أنشطة وقضايا

مركز الملك سلمان..

اليمن: جمعيات إخوانية تخفي مساعدات قدمتها السعودية

النازحون في تعز

أخفت جمعيات إخوانية في مدينة تعز اليمنية (871,032) سلة غذائية قدمتها المملكة العربية السعودية لسكان المدينة الكبرى، فيما وجه مسؤولون يمنيون انتقادات للقائمين على مركز الملك سلمان للإغاثة بالتعامل مع جمعيات إخوانية وتهميش دور الحكومة في القيام بواجبها في ايصال المساعدات للمحتاجين.

وكشفت مصادر حقوقية في مدينة تعز اليمنية عن واحدة من أكبر قضايا العبث بالمساعدات الإنسانية خلال سنوات الحرب، بعد أن أخفت جمعيات تابعة لجماعة الإخوان المسلمين نحو 871,032 سلة غذائية قدّمتها المملكة العربية السعودية لسكان المدينة. هذه الكمية الضخمة، التي كان يفترض أن تخفف من معاناة مئات الآلاف من النازحين والمحاصرين، اختفت تحت غطاء العمل الخيري، ما فتح الباب أمام موجة انتقادات واسعة لطريقة إدارة ملف الإغاثة داخل المدينة.

وفقًا لمصادر حكومية تحدثت لـ(اليوم الثامن)، فإن مركز الملك سلمان للإغاثة تعامل مع جمعيات محسوبة على جماعة الإخوان في تعز، وسلمها مساعدات واسعة دون آلية رقابية واضحة، الأمر الذي سمح بتسرب كميات كبيرة وعدم وصولها للمستحقين الفعليين. وتؤكد المصادر أن هذه الجمعيات لم تُسلّم ما استلمته من مساعدات للنازحين، ولم تُفعّل أي مسارات توزيع شفافة، بل استغلت الوضع الإنساني لتعزيز النفوذ السياسي والاجتماعي للجماعة داخل المدينة.

وحصلت (اليوم الثامن) على نسخة من رسالة رسمية رفعتها السلطة المحلية في تعز إلى مركز الملك سلمان، تطالب فيها بالكشف عن أسماء الجمعيات التي تسلّمت السلال الغذائية، وكميات المساعدات التي استلمتها، وآلية توزيعها. وبحسب الوثيقة، فإن السلطة المحلية تُحمّل تلك الجمعيات مسؤولية عدم وصول المساعدات للفئات المستضعفة، كما تُحمّل المركز مسؤولية عدم مراقبة عملية التوزيع.

حتى اللحظة، لم تقدّم الجهات المعنيّة ردًا واضحًا حول مصير مئات الآلاف من السلال الغذائية، ما جعل الملف يتحوّل إلى قضية رأي عام، تتصدرها أسئلة حول غياب الشفافية واحتكار جماعة الإخوان للملف الإغاثي في المدينة.

مصادر حكومية يمنية أكدت لـ(اليوم الثامن) أن جمعيات تابعة لجماعة الإخوان استغلت الحرب لتوسيع شبكات نفوذها عبر السيطرة على المساعدات الإنسانية، ليس فقط القادمة من السعودية، بل من منظمات دولية وعربية أيضًا. وتضيف المصادر أن هذه الجمعيات استخدمت المساعدات كورقة سياسية لتعزيز حضورها الشعبي داخل الأحياء والمناطق المحاصرة، في ظل غياب آليات رقابية حكومية فعّالة.

ويشير مراقبون إلى أن جماعة الإخوان في تعز أدارت ملف الإغاثة بطريقة مشابهة لأسلوب الميليشيات المسلحة التي تحتكر الموارد وتوظّف المساعدات لأهداف سياسية، في وقت يعاني فيه السكان من ارتفاع معدلات الجوع والبطالة وانعدام الخدمات الأساسية.

قضية المساعدات المختفية في تعز تعيد طرح سؤال جوهري حول طريقة إدارة الدعم الإنساني في اليمن: هل تصل المساعدات فعلًا إلى مستحقيها، أم أنها تُدار من قبل مجموعات ترى في الحرب فرصة لإعادة تشكيل نفوذها الاقتصادي والسياسي؟

وفي ظل حجم الدعم الذي قدّمته المملكة العربية السعودية خلال السنوات الماضية، فإن استمرار غياب الرقابة الفعلية يعني أن المساعدات قد تتحول من أداة إنقاذ إنسانية إلى أداة سلطة تتحكم بها جماعات سياسية على حساب الجائعين.

ما حدث في تعز ليس حادثة عابرة؛ بل نموذج لخلل بنيوي في إدارة ملف الإغاثة. اختفاء 871 ألف سلة غذائية يكفي ليكشف حجم العبث، ويضع الجهات المانحة والحكومية أمام مسؤولية فتح تحقيق شفاف، وضمان أن لا تتحول المساعدات إلى غطاء لتمويل شبكات نفوذ حزبية.

 

لماذا تراهن السعودية على الإدماج الفكري لبناء أمن مستدام في دول الساحل؟


برنامج سعودي–إسلامي في نيامي يعزز جهود مكافحة التطرف في الساحل الإفريقي


من المناخ إلى الأمن المائي: عدن تفتح نقاشًا علميًا حول مستقبل الاستدامة


حين تُلغى السيادة عن الدول الجارة.. عبدالرحمن الراشد يحاكم «الجنوب» بجرم الجغرافيا (وجهة نظر)