تحليلات

روحاني يصفها بالمؤامرة..

تقرير: هل يطيح التسريب الصوتي لظريف بالمزيد من رؤوس إيران

توقيت بث تسريب ظريف يشير إلى محاولة لإرباك المحادثات النووية

طهران

قدم مسؤول كبير في مركز أبحاث إيراني ومستشار للرئيس حسن روحاني استقالته بعد تسريب تسجيل لوزير الخارجية محمد جواد ظريف تحدث فيه عن دور وازن للعسكر في السياسة الخارجية، كما ذكرت الخميس وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، بينما منعت السلطات 15 مسؤولا من السفر ضمن تحقيقات حول تسريب التسجيل الذي لم يكن معدا للنشر.

وأفادت الوكالة بأن حسام الدين أشينا مدير مركز الأبحاث الإستراتيجية "استقال" بسبب "سرقة تسجيل" يتضمن مقابلة أجراها المركز مع محمد جواد ظريف.

وبرأس أشينا المركز منذ 2013 وقد عيّن في العام نفسه مستشارا للرئيس الإيراني وكان لا يزال في منصبه إلى اليوم. وتشير وسائل الإعلام الإيرانية بانتظام إلى أشينا كمقرب من روحاني بعدما كان يشغل منصب نائب وزير الاستخبارات في العام ألفين.

وقالت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية اليوم الخميس إن طهران فرضت حظرا على سفر 15 شخصا لضلوعهم في التسريب الصوتي الذي اشتكى فيه ظريف من نفوذ قائد فيلق القدس الراحل الجنرال قاسم سليماني والحرس الثوري على الدبلوماسية الإيرانية.

وقالت وكالة أنباء الطلبة "طبقا لمصدر قضائي تم منع 15 شخصا شاركوا في إجراء المقابلة من مغادرة إيران".

وفي المقابلة التي بثتها قناة إيران التلفزيونية الدولية الفضائية الناطقة باللغة الفارسية ومقرها في لندن في وقت متأخر يوم الأحد، قال ظريف إن نفوذه في السياسة الخارجية الإيرانية "صفر".

وأثار التسجيل المسرب الذي يلقي ضوءا نادرا على العلاقة بين الحكومة والحرس الثوري القوي، غضب المحافظين في إيران الذين وصفوا التسريب بأنه "عمل من أعمال التجسس". وطالب عدد من المشرعين باستقالة ظريف.

وقالت السلطات إن التسجيل كان جزءا من مشروع أوسع نطاقا مع مسؤولي الحكومة وأُنتج للاحتفاظ به في سجلات الدولة ولم يكن معدا للنشر.

وكان روحاني قد أمر بالتحقيق في تسريب التسجيل. وقال أمس الأربعاء إن التسريب استهدف عرقلة المحادثات الجارية بين طهران والقوى الست الكبرى في فيينا بهدف إحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015 والذي انسحبت منه واشنطن.

وأثناء قيامه بجولة إقليمية قال ظريف في تعليق على انستغرام إنه نادم على التسريب وإن تصريحاته أسيء تفسيرها. ونشرت القناة التلفزيونية ثلاث ساعات فقط من المقابلة.

وقال ظريف، مستخدما لغة نادرة في أروقة السياسية الإيرانية، إن قاسم سليماني القائد الراحل لفيلق القدس التابع للحرس الثوري حاول إفساد الاتفاق النووي بالتواطؤ مع روسيا.

وقتل سليماني في هجوم أميركي بطائرة مسيرة في العراق العام الماضي. وردت إيران بهجوم بالصواريخ على قاعدة عراقية تتمركز فيها قوات أميركية.

وعلى الرغم من أن ظريف قال إنه لا يعتزم الترشح لانتخابات الرئاسة التي ستجرى يوم 18 يونيو/حزيران، إلا أن شخصيات بارزة في التيار السياسي المعتدل طرحت اسمه باعتباره مرشحا محتملا للانتخابات التي سيخوضها أيضا عدة قادة بارزين من الحرس الثوري.

وقال بعض المنتقدين إن تصريحات ظريف ترمي إلى كسب أصوات الإيرانيين الذين يعيشون ظروفا اقتصادية صعبة وغيابا للحريات السياسية والاجتماعية.

وأتى التسريب بينما تخوض إيران والقوى الكبرى مباحثات في فيينا لإحياء الاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة أحاديا عام 2018.

كما يأتي قبل أقل من شهرين على انتخابات رئاسية لاختيار خلف للرئيس المعتدل روحاني الذي لا يحق له الترشح مجددا.

ورأى روحاني الأربعاء أن توقيت تسريب التسجيل الصوتي لظريف يهدف إلى التسبب بـ"خلافات" داخلية تزامنا مع المباحثات لإحياء الاتفاق بشأن برنامج طهران النووي.

ويسعى تيار المحافظين الذي يقوده المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، إلى إرباك تيار الإصلاحيين بينما يقترب موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في يونيو/حزيران.

ويسعى المحافظون لاستعادة كرسي الرئاسة الذي فقدوه منذ العام 2013 حين أطاح روحاني بالرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد.

ويعتقد أن التسريبات استهدفت ظريف ذاته بوصفه أحد مهندسي الاتفاق النووي للعام 2015 وأن توقيتها مدروس، فقد جاءت بينما تجري مفاوضات غير مباشرة بين طهران وواشنطن للعودة للاتفاق السابق بعد تحلل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب منه وردت إيران بانتهاك التزاماتها النووية.

تقرير: جولة ترامب الخليجية تُعيد رسم خريطة الشرق الأوسط وتهمش إسرائيل


دراسة تحليلية: كيف يُهرَّب السلاح إلى الحوثيين في اليمن؟ الفاعلون والمسارات من 2014 حتى 2025


محادثات روسية أوكرانية مباشرة في إسطنبول: آمال حذرة بغياب بوتين وزيلينسكي


الحوثيون يلتزمون بوقف الهجمات على أمريكا ويستثنون إسرائيل: مستقبل غامض في البحر الأحمر