تحليلات
"اتفاق الرياض" يترنح مجدداً..
تقرير: هادي يرضخ لضغوط إقليمية ويتمرد.. لكن من يحرك الحوثيين
قالت مصادر سياسية يمنية إن الرئيس اليمني المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي، عاد إلى مقر اقامته الاختياري في العاصمة السعودية الرياض، بعد زيارة خاطفة إلى دولة الكويت لتقديم العزاء في وفاة أميرها الراحل، نافية تقارير صحافية تحدثت عن عدم عودته.
وزار هادي الكويت، بدعوى تقديم واجب العزاء في رحيل الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح، وهي الزيارة التي جاءت متأخرة بعد ان بث التلفزيون الرسمي تعزية بعث بها مسؤول في حكومة الحوثيين (غير المعترف بها)، الأمر الذي تفسره مصادر سياسية بأنه قد أزعج هادي، واعتبره اعترافا كويتيا بالحوثيين الموالين لإيران، حكومة أمر واقع في كامل جغرافيا اليمن الشمالي.
اقرأ المزيد من اليوم الثامن: مستشار الرئيس اليمني المؤقت يدعو زعيم الحوثيين إلى السلام
وقال مصدران سياسيان وثيقان الاطلاع لـ(اليوم الثامن) "إن الرئيس هادي عاد إلى مقر اقامته في الرياض، عقب زيارة سريعة إلى دولة الكويت، ناقش فيها مع الأمير الجديد، مستقبل الدعم الكويتي لحكومته المنتهية ولايتها في العام 2014م".
وكان هادي قد وصل الإثنين الـ5 من أكتوبر-تشرين الأول الجاري، لتقديم واجب العزاء وتهنئة الأمير الجديد نواف الأحمد الصباح بمناسبة تعيينه أميرا للبلاد.
اقرأ المزيد من اليوم الثامن: هادي يعلن استعداده للسلام مع الحوثيين ويعود إلى الرياض
وليس بعيداً عن تحركاته هادي وتواريه عن المشهد السياسي، كشفت تقارير إخبارية عن ضغوط تفرضها أطراف إقليمية مناهضة للسعودية التي تدعم حكومة المنفى اليمنية، غير ان هذه الأطراف تبدو حققت نجاحا في سبيل عرقلة جهود السلام التي تقودها قائدة التحالف العربي، الأمر الذي جعل اتفاق الرياض يترنح مجدداً، وسط اتهامات للإخوان بعرقلة تنفيذ الشق السياسي والمتمثل في تشكيل حكومة مناصفة بين الشمال والجنوب، وهو ما يرفضه الذراع القطرية المتحكمة في قرار الرئاسة والحكومة اليمنية.
اقرأ المزيد من اليوم الثامن: تحليل: ما مستقبل شرعية هادي والإخوان وحظوظ الجنوب والحوثيين
وشنت قنوات إخبارية يمنية إخوانية هجوما على سفير السعودية محمد أل جابر ووجهت له اتهامات بالتحكم في قرار الرئاسة اليمنية، الأمر الذي دفع الأخير الى الرد بالتأكيد انه لا يخشى هذا الهجوم، لكن يبدو واضحا ان لا انفراجة في الأزمة المفتعلة في الجنوب، وسط تزايد الأنشطة الاستخباراتية التركية في عاصمة الجنوب عدن.
وقالت مواقع إخبارية محلية ان وفد المجلس الانتقالي الجنوبي هدد بالانسحاب من اتفاق الرياض ومغادرة السعودية بعد اصرار الرئيس اليمني المنتهية ولايته عبدربه منصور على ابقاء المدعو احمد الميسري وزيرا للداخلية، وهو المسؤول المتهم بالتورط في احداث عنف ضربت العاصمة عدن قبل عاميين.
