يعمل على تحقيق الأمن والاستقرار في عدن وشبوه وأبين، ولن نألو جهداً حتى يسود الاستقرار والأمن سائر أرجاء اليمن الشقيق".
ومن جانبه، عبر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش، عن تفاؤله باجتماع جدة الذي سيعقد بين حكومة اليمن الشقيق والمجلس الانتقالي الجنوبي بدعوة من المملكة العربية السعودية، موضحاً أن وحدة الصف ضد الانقلاب الحوثي ومضاعفة الجهد في مواجهته هي الأولوية من هذا الاجتماع.
وأكد عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، على أهمية اجتماع جدة قائلاً: "نتطلع بثقة وتفاؤل إلى نجاح اجتماع جدة بين حكومة اليمن الشقيق والمجلس الانتقالي الجنوبي، وحدة الصف ضد الانقلاب الحوثي ومضاعفة الجهد في مواجهته هي الأولوية، والشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية الشقيقة على قيادة التحالف سياسياً وعسكرياً بحرص وحنكة واقتدار".
حرص على استقرار اليمن
وكان مجلس الوزراء السعودي، أكد في بيان الأسبوع الماضي، حرص وسعي المملكة والإمارات الكامل للمحافظة على الدولة اليمنية، ومصالح شعبه وأمنه، واستقراره، واستقلاله ووحدة وسلامة أراضيه، وجاء ذلك في بيان صادر عقب جلسة لمجلس الوزراء، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وفق وكالة الأنباء السعودية "واس".
وأوضح وزير التجارة والاستثمار السعودي وزير الإعلام بالنيابة، ماجد بن عبدالله القصبي أن مجلس الوزراء استعرض تطورات الأحداث ومستجداتها على الساحتين العربية والدولية.
ولفت إلى أن دعوة السعودية للحكومة اليمنية ولجميع الأطراف التي نشب بينها النزاع في عدن لعقد اجتماع في السعودية لمناقشة الخلافات، يأتي تجسيداً لحرص المملكة على تغليب الحكمة والحوار ونبذ الفرقة ووقف الفتنة وتوحيد الصف، وللتصدي لميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران والتنظيمات الإرهابية الأخرى واستعادة الدولة وعودة اليمن الشقيق آمناً مستقراً.
وشدد على ما تضمنه البيان المشترك الصادر عن وزارتي الخارجية في السعودية والإماراتية، وحرص وسعي البلدين الكامل للمحافظة على الدولة اليمنية ومصالح الشعب اليمني وأمنه واستقراره واستقلاله ووحدة وسلامة أراضيه تحت قيادة الرئيس الشرعي لليمن.
إشادة المجلس الانتقالي
وكان رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي رحب، أول أمس الإثنين، بجهود مجلس الأمن الدولي الرامية للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة في اليمن عموماً.
وأكد على أن المجلس الانتقالي الجنوبي على استعداد للمشاركة بشكل بناء في عملية تفاوض تنهي الأزمة وتحل القضية الجنوبية، كما شدد على التزام المجلس بدعوة السعودية للحوار التي أشار إليها بيان مجلس الأمن، انطلاقاً من مسؤولية المجلس الانتقالي الجنوبي تجاه السلام والاستقرار بالمنطقة، وكذلك إيماناً بحرص الرياض على الشعب اليمني.
ومن المنتظر أن تجمع قمة جدة قيادات المجلس الانتقالي بالحكومة الشرعية، للتباحث حول وضع حدٍ للاشتباكات بين الطرفين، التي سببتها عناصر "حزب الإصلاحي الإخوانية الإرهابية" التي أضرت بالشرعية والقوات الموالية لها في حربها ضد ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، وعطلت عملية استعادة الشرعية في عدن.
محاولات الإخوان لإفشال الحوار
وبدوره، رفع حزب الإصلاح الإخواني من شروطه للمشاركة في الحوار الذي تحتضنه مدينة جدة السعودية، والهادف إلى تطويق مخلفات التصعيد الأخيرة في العاصمة اليمنية المؤقتة، رافضاً أي حوار مع الانتقالي الجنوبي.
وذكرت صحيفة العرب اللندنية، أن ممثلين بارزين في حزب الإصلاح رفضوا أي حوار مع المجلس الانتقالي، في خطوة قال مراقبون يمنيون إن هدفها إفشال جلسة الحوار الذي ترعاه السعودية التي تعمل ما في وسعها لإعادة ترتيب الوضع داخل الحكومة اليمنية والقوى الداعمة لها لمواجهة التمرد الحوثي.
وأشار المراقبون إلى أن خطوة الإخوان تهدف بالأساس إلى الحفاظ على منسوب التوتر بين فرقاء الأزمة وجر المجلس الانتقالي إلى إطلاق تصريحات تصعيدية تربك خطة السعودية الهادفة إلى التهدئة، وخلق مناخ إيجابي يساعد على فتح حوار مركز يفضي إلى إعادة بناء الشرعية على أسس جامعة وعادلة تمكن مختلف الأطراف من المشاركة في القرار الوطني وكسر احتكار حزب الإصلاح وسيطرته على المؤسسات الحكومية وخاصة الدفاع والداخلية.
ووفقاً للصحيفة، يخشى إخوان اليمن من استلاب أي اتفاق سياسي لما يرونه استحقاقات حازوا عليها خلال الفترة الماضية في مؤسسات الحكومة، كما يعتبرون الجلوس مع الانتقالي في حوار برعاية التحالف بمثابة اعتراف ضمني بدخول المجلس كطرف جديد في معادلة القوة التي كانوا يحتكرونها في جبهة الشرعية.
وعلى الرغم من مخططات حزب الإصلاح الإخواني التي كان تهدف إلى تفكيك جبهات القتال الداخلية لصالح ميليشيات الحوثي، إلا أن جهود التحالف العربي التي جاءت استجابة لرغبة اليمنيين في إنهاء الصراعات الهامشية، قد ترسم طريقاً سيؤدي إلى تجاوز الأزمة الأخيرة وبدء صفحة جديدة، عنوانها "اليمن أولاً"، بعيداً عن غايات الطامعين فيه.