تحليلات
تأثيرات محتملة لخطاب الظواهري..
تقرير: خطابات القاعدة.. استقطاب جمهور التيار التكفيري من العناصر الدنيا
زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري
اعتمد زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري خلال المرحلة الأخيرة على الظهور إعلاميًّا عبر مقاطع مصورة نشرها موقع السحاب على منصات التواصل الاجتماعي، مستخدمًا خطابًا عقائديًّا لأيديولوجيا التنظيم، وكذلك السلوكيات والقرارات التي يجب أن يكون عليها التيار التكفيري، وفقًا لوجهة نظره.
تساؤلات مشروعة
تطرح الفيديوهات المتعاقبة للظواهري تساؤلات؛ حول أسباب لجوء التنظيم لهذا الأسلوب، وعوامل اعتماده على زعيمه تحديدًا من أجل نشر دروس عقائدية إلى جانب تأثير ذلك على خريطة انتشار الجماعات المتطرفة عالميًّا، ومستويات الخلاف بين العناصر ومدى التنافسية بين القادة حول استمالة العناصر الدنيا المؤهلة للانضمام لتلك الجماعات.
خطابات عقائدية.. أهداف واستمالات
ظهر الظواهري عبر مجموعة مقاطع مصورة ليتحدث عن القواعد الفقهية والسلوكية التي يجب أن ينتهجها التيار التكفيري ليكون مستحقًا للانضمام إليه، وأشار إلى أن الهدف الرئيس من هذه الجماعات هو تحرير القدس وكل الأراضي الإسلامية المحتلة، وأن الجماعات التي تحيد عن هذا الهدف لا تستحق أن تمثل التيار.
تأتي خطابات زعيم القاعدة في إطار تكثيف التجنيد للجماعات الإرهابية واستمالة العناصر الدنيا من التنظيمات الأخرى للانضمام للقاعدة، ومن أبرز العوامل التي دفعت نحو هذا الطرح هي لجوء الظواهري لانتقاد الجماعات الأخرى عبر رسائل غير مباشرة لم تطلق مسميات، ولكنها واضحة للمتابعين والمهتمين بهذا الشأن.
فخلال المقاطع المصورة الأخيرة انتقد الظواهري كثرة الاعتماد على القتل والذبح لدى التيارات الأخرى، وهو يقصد في ذلك تنظيم داعش الذي يتعمد نشر فيديوهات عن ذبح المخالفين والمعارضين له، موجهًا بأن هذا الأسلوب ينفر المتعاطفين مع هذه الجماعات ويمنع الانضمام إليها.
ويبقى أبرز ما انتقده الظواهري مرتبطًا بحركة طالبان، إذ قال إن هيئة الأمم المتحدة لا تلتزم بمعايير الدين الإسلامي بل إن مواثيقها تحرض على المساواة بين الرجل والمرأة، وهو ما يخالف الشريعة، كذلك فمواثيقها تقبل الشذوذ الجنسي وتقنن الانحرافات الإنسانية التي حرمها الدين، كما أنها تضم في دولها كيانات استعمارية يهدد بعضها دولًا إسلامية ومن ثم فأن الانضمام إليها يعني القبول الضمني لجميع مخالفاتها، وهو بذلك ينتقد ضمنيًّا حركة طالبان الساعية للانضمام لهيئة الأمم المتحدة، كما أنه ينتقد الجماعة في تعاونها مع بعض الدول العربية التي تعاون الغرب على تحقيق أهدافه في المنطقة.
وأنتقد أيضًا جماعة الإخوان التي يتهمها ضمنيًّا بتبديد ثورات الربيع العربي من أجل مصالحها الخاصة وعدم التزامها بتعاليم منظرها سيد قطب الذي يرى فيه الظواهري زعيمًا حقيقيًّا للتيار المنتمي له.
تأثيرات محتملة لخطاب الظواهري
أن أهم التأثيرات المحتملة لخطابات الظواهري الأخيرة تتمثل في استقطاب جمهور التيار التكفيري من العناصر في المراتب الدنيا التي لا تزال لديها أيديولوجيا متشددة تجاه عقائد التيار، والتي يساورها مخاوف حول ثبات العقيدة لدى زعمائها المنشغلين بترتيب أوضاعهم السياسية، وبالأخص طالبان.
تُشكل خطابات الظواهري إلى جانب تاريخ طالبان الأيديولوجي تحديًا بين قادة الحركة وعناصرها، فالحركة مضطرة للتعامل مع المتغيرات السياسية المحيطة بها ككيان يرغب في الاعتراف به رسميًّا، تلك المعاملات التي تمثل في ذاتها خلافًا مع الثوابت التي أُنشئت عليها روابط العلاقة بين قادة طالبان وأتباعهم كعلاقتها بالهند المُروج إعلاميًّا بإساءتها للمسلمين، وكذلك الصين وخلافاتها مع الإيجور، ومن ثم يؤثر كل هذا على قدرة طالبان على توحيد صفوفها في ظل التحديات المؤثرة التي تواجهها.
-----------------------------------
المصدر: المرجع