تقارير وتحليلات
مبادرة جديدة تجاوزت اتفاق الرياض..
تقرير: مبادرات السعودية في اليمن.. تجاهل مستمر لقضية الجنوب
أطلقت المملكة العربية السعودية، ما اسماها وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، مبادرة لإنهاء الحرب في اليمن، تبدأ بوقف شامل لأطلاق النار وفتح مطار صنعاء الدولي أمام الرحلات، متجاوزة بذلك اتفاقية الرياض الموقعة بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الرئيس اليمني المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي.
وحصرت مبادرة الرياض "الصراع في اليمن بين هادي وحلفائه تنظيم الإخوان الموالي لقطر، من طرف والحوثيين الموالين لإيران من الطرف الأخر، وتجاهلت تماماً الحديث عن الجنوب او اتفاقية الرياض التي عرقل الإخوان تنفيذ بنودها خاصة تلك المتعلقة بشبوة ووادي حضرموت.
وقال ناشطون جنوبيون ان المبادرة الجديدة هي نسخة من المبادرة الخليجية السابقة التي تجاهلت القضية الجنوبية بشكل كامل، وهو ما سهل للحوثيين التهام اليمن، معتبرين ان تلك المبادرة السابقة لم تحم صنعاء من السقوط في قبضة الحوثيين ولم تمنع الحرب التي كانت مستعرة حينها.
وقال السياسي الجنوبي د. عبدالرحمن الوالي "إن مبادرة السعودية تحتاج مزيدا من الدراسة والتمهل".
وأكد أن "الانطباعات الاولي عنها "انتصار الحوثي، والتخلي عن الجنوب في وضع كارثي، بعد تمزيقه وتشتيته يريدون بقائه هكذا فريسة لجماعات متناحرة".
وقال الوالي عن المبادرة السعودية الجديدة "انها تخدم خروج الرياض بأقل الخسائر ".. مشيرة الى انها (أي السعودية) " منحت الحوثي الذي اوجعها انتصارا، بينما تخلت عن الجنوب".
وحصلت صحيفة اليوم الثامن على النص الحرفي للمبادرة التي تلاها وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان والتي جاء فيها " استمراراً لحرص المملكة العربية السعودية على أمن واستقرار اليمن والمنطقة و الدعم الجاد والعملي للسلام وإنهاء الأزمة اليمنية، ورفع المعاناة الانسانية للشعب اليمني الشقيق وتأكيدًا لدعمها للجهود السياسية للتوصل الى حل سياسي شامل بين الاطراف اليمنية في مشاورات بييل و جنيف والكويت وستكهولم ، فإنها تعلن عن “مبادرة المملكة لإنهاء الأزمة اليمنية والتوصل لحل سياسي شامل” والتي تتضمن وقف اطلاق نار شامل تحت مراقبة الامم المتحدة ، وإيداع الضرائب والإيرادات الجمركية لسفن المشتقات النفطية من ميناء الحديدة في الحساب المشترك بالبنك المركزي اليمني بالحديدة وفق اتفاق ستوكهولم بشان الحديدة ، وفتح مطار صنعاء الدولي لعدد من الرحلات المباشرة الاقليمية والدولية ، وبدء المشاورات بين الاطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية برعاية الأمم المتحدة بناء على مرجعيات قرار مجلس الامن الدولي ٢٢١٦، والمبادرة الخليجية واليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل".
وقال بن فرحان "تأتي هذه المبادرة في اطار الدعم المستمر لجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن السيد/ مارتن غريفيث والمبعوث الأمريكي لليمن السيد/ تيموثي ليندركينغ والدور الإيجابي لسلطنة عمان، ودفع جهود التوصل لحل سياسي للأزمة برعاية الأمم المتحدة".
ودعت السعودية "الحكومة اليمنية والحوثيين للقبول بالمبادرة، وهي مبادرة تمنح الحوثيين الفرصة لتحكيم العقل ووقف نزيف الدم اليمني ومعالجة الاوضاع الانسانية والاقتصادية التي يعاني منها الشعب اليمني الشقيق وأن يكونوا شركاء في تحقيق السلام، وان يعلوا مصالح الشعب اليمني الكريم وحقه في سيادة واستقلال وطنه على اطماع النظام الإيراني في اليمن والمنطقة. وان يعلنوا قبولهم بالمبادرة ليتم تنفيذها تحت اشراف ومراقبة الامم المتحدة".
وأكدت الرياض – على لسان بن فرحان - على حقها الكامل في الدفاع عن أراضيها ومواطنيها والمقيمين بها من الهجمات الممنهجة التي تقوم بها المليشيات الحوثية المدعومة من إيران ضد الأعيان المدنية، والمنشآت الحيوية التي لا تستهدف المقدرات الوطنية للمملكة فحسب، وإنما تستهدف عصب الاقتصاد العالمي وامداداته، وكذلك أمن الطاقة العالمي والممرات المائية الدولية".
وأعلن بن فرحان رفض بلاده التام للتدخلات الإيرانية في المنطقة واليمن، حيث أنها السبب الرئيسي في إطالة أمد الأزمة اليمنية بدعمها لميليشيات الحوثيين عبر تهريب الصواريخ والأسلحة وتطويرها وتزويدهم بالخبراء، وخرقها لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وجدد وزير الخارجية السعودي دعم بلاده ودول التحالف للشعب اليمني وحكومته الشرعية، وانها ستظل ملتزمة بدورها الإنساني في التخفيف من معاناة الشعب اليمني الشقيق ودعم كل جهود السلام والامن والاستقرار في اليمن والانتقال الى مرحلة جديدة لتنمية وتحسين معيشة الشعب اليمني".
وأعرب وزير الخارجية السعودي، عن أمله في أن يستجيب الحوثيون للمبادر "صونا للدماء اليمنية ولمعالجة الأزمة الإنسانية".
واشار الوزير إلى تن وقف إطلاق النار في اليمن سيبدأ بمجرد موافقة الحوثيين على المبادرة.
واضاف "نتوقع من الولايات المتحدة دعم مبادرة وقف إطلاق النار في اليمن والعمل معنا.
وتجاهل بن فرحان الحديث عن اتفاقية الرياض التي بدت واضحا ان هذه المبادرة قد تجاوزتها وإنها قد أصبحت من الماضي، لكن وفق مصادر وثيقة ان المبادرة السعودية جاءت عقب وساطة قادتها سلطنة عمان، وهو ما أفصح عنه متحدث الحوثيين محمد عبدالسلام، الذي أكد على وجود قنوات حوار بين صنعاء والرياض للتوصل الى تسوية سياسية.
وقالت مصادر في حكومة هادي لـ(اليوم الثامن) "ان المبادرة السعودية هدفها حماية مأرب من السقوط في قبضة الحوثيين الموالين لإيران".. مشيرا الى ان الحوثيين قد يقرأون المبادرة على انها استسلام من السعودية.
وحول ماذا كان هناك اتفاق بين الرياض والحوثيين، قال المصدر "هذا الأمر لا يستبعد، نحن مع السلام العادل والمنصف وليس التبعية لعبدالملك الحوثي.