تحليلات
مسرحيات ميدانية..
مسلسل تصفية رموز الشرعية.. لماذا يُكتب له الفشل مجدداً؟
نجاة محمد علي المقدشي من هجوم صاروخي شنه الحوثيون
طالعتنا وسائل إعلام الإخوان اليمنية وغير اليمنية، بخبر تعرضِ وزير دفاع الشرعية لعملية اغتيال فاشلة في مارب، وسقط على إثرها ستة من الكومبارس بين قتيل وجريح.
تأتي عملية اليوم بعد عملية أخرى مماثلة بالأمس، حيث تعرض وزيرين آخرين في الشرعية، هما الميسري والجبواني، لعملية اغتيال مماثلة انتهت هي الأخرى بالفشل، ولم يصب خلالها أحد، بما في ذلك كومبارس الوزيرين.
ومع تضاعف أعداد عمليات الاغتيال الفاشلة ضد قيادات في حكومة الشرعية، يتبادر إلى الذهن سؤال جوهري وحساس في الوقت ذاته.
لماذا كل الاغتيالات الموجهة ضد الإخوان تنتهي بالفشل، على خلاف تلك التي تستهدف خصومهم؟
فعلى سبيل المثال تعرضت عدن بين أغسطس 2015 وأغسطس 2019 (وهي فترة تواجد الإخوان في عدن) لعدد لا حصر له من الاغتيالات الناجحة، ابتداءً بجريمة اغتيال المحافظ الشهيد جعفر محمد سعد وانتهاءً بجريمة الجلاء التير راح ضحيتها الشهيد أبو اليمامة والعشرات من رفاقه.
ولكن الحال يختلف تماماً عندما يكون الضحية محسوباً على جماعة الإخوان المسلمين، حيث ينجو المقصود بالاغتيال بأعجوبة، وفي بعض الاستثناءات يذهب ضحيتها ثلة من الأسماء الهامشية، كما حدث اليوم مع الوزير المقدشي.
والسبب هو أن تلك العمليات تتم على يد نفس المخرج، وهو يريدها ناجحة هنا، وفاشلة هناك، حسب رغبات أسياده في قطر وغير قطر.
فقطع يد إرهاب الإخوان في عدن أحدث هزة ارتدادية في إرهابهم، جعل منها تدوش دون أن تصيب، والهدف هو إفشال الاتفاق السياسي القادم برعاية المملكة العربية السعودية.
ومع تلك المسرحيات الميدانية، ينظم المخرج نفسه مسرحيات أخرى سياسية أثمرت حتى اللحظة في تأجيل التوقيع على الاتفاق للمرة الخامسة.
وقد يضطر الإخوان إلى تكثيف تلك المسرحيات على الصعيدين خلال الأيام القادمة، فهم يرون في تلك الخطوة السعودية نهاية وشيكة لمناصبهم ومصالحهم، التي تقتضي بقاء القيادة الجنوبية مهمشة، ولا تتدخل في محاسبة من يتآمرون على شعب الجنوب.
وقد رأينا أبواق الإخوان وعلى رأسها قناة الجزيرة القطرية، تعلن عن تلك العمليات أولاً بأول، وأحياناً حتى قبل معرفة المستهدف نفسه. وتبدأ سلسلة من الحوارات التحليلية عن طبيعة الجهات المنفذة، وتحوم كالعادة حول الإمارات العربية المتحدة، التي جعل منها لصوص الشرعية شماعة لتعليق كل أخطائهم وفشلهم، وذريعة لاستهداف الجنوب وشعبه وثرواته.
وكل تلك الحملات المغرضة ضد الإمارات تم بتمويل وتخطيط قطري واضح، بعد أن أفشلت أبوظبي كل مشاريعها التدميرية في الجنوب والعالم العربي.
وستستمر تلك المسرحيات الشمالية الإخوانية، طالما استمرت قطر في رعاية الإرهاب، ودعم وتمويل كل مفلسي الشمال من أجل الإضرار بأعدائها اللدودين في دولتي الجنوب والإمارات العربية المتحدة.