أنشطة وقضايا
وجه مدني..
رشا بن عطاف.. من دهاليز الصحافة إلى أروقة السياسة والدبلوماسية
الصحافية والدبلوماسية الشابة رشا فريد بن عطاف - اليوم الثامن
رشا فريد بن عطاف .. نشأت في أسرة من الرعيل الأول للحراك الجنوبي، من أب وام يعملان في السلك التربوي، اكتشف معلموها نبوغها المبكر في الكتابة فقد كانت تكتب القصائد والقصص القصيرة منذ السابعة من عمرها، انخرطت في صفوف الحراك الجنوبي في الجانب الإعلامي منذ عام 2011، تدرجت في العمل من محررة صحفية في عدن برس والنقابي الجنوبي إلى مديرة تحرير صحيفة النقابي الجنوبي ولا تزال تعمل في الصحافة إلى الآن ، استمرت في الكتابة في الشأن السياسي ولها عدة مقالات وتحليلات في هذا الشأن منشورة في العديد من الصحف والمواقع الإلكترونية، عملت في الدائرة السياسة في المجلس الانتقالي الجنوبي واستمرت بالعمل إلى أن التحقت مؤخراً بالإدارة العامة للشؤون الخارجية.
تعمل رشا مع فريق شباب جنوبي يقوده الدبلوماسي الشاب محمد الغيثي، لتأسيس وزارة خارجية جنوبية، ضمن جهود المجلس الانتقالي الجنوبي في إعادة تفعيل الدبلوماسية الجنوبية بتعيين مندوبين في مختلف دول العالم.
صحيفة اليوم الثامن، اجرت مقابلة قصيرة مع السيدة رشا بن فريد، وكانت هذه الحصيلة.
-
كيف اتجهت الشابة رشاد فريد من الصحافة الى السياسة؟
- حتى أجيب عن هذا السؤال يجب أن تعرف أولاً أن مشاركتي في الحراك الجنوبي كإعلامية وناشطة سياسية فتح أمامي الإطلاع على الكثير من القضايا ووجود بلدي تحت احتلال ظالم جعلني بلا شعور انخرط في الجانب السياسي للمطالبة بحقوق شعبي الذي طاله الغزو والتدمير وشتى صنوف الحرب بجميع أوجهها السياسية والاقتصادية والمعنوية وحتى التاريخية وصولاً إلى استهداف الهوية ومحاولة تدميرها.. لم يتشكل الوعي عبثاً لكن كما يقول المثل "المعاناة تخلق الإبداع" ووجودي في أسرة مناضلة ساهم في ذلك إلى حد كبير. ثم أتاح لي انخراطي في المجلس الانتقالي الجنوبي في الدائرة السياسية وحالياً في الإدارة العامة للشؤون الخارجية هذه الفرصة لأكون صوتاً نسائياً سياسياً مسموعاً في الداخل والخارج وممثلاً لتطلعات النساء الجنوبيات اللواتي عانين الكثير من الويلات والظلم والتهميش منذ احتلال الجنوب.
-
ماهي المراحل التي مر بها الحراك النسوي في الجنوب وكيف أثر الاحتلال اليمني عليه؟
- عاصرت المرأة الجنوبية جميع الفترات منذ أيام الاحتلال البريطاني الى الفترة المتأخرة التي عصفت بكل الجهود السابقة لنساء الجنوب، فقد عانت المرأة الجنوبية من الإقصاء والتهميش بعد الاحتلال اليمني في 94 حالها كحال أخيها الرجل فكان لها نصيب الأسد من الخطاب الديني التحريضي الموجه ضد أبسط حقوقها من تعليم واختيار الزوج والخروج إلى العمل وحتى اللباس وكان هذا الخطاب ضمن الحملة التحريضية لتدمير الهوية الجنوبية والدور النساء الجنوبيات في بناء المجتمع حيث كانت المرأة الجنوبية تتمتع بالخصوصية كرائدة للحركة النسوية في الجزيرة العربية ومن أوائل النساء اللواتي خضن غمار السياسة والاقتصاد والقانون وغيرها من المجالات في العالم العربي التي لم تكن في أي وقت من الأوقات حكراً على الرجل بيد أن الاحتلال اليمني أفرغ كل الحركات النسوية من محتواها وسعى جاهداً إلى تقزيم دور المرأة في عدن والجنوب ككل بينما عزز حضورها ومشاركتها السياسية في صنعاء الأمر الذي كان حاسماً في القضاء على أي أنشطة لها لسنوات قادمة .
-
كيف تنظرين إلى الفرص المتاحة أمام المرأة الجنوبية في الوقت الراهن؟
- أتاح وجود مجلس يمثل تطلعات شعب الجنوب إعادة الحراك النسوي بالمعنى الصحيح إلى الواجهة ؛ فنجد أنه فتح المجال أمام المرأة في المشاركة السياسية ما عكس حضور أفضل وتمثيل أكبر وأكثر مصداقية للمرأة أكثر من أي وقت مضى، ولعل وجود قيادات نسوية في هيئة رئاسة الانتقالي وسعي الرئيس القائد عيدروس الزبيدي لزيادة تمكين المرأة الجنوبية من خلال انشاء " اللجنة العليا للمرأة الجنوبية " التي تسعى إلى توحيد الحراك النسوي الجنوبي بما يضمن حصول المرأة على حقوقها وتمكينها من الوصول الى دوائر صانعي القرار، وتلك الجهود المشكورة التي تقوم بها نساء جنوبيات أخذن على عاتقهن إيصال صوت المرأة الجنوبية بعد أن كان مقتصراً على ساحات الثورة في الجنوب إلى أروقة صناعة القرار والمجتمع الدولي .
لكن للأسف من ناحية أخرى نجد مكونات كرتونية ضعيفة يتم تقديمها إلى الخارج على أنها نساء جنوبيات وحقوقيات أو ناشطات، نأسف لذلك جداً حيث أن المنظمات ساهمت في إخراج تلك الوجوه إلى العلن بقصد أو بغير قصد! لكن هذا السلوك المتحايل لا يمت للديمقراطية والحرية بأي صلة فحريتك أن تصدحي بصوتك مهما كانت آرائك والقانون يكفل لك ذلك لكن من غير القانوني أن تزوري انتمائك أو مكان ميلادك وصولاً إلى تزوير الوعي المجتمعي والإرادة الجمعية.
-
هل دور المرأة في المجتمع يقتضي المشاركة السياسية في دوائر صنع القرار، ولماذا؟
- بالتأكيد نعم، فالمرأة هي أساس المجتمع فهي نصف المجتمع وأم النصف الآخر؛ والواقع أن المرأة في الجنوب كان لها نصيب واسع من المشاركة السياسة التي أتاحت لها التمثيل الحقيقي والمنصف إضافة إلى أن ويلات الحرب جعلت المرأة متضرراً رئيسياً من الصراع حيث فاقمت العبء عليها في توفير الاحتياجات الضرورية عند فقدان العائل والمسؤول عن الأسرة ، فلمَ لا والواقع يؤيد ويتطلب أن يكون لها صوت مسموع بإيقاف الحرب وإرساء السلام ، فهي كعادتها تصنع السلام في الوقت الذي يصنع فيه الرجل الحرب ، فصوتها يجب أن يكون مسموعاً وتمثيلها يجب أن يكون واسعاً.