تقارير وتحليلات
مساع لفرض سلطة أمر واقع تطيح بالرئيس المؤقت..
تقرير: هادي يواجه أزمات جديدة.. والإخوان يستنسخون تجربة الحوثيين
يبدو واضحا ان الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، سيواجه أزمة قانونية دولية، بما فيها دفع تعويضات مالية لشركات اجنبية بينها شركة فرنسية مشغلة لمنشأة بلحاف لمعالجة الغاز المسال بشبوة، والتي تمتلك عقود التشغيل وتوقفت إثر الحرب التي شنها الحوثيون على مدن الجنوب في العام 2015م.
وقال الناشط الجنوبي زيد بن يافع "إن تنظيم إخوان اليمن بمجرد سيطرته على المنشأة سيسبب للحكومة أزمة قانونية مع الشركات تكلفها تعويضات ورسوم ضخمة جدا وهذا ما سيضاف لاحقا الى الملف اليمني وتراكم الديون وهروب الشركات المستثمرة والشعب وحدة هو من سيدفع ثمن عنجهية الاخوان وفسادهم".
وقال المحلل السياسي الجنوبي أحمد سعيد كرامة إن منشأة بلحاف لتسييل وتصدير الغاز الطبيعي ، هي أصل من أصول شركة توتال الفرنسية حاليا ، معظم حصة اليمن من الغاز بيعت لكوريا الجنوبية لعشرات السنين ولم يتبق لنا سوى الفتات، غاز المنشأة يأتي من مأرب وليس من شبوة كما يوهم بن عديو الناس ويلبس عليهم، ولا يمكن تشغيل المنشأة بدون الخبراء الفرنسيين".
وأكد كرامة في مقالة نشرتها "إن شركة توتال هي صاحبة الحق الحصري بطلب إستلام المنشأة من الإماراتيين والقدرة على إعادة تشغيلها مرة أخرى ، وأجزم انه إذا تقدم الفرنسيين بطلب إستلام المنشأة من القوات الإماراتية لن تتردد الإمارات بتسليم المنشأة خلال مدة وجيزة لترتيب عملية الانسحاب".
وأكد كرامة ان الهجوم الإعلامي غير المهني والأخلاقي على التواجد الإماراتي في اليمن من قبل التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وأداته باليمن حزب الإصلاح أضر كثيرا بمصلحة اليمن وأمنه القومي"..
ولفت إلى أن اليمن ليست بحالة حرب بالوكالة فقط، بل هي بؤرة صراع مستمرة وساحة مفتوحة لتنظيمات إرهابية مختلفة، ومن تلك المناطق التي تعتبر معقلا رئيسيا للتنظيمات الإرهابية محافظة شبوة، يسرد لسان حال التنظيم المحلي للإخوان المسلمين فرع اليمن محافظ شبوة مغالطات ترتقي لمستويات قياسية من الكذب والتدليس على عامة الشعب، من أجل تحقيق أهداف حزبية بالسيطرة على منشأة بلحاف الفرنسية الاستراتيجية، علما بأن بلحاف ليس ميناء تجاري أو سمكي أو نفطي يسهل تشغيله، بل منشأة لتحويل الغاز من صفته الغازية بواسطة عمليات التبريد إلى الحالة السائلة لسهولة مضاعفة الكميات المنقولة لتصديرها".
وأكد أن "القوات المسلحة الإماراتية في بلحاف وشبوة تقدم خدمات جليلة من خلال حماية مصالح الدول الغربية العظمي كفرنسا وغيرها الاتي يمتلكن مصالح حيوية إستراتيجية ممثلة بشركات التنقيب عن النفط الخام والغاز الطبيعي المسال، ومنشأة بلحاف التي إستثمرت بها شركة توتال الفرنسية مبلغ يفوق 5 مليار دولار".
من ناحية أخرى، يسعى الإخوان وبشكل واضح وامام مرأى السعودية التي تقود تحالفا عربيا لمحاربة الميليشيات الحوثية، إلى استنساخ تجربة الأخيرة في إقامة سلطة أمر واقع في صنعاء ومدن اليمن الشمالي الأخرى، ولم يتبق أماما الا السيطرة على مأرب، والسيطرة على الأخيرة يعني السيطرة على شبوة ووادي حضرموت والمهرة".
وتؤكد مصادر سياسية مقربة من الحكومة ان هادي الذي من المرجح انه سيواجه عقبات وازمات قادمة اذا ما استمر في الحكم "ولو كان لا يمتلك قرار"، الا ان السيطرة على مصادر الثروة من قبل اخوان اليمن سيسهل للتنظيم الذي يتحالف مع الحوثيين، الإطاحة بالرئيس المؤقت، وتنصيب الجنرال الزيدي العجوز علي محسن الأحمر، على رأس مجلس رئاسي بالتشارك مع الحوثيين الذي ليس لهم أي مشكلة مع الأحمر، الذي يندحر من ذات الفكر الزيدي المتسلط".
وتكمن السيطرة على منشأة بلحاف بالنسبة للإخوان أخر احجار الشطرنج، دون إدراك لعواقب أي ردة فعل قبلية محلية او إقليمية ودولية، فالتنظيم اليمني الذي يعد المفرخ الرئيس للتنظيمات الإرهابية سيواجه، انتفاضات شعبية قد تطيح به، خاصة في ظل وجود رغبة إقليمية في القضاء على اخر معاقل التنظيم الدولي للإخوان.
وتوقعت مصادر جنوبية ان أي مشكلة قد يفتعلها الاخوان في محيط منشأة بلحاف سيسقط اتفاقية الرياض التي يبدو ان الانتقالي الجنوبي لا يزال يعلق عليها آمالا في وقف نزيف الدم وهو ما يعني ان الاخوان سيواجهون مصير ينتظرهم في شبوة للقضاء على أخر معاقل التنظيم الدولي الصانع للتطرف.