تقارير وتحليلات
أذرع إيران المحلية يظهرون للعلن بالغيضة..
تقرير: السعودية.. لماذا أصبحت الحلقة الأضعف في محافظة المهرة؟
بث مدونون حوثيون على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات مرئية، توثق وفود من ميليشيات الحوثي الموالية لإيران وهي تتجول في محافظة المهرة، اقصى الشرق الجنوبي، مصحوبة باهازيج تحريضية دأبت الميليشيات على اذاعتها في الشوارع ومواقع القتال لتحريض العناصر على الاستمرار في القتال، فيما ظهر مراسل قناة المهرية الممولة من تركيا وهو يرتزي بزة خضراء تعبيرا عن الاحتفال الحوثي بيوم عاشوراء.
وقال ناشطون حقوقيون في المهرة لمراسل صحيفة اليوم الثامن "إنها ليست المرة الأولى التي يتواجد فيها مسلحو ميليشيات الحوثي، وجميعهم مسلحون يمنيون شماليون قدموا من المحافظات الخاضعة لسيطرة الاذرع الإيرانية في اليمن".
وجاء الظهور متزامنا مع تظاهرة نظمتها الاذرع المحلية لإيران وسلطنة عمان في المحافظة التي أصبحت ساحة صراع إقليمية بين إيران وقطر وتركيا وسلطنة عمان من جهة، والسعودية من جهة أخرى، الأمر الذي جعل الأخيرة الحلقة الأضعف، بفعل تغير استراتيجيتها العسكرية وتخليها عن الحلفاء الحقيقيين، ليصبح تواجدها تحت راية التحالف العربي في مطار الغيضة، يعد وجودا اجنبيا كما تقول الاذرع المحلية لطهران ومسقط.
وأكد ناشطون ان سلطنة عمان المجاورة أصبحت اللاعب الرئيس في المهرة، في حين تقلص دور السعودية حتى في الاشراف على الموانئ البرية التي أصبحت نقطة أمداد للحوثيين بالأسلحة والمركبات "رباعية الدفع"، التي تدخل من سلطنة عمان وتمر عبر ميناء شحن البري.
وقالت مصادر أمنية لمراسل صحيفة اليوم الثامن في الغيضة "ان المهربين للأسلحة والمركبات للحوثيين، لديهم توقيت محدد لتهريب الأسلحة وقطع الطائرات المسيرة، وهو وقت الظهيرة واثناء تناول وجبة الغذاء حيث يكون الميناء تحت اشراف جنود محليين يتبعون الذراع المحلية لمسقط علي سالم الحريزي، والذين يتكفلون بإدخال الأسلحة الى الداخل دون تفتيش او حتى انتظار.
وتشير المصادر الى ان عملية التهريب تتم بصورة روتينية "تهريب وقت الظهيرة"، وان القوات السعودية المتواجدة في المهرة لم تحرك ساكناً.
وبث موالون للذراع المحلية لمسقط تسجيلات مرئية لأحد المسلحين التابعين لعلي سالم الحريزي وهو يشتم جنود قوات سعودية في المهرة، ويطالبهم بالرحيل بدعوى ان المهرة أرض يمنية، وليس لهم الحق في البقاء فيها.
ونظم الحريزي تظاهرة حاشدة في المهرة شارك فيها منتسبو قوات عسكرية شمالية أتضح انها تدين بالولاء للحوثيين، وقد انتشرت على نقاط واسع تسجيلات مرئية وهي توثق تحركات تلك القوات العسكرية والميليشيات الحوثية التي تتجول في المهرة على وقع اهازيج واناشيد حوثية تحريضية على القتال.
وظهر مراسل قناة المهرية التركية فؤاد المسلمي وهو يرتدي بزة خضراء تعبيرا عن مشاركتها للاحتفالات الحوثية في صنعاء، والمسلمي هو ضابط في قوات الفرقة الأولى مدرع التابعة للجنرال علي محسن الأحمر، وعمل مراسلا لصحيفة اخبار اليوم التابعة للأحمر أيضا قبل ان ينتقل للعمل في قناة المهرية.
