تحليلات

الصراع السعودي القطري..

إعلام غربي وإخواني.. كيف تدير الدوحة حربها ضد جارتها الرياض؟

العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز وسلطان عمان - أرشيف

الرياض

تواصل دولة قطر التصعيد الإعلامي والسياسي، ضد جارتها المملكة العربية السعودية، في مؤشر على ان مصالحة قمة العلا[1] التي أبرمت في يناير (كانون الثاني) من العام 2021م، لم تحقق المصالحة، فالرياض لا تزال ملتزمة باتفاق وقف التراشق الإعلامي منذ نحو عام ونيف، على عكس مملكة البحرين[2] التي عبرت عن رفضها لسياسة قطر، على إثر اخلالها بالاتفاقية المبرمة على هامش قمة العلا والتي تراجعت فيها الدول العربية المقاطعة عن مطالبة بوقف المقاطعة.

ولم تمض أكثر من شهرين حتى أكدت وسائل الإعلام الإقليمية بان المصالحة الخليجية مع قطر والمعلنة على هامش قمة العلا، أصبحت على كف عفريت، بعد ان تبين عدم التزام الدوحة ببنود ومبادئ بيان القمة الخليجية التي اقرت المصالحة الخليجية.

الدوحة التي سبق لها والتزمت بوقف التراشق الإعلامي، صعدت من هجمتها الإعلامية ومولت أنشطة إعلامية غربية لمناهضة الأمير محمد بن سلمان، لكن الإعلام السعودي لم يقم باي ردة فعل تجاه الاعلام القطري المناهض.

ففي مارس (اذار) من العام الماضي 2021م، لم يقف التصعيد الإعلامي القطري ضد السعودية وولي العهد محمد بن سلمان، عند تمويل الأنشطة الغربية المناهضة لبن سلمان، حتى وصل الى مملكة البحرين أحد اقطاب دول المقاطعة الأربع.

وزارة الخارجية البحرينية وجهت بعد نحو شهرين من المصالحة مذكرة احتجاج لوزارة الخارجية القطرية أعربت فيها عن استنكارها الشديد لما قامت به قناة الجزيرة القطرية من بث برنامج تلفزيوني بعنوان (خارج النص) يوم الـ7 مارس (آذار) 2021م، لما احتوى عليه من معلومات كاذبة وإدعاءات باطلة، ساقها عدد من المحرضين المأجورين، الذين تعلم قطر وكافة الدول الخليجية والعربية، أنهم يتلقون أوامرهم من جهات خارجية معادية لمملكة البحرين ولدول المجلس ولا تريد لنا الخير والأمن والاستقرار. واعتبرت وزارة الخارجية أن هذا البرنامج التلفزيوني يتنافى مع روح ومبادئ بيان قمة العلا". ‏ 

تعتمد الدوحة في حربها الإعلامية تجاه جيرانها على محورين، الأول إعلام غربي يتم تسريب معلومات لمنصات الكترونية أوروبية، ثم سرعان ما تتلقفها وسائل الإعلام القطرية وتحولها الى مادة صحافية ضد السعودية، حيث تعتمد قطر على الاعلام الذي يديره الإخوان، والأزمة اليمنية، باتت الملعب الرئيس الذي يدير من خلاله نظام تميم بن حمد حربه السياسية ضد المملكة العربية السعودية واصلاحات ولي العهد محمد بن سلمان.

إعلام الإخوان كثف خلال الأيام الماضية، من هجومه الإعلامي على السعودية، بدعوى ان سفيرها لدى اليمن محمد ال جابر بات المتحدث الرسمي باسم مجلس القيادة الرئاسي الذي يترأسه رشاد العليمي.

وسائل إعلام ومنصات إعلامية تشرف عليها الاخوانية اليمنية توكل كرمان نقلت عن مصادر في وكالة الانباء اليمنية سبأ التي تبث من الرياض بتمويل سعودي، زعمها أن بياناً صادراً باسم مجلس القيادة الرئاسي، حول ترحيبه بالتعهدات السعودية - الإماراتية المعلنة، نشر من دون معرفة المجلس الرئاسي والحكومة، وأن السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، هو من قام بتسريب ونشر البيان في وكالة "سبأ" التابعة للحكومة الشرعية (..)، وأنه جرى نشر البيان دون علم مجلس القيادة ورئيسه المتواجد في الرياض منذ أسابيع".

