تقارير وتحليلات
وريث الظواهري والجيل المؤسس..
مركز دراسات: مقتل الريمي خسارة للقاعدة وهذه علاقته بإخوان اليمن
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، فجر الجمعة 7 فبراير 2020، أن القوات الأمريكية قتلت زعيم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية خلال عملية في اليمن، مما يضع تساؤلات حول مصير التنظيم الإرهابي في اليمن بعد مقتل الريمي ابرز المرشحين لوراثة ايمن الظواهري في قيادة تنظيم أسامة بن لادن.
وذكر موقع "بوابة الحركات الاسلامية" وهو مركز دراسات متخصص دراسة الإسلام السياسي والاقليات في تقرير لها "زعيم القاعدة الصريع يدعي قاسم عبده محمد أبكر أو «قاسم الريمي» الملقب «أبوهريرة الصنعاني» ولد في 5 يونيو 1978 في اليمن، يشكل أبرز قيادات تنظيم القاعدة والمرشح لتولي قيادة التنظيم بعد ايمن الظواهري، وايضا هو الرجل الأبرز في فرع التنظيم باليمن والجزيرة العربية، ومقتله يشكل خسارة استراتيجية للتنظيم الإرهابي الذي خس ابرز قياداته أصحاب الخبرات والمعاصرين لأسامة بن لادن، ان ان انهاء الجيل الأول «المؤسس» من التنظيم الارهابي.
وفي 16 يونيو أصبح الريمي قائد تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» خلفاً لناصر الوحيشي الذي قُتل بغارة لطائرة بدون طيار في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت شرق اليمن، وذلك بعد أن أقسم الولاء لزعيم القاعدة أيمن الظواهري.
ظهر الريمي في فيديو بتاريخ 7 مايو 2017، حث فيه المؤيدين له الذين يعيشون في الدول الغربية على شن هجمات «سهلة وبسيطة». كما أشاد بعمر ماتين الذي قتل 49 شخصاً بإطلاق النار في ملهى ليلي في أورلاندو في فلوريدا في يونيو/تموز 2016.
في يناير 2017، كان الريمي هدفا لهجوم شنه فريق من القوات الخاصة الأمريكية على مقر تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» في اليمن. وأسفر الهجوم حينها عن مقتل 14 قيادياً من تنظيم «القاعدة» باليمن لم يكن بينهم الريمي.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، في 18 أكتوبر 2018، عن رفع قيمة المكافأة التي ستقدمها مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقال زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في اليمن قاسم الريمي، وقالت إنّ الولايات المتحدة قررت رفع المكافأة التي تؤدي إلى تحديد مكان الريمي واعتقاله من 5 ملايين دولار إلى 10 ملايين دولار.
يذكر أن ريتا كاتز، مديرة موقع «سايت» المهتم بمتابعة تحركات وبيانات الجماعات المتطرفة على الإنترنت، كانت أضاءت السبت الماضي على أهمية مقتل القيادي في تنظيم القاعدة قاسم الريمي إثر غارة أمريكية دون طيار في جزيرة العرب.
وأشارت ريتا كاتز إلى أنه وعلى الرغم من انخفاض حيوية جماعة الريمي في السنوات الأخيرة، إلا أنه لا يزال خطيرا، فتلك الجماعة كانت قد اتخذت في اليمن نهج داعش والحوثيين نفسه، بحسب تعبيرها. وأضافت أنه لو تأكد خبر مقتل الريمي، فإنها ستكون بمثابة ضربة كبيرة لتنظيم القاعدة بأكمله، فالإرهابي القتيل كان مرشحا لخلافة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.
من جانبه قال رئيس صحيفة اليوم الثامن، صالح ابوعوذل، أنه بعد اعلان الولايات المتحدة الأمريكية أن قاسم الريمي، قد قتل في الغارة الأمريكية التي نفذتها طائرة أمريكية (بدون طيار)، لكن التنظيم واشد فروعها تطرفا اليمن، لم يؤكد الخبر ولم ينع رحيله.
وأوضح ابوعوذل لـ"بوابة الحركات الاسلامية"، أن غارة أمريكية نفذتها طائرة بلا طيار واستهدفت منزلا في مأرب اليمنية الخاضعة لسيطرة الإخوان والمعقل الرئيس تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، في أواخر يناير المنصرم، وعلى الارجح انه كان المخبئ الأخير لزعيم القاعدة قبل ان يلقي حتفه.
وأضاف أبوعوذل أن عشرة ملايين دولار أمريكي، ربما هي من اودت بحياة الريمي، فهذا الرقم الذي طرحته واشنطن كمكافئة لمن يدلي بمعلومات عن قاسم الريمي، وبالفعل ربما استغل متعاون محلي في مأرب الاحداث في جبهة نهم غربي مأرب ليحدد للأمريكيين مكان الريمي الذي قتل في الغارة.
وقال ابوعوذل إن مقتل الريمي يعني ان خسارة فادحة وكبيرة قد مني بها التنظيم، لكن خليفة الأمير السابق ناصر الوحيشي، خسر الكثير من القيادات الموالية له منذ ان تسلم مقاليد قيادة التنظيم في العام 2015م، ناهيك عن ان الولايات المتحدة الأمريكية قد فرضت عقوبات على كبار ممولي التنظيم وهم مسؤولون في حكومة الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي، والعقوبات التي فرضتها الخزانة تسببت بتراجع التنظيم الذي تعرض ايضا لهزائم عسكرية في الجنوب وخاصة في أبين وشبوة وحضرموت، قبل ان تفر قياداته إلى البيضاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين ومأرب معقل الإخوان.
وأوضح ان حاول الإخوان تعويض تلك الانتكاسات بإبرام صفقات مع الحوثيين لإطلاق سراح قيادات بارزة في التنظيم البعض منهم مر على اعتقالهم نحو عشرة اعوام، في سجن الأمن السياسي بصنعاء.
والريمي المولود في منطقة سنحان مسقط رأس نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر، يعد نائب زعيم تنظيم قاعدة الجهاد أيمن الظواهر، ومقتله بكل تأكيد ضربة قاصمة ومربكة لتنظيم القاعدة، خاصة بعد ان استعاد التنظيم سيطرته على شبوة النفطية وأجزاء من أبين وصولا إلى ساحل بحر العرب، حيث يتحرك التنظيم بحرية في ظل سيطرة قوات عسكرية تابعة للإخوان.
وحول أوجه النشاط المستقبلية للقاعدة في اليمن، قال ابوعوذل:«اعتقد ان تنظيم القاعدة سيركز على اختيار خليفة للريمي من محافظة شبوة لمحاولة البقاء في المحافظة النفطية التي قد تمكن التنظيم من اعادة ترتيب صفوفه».
وأضاف :«ولكن من المؤكد ان تنظيم القاعدة لن يتمكن من استعادة ترتيب صفوفهم فيما اذا تم اخراج مليشيات الإخوان من شبوة، فمن المهم ان تم محاصرة التنظيم في نطاق جغرافي صغير كـمأرب».