قضايا وحريات
يدفعون ثمن تدمير الانقلابيين للمشافي
الكوليرا حرب أخرى يخوضها اليمنيون
وقالت مصادر طبية في صنعاء لـ24، إن "عشرات الأشخاص قضوا جراء الوباء وأن الكثير من الوفيات لم يحصلوا حتى على شهادة وفاة والكثير منهم توفي في منزله".
أوضاع كارثية
وأضاف طبيب في مستشفى حكومي بصنعاء: "الوضع هنا كارثي، الجميع منشغل بالحرب، لم يعد يهمهم أمر الإنسان، نحن في كارثة حقيقية، خلال الأسابيع الماضية توفي العشرات في عدة مشافٍ بصنعاء، لكن وزارة الصحة (التابعة للانقلابيين) ترفض الإفصاح عن أرقام الوفيات لكنهم كثر بكل تأكيد".
وتابع: "خلال نوبتي في الأسبوع المنصرم بالمستشفى توفي 7 منهم 5 نساء".
حرب الكوليرا
وقال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه خشية تعرضه للاعتقال من قبل الانقلابيين: "اليمنيون يخوضون حرباً مع الكوليرا لكنهم ينهزمون نظراً لعدم توفر الإمكانيات، الجميع وظف إمكانيات البلد في حرب عبثية وضد الشعب اليمني، صنعاء بحاجة إلى حملة نظافة وتعقيم للكثير من الأماكن".
وقالت وزارة الصحة في حكومة الانقلابيين بصنعاء، إن نحو 1700 شخص أصيبوا بالوباء في المحافظات الواقعة تحت سيطرتهم وهي (صنعاء، إب، حجة، ذمار، عمران، تعز، ريمة، البيضاء، الجوف)، لكن رفضت الكشف عن عدد الوفيات، إلا أن هناك تأكيدات لمنظمات محلية يمنية تفيد بوفاة أكثر من 50 شخصاً في المحافظات والمدن المحتلة، ففي حجة وحدها توفي 18 مصاباً وفقاً للعديد من المصادر.
المشافي معطلة
وأكد مسؤول حكومي في مكتب الصحة بصنعاء، أن "الحرب تسببت في إغلاق الكثير من المشافي والمراكز الطبية والبعض منها تحول إلى ثكنات عسكرية، نظراً لاستهداف المعسكرات، ومراكز أخرى تحولت إلى منازل".
من جهتها، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر وفاة 115 يمنياً بمرض الكوليرا خلال الأسبوعين الأخيرين.
وأوضحت المنظمة أن هناك نحو 8 آلاف آخرين مصابين بالمرض، وهذه هي المرة الثانية التي تنتشر فيها الكوليرا خلال أقل من عام في اليمن.
ودعت الحكومة الشرعية اليمنية المنظمات المحلية والدولية إلى تقديم مزيد من الدعم للقطاع الصحي في البلاد لمواجهة وباء الكوليرا المنتشر في عدد من المحافظات وخاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة الانقلابيين.
وشددت وكيلة وزارة الصحة العامة والسكان في اليمن إشراق السباعي - خلال اجتماع عُقد في عدن وضم ممثلين عن منظمات الصحة العالمية واليونيسيف ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وشؤون اللاجئين بوزارة الصحة اليمنية- على ضرورة إيجاد الحلول المناسبة وتقديم الدعم والمساعدة للقضاء على وباء الكوليرا.
وطالبت المسؤولة في الحكومية اليمنية الميليشيا الانقلابية بالسماح للمنظمات بدخول صنعاء والمحافظات التي تقع تحت سيطرتهم والقيام بواجبها للحد من انتشار وباء الكوليرا.
وقالت الناشطة في مجال التوعية الصحية، حنان نجيب، إن "الوباء انتشر بشكل كبير في العديد من المدن اليمنية، وخاصة في محافظات شمال اليمن، وأن هناك جهوداً تبذل لمكافحة الوباء".
وشددت نجيب على أهمية الوقاية من هذا الوباء من خلال تعقيم مياه الشرب ونظافة المنازل وأماكن العمل ورش مادة الكلور فيها.
من جهتها، قالت الطبيبة اليمنية الدكتورة سناء مبارك: "الكوليرا تعتبر وباء الكوارث، وهي دائماً ما تأتي عقب الحروب والمجاعات والكوارث الطبيعية".
وأوضحت لـ24: "الكوليرا عموماً أهم علاج لها هو الوقاية، والوقاية سهلة وفي متناول الجميع، أهم شيء العناية بماء الشرب، إذ يتأكد الإنسان أنه يشرب ماء نظيف وبالإمكان تعقيم الماء بالغلي، غسل الفاكهة والخضار بشكل جيد جداً، من الأفضل تجنب المأكولات الجاهزة أو الفاكهة التي لا يمكن تقشيرها".
كوليرا الانقلابيين
اعتبر الصحافي اليمني نبيل القعيطي، أن "الكوليرا وانتشار الوباء في اليمن بهذا الشكل الكبير ولأول مرة، سببه التدمير الذي طال المشافي والمراكز الصحية ومنع وصول الأدوية من قبل الميليشيات الانقلابية".
وأضاف القعيطي لـ24، أن "الانقلابيين دمروا كل شيء في اليمن، وباتت الكوليرا حرب أخرى يخوضها اليمنيون ضد هذه المليشيات الطائفية".
وشدد القعيطي على أهمية تحرير ميناء الحديدة، لما لذلك من أهمية لوصول المساعدات والأدوية وإنقاذ اليمنيين من شبح المجاعة وكذا من وباء الكوليرا.
واتهم القعيطي الانقلابيين بإخفاء أرقام الوفيات في المدن الواقعة تحت سيطرتهم. مشيراً إلى أن الآلاف من اليمنيين في الشمال أصيبوا بالوباء، وأن الوفيات يصلوا إلى الـ150 شخص وفقاً للعديد من المعلومات التي حصلنا عليها.
وفي جنوب اليمن المحرر، أكدت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي أنها سوف تواصل دعم قطاع الصحة في مدن اليمن المحررة ومواجهة وباء الكوليرا الذي انتشر في العديد من المدن والبلدات اليمنية. كما وسجلت حالات وفاة وإصابات في أبين وعدن.
وقال نائب الهيئة في عدن محمد الكتبي، "لن يقف الهلال الأحمر الإماراتي عن دعمه وتقديمه المساعدات الإنسانية في مختلف المجالات ومنها الصحية لعدن ومختلف المحافظات انطلاقاً من رسالته وأهدافه الإنسانية التي تهتم بخدمة الإنسان المتضرر والمحتاج أياً كان وبأي مكان"، مؤكداً أن "رسالة ومناشدة مركز الإمداد الدوائي سيتم أخذها بعين الإعتبار وأن مواجهة وباء الكوليرا تأتي على رأس أولويات الهلال الأحمر الإماراتي".