ولم تكتف توكل كرمان بنشر تلك التسريبات حتى سارعت الى طرح رأيها في هذا الشأن حيث قالت إن السفير آل جابر كتب بيانا نيابة عن مجلس القيادة الرئاسي، الذي لم يعلم به إلا بعد نشره في الإعلام الرسمي.

وزعمت كرمان أن كلا من أعضاء مجلس القيادة والحكومة اليمنية ممتعضون من هذا الأمر، لكنهم، في الوقت نفسه، عاجزين عن تحديد موقف واضح من ذلك.

ويبدو ان التسريبات الإخوانية لم تف بالغرض، حتى سارعت وسائل إعلام الدوحة الى نشر تسريبات صحافية تتهم فيها السعودية بإبرام اتفاقية مع الحوثيين والتخلي عن ما اسمتها الحكومة الشرعية، على الرغم من ان الرياض قد قطعت علاقتها بالدوحة على خلفية تورط الأخيرة في تمويل الاذرع الإيرانية في اليمن.

وعلى مدى سبع سنوات، مولت السعودية إخوان اليمن عسكريا لقتال الحوثيين، غير ان علاقة التنظيم بقطر حال دون ذلك، ولم يكتف الاخوان بحرف مسار الحرب واعاقة العمليات العسكرية ضد الاذرع الإيرانية حتى سارع الجيش الوطني اليمني في مأرب الى تسليم العتاد العسكري الضخم الذي كانت الرياض قد قدمته جزء من تسليح الجيش الإخواني لقتال الحوثيين.

وقالت وسائل إعلام قطرية إن السعودية تبنّت استراتيجية جديدة للأزمة اليمنية تقوم على عقد صفقة مع الإيرانيين والحوثيين لتأمين حدودها، مقابل التخلّي عن مجلس القيادة الرئاسي، وشعار استعادة الدولة.

ونقلت تلك القنوات والمنصات الإعلامية القطرية عن موقع "إنتلجنس" الفرنسي كشفه عن جهود يبذلها رئيس جهاز مخابرات عُمان، محمد النعماني، بتكليف من سلطان عُمان لإجراء مفاوضات مباشرة بين مسؤولين سعوديين وقيادات حوثية.

وقالت قناة بلقيس[3] التابعة للإخوانية توكل كرمان إن السعودية تعمل منذ سبع سنوات على تقويض الشرعية، وإنهاك مؤسسات الدولة، ودعم مليشيات موازية لها، واليوم يبدو أنها تخلّت عن الشعار الذي تدخّلت به في اليمن، وباتت تبحث عن تأمين أراضيها من القصف الحوثي، مقابل وقف ضرباتها الجوية عليهم، وهو الوضع الساري في اليمن منذ أبريل الماضي.

وذكرت القناة القطرية أن "السعودية لم يكن تدخلها في اليمن لإنهاء الانقلاب، وإن كانت قد وقعت في أخطاء استراتيجية، بل كانت تريد تحقيق أهدافها في المهرة، وكذلك تحقيق أهداف الإمارات، ثم الذهاب إلى الحوار مع الحوثيين، والتوصل إلى حكومة توافق وطني".

وزعمت القناة على لسان قيادات إخوانية يمنية مقيمة في تركيا أن "مطالب الحوثيين منذ البداية تتمثل بإضعاف الإسلام السياسي (إخوان اليمن)، وإنهاء سلطة الرئيس هادي، كما أنها مطالب السعودية والإمارات كذلك، لإيجاد سلطة لا تستطيع الخروج عمّا تريد الرياض وأبوظبي".

