ناقشت صحف ومواقع عربية تسريبات الرسائل الإلكترونية لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون. ورأى كتاب أن هذه التسريبات تكشف ما وصفته بالمؤامرة الأمريكية والتواطؤ مع جماعة الإخوان المسلمين.

وأشار آخرون إلى أن هذه التسريبات تم استغلالها من قبل الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكذلك من قبل ما وُصِف بأنه "الإعلام الإنقلابي" في مصر.

"مخطط نشر الفوضى"

تحت عنوان "فضيحة الإخوان"، يقول محمد مهاود في "الوفد" المصرية: "لا يخفى على أحد أيضاً أن هيلارى كلينتون كانت تتلقى تقارير شبه يومية منذ اندلاع غضبة الشعب المصرى فى 25 يناير وما يشهده ميدان التحرير من أحداث وما يدور فى أروقة المجلس العسكرى من لقاءات مع بعض رموز العمل الوطنى وبعض قيادات الإخوان المسلمين، واستمرت هيلارى تتلقى التقارير إلى أن غادرت منصبها فى أوائل 2013".

وأضاف "كشفت الإيميلات أن قيادات الإخوان كانت تضع خططاً لإدارة الشؤون الأمنية فى مصر بعد وضع دستور وتشكيل حكومة جديدة وكانت تعليمات الإدارة الأمريكية التى أرسلتها هيلارى للإخوان المسلمين طمأنة قيادات الجيش بأن نفوذهم سيستمر فى ظل الدولة الإسلامية الجديدة التى تسعى قيادات الإخوان للسيطرة بها على مصر".

وتقول هاجر الدسوقي في موقع "بوابة العين الإخبارية" الإماراتية "أثارت الرسائل الالكترونية لهيلاري بما احتوته من وثائق وبراهين حول مخطط نشر الفوضى في منطقة الشرق الأوسط جدلاً واسعاً، طفا على سطحه السؤال الأبرز عن تبعات ذلك الزلزال المدوي سياسياً، لا سيما مع الإفراج عنها قبل أقل من شهر من انطلاق ماراثون الانتخابات الأمريكية".

وتضيف: "المحلل السياسي المصري مايكل مورغان، القريب من دوائر صنع القرار الأمريكي، يرى أن توقيت الإفراج عن الرسائل قبل إجراء الانتخابات الأمريكية له دلالة كبيرة، خاصة أن الحزب الديمقراطي في انتخابات 2016 والحالية يدفع بمرشحين بعينهم كانوا في إدارة أوباما".

"لم يكن ربيعاً عربياً"

ويقول محمود بسيوني في "أخبار اليوم" المصرية: "فضح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تفاصيل التحالف المشين بين إدارة الرئيس السابق باراك أوباما وجماعة الإخوان المسلمين ودعمها للوصول إلى الحكم وشراكتها مع قطر وتدخلاتهما المدمرة فى دول الشرق الأوسط".

ويضيف: "ما ورد فى الإيميلات من أحاديث بين هيلارى ومساعديها من ناحية وبين قادة الجماعة فى أكثر من دولة عربية يؤكد أن ما مرت به الدول العربية لم يكن ربيعاً ولا عربياً ولا ديمقراطياً كما يروج الإعلام القطرى والإخوانى، وأن تلك التداخلات كانت مجموعة من الخطايا الكبرى فى حق الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان فقد أضاعت الدول وقتلت الإنسان".

"إعلام الثورة المضادة"

يرى عز الدين الكومي في موقع "عربي 21" أن "ترامب الطامح لفترة رئاسة ثانية، يتصرف بطريقة استبدادية لإحراج الديمقراطيين، فقرر الكشف عن رسائل وزير الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون إبان فترة حكم الرئيس أوباما، في ظل تقدم منافسه الديمقراطي جو بايدن في استطلاعات الرأي".

ويقول إن هذه التسريبات "تمحورت حول دعم إدارة الرئيس أوباما، لثورات الربيع العربي، ودعم الديمقراطية في بلدان الربيع العربي، بعكس موقف الجمهوريين، الذين قاموا بدعم الثورات المضادة لإفشال التجربة الديمقراطية، نظراً للعداء المستحكم من اليمين المتطرف للإسلاميين، وبصفة خاصة جماعة الإخوان المسلمين، الذين تبوأوا الصدارة بعد ثورات الربيع العربي".

ويدين الكاتب ما وصفه ﺑ "تلقف الإعلام الانقلابي" لهذه التسريبات "لينسج حولها الأساطير".

ويشير موقع "عرب 48" الفلسطيني إلى ما وصفه ﺑ"هياج إعلام الثورة المضادة".

ويتحدث عن أخطاء وقعت فيها بعض منصات الإعلام العربي، قائلاً: "الخطأ الأول في أن هذه الرسائل ليست تسريبات، إنما منشورة علناً على موقع وزارة الخارجية الأمريكية الرسمي، بدءاً من العام 2014 وحتى العام 2019، بموجب قانون حرية تداول المعلومات، وخضعت لمراجعة أمنية مشددة".

ويتابع الموقع: "الخطأ الثاني أن هذه الرسائل ليست جديدة ولم يفرج عنها مؤخراً، بل إن أحدث رسالة رُفعت السرية عنها كانت في العام الماضي".

ويقول سليم عزوز في "القدس العربي" اللندنية: "يأتي تحويل مسار رسائل كلينتون في وقت يتحرش فيه الجنرال الحاكم لمصر بثورة يناير، والتي يعتبرها شماعة يعلق عليها كل فشله".

ويضيف: "أنصار ترامب أعادوا من جديد إثارة الإيميلات الخاصة بالمنافسة السابقة هيلاري كلينتون، بعد اختراق بريدها الإلكتروني، وساروا بها في اتجاه أنها تكشف أن ثورة يناير مؤامرة أمريكية، وأن تولى الإخوان الحكم هو جزء من هذا المؤامرة".

-------------------------------

المصدر| بي بي سي عربية