تقارير وتحليلات
"الجنوب" واستراتيجية مكافحة الإرهاب..
تقرير: كيف تفسر مواقف إخوان اليمن من هجمات الحوثيين الإرهابية؟
لا تزال الهجمات الإرهابية التي أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عنها، واستهدفت صهاريج نفطية في العاصمة الإماراتية أبوظبي، تثير ردود فعل إقليمية ودولية، أغلبهم شددت على أهمية وضع الاذرع اليمنية الموالية لإيران على قوائم الإرهاب.
كيانات سياسية وحقوقية ودول إقليمية ودولية، ادانت العمل الإرهابي طالبت بوضع الحوثيين على قوائم الإرهاب، الا تنظيم الإخوان في اليمن، الذي كانت له مواقف أخرى ترحب بالهجوم الحوثي، وتصفه بالانتقام للعمليات العسكرية التي أشرفت عليها دولة الإمارات العربية المتحدة في الجنوب.
وقال الخبير السياسي الإماراتي د. عبدالخالق عبدالله "إن هذا التضامن العالمي مع دولة الإمارات ضد اعتداء جماعة الحوثي اليائسة والبائسة دليلٌ على حجم شركاء دولة الإمارات وحلفائها ومصداقيتها على امتداد الكرة الأرضية، والإمارات تعرف كيف ترد على مثل هذه الاعتداءات".
وأضاف عبدالله في تصريحات صحفية " ملوك ورؤساء وزعماء وقيادات دينية وسياسية وعواصم خليجية وعربية وعالمية تضامنت مع الإمارات وتدين وتستنكر بشدة العدوان الحوثي الإجرامي الذي ينطبق عليه تعريف العمل الإرهابي الذي يعني عمل عسكري ضد هدف مدني لتحقيق غرض سياسي لذلك مطلوب اجماع اممي لتصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية".
رسمياً، أعلن حزب التجمع اليمني للإصلاح (اخوان اليمن)، ادانته للهجوم الإرهابي، لكن قدم اشتراطات بان على المجتمع الدولي ان يدعم التنظيم الحاكم والمهيمن على القرار الرئاسي لحكومة الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي، وازاحة كل القوى الوطنية الأخرى بما فيها قوات حراس الجمهورية التي يقودها نجل شقيق الرئيس اليمني الراحل، العميد طارق صالح.
وقال تنظيم إخوان اليمن في بيان – اطلع عليه محرر صحيفة اليوم الثامن – "إنه يحتم على المجتمع الدولي وضع كافة الوسائل والإمكانات المطلوبة لتنفيذ القرار 2216 الذي لا يزال يُمثل خارطة طريق ناجعة وأمنه لإنقاذ اليمن وضمان أمنها واستقرارها وسلامة ووحدة أراضيها"؛ هذا التمسك فيه اعلان التنظيم رفضه أي قوى سياسية تشكلت بعد صدور القرار الذي يتضمن فرض عقوبات على الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، وكذا المجلس الانتقالي الجنوبي.
وفي ابريل (نيسان) 2015م، تبنى مجلس الأمن الدولي، القرار رقم 2216، والذي تضمن التأكيد على توسيع قائمة العقوبات الدولية الخاصة باليمن والتي فُرضت تنفيذا للقرار 2140 الصادر في فبراير/شباط عام 2014، إذ تم إدراج أحمد علي عبد الله صالح نجل الرئيس السابق علي عبد الله صالح، على القائمة السوداء باعتباره متورط في أعمال تهدد السلام والأمن والاستقرار في اليمن وتتمثل العقوبات في تجميد أرصدهم وحرمانهم من السفر إلى للخارج، إلى جانب زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي.
وسخر السياسي الجنوبي صلاح السقلدي من موقف اخوان اليمن، من الهجوم الحوثي على الإمارات، وقال إن الإصلاح اعلن ادانته للهجوم الإرهابي على أبوظبي في حين ان الإصلاحيين رحبوا بالهجمات".
وأعلن سياسيين وقيادات إخوانية بينها ياسر اليماني وأنيس منصور ومختار الرحبي والقيادي في تنظيم القاعدة عادل موفجة وأخرين، ترحيبهم بالقصف الحوثي، ومبايعة زعيم المتمردين الحوثيين.