وعلى الرغم من التدخلات العمانية والقطرية والإيرانية الواضحة في المهرة، الا ان الاذرع المحلية لمسقط، وظفت التظاهرة، ضد المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة.
التظاهرة التي حضرها نحو 200 متظاهر اغلبهم يمنيون شماليون وهم عسكريون في قوات يعتقد انها تدين بالولاء للحوثيين، وتتمركز في محافظة المهرة.
وتراجع دور السعودية منذ العام 2019م، في خضم الازمة مع قطر، الأمر الذي أكدت العديد من التقارير الصحافية ان الدوحة مولت ما يسمى بلجنة الاعتصام وحرضت على قتال القوات السعودية في المهرة، وهو الأمر الذي تسبب في أكثر من مرة باندلاع اشتباكات مسلحة، كان المستهدف القوات السعودية او القوات الأمنية المحسوبة عليها.
وأكدت مصادر قريبة من السلطة المحلية ان قطر وسلطنة عمان مولت انشاء معسكرات في المهرة على غرار معسكرات الحشد الشعبي في تعز، وهي قوات ليست رسمية ولا تتبع وزارة الدفاع التي يفترض انها موالية للسعودية.
وقالت مصادر عسكرية لصحيفة اليوم الثامن ان مسقط تصرف شهريا مرتبات لقوات علي سالم الحريزي بواقع ثلاثة الف ريال عماني للقيادات ومائتين ألف ريال عماني للجنود؛ أي ما يعادل 30 الف ريال سعودي للقيادات و2000 ريال سعودي للجنود.
وقال بيان صادرة عن فعالية الاذرع المحلية لمسقط ان الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة والسعودية والإمارات، كلها دول تريد تمزيق ما اسماه بوحدة النسيج اليمني.
وقال بيان التظاهرة التي حمتها ميليشيات رددت اهازيج واغان حوثية "إن محافظة المهرة تمثل إنموذجاً فريداً للتعايش المجتمعي القائم على روح التكافل والتعاون والإخاء دونما فرقة أو انقسام وأن أبناء اليمن من جميع المحافظات على الأرض المهرية هم واحة أمن واستقرار بمختلف أطيافهم يرفضون الفرقة والانقسام وكل أنواع الصراع والفوضى والحروب التي يشتغل عليها الاحتلال بمرامي خبيثة ومكر وخداع يستوجب كشف أبعاده ومراميه وإفشالها كما فشلت مخططات تآمريه سابقة".
وطالبت الاذرع المحلية لمسقط "المملكة المتحدة بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية والسعودية بسحب قواتهما من المهرة.
وتوعدت الاذرع المحلية في المهرة بقتال القوات السعودية، حيث أكد البيان "ان أبناء اليمن الأحرار لن يقفوا مكتوفي الأيدي وسيستمر نضالهم في التصعيد ضد الاحتلال الأجنبي بكل عزيمة وإصرار وكل الوسائل حتى رحيل جميع القوات الأجنبية من كل مناطق المحافظة والوطن اليمني عامةً".
وشدد البيان على ضرورة تمكين ميليشيات الاخوان المسلمين من أرخبيل سقطرى.
وعلى الرغم من ان البيان وصف السعودية بالاحتلال في المهرة، الا انه في ختامه وصف السعودية بالشقيقة، وهو خطاب متناقض، ربما يوحي بان هناك تيارات في السعودية تدعم التوجهات العامة لاعتصام المهرة، لكن البيان ذاته لم يتأخر في الإشادة بدور سلطنة عمان الذي وصفه بالإيجابي تجاه أبناء اليمن، فيما كشفت مصادر مقربة من الاعتصام ان مسقط مولت الاعتصام بـ100 الف ريال عماني لإقامة تظاهرة حضرها العشرات.