تحليلات
ثقل إقليمي كبير..
الإمارات والسعودية.. رؤية موحدة وصمام أمان في وجه الأزمات
اهتمام مشترك
أبوظبي
جاءت زيارة وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير، ووزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، إلى باكستان، لتخفيف حدة التوتر بين الأخيرة والهند، حرصاً من عاصمتي البلدين المشترك على حل المشاكل العالقة، وإرساء الأمن والاستقرار عربياً، وإقليمياً، ودولياً.
وعقد المسؤولان السعودي والإماراتي أمس الأربعاء، في العاصمة إسلام آباد، محادثات ثلاثية مع وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي، بحثا فيها أزمة كشمير، ومستجدات الأوضاع في المنطقة والعالم.
ثقل إقليمي كبير
وبالنظر إلى هذه الزيارة المشتركة الفريدة من نوعها، يمكن التأكيد أنها فاتحة عهد جديد في العلاقات بين الشقيقين، ودليل متجدد على عمق العلاقات التاريخية والاستراتيجية بينهما، وحرصهما المتواصل على خدمة قضايا السلم والأمن، والتعاون في المنطقة والعالم، واشتراكهما الكامل في الرؤية نفسها، وفي طرق العمل، والتنفيذ، إيماناً منهما بالثقل الإقليمي والاستراتيجي للرياض وأبوظبي، في الإقليم ومار وراءه، ولكن أيضاً لإيمانهما، أن المصير المشترك، والهدف المشترك، يحملهما بالضرورة إلى الوجهة نفسها، تحت لافتة كبيرة أبرز محاورها السلم والاستقرار، والتعاون.
اهتمام مشترك
ورغم أنها ليس أول زيارة للمسؤولين السعوديين والإماراتيين إلى باكستان، لمحاولة حل أزمة كشمير، إلا أنها أول زيارة من نوعها، تعكس إضافة إلى الحرص على نزع فتيل التوتر بين البلدين الجارين، الرغبة في إرساء دبلوماسية جديدة، قوامها التكامل الفعلي والتنسيق في المواقف، وعند التعامل مع الملفات المختلفة سواءً ما تعلق منها بالتعاون الثنائي، أو متعدد الأطراف، لتكون المقاربة المشتركة لملف أزمة كشمير، منطق هذا التوجه الدبلوماسي الجديد في البلدين.
رؤى موحدة
ولم تستغرب الأوساط السياسية والإعلامية هذه الزيارة المشتركة، في تعبير حقيقي عن توافق الرؤى التاريخي المتأصل بين السعودية والإمارات، الذي تطور فعلاً إلى توافق تام بين البلدين على مجمل القضايا السياسية، والاقتصادية، والأمنية، والاجتماعية التي تمس المنطقة العربية، أو الإقليم أوالعالم بشكل عام.
وهذا ما أكده ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أمس الأربعاء،عندما قال، إن "الإمارات والسعودية شراكة الخندق الواحد في مواجهة التحديات المحيطة. والهدف الذي يجمعنا، هو أمن السعودية والإمارات واستقرار المنطقة، يجمعنا مصيرنا ومستقبلنا".
الأزمة اليمنية
وعلى هذا الأساس فإن من المنتظر، أن تتعزز هذه المقاربة أكثر في الأيام القليلة المقبلة، في اليمن، أين يشترك البلدان في تحالف عسكري، ولكن أيضاً ميثاق سياسي واجتماعي وإغاثي وإنساني، وهو التنسيق الذي سيشهد قفزةً منتظرةً بعد التطورات الأخيرة المتسارعة التي مر بها اليمن، والتي كانت عامل دفع إضافي، عجل بمزيد التقارب بين العاصمتين والبلدين، لتجاوز المشاكل الظرفية، والتفكير المشترك في الحلول الاستراتيجية للتحديات التي تمر بها المنطقة، وهو ما لم تنتظره إطلاقاً بعض الجهات التي سعت جاهدة على امتداد الأسابيع الماضية، إلى محاولة التأثير على صلابة الصخرة السعودية الإماراتية، التي سفهها البيان السعودي الإماراتي المشترك، الصادر منذ أيام قليلة، لتأتي الزيارة المشتركة وما أطلقته من مقاربة موحدة، لتقبر أي مشروع أو محاولة مماثلة في المستقبل، سواء من قبل حزب الإصلاح في اليمن، أو قناة الجزيرة في قطر، أو غيرها من المنصات الإعلامية، على تويتر وشبكات التواصل الاجتماعي، التي حاولت بذر نبتة الشقاق، فحصدت مرارة الخيبة والفشل.