تحليلات

السعودية منفتحة على حوار مشروط مع إيران..

مسؤول إيراني يؤكد على أهمية الدور العماني في تخفيف التوتر

هل توسط إيران مسقط لفتح حوار مع السعودية؟

الرياض

قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان الأربعاء إن المملكة منفتحة على إجراء محادثات مع إيران في حال أقرت طهران بأنه لا يمكنها دعم أجندتها الإقليمية من خلال العنف.

وأشار إلى أن على طهران أن تتقبل أنها لن تصل إلى أهدافها الإقليمية من خلال اللجوء إلى العنف وهذا قد يكون شرطا أوليا من أجل الحوار الثنائي بين البلدين، مضيفا "نحن مستعدون للتفاوض مع طهران، إلا أن هذا بيد إيران بشكل كامل".

وجاء الإعلان السعودي على ما يبدو ردا على تصريحات محمود واعظي مدير مكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني قال فيها إنه ينبغي على طهران والرياض أن تعملا معا لحل الخلافات بينهما، مشددا على أن علاقات إيران مع السعودية ينبغي ألا تصبح مثل علاقات إيران مع الولايات المتحدة.

وتطلق إيران من حين إلى آخر إشارات حول رغبتها في فتح حوار مع السعودية وإعادة تطبيع العلاقات الدبلوماسية المقطوعة منذ يناير/كانون الثاني 2016 على اثر تساهل السلطات الإيرانية مع محتجين اعتدوا على البعثات الدبلوماسية للمملكة في مشهد وطهران احتجاجا على إعدام الرياض نمر النمر رجل الدين الشيعي بعد ثبوت تورطه في الإرهاب.

إلا أن الإشارات الإيرانية التي تبدو في ظاهرها جنوحا للسلم وبوادر حسن نية لا يمكن أن تقرأ بعيدا عن سياقاتها وظروفها وتوقيتاتها، فهي عادة مرتبطة بحجم الضغوط التي تتعرض لها طهران محليا ودوليا.

وتحدث واعظي عن التوترات المتصاعدة بين طهران والرياض في الأشهر الأخيرة، داعيا إلى حل الخلافات بين البلدين بالحوار وبالتعاون معا، فيما تأتي دعوته بعد يوم واحد من زيارة وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي لطهران وهي الأولى له بعد وفاة السلطان قابوس وتولي السلطان هيثم بن طارق السلطة.

وقال إن المحادثات بين بن علوي والمسؤولين الإيرانيين تركزت على الأمن الإقليمي، مضيفا "عُمان تطل على مضيق هرمز من جانب وإيران على الجانب الآخر، ويجب أن یكون بیننا الكثير من التفاعل".

ولم يشر المسؤول الإيراني إلى دور عماني محتمل في تهدئة التوتر مع السعودية، إلا أنه شدد على أهمية سلطنة عمان ضمن جهود تعزيز أمن الملاحة البحرية في هرمز.

 

سلطنة عمان لعبت أدوار وساطة في ملفات اقليمية ودولية من ضمنها الملف النووي الايراني والمحادثات بين ممثلين عن الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران

وعادت سلطنة عمان لتنشيط دبلوماسيتها على خطى الراحل سلطان قابوس في إشارة واضحة إلى أن السلطان الجديد هيثم بن طارق سيبقي على السياسة الخارجية التي انتهجتها عمان لعقود.

ولعبت سلطنة عمان في عهد السلطان الراحل أكثر من دور وساطة في أكثر من ملف اقليمي ودولي حارق من ضمنها المحادثات التي أفضت الى الاتفاق النووي الايراني في العام 2015 ومحادثات بين الحوثيين وممثلين عن الحكومة اليمنية في مسقط. كما دخلت على خط الأزمة السورية.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2015 زار بن علوي دمشق والتقى بالرئيس السوري بشار الأسد وهو الوزير الخليجي الوحيد الذي زار حينها سوريا التي عادت اليها في زيارة ثانية في يوليو/تموز 2019 والتقى خلالها بالأسد وكبار المسؤولين في نظامه.

وبحسب موقع 'إيران اينترناشنال' قال واعظي الأربعاء على هامش اجتماع أسبوعي للحكومة الإيرانية "المملكة العربية السعودية دولة إسلامية. کانت لدينا علاقات جيدة مع الرياض في الماضي ونعتقد الآن أنه من مصلحة المنطقة أن یحل البلدان مشاكلهما معا".

وبالإضافة إلى تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران، دخلت إيران في معركة ليّ أذرع مع الشركاء الأوروبيين في الاتفاق النووي الموقع في العام 2015 بعد أن فعّل الأوروبيون آلية لفض النزاعات يمكن بموجبها إعادة الملف النووي إلى مجلس الأمن وفرض عقوبات أممية على إيران لتمسكها بانتهاك التزاماتها النووية.