اقرأ المزيد من اليوم الثامن: تحليل: تحالف الإخوان والحوثيين.. ابعد من تقويض استقلال الجنوب
وكشفت مصادر سياسية بالرياض ان هادي يسعى لإفشال اتفاق تشكيل الحكومة واعادة الامر لمربع الصفر من خلال اصراره على ابقاء الميسري والجبواني في منصبيهما بوزارتي الداخلية والنقل.
واعترض المجلس الانتقالي على طلبات هادي وهدد بالانسحاب اذا لم يقوم هادي بتعديل شروطه في ابقاء الميسري بوزارة هو ليس مؤهلا لقيادتها أصلا، فضلا عن انها وزارة سيادية وهامة ودورها هام في استقرار الاوضاع بالمحافظات المحررة.
اقرأ المزيد من اليوم الثامن: تقرير: إعلام ممولا قطريا في مصر والسعودية.. ما جدوى المقاطعة
وبحسب موقع حضرموت 21، فقد ذكر مصدر مقرب من المجلس الانتقالي ان وفد الانتقالي ابلغ السعودية انه سينسحب من اتفاق الرياض في حال تم اعادة الامور لمربع الصفر بإبقاء اي من العناصر التي ارتكبت الافعال المشينة بالجنوب والاغتيالات وارتبط بالإرهاب في اي مناصب وزارية وفي مقدمتهما الميسري والجبواني وعبدالعزيز جباري والمقدشي والاحمر وغيرهم.
اقرأ المزيد من اليوم الثامن: قرية عدن الموحشة.. أصبحت ملاذاً للفارين من اليمن الآمن
ولم تتمكن صحيفة اليوم الثامن من الحصول على معلومات من المجلس الانتقالي الجنوبي بهذا الشأن، غير ان مصادر وثيقة الصلة بالحكومة اليمنية، كشفت عن تحركات قطرية تركية لإفشال تشكيل الحكومة والذي كان من المتوقع ان يكون يوم الرابع عشر من أكتوبر الجاري، والذي يصادف ذكرى ثورة الجنوب ضد الوجود البريطاني.
وقال مصدر مقرب من الرئاسة اليمنية لـ(اليوم الثامن) "إن تصعيد الحوثيين في الحديدة، يأتي في سياق تحركات الدوحة لإفشال جهود الرياض".. لافتا إلى ان الحوثيين أوقفوا معارك مأرب تماماً، وانتقلوا إلى تنشيط معركة الحديدة، لمحاولة ارباك التحالف العربي، وهي تحركات تأتي مصحوبة بالحديث عن وجود خيانات وخلافات في داخل القوات المشتركة هناك، في محاولة لإضعاف القوات المناهضة للانقلابيين هناك.
اقرأ المزيد من اليوم الثامن: تحليل: "كارنيغي".. مراكز أبحاث أم منصة لتضليل الرأي العام
ولا تستبعد مصادر عسكرية ان تكون تحركات الحوثيين مرتبطة بحالة التمرد غير المعلنة من قبل هادي، على اتفاقية الرياض، ورفضه التوصل الى تسوية سياسية مع الجنوبيين، ولو من باب السلام الذي ينشده الرئيس اليمني المنتهية ولايته، مع الانقلابيين الحوثيين الذين اطاحوا به من سدة الحكم في مطلع العام 2015م، قبل فراره إلى عدن.
اقرأ المزيد من اليوم الثامن: أحمد بن بريك: "أصوات نشاز" تحركها قطر لزعزعة استقرار الجنوب
هذا التمرد يوحي بأن هادي قد رضخ لضغوط إقليمية ترجمها تصريحات يطلقها مسؤولون ومستشارون للرئيس اليمني، تتهم التحالف العربي بقيادة السعودية باحتلال اليمن ونهب ثرواته النفطية والغازية.
ويأمل هادي في إطالة امد الصراع المدمر في اليمن، والذي يعني له البقاء طويلا في الحكم وان كان من احد فنادق العاصمة السعودية الرياض، فهذا لا يهم، فالكثير من منابع النفط أصبحت تحت تصرف حلفائه تنظيم الإخوان الذراع القطرية في اليمن.