واتهمت القنوات الإخوانية اليمنية السعودية الممول الرئيس لما يسمى بالجيش الوطني، انها سعت لأضعاف تلك التشكيلات العسكرية التي لم تواجه الحوثيين على الاطلاق، من خلال توقيف المرتبات وكذلك إيقافه عن دخول صنعاء، أدى إلى إضعاف معنوياته وفقدانه للثقة بالدولة أيضا".

وقال القيادي في تنظيم إخوان اليمن محسن خصروف: "إن المفاوضات بين السعودية والحوثيين جرت فعليا في أماكن مختلفة كعُمان والعراق، كون السعودية تسعى لتأمين حدودها الجنوبية".

وأضاف خصروف أن "السعودية والإمارات نجحتا في إنهاء السلطة الشرعية، كما نجحتا في إيجاد كيانات معادية وموازية للشرعية في كل من عدن وسقطرى والمهرة والساحل وغيرها أيضا".

ونسبت منصات قطرية لموقع “إنتلجنس أونلاين” الفرنسي زعمه بأن سلطان بن محمد النعماني[4]، رئيس أمن السلطان هيثم بن طارق يدير محادثات بين السعودية والحوثيين لإنشاء منطقة حدودية عازلة بطول ثلاثة آلاف كلم بين اليمن والسعودية.

وقال الموقع الفرنسي إن سلطنة عُمان تدير المشاورات عبر رئيس أجهزة المخابرات محمد النعماني، الذي يحاول إنشاء منطقة عازلة بطول 3 آلاف كم وعرض 30 كم على الحدود بين السعودية واليمن.

وأكد الموقع على أنه “على الرغم من التنافسات السياسية في عمان، لا يزال سلطان بن محمد النعماني ثابتًا في منصبه كرئيس أمن السلطان هيثم بن طارق. وقد صدرت له تعليمات مؤخرًا بمواصلة وساطته مع المملكة العربية السعودية بشأن اليمن”.

ولفت الموقع إلى انه تنفيذاً لأمر السلطان هيثم، يقود “النعماني” حاليا مفاوضات سرية بين السعودية وجماعة الحوثي المسلحة، لتمديد وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في أبريل/نيسان الماضي، مشيرا الموقع إلى ان المفاوضات السعودية مع الحوثيين صعبة.

وأضاف الموقع أن خروج هذه المفاوضات بنتائج، يعتمد على تقدم المحادثات التي ترعاها بغداد بين الرياض وطهران التي ترعى الحوثيين.

وشدد الموقع على أن هذه المحادثات السرّية تحاط بالكتمان من قبل الحوثيين والعُمانيين، والانكار من قبل السعودية التي تصنف جماعة الحوثي منظمة إرهابية.

ونوه الموقع إلى أنه على “النعماني” التعامل مع انعدام الثقة بين بلاده ومسؤولي الأمن الإماراتيين، الذين دعموا -إلى جانب الرياض- إنشاء المجلس الرئاسي الذي تم إنشاؤه في اليمن مؤخرا. إذ يتم اكتشاف خلايا تجسس سرية خاصة بالإمارات وتفكيكها بانتظام في سلطنة عمان.

 

 

المصادر

[1]"قمة كوالالمبور".. هل تستطيع ترميم العلاقات مع السعودية؟ - اليوم الثامن 

[2]مملكة البحرين: مواقف قطر غير مقبولة وتتنافى ومبادئ قمة العلا - اليوم الثامن 

[3]هل تاهت السعودية في حرب اليمن؟ - قناة بلقيس القطرية 

[4]وساطة سرية لرئيس أمن السلطان هيثم بن طارق بين السعودية والحوثيين – منصة وطن القطرية 

حضرموت تحت القصف.. استخدام غير مشروع للقوة خارج مظلة الشرعية


قصف الحلفاء.. الغارات السعودية تفتح باب أزمة جديدة في الجنوب


القوات الحكومية تحكم سيطرتها على وادي نحب بحضرموت والسعودية تنفذ أول غارات جوية منذ 2022


طيران السعودية العسكري يقصف قاعدة لقوات النخبة الحضرمية في ساحل حضرموت