تقارير وتحليلات
وحدة خليجية صلبة..
السعودية والإمارات والبحرين يناقشون تطورات اليمن والمستجدات بالمنطقة
بحث وزير الدولة للشؤون الخارجية عضو مجلس الوزراء السعودي عادل الجبير في اتصالين هاتفيين مع وزيري الخارجية الإماراتي والبحريني عبدالله بن زايد آل نهيان وعبداللطيف بن راشد الزياني تطورات الشأن اليمني.
وذكرت وكالة أنباء السعودية (واس) اليوم الاثنين أنه جرى خلال الاتصالين استعراض العلاقات الراسخة وبحث المستجدات في المنطقة.
ويأتي الاتصالان قبل يوم من التوقيع في البيت الأبيض غدا الثلاثاء على اتفاق سلام بين الإمارات وإسرائيل، بالتزامن مع توقيع اتفاق مماثل بين البحرين وإسرائيل.
وأعلنت إسرائيل والإمارات في 13 آب/أغسطس 2020 عن اتفاق بوساطة أميركية لتطبيع العلاقات بينهما، بعد سنوات شهدت تقارباً بين البلدين في وقت اكدت فيه ابوظبي بالدفاع عن المصالح الفلسطينية لتقوم بعدها المنامة بالاعلان عن اتفاق مماثل.
لكن الاتفاق ياتي كذلك مع تصاعد التهديدات التي تطلقها ايران والجماعات المرتبطة بها خاصة الحوثيون في اليمن وجماعة حزب الله في لبنان والميليشيات في العراق وسوريا.
ولوحظ في الفترة الأخيرة حالة الغليان لدى المجموعات الموالية لإيران وصلت الى حد تهديد بتنفيذ هجمات عسكرية ما دفع بالسعودية الى اجراء مباحثات مع جيرانها الخليجيين لمواجهة تلك التهديدات.
وتتخوف السعودية ان يكون الرد الايراني على التوجه الخليجي نحو السلام الشامل بتهديد امن المنطقة انطلاقا من الساحة اليمنية وهي الساحة الرخوة الاكثر اختراقا لاستهداف دول الخليج.
وفي المقابل التهديدات الايرانية ليست مرتبطة اساسا بالاعلان عن اتفاقيات السلام مع اسرائيل فحملة الوعيد والتهديد ليست بالجديدة وهي متواصلة سواء عقدت الدول الخليجية تلك الاتفاقيات او لم تعقدها فطهران حرضت حلفائها في المنطقة على شن هجمات زعزعت امن الخليج بل وقامت بتهديد الممرات المائية باستهداف ناقلات النفط.
لكن رد الفعل الإيراني هو في الحقيقة يعكس مخاوفها من تغير الخارطة الجيوسياسية في المنطقة حيث تحولت إيران واذرعها إضافة الى تركيا وأنصارها الى عدو حقيقي للشعوب الخليجية.
وتتشارك البحرين وإسرائيل نفس العداء تجاه إيران التي تتّهمها المنامة بدعم المعارضين الشيعة وبالسعي إلى التسبّب باضطرابات أمنية على أراضيها، وهو ما نفته طهران مراراً. وشهدت البحرين اضطرابات متقطّعة منذ حركة احتجاج اندلعت في شباط/فبراير 2011 في خضمّ أحداث "الربيع العربي".
ويقول المسؤولون الإسرائيليون ان اتفاق السلام مع الدول الخليجية سيؤدي الى تطوير العلاقات الأمنية والاستخباراتية بينهم لمواجهة تهديدات إيران.
تورطت ايران في تهديد امن البحرين اثر التحركات المريبة التي قامت بها مجموعات شيعية موالية لطهران في 2011 وصلت الى حد استعمال العنف ضد قوات الامن البحرينية.
واعتقلت وحاكمت السلطات البحرينية عشرات من مواطنيها الشيعة في قضايا الارهاب وسحبت منهم الجنسية على خلفية تلك الأحداث.
ولا يستبعد ان تلجا ايران لنفس السياسات عبر نشر القلائل والاضطرابات داخل البحرين واستغلال الطائفة الشيعية لاحداث بلبلة وتنفيذ هجمات دامية على غرار ما حصل في 2011.
اما الإمارات فقد تعرضت لتهديدات بشن هجمات بصواريخ بالستية من قبل الحوثيين لكن يبدو ان المتمردين غير قادرين تقنيا على استهداف ابوظبي.
وستنتظر الشعوب الخليجية حجم الرد الذي ستنفذه ايران واذرعها في المنطقة بعد رفع لواء القضية الفلسطينية في اطار المتاجرة والمزايدة.