تقارير وتحليلات
الأزمة اليمنية..
تقرير: هجوم حوثي آخر على سفينة تجارية أجنبية في سواحل اليمن
أفادت مصادر دبلوماسية السبت بأن الإدارة الأميركية تدرس تصنيف جماعة الحوثي الانقلابية الممولة من إيران في اليمن على لائحة القائمة السوداء للمنظمات الإرهابية.
وقال بدر البوسعيدي وزير الخارجية العماني السبت إن كبير الدبلوماسيين الأميركيين لمنطقة الشرق الأوسط ديفيد شينكر ناقش مع بلاده إمكانية أن تصنف الولايات المتحدة جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران على أنها جماعة إرهابية.
وردا على سؤال عما ما إن كان شينكر قد أثار الأمر خلال زيارته لمسقط قال الوزير "نعم، طُرح ذلك".
وأضاف البوسعيدي في تصريحات خلال قمة بالبحرين "لا أعتقد أن هناك حلا يستند إلى تصنيف أو حجب أحد أطراف هذا النزاع وإبعادهم عن طاولة التفاوض".
كان مصدران مطلعان على الأمر قالا الشهر الماضي إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب هددت بإدراج جماعة الحوثي في القائمة السوداء.
ويبدو مسار تصنيف الحوثيين المدعومين من إيران بندا رئيسيا على جدول أعمال إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي جعلت من عزل طهران محور سياستها الإقليمية، قبل أسابيع قليلة من خروجها من البيت الأبيض.
وسبق للولايات المتحدة أن فرضت عقوبات مشددة على حزب الله المدعوم من إيران وكيانات وشخصيات على ارتباط بالجماعة الشيعية بمن فيهم مسؤولون ووزراء سابقون.
ويريد ترامب تضييق الخناق على وكلاء إيران في المنطقة وكسر الأذرع التي تضرب بها طهران في مناطق خارجها والتي تنفذ أنشطة مزعزعة للاستقرار نيابة عنها.
وحزب الله والحوثيون من بين هذه الأذرع إضافة إلى ميليشيات عراقية متنفذة ومسلحة جيدا وتشكل خطر على المصالح والقوات الأميركية في العراق.
وتقاتل جماعة الحوثي الانقلابية التحالف العسكري بقيادة السعودية في اليمن منذ عام 2015.
وتسعى الأمم المتحدة إلى إحياء محادثات السلام المتعثرة منذ أواخر 2018 لإنهاء الحرب التي تشهد حالة من الجمود منذ سنوات حيث لا يزال الحوثيون يسيطرون على العاصمة صنعاء ومعظم المراكز الحضرية في الكبيرة في البلاد.
وقال البوسعيدي "وتساؤلي حيال أي تصنيف أميريكي هو؛ هل سيحل هذا القرار الصراع اليمني مع الأخذ في الاعتبار أن هذه الجماعة طرف مهم؟، أم أنه من الأفضل دعم ما يحاول مبعوث الأمم المتحدة فعله بدعوة الجميع إلى الطاولة بما فيهم هذه الجماعة".
ويُنظر إلى الصراع اليمني في المنطقة على أنه حرب بالوكالة بين السعودية وإيران.
وتعتبر جماعة الحوثي في اليمن أداة لطهران لتوجيه ضربات للسعودية، فيما يمثل النفوذ الإيراني تهديدا مستمرا لأمن المنطقة. ولإيران سوابق في ضرب منشآت نفطية قبالة السواحل الإماراتية والسعودية.
وأثار عاملون في مجال الإغاثة مخاوف من تصنيف واشنطن الحوثيين جماعة إرهابية لأن ذلك قد يحول دون وصول مساعدات إنسانية حيوية إلى اليمن الذي يحتاج أكثر من 80 بالمئة من سكانه إلى المساعدات.
وتعرضت سفينة تجارية لهجوم قبالة سواحل اليمن، حسبما أعلنت هيئة للنقل البحري مقرها المملكة المتحدة السبت، وذلك بعد أيام على انفجار هز ناقلة نفط كانت راسية في مرفأ سعودي.
وقالت "عمليات التجارة البحرية للمملكة المتحدة" (يوكمتو) نقلا عن تقارير من سفن في الجوار إنها أخذت علما بهجوم في ساعة متأخرة الجمعة استهدف سفينة تجارية، من دون تقديم أي تفاصيل أخرى.
ونشرت فيما بعد بيانا أكدت فيه انتهاء الهجوم، وقال البيان إن "الحادثة انتهت والسفينة والطاقم بخير".
ويأتي التقرير بعد عشرة أيام على انفجار هز ناقلة تشغلها شركة يونانية كانت في مرفأ الشقيق السعودي، في هجوم حمّل التحالف الذي تقوده السعودية المسؤولية فيه للمتمردين الحوثيين.
والانفجار الذي استهدف في 25 نوفمبر/تشرين الثاني السفينة 'أغراري إم تي' التي ترفع علم مالطا، أعقب سلسلة من الهجمات التي شنها متمردون حوثيون على منشآت نفط سعودية.
وتتهم االرياض باستمرار إيران بتزويد الحوثيين بأسلحة متطورة، لشن هجمات على الأراضي السعودية.
وقضى عشرات آلاف الأشخاص، غالبيتهم من المدنيين، ونزح ملايين آخرين في أزمة اعتبرتها الأمم المتحدة أسوأ كارثة إنسانية في العالم.
ويعاني اليمن للعام السادس حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة والميليشيات الحوثية المسيطرة على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ عام 2014.
وتقول الأمم المتحدة إن الصراع أدى إلى مقتل وجرح 70 ألف شخص، فيما قدرت تقارير حقوقية سابقة أن النزاع أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 100 ألف يمني.
وينفذ الحوثيون منذ سنوات في المناطق الخاضعة لسيطرتهم باليمن، انتهاكات بشعة تصل لحد إعدام كثير ممن يعارضون سياساتهم بالإضافة إلى تجنيد الأطفال والموظفين في قطاع التعليم للقتال.
وتحدثت منظمات إنسانية عن وضع يزداد تدهورا في المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين، مع مواجهة عمال الإغاثة الاعتقال والترهيب عند محاولتهم توزيع الغذاء على ملايين من اليمنيين الذين يعانون بسبب الحرب.
كما كشفت منظمة حقوقية دولية قبل أشهر فظائع التعذيب التي تمارسها ميليشيات الحوثي التي حولت مدينة الصالح، من منشآت سكنية إلى سجون سرية يقطنها الرعب ويحيط بها الموت وترتكب فيها أبشع الجرائم والانتهاكات الأخلاقية بحق المدنيين من أهالي محافظة تعز الواقعة جنوب غرب اليمن.