تقارير وتحليلات
دفع 15 مليون دوولار كفدية
كيف أنقذت قطر القاعدة في اليمن من أزمة مالية؟
وقبل 3 أعوام شنت قبائل أبين وشبوة مسنودة بوحدات من الجيش اليمني معارك ضد تنظيم القاعدة، الأمر الذي تسبب بأزمة مالية للتنظيم، دفع الدوحة إلى تقديم مبلغ 15 مليون دولار أمريكي ذهبت إلى التنظيم وعناصر قبلية مرتبطة به في شمال اليمن.
ويقول مدير الوكالة الدولية للصحافة والدراسات الاستراتيجية (ايجيس) جمال العواضي، إن قطر قدمت دعماً لتنظيم القاعدة في اليمن بمبلغ وقدره 15 مليون دولار، تحت ذريعة فدية وإنقاذ مواطنة سويسرية كان التنظيم قد اختطفها للمطالبة بفدية.
بناء شبكة إرهاب دولية
ولم تكتف الدوحة ببناء علاقات ودعم تنظيم القاعدة في اليمن، بل استطاعت بناء شبكة إرهاب دولية من أفغانستان إلى اليمن مروراً بباكستان وسوريا وليبيا، معتمدة على علاقاتها السابقة مع قيادات الصف الأول في تنظيم القاعدة الذي توزع في دول عديدة مع موجة الربيع العربي.
ويقول العواضي "إن الدعم القطري المباشر وغير المباشر شكل أهم قنوات الدعم للتنظيم في اليمن، حيث كان يتمثل الدعم بتقديم الدوحة أموالاً على شكل فدية مقابل إطلاق مختطفين لدى التنظيم، ودفعت بذلك شيوخ قبائل وشخصيات أمنية وعسكرية إلى ممارسة عمليات الاختطاف كمهنة مربحة من خلال بيع المختطفين لتنظيم القاعدة الذي بدوره يفرج عنهم بعد تسلم مبالغ كبيرة من دولة قطر".
وإحدى هذه العمليات التي نفذتها الدوحة، يقول جمال "كانت قبل أقل من 3 سنوات، حين كان تنظيم القاعدة يمر بأزمة مالية خانقة نتيجة الحرب المفتوحة التي شنها الجيش اليمني حينذاك على التنظيم".
اختطاف القاعدة لمواطنة سويسرية
وتتمثل الواقعة في عملية اختطاف القاعدة لمواطنة سويسرية ودخول قطر على خط التفاوض مع القاعدة لإطلاق المختطفة مقابل مبلغ مالي كبير قدمته الدوحة للقاعدة وصل إلى 15 مليون دولار منه 10 ملايين دولار للتنظيم و5 ملايين دولار لشخصيات قبلية ذات علاقة بالتنظيم، وكادت حينها أن تسبب العملية أزمة وقطيعة بين اليمن والدوحة، بسبب التصرفات غير المقبولة التي قام بها الوفد القطري الذي دخل اليمن عبر مطار صنعاء، كونه وفداً من رجال الأعمال بصحبة شخصية دبلوماسية ودون التنسيق مع الجانب اليمني.
وفي ذات اليوم، يذكر العواضي "عاد الوفد القطري إلى مطار صنعاء ليغادر إلى الدوحة ومعه السفير القطري والمواطنة السويسرية، والتي عرف بها السفير بأنها مستشارته، غير أنه تم منعهم من المغادرة ليقوم السفير القطري بالتهجم على قادة الوحدة الأمنية والموظفين بالمطار، واستدعاء وكيل جهاز الأمن القومي الذي حضر بعد ذلك للسماح بمرور الوفد القطري والسفير والمختطفة، بينما الوفد جميع أعضائه من عناصر المخابرات القطرية وليسوا رجال أعمال".
كيف تم التعاطي مع العملية؟
وحين وصل الوفد الدوحة تم التعاطي مع العملية؛ كونها نصراً كبيراً للدوحة وإنجازاً إنسانياً، بينما هي عملية تمويل مباشرة لتنظيم إرهابي، حيث فتحت هذه العملية أبواب الاختطافات بصورة كبيرة في اليمن من أجل الحصول على أموال من دولة قطر التي حققت ما تريد بطريقة ملتوية.
وأضاف العواضي "هذه العملية هي مثال على التصرف القطري حيال ملفات شائكة واستثمار الجماعات المنفلتة والمتطرفة لخدمة مشاريعها التخريبية ضد جيرانها وأشقائها العرب والمسلمين".
نهج قطر في دعم الإرهاب
ولازال النهج القطري في دعم وتفريخ الجماعات الإرهابية قائماً وفي بلدان عديدة من ضمنها اليمن بالتوازي مع سلوك قطري للتدخل في شؤون الدول ومحاولة تفتيتها من الداخل وإعلاء شأن المليشيات والعصابات على الدول ومؤسساتها.
جدل أوروبي إثر الفدية القطرية
وأثارت فدية قطر للإفراج عن الرهينة السويسرية المختطفة "سيلفيا ايبرهارت" (36 عاماً) انتقادات الصحافة الأوروبية حينها والتي تحدثت عن تورط كبار شخصيات العائلة الحاكمة في قطر، في تلك الدولة الغنية بنفطها، في دعم واحدة من أكثر الجماعات الإرهابية وحشية وهو تنظيم داعش، فضلاً عن دعم القاعدة والإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية المتطرفة في ليبيا وسوريا والعراق.
وعلقت صحيفة الـ"تليغراف" على العملية بالقول: "إن قطر هي الراعي الرئيس لجماعات التطرف الإسلامية في الشرق الأوسط".
وقال وكيل إدارة مكافحة الإرهاب في وزارة الخزانة الأمريكية ديفيد كوهين في مقابلة معه: "وحدها الدول التي صنفتها الولايات المتحدة على أنها دول راعية للإرهاب، هي التي تقدم المزيد من الأموال للجماعات المتطرفة أكثر من الفدى، لكن الفدى مازالت المصدر الرئيس لتمويل الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة في اليمن وشمال أفريقيا ومصدراً مهماً لمثل هذه الجماعات في سوريا والعراق".
20 مليون دولار من قطر للقاعدة في اليمن
وقدر ديفيد كوهين حينها تدفق أموال الفدى لمثل هذه الجماعات خلال الفترة بين (2004-2012) بـ120 مليون دولار، وقال إن "فرع تنظيم القاعدة في اليمن وحده جمع ما لا يقل عن 20 مليون دولار من هذه الفدى القطرية".