تقارير وتحليلات

أنقرة والدوحة تحاربان للسيطرة على عدن..

تقرير: كيف يستدعي إخوان السعودية التدخل التركي في المنطقة؟

تنظيم الإخوان المسلمين الدولي يعمل لتحقيق مطامع اردوغان في المنطقة العربية - ارشيف

تلقي المواجهات العسكرية في بلدة شقرة بأبين شمال شقر العاصمة عدن، بظلالها على الموقف الاقليمي، فالحرب التي تخوضها القوات الجنوبية (دفاعا) ضد مليشيات إخوان اليمن المدعومة من قطر وتركيا، طغت على احداث المنطقة بما في ذلك الاحداث المشابهة في ليبيا.

الحرب في أبين

 

بدأت الحرب في أبين، بهجوم شنته مليشيات الإخوان على مواقع القوات الجنوبية في بلدة الشيخ سالم، الا ان الهجوم انكسر لأكثر من اربع محاولات تكبدت خلالها المليشيات خسائر فادحة في الارواح والعتاد.

وسيطرت القوات الجنوبية على اللواء 115 الذي اسر قائده العميد سيف علي القفيش، إلا ان الحرب لا تزال تدور رحالها في أكثر من جبهة خاصة تلك التي مع الحوثيين.

 

موقف قطري تركي واضح

 

على الرغم من التحذيرات التي اطلقت لمنع أي مواجهات مسلحة وتوظيف الجهود لمواجهة جائحة كورونا الفيروس المستجد الذي يضرب العالم وعدن، الا ان الدافع الاقليمي كان الأبرز من خلال الموقف القطري التركي الذي كان واضحا في دعم المليشيات للسيطرة على زنجبار عاصمة محافظة أبين.

ترى قطر ان الحرب مع جارتها السعودية قد دخلت معركة كسر العظم وان المقاطعة التي تتزعمها الرياض والقاهرة وابوظبي والمنامة، لن ترفع الا بالسيطرة على عدن وباب المندب وخليج عدن، والسيطرة على ذلك، تعني هزيمة كبيرة للسعودية التي تقود أكثر من معركة ضد مشروع الخلافة التركي الذي يسعى تنظيم الإخوان لتحقيقه.

إخوان السعودية جنود اردوغان

سياسيون وقادة في تنظيم الإخوان بالسعودية، اتخذوا موقفا مناهضا لسياسة بلدهم الذي يقود التحالف العربي، وانحازوا بشكل واضح وصريح إلى مشروع رجب الطيب اردوغان.

كتاب سعوديون من تنظيم الإخوان الإرهابي، امتدحوا الحرب التي يشنها تنظيم الإخوان على أبين، وساندوا المعركة الإعلامية القطرية، الأمر الذي وضعهم في موضع الاعداء لمشروع بلدهم.

يقول الباحث السعودي البارز د. أحمد الفراج عن إخوان السعودية "مغرد سعودي( حزبي متخفّي) يحرص على التغريد ضد البلد باستذكاء غبي، ولذا تفضحه حسابات المعارضة التي تعيد تغريداته، وهو يفرح ويحتفي بذلك".

وقال الفراج في تغريدة على تويتر "يحتفل العثمانيون العرب باحتلال اردوغان لـ(ليبيا)، يجب أن تعلموا أن اخوان الخليج يعتبرون احتلال تركيا لأي دولة عربية انتصار للأمّة".

مصادر صحافية سعودية، أكدت ان العديد من الحسابات التي بدأت تنشط مؤخرا، باتت تثير مخاوف كثيرة لدى الوسط الإعلامي السعودي، معتبرين ان هذه الاصوات، تعمل ضد سياسية الدولة وهي تدرك ذلك.

وأقر مصدر اعلامي في صحيفة سعودية مرموقة "ان هناك عملية رصد وتتبع للعديد من الحسابات التي تنشط على تويتر وتعادي مشروع التحالف العربي بالهجوم على الحلفاء في الخليج او الحلفاء العرب".

 

إخوان الخليج والفتوى لإردوغان

 

الإخواني الخليجي الكويتي حاكم المطيري اصدر فتوى دينية شدد فيها على أهمية القتال إلى جانب مليشيات تركيا في ليبيا، معتبرا ان ذلك يخدم مشروع الخلافة التي سقطت في الحرب العالمية الثانية.

وقال" إن المعركة الاستراتيجية القادمة للدفاع عن العرب والمسلمين تقودها تركيا، وان على العرب خوض الصراع للدفاع عن مستقبل الأمة الذي قال انه لا يعلمه الا الله".

وشدد المطيري، على أهمية دعم مشروع الإخوان في اليمن، بتعزيز العلاقة لخدمة المعركة الاستراتيجية، والاستفادة من الدروس في ليبيا.

وقال إن "ما يجري في ليبيا معركة إستراتيجية للثورة العربية تستعيد بها الأمة وشعوبها سيادتها المرهونة للحملة الصليبية منذ هزيمتها في الحرب العالمية وسقوط خلافتها وتقسيم أقاليمها وإقامة المحميات الوظيفية التابعة للمحتل الأوربي الروسي الأمريكي وعلى قوى الثورة اليمنية الاستفادة من دورس ليبيا".

وقال الإخواني الكويتي في فتوى نشرها على صفحته في تويتر "يحرم شرعا القتال في صف قوات حفتر وإعانة المحتل الروسي في ليبيا على قتل شعبها وتقسيم أرضها وهو كالقتال مع ميليشيات الأسد وروسيا في سوريا (ومن يتولهم منكم فإنه منهم) وتسقط شرعا عدالة كل من يفتي بجواز القتال معهم أو السمع والطاعة لهم أو إعانتهم على عدوانهم".

 

الدوحة وأنقرة وحلم السيطرة على عدن

 

تكشف الحرب التي تشنها مليشيات الإخوان على أبين، سقوط ما يسمى بالشرعية المدعومة سعوديا، بعد ان أسقطت الحرب ضد الانقلاب الحوثي بفعل التحالف القطري الإيراني.

سقطت مشروعية حكومة هادي التي ذهب جزء منها نحو التحالف القطري التركي الإيراني، فأصبح الرئيس اليمني المؤقت يحلم في اطالة امد سلطته لخمس سنوات قادمة بعد ان انجر وراء الصراع الاقليمي وارتمى في حضن التحالف المضاد للتحالف العربي.

يرى هادي ان نهاية الحرب في اليمن، تعني نهاية حكمه القصير في السلطة، لذلك توسع القتال والصراع يخدم بقائه في الحكم، لكن الموقف السعودي حيال هذا التطور لا يزال غامضاً.

لكن هادي ذاته لا يدرك ان سيطرة الإخوان على الجنوب وعدن تحديداً، يعني بذات الخيار ازاحته وازاحة اتباعه الذين لا ينتمون إلى الإخوان.

لا يمكن أن يسمح الإخوان في اليمن باستمرار هادي رئيسا فيما اذا نجحوا في السيطرة على الجنوب، مع استحالتها فالرجل الذي يحملونه وزر الفشل في جبهات الشمال، قد يكون أول الاوراق التي سيتم احراقها فيما اذا تمكنوا من السيطرة على الجنوب.

مشاريع تنموية إماراتية جديدة في اليمن: دعم للتعليم والطاقة بالساحل الغربي


محكمة الجنايات الدولية تُصدر مذكرات توقيف بحق نتنياهو والغرب ينقسم


إيران على صفيح ساخن: الغضب الشعبي يتصاعد بسبب الأزمات الاقتصادية


محمد محدثين: النظام الإيراني أمام مفترق طرق حاسم وأزمات متفاقمة