كما تأتي هذه الإشارات في الوقت الذي تواجه فيه طهران عزلة دولية متفاقمة على اثر إسقاطها طائرة ركاب أوكرانية بصاروخ قالت إنه أطلق بالخطأ ما تسبب في مقتل جميع الركاب وعددهم 176. وتدرس دول أوروبية إجراءات الرد القانوني على إسقاط الطائرة الأوكرانية.

ولا يمكن أن يكون موقف واعظي موقفا شخصيا حيث أنه يشغل منصب مدير مكتب الرئيس الإيراني وبالتالي فإن تصريحاته تلزم الحكومة وتتناغم مع موقفها.

لكن الظرف الذي أطلق فيه المسؤول الحكومي الإيراني تصريحاته تشير بكل وضوح إلى شعور طهران بوطأة الضغوط الخارجية وأن الوضع الراهن يحتم عليها تخفيف جبهات المواجهة.

وتناور الحكومة الإيرانية من حين إلى آخر بورقة التفاوض لكسب الوقت أو للإيهام بحسن نواياها بينما تشير أنشطتها على الأرض إلى عكس ما تعلنه.   

ولا ترفض السعودية الحوار مع إيران إلا أنها تشترط تخليها عن أنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة والتوقف عن تمويل وتسليح وكلائها، مشككة أصلا في أن يكون لدى طهران رغبة في إنهاء أسباب التوتر.

واتهمت الرياض وواشنطن مرارا طهران بتأجيج التوترات في المنطقة وبالمسؤولية عن اعتداءات إرهابية كان آخرها في 14 سبتمبر/ايلول 2019 حين تعرضت منشأتي نفط لشركة أرامكو لهجوم صاروخي تسبب في توقف نحو نصف إنتاج المملكة من الخام لأيام.

كما اتهمتا الحرس الثوري الإيراني بالوقوف وراء عمليات تخريب 6 ناقلات نفط بينها ناقلتان سعوديتان قبالة سواحل الإمارات وفي مضيق هرمز.

وتدعم إيران أيضا ميليشيا الحوثي في اليمن بالسلاح والمال وهاجم المتمردون أهداف مدنية سعودية بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة إيرانية الصنع.

لكن واعظي قفز على كل تلك الحقائق، مركزا فقط على ضرورة فتح الحوار وحل الخلافات بين طهران وواشنطن بشكل ثنائي.      

وقال "لم يكن هناك نقاش قط بعدم تبادل الرسائل أو قطع العلاقات بين إيران والسعودية"، داعيا غلى عدم مقارنة التوتر بين الرياض وطهران بالتوتر القائم مع الولايات المتحدة.

وبحسب المصدر ذاته قال مدير مكتب روحاني "يجب أن لا تشبه العلاقات مع المملكة العربية السعودية قضية طهران وواشنطن"، موضحا أن بعض المشاكل بين بلاده والمملكة سببها الحرب اليمنية.

وليست هذه المرة الأولى التي تغازل فيها طهران الرياض من بوابة حل الخلافات بشكل ثنائي، إلا أن الدعوة تأتي على الأرجح بسبب شعور إيران المتنامي بالعزلة على وقع العقوبات الأميركية وسياسة 'الضغوط القصوى' التي ينتهجها الرئيس الأميركي لدفع طهران للتفاوض تحت الضغط على اتفاق جديد أكثر صرامة حول برنامجيها النووي والصاروخي ولكبح أنشطتها المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط.

وقد سبق لوزیر الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن أعلن استعداد بلاده للتفاوض مع السعودية وتخفيف التوترات، في خطوة تزامنت مع اتجاه أوروبا للتشدد حيال طهران بشأن الملف النووي وتفعیل 'آلية فض النزاع' من قبل بريطانيا وفرنسا وألمانيا.

وحول تهديدات ظريف بإمكانية الانسحاب من معاهد حظر الانتشار النووي وهو التهديد الذي نددت به الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون، قلّل واعظي من حدّة الإعلان الرسمي، قائلا "لم يتم أي تفاوض أو مباحثات في الحكومة بشأن الانسحاب من المعاهدة".

وأشار إلى أن أي قرار ستتخذ إيران يبقى رهين أي خطوة باتجاه إحالة الأطراف الدولية للملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي، قائلا  "إذا حاولت الولايات المتحدة أو أي من الأطراف إحالة القضية الإيرانية إلى مجلس الأمن، فستقرر إيران اتخاذ إجراءات أكثر صرامة وسيكون الخروج من معاهدة حظر الانتشار النووي واحدا من هذه الإجراءات".

الكاتبة الكردية سركول الجاف لـ(اليوم الثامن): نضال الإيرانيين قضية تخص كل شعوب الشرق الأوسط


أثر التغيرات المناخية وتباين هطول الأمطار على دخل الأسر.. دراسة حالة محافظة الحديدة اليمنية


التحسن الاقتصادي في جنوب اليمن وأثره على تاجرات الأسواق الإلكترونية


12 يومًا هزّت طهران: كيف كشفت الحرب القصيرة ضعف الردع الإيراني؟