تحليلات
نقد للخطاب المتناقض..
قرية عدن الموحشة.. أصبحت ملاذاً للفارين من اليمن الآمن
خلال العامين الماضيين، تزايدت "أصوات البعض"، أن عدن أصبحت قرية ومخيفة وموحشة، وان الناس بدأت الهروب منها صوب مدن اليمن كـ(تعز وإب وصنعاء ومأرب) الآمنة، حتى ان بعض الصحافيين "أصدقاء اللجنة الخاصة"، كتبوا تقارير مطولة، يشرحوا فيها كيف أصبحت عدن قرية موحشة؟، بل ان البعض ذهب إلى القول "إن عدن أصبحت مدينة لا تصلح للعيش فيها".
لم أدر لماذا يكتبوا أصدقاء (....)، وفي عدن يعمل البرنامج السعودي لإعادة الاعمار والذي يتحدث عن قرابة 190 مشروعاً، نفذت في عدن، لأن من غير المنطقة ان تتحدث عن مدينة لا تصلح للعيش فيها، وفي ذات الوقت تتحدث عن تنمية وازدهار، الا إذا كنت مختل عقلياً، أو تعمل لمصلحة "اجندة معادية للسعودية التي تصرف لكم رواتب أو تمول مواقعكم الالكترونية؟.
بمعنى أدق تعتقد أن "من مصلحة السعودية التي تشرف اشرافا كليا على عدن، ان تقول وتزعم ان عدن مزدهرة وان الطرقات والشوارع قد أصبح خالية من الحفر والمطبات وان الطريق البحري الجديد قد دشن العمل فيه وان عدن تستعيد وجهها الحضاري بدعم "المملكة العربية السعودية"، ولكن في ذات الوقت تقول انها لا تصلح للعيش؟.. هات لنا "أي الكذب نصدق؟.
لمصلحة من تقول ان عدن "لا تصلح للعيش"، لا اعتقد ان ضابطا في اللجنة الخاصة السعودية، يدعم توجه كهذا، الا إذا كانت الرياض بعيدة عن ملف عدن والجنوب المحرر، اما وهي لا تزال المتحكم بكل شيء في عدن، علينا ان نسأل سعادة السفير السعودي محمد آل جابر المشرف العام، هل هذا الخطاب الذي يتبناه "من يتم تمويلهم من قبل اللجنة الخاصة"، وهم معروفون بالاسم؟، يخدم التحالف العربي او "جهود السلام التي تقودها السعودية".
كثيرون يروا "ان مصلحة قطر وإيران، اظهار عدن، بأنها مدينة لا تصلح للعيش فيها، وان المسؤولين في عدن قد فشلوا على مدى ثمانية أعوام في النهوض بها"، لكن لا يعقد وهم كثيرون أيضاً "انه ليس من مصلحة السعودية ان تفشل في عدن او ان تسقط عدن في اتون الفوضى التي يخطط لها في الدوحة وانقرة ومدينة صلالة العمانية"؟.. لكن ليس من مصلحة السعودية ان تفشل في "ملف عدن، كما فشلت أو أفشلت في ملف مأرب".
لأنه من الأسف الشديد ما حدث في مأرب، من خيانة وانتكاسة وتسليم أسلحة التحالف العربي للحوثيين "هو بكل المقاييس فشل للسعودية"، والدليل ان القيادة السعودية ممثله بالعاهل سلمان بن عبدالعزيز قد عملت على معالجة هذا الفشل بإزاحة المسؤول الأول عن التحالف العربي.
اجتهد اعلام الإخوان (وبعض الرخاص الجنوبيين)، على تصوير عدن بـ"القرية الموحشة"، وصوبوا سهامهم صوب السلطات المحلية منذ عهد المحافظ الأول بعد التحرير جعفر محمد سعد، وصولا إلى المحافظ الحالي، مرورا باللواء عيدروس الزبيدي، والشيخ عبدالعزيز المفلحي.
قرية عدن أصبح عدد سكانها وفق اقل التقديرات "نحو ثلاثة ملايين نسمة، اغلبهم نازحون أو فارون من "المدن اليمنية الآمنة والمستقرة".. طيب ما تقولوا لنا أيه السر في كل هذا النزوح والفرار صوب عدن، ولماذا اختفت "نغمة عدن للعدنيين، وان البدو وأصحاب يافع والضالع احتلوا عدن"، ما هو نحو اثنين مليون نازح في مدينة صغيرة ومخنوقة، مش برضه احتلال، ام ان الاحتلال فقط من ينتمون لمحافظات "أبين ولحج والضالع"؟.
والله من وراء القصد..
#صالح_أبوعوذل