وأظهرت صورا بثت على شبكة الأنترنت احتفال قوات الإخوان في مأرب بالهجوم الحوثي على أبوظبي، فيما ذهب السياسي اليمني منير الماوري المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية الى وصف الهجوم الإرهابي بانه اجراء انتقامي مشروع ضد الإمارات التي زعم ان مشاركته في تحالف دعم شرعية هادي، يمثل عدوانا على بلاده (اليمن).
وقالت القيادية في تنظيم الإخوان ألفت الدبعي "إن على دول التحالف العربي أن تدرك أنه ومهما كان خلافنا مع الحوثي فإننا نعتبر قصف المدنيين جريمة مدانة يشترك فيها التحالف والحوثين معا".
وقالت إن "الرد على جرائم الحوثي بمزيد من توحيد الجهود باتجاه تغيير المعادلة العسكرية الحالية والذهاب إلى سلام شامل وفقا للمرجعيات وليس عبر استهداف المدنيين".
وفسرت مصادر سياسية موقف تنظيم الإخوان من الهجوم الإرهابي، بانه ينسجم مع الموقف القطري الواضح من خلال شبكة قنوات الجزيرة التي أعطت الهجوم بعدا سياسيا كبيرا، وانجازا مشروعا للحوثيين، واستضافت خلال تغطيتها للهجوم الإرهابي قيادات حوثية للحديث عنه.
وقالت مصادر سياسية جنوبية مقربة من حكومة المناصفة "ان الموقف الاخواني المؤيد لهجمات الحوثيين الإرهابية ليس مستغرباً، فمن سلم الأسلحة والمعسكرات والمدن للحوثيين دون أي مقابل لا يمكن ان يخجل في الاحتفال بالهجوم الحوثي الإرهابي".
وأشارت تلك المصادر الى احتفال الحوثيين، بالإخوان وهم يجتاحون شبوة وأبين ويحاولون الوصول الى العاصمة عدن، فيما عرفت بالمعركة التي أطلق عليها التنظيم الاخواني بمعركة خيبر.
ومثلت معركة تحرير بيحان وعسيلان وعين من قبل القوات المسلحة الجنوبية وبإشراف من القوات الإماراتية، ضربة قاصمة للحوثيين والإخوان الذين قد اتخذوا استراتيجية السماح للحوثيين بالتوسع جنوبا لمحاولة إطالة امد الحرب واستنزاف التحالف العربي الذي تقوده السعودية.
ورجح الخبير السياسي الجنوبي نبيل سعيد "إن تكون المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت والتابعة للجنرال العسكري الإخواني علي محسن الأحمر، هي من نفذت الهجوم الإرهابي على أبوظبي".
وقال سعيد في تدوينة على تويتر "صحراء ثمود بحضرموت هي أقرب نقطة لأبوظبي، وهي منطقة عسكرية تابعة للمنطقة الأولى".. مطالبا بتحييد العمق الصحراوي لحضرموت، فوراً".
وتقول تقارير إخبارية ان العديد من الهجمات الإرهابية التي شنها الحوثيون على الجنوب، كشفت وجود تنسيق عال مع الاخوان في تلك الهجمات، ومنها تلك التي ضربت عدن أواخر العام المنصرم، واستهدفت الأولى محافظ العاصمة أحمد لملس، في حين استهدفت الأخرى مطار العاصمة، وهي هجمات إرهابية كشفت عن وجود تنسيق بين قيادات عسكرية إخوانية وميليشيات الحوثي الإرهابية، وهو ما بينته تحقيقات أمنية نشرتها قوات مكافحة الإرهاب.
وبينت تلك الهجمات الأهمية القصوى لدعم القوات الجنوبية في مكافحة الإرهاب، وتوسيع العمليات العسكرية من شبوة إلى أبين ووادي حضرموت والمهرة، وتأمين الموانئ البرية والبحرية لمنع تهريب الأسلحة والمتفجرات والطائرة المسيرة للميليشيات اليمنية الإرهابية.
ويؤكد الخبير الإعلامي والسياسي هاني مسهور "على أهمية دعم استقلال الجنوب العربية".. مشيرة إلى أنه "بدون استقلال الجنوب العربي سيظل الفراغ الجيوسياسي مهدداً للأمن القومي العربي، من مصلحة العرب دعم الاستقلال وملء الفراغ بدولة كاملة السيادة في جنوب جزيرة العرب".