تقارير وتحليلات
تسليم محافظة شبوة للحوثيين..
تقرير: حكومة هادي.. كيف تنفذ مخططات نظام إيران في الجنوب؟
تعمل الشرعية الإخوانية جاهدة في طريق تنفيذ مخططات إيران في الجنوب بعد أن ذهبت باتجاه تسليم مناطق إستراتيجية مهمة في محافظة شبوة ولن يكون مستبعدا أن تُهدي المحافظة إلى المليشيات الحوثية، وهو ما يعبر عن خطة إيرانية وإقليمية معادية تستهدف اختراق الجنوب من بوابة المحافظة النفطية للسيطرة على ثرواته ومقدراته وخلق أمر واقع جديد يساعد طهران على تنامي نفوذها بالمنطقة.
حاولت طهران جاهدة منذ تحرير محافظات الجنوب في العام 2015 أن تدفع بمليشياتها مرة أخرى إليها، لكنها فشلت في كل المحاولات السابقة واستطاعت القوات المسلحة الجنوبية أن تؤمن جبهة الضالع التي تركزت عليها غالبية الهجمات الحوثية، وتصدت لكافة محاولات التقدم في أبين ولحج، وحافظت على تفوقها العسكري في مواجهة المليشيات الإيرانية.
طهران لديها أهداف عديدة في الجنوب تسعى لتحقيقها على رأسها إطالة أمد الحرب التي شنتها قبل سبع سنوات، وخلق مناطق صراع جديدة من الممكن أن توظفها لخدمة مصالحها الإقليمية، تحديدا وأنها حصلت على ما أرادته في محافظات الشمال التي هيمنت عليها بتنسيق مع الشرعية الإخوانية، وهو ما جعلها تطمع في الحصول على مزيد من البقاع الجغرافية التي تسيطر عليها الشرعية في ظل حالة الضعف والتفكك التي أصابتها.
تساعد الشرعية طهران في توظيف سيطرتها على حقول النفط من أجل تعقيد أي محاولات سلام مستقبلية، وسارعت بإفساح الطريق أمامها نحو شبوة بعد أن شعرت بأن المجتمع الدولي قد يذهب باتجاه مفاوضات سلام يكون الجنوب طرفًا فيها، وفي تلك الحالة ستكون الطرف الخاسر لأنها ليس لديها قوة على الأرض، وذهبت باتجاه تسليم مناطق قريبة من تلك آبار النفط بما يبدد أي محاولات من شأنها وقف إطلاق النار والانخراط في المفاوضات.
وكذلك فإن الشرعية بخيانتها تمهد طريق طهران نحو تهديد الملاحة في باب المندب، وتمنح إيران فرصة ذهبية لتهديد الأمن القومي العربي، وتضاعف من فاتورة مواجهة إيران وأذرعها الإرهابية في المنطقة والتي قد تمتد لسنوات طويلة، الأمر الذي يجعل ما يحدث في شبوة حاليا بمثابة الخيانة الأكبر التي تتعرض لها الدول العربية وليس الجنوب فقط جانب تنظيم الإخوان ومواليه.
يمكن القول بأن الشرعية أضحت ترسا لا يمكن الاستغناء عنه في ترسانة إيران الإرهابية، ومن دونها لم تكن إيران قد استطاعت التمدد بهذا الشكل لأنها على مدار سبع سنوات ماضية شكلت أداة مهمة توظفها إيران وفقا لتفاهمات مع باقي أضلاع محور الشر ( القطري التركي الإيراني)، من أجل ضمان تحقيق أهدافها من دون أن تدخل في صراعات عسكرية بالمعنى الحقيقي للكلمة، وحافظت على أن يكون هناك معارك شكلية على جبهات عديدة للإيحاء بأنها في مواجهة أمام طرفا معاديا وليس طرفا تنسق معه في الخفاء والعلن.