قال الرئيس جو بايدن الخميس إنه يضغط من أجل وقف العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين لكن مسؤولين أميركيين يقولون إنهم كيفوا أنفسهم على استمرار الصراع لعدة أيام قادمة.
وتركزت تحركات السياسة الخارجية لبايدن إلى حد كبير منذ توليه منصبه في يناير/كانون الثاني على الصين وروسيا وإيران. وأدى التصعيد الحاد في العنف بين إسرائيل والمناطق الفلسطينية وتزايد عدد القتلى إلى إجبار بايدن على بدء جهد دبلوماسي بهدف إعادة الهدوء إلى المنطقة .
وتحدث وزير الخارجية أنتوني بلينكن هاتفيا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الأربعاء لكن مسؤولين أميركيين قالوا إنه يبدو أن عباس إما غير قادر أو غير راغب في كبح جماح الهجمات الصاروخية التي تقودها حماس على أهداف إسرائيلية.
ونتيجة لذلك، تواصلت إدارة بايدن مع عدد من الدول العربية بالمنطقة لحملها على ممارسة نفوذها على حماس -التي تصنفها واشنطن بأنها منظمة إرهابية- لوقف العنف.
واستراتيجية الولايات المتحدة الأساسية هي وقف العنف وإعادة ما وصفه مسؤولون بهدوء دائم لكن حتى هذا يعد مسألة بعيدة المنال.
عباس إما غير قادر أو غير راغب في كبح جماح الهجمات الصاروخية التي تقودها حماس
وقال بايدن للصحفيين يوم الخميس إنه "لم يكن هناك رد فعل مبالغ فيه" من جانب الإسرائيليين على الهجمات.
وأضاف "السؤال هو كيفية الوصول إلى نقطة يحدث فيها تقليص كبير في الهجمات ولا سيما الهجمات الصاروخية التي يتم إطلاقها بشكل عشوائي على المراكز السكانية. إنه عمل جار في الوقت الحالي."
وقال مسؤول أميركي إن المسؤولين الأميركيين يتحلون بالواقعية بشأن احتمال استمرار العنف إن لم يتفاقم خلال اليومين المقبلين.
ووسط دعوات للولايات المتحدة لبذل جهد أكبر ولكي يتدخل بايدن بشكل مباشر أكثر لم يتضح كيف يمكن للرئيس اقناع الجانبين في الصراع المستمر منذ فترة طويلة والذي يتابعه منذ عشرات السنين كعضو في مجلس الشيوخ الأميركي ثم نائب للرئيس.
وغير بايدن سياسة الولايات المتحدة بشكل حاد لدى توليه السلطة من الجمهوري دونالد ترامب . وانتظر بايدن أسابيع قبل أن يتحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لأول مرة وتشديده على ضرورة التوصل لحل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وكان ترامب داعما قويا لنتانياهو وتفاوض البيت الأبيض على اتفاقيات لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات والبحرين والسودان والمغرب.
وانتقد الديمقراطيون ترامب لتجاهله الفلسطينيين، وقد أشارت تصريحات بايدن حول العنف بوضوح إلى أن الفلسطينيين يستحقون الحرية والسلام والازدهار مثل الإسرائيليين.
وواجهت الولايات المتحدة عزلة في الأمم المتحدة منذ كبحها أي تدخل علني لمجلس الأمن في محاولة إنهاء العنف بين إسرائيل والنشطاء الفلسطينيين، مما دفع بعض الدبلوماسيين للتشكيك في استراتيجية واشنطن.
وقال دبلوماسي عربي كبير تحدث شريطة عدم نشر اسمه إنه يبدو أنه ليس لدى واشنطن "استراتيجية واضحة" بشأن كيفية التوسط في هدنة و "هذه هي المشكلة الحقيقية".
ولم تقدم جهود الهدنة التي تبذلها مصر وقطر والأمم المتحدة حتى الآن أي مؤشر على إحراز تقدم وسترسل الولايات المتحدة مبعوثا إلى المنطقة.
وتشهد المنطقة الآن أسوأ أعمال عنف منذ سنوات بعد شن إسرائيل هجوما ضد النشطاء في غزة عقب إطلاق حركة حماس صواريخ على القدس وتل أبيب بسبب الاشتباكات في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان.
وأطلقت إسرائيل نيران مدفعيتها وشنت مزيدا من الهجمات الجوية بعد منتصف ليل الخميس على النشطاء الفلسطينيين في قطاع غزة وسط استمرار إطلاق الصواريخ في عمق المركز التجاري الإسرائيلي.
ومع دخول الأعمال القتالية يومها الخامس دون أي مؤشر على التراجع، قال الجيش الإسرائيلي في بيان بعد منتصف الليل بقليل إن القوات الجوية والبرية تهاجم القطاع. وسرعان ما تبع ذلك إطلاق قذائف صاروخية من غزة.
وقال نتانياهو يوم الخميس إن الحملة "ستستغرق وقتا أطول". وصرح مسؤولون إسرائيليون بأنه يجب توجيه ضربة رادعة قوية لحماس قبل أي وقف لإطلاق النار.
وقال دبلوماسيون إن مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة علنية لمناقشة تفاقم العنف بين إسرائيل والنشطاء الفلسطينيين يوم الأحد بعد التوصل لحل وسط بشأن اعتراضات الولايات المتحدة على اجتماع يوم الجمعة.
وقال مسؤولون طبيون فلسطينيون إن ما لا يقل عن 109 أشخاص لقوا حتفهم في غزة، بينهم 29 طفلا، خلال الأيام الأربعة الماضية. ويوم الخميس وحده، لقي 52 فلسطينيا حتفهم في القطاع فيما يعد أعلى عدد خلال يوم واحد منذ يوم الاثنين.
وقالت السلطات الإسرائيلية إن سبعة لقوا حتفهم في إسرائيل وهم جندي كان يقوم بدورية على حدود غزة وخمسة مدنيين إسرائيليين، بينهم طفلان، وعامل هندي.