الأدب والفن
"اليوم الثامن" تنفرد بنشر مخلص أوراق علمية..
الأدب والفن ودورهما في تعزيز الهوية الوطنية في الجنوب العربي .. أوراق بحثية
نظم مركز التدريب والتأهيل في المجلس الانتقالي الجنوبي، الثلاثاء، في العاصمة عدن، ندوة علمية ثقافية بعنوان " الأدب والفن ودورهما في تعزيز لُحمة الجنوب وهويته"
وفي مستهل الندوة التي جرى فيها الوقوف دقيقة حداد لقراءة الفاتحة على روح الفقيد الدكتور محمد عبدالله باشراحيل، القت الدكتورة منى باشراحيل، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، المشرف العام لمركز التدريب والتأهيل، كلمة نقلت في مستهلها تحايا الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ، لجميع الحاضرين، معبرةً عن شكرها وتقديرها الكبير لجميع المشاركين في الندوة التي تأتي ضمن فعاليات المجلس الانتقالي بالاحتفاء بعيد الاستقلال الوطني، آملةً ان يشهد العالم في القريب احتفال أبناء الجنوب بعيد استقلالهم الثاني.
وأوضحت باشراحيل أهمية الندوة وماتحمله من محتوى قيّم يحمل ثقافة المجتمع ويقوم برسمها في سطوره، حيث يصور العديد من المشاهد المختلفة في المجتمع، متمنيةً التوفيق والنجاح للمشاركين في جميع اعمالهم، والخروج بالتوصيات الإيجابية التي ترسم آليات عمل تقوم بتعزيز دور الثقافة بلُحمة الجنوب وهويته.
وكان قد تحدث الدكتور مبارك سالمين، بكلمة رحب فيها بجميع الحضور من مختلف كوادر هيئات المجلس الانتقالي، مقدماً شرحاً موجزاً عن الندوة واهدافها، والسياق الذي تتركز عليه حول الأدب والفن في تعزيز لُحمة الجنوب وهويته، والمفاصل العامة المتعددة التي تتسع لها في نفس السياق.
وتناولت الندوة عددا من المحاور والأوراق المقدمة حول الأدب والفن في الجنوب بين الواقع واستشراف المستقبل متضمنةً أسئلة ومشاريع إجابات ونموذج تحليلي، وكذا الأدب والفن في موكب ثورة شعب الجنوب، وماهية علاقة الثقافة بالتربية ودورهما في استعادة هوية الجنوب الوطنية، ودور المؤسسات والنخب الإبداعية والاجتماعية في تعزيز الهوية الثقافية الجنوبية، ثم عقبها فتح باب النقاش للمشاركين والخروج بعدد من التوصيات الهادفة بتعزيز دور الأدب والفن في لُحمة الجنوب وهويته للعمل بها على الأرض.
المقدمة
إن وجود فكرة الهويّة تساهم- بدون شك- في التّعبيرِ عن مجموعةٍ من السّمات الخاصّة بشخصيّات الأفراد؛ لأنّ الهويّة تُضيفُ للفرد الخصوصيّة والذاتيّة، وتجعله في إطار القالب الكلي للمجتمع، كما إنّها تعتبرُ الصّورة التي تعكسُ ثقافته، ولغته، وعقيدته، وحضارته، وتاريخه في دائرة الجماعة، كما تُساهمُ في بناءِ جسورٍ من التّواصل بين كافة الأفراد سواءً داخل مجتمعاتهم، أو مع المُجتمعات الأخرى.
وعلى ذلك فأن الهوية بكل أنماطها الوطنية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية.. مهمة كبرى، وقلق وطني يشغل الجميع، والجميع تحدثوا عنها، ووضعوا فيها النظريات، وكتبوا التعريفات والمقترحات والحلول، لذا لا تكتمل الهوية، ولا تبرز خصوصيتها، ولا تغدو هويّة ممتلئة قادرة على نُشدان الخصوصية في الهوية، إلّا إذا تجسدت مرجعيتها في كيان مشخص تتطابق فيه عناصر هي الوطن (الجغرافيا والتاريخ)، الدولة (التجسيد القانوني لوحدة الوطن والأمة)، والأمة (النسب) الروحي الذي تنسجه الثقافة المشترکة.
لقد أصبح موضوع الثقافة مجل اهتمام الكثير من المهتمين في العلوم الإنسانية والاجتماعية، بحيث هناك من يرى أن الثقافة عبارة عن تنظيم يشمل مظاهر الأفعال والأفكار والمشاعر يعبر عنها الإنسان عن طريق الرموز واللغة التي يتعامل معها وبهذا المعنى تكون الثقافة عبارة عن تاريخ الإنسان المتراكم عبر الأجيال وهناك من يرى أن الثقافة ذلك المركب الذي يشمل المعرفة والعقائد والفنون والقيم التي يكتسبها الإنسان كعضو في المجتمع.
إنّ للهوية الثقافة أهمية بالغة في حياة الأمم والشعوب، كما أن لها دوراً كبيراً في تحقيق التنمية السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وفي المحافظة على الأمن الاجتماعي، ووحدة الأمة، إلى جانب أهميتها في المحافظة على الهويّة الوطنية، وتعد أهم عناصر مقومات الهوية للمجتمع فهي تمثّل القاسم المشترك بين أبناء الأمة، والهوية الثقافة الجنوبية هي أهم جامع من جوامع مجتمعنا، لغة وتراثاً وعاداتٍ وقيماً، وكلّما ازداد هذا المشترك وحافظنا على بقائه جامعاً ضمنّا تماسك المجتمع، وتبعاً لذلك ضمنّا قوتها، وقدرتها على الصبر في الشدائد ومواجهة التحديات.
إنّ المجتمع الجنوبي، متى ما داهمته أزمة سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو أمنية، تتجه أنظاره في غالب الأحيان إلى مفكريها ومثقفيها، لاقتراح الحلول واجتراح السبل لمواجهة تلك التحديات، ويعدّ ذلك اعترافاً من المجتمع بأنّ مثقفيه ومفكريه هم منارات المستقبل، وأنهم القادرون على تشخيص المشكلات واقتراح الحلول والعلاجات.
وقد تعرض جنوبنا على مر العصور لعدد من التحديات تهدد وجودها، تستعين بموروثها الثقافي المخزون في بطون الكتب وفي صدور أبنائها، فتوظفه في حضّ الأمّة على الصبر والثبات والمواجهة، وتستخدمه في رفع المعنويات واستنهاض الطاقات وتعزيز الثقة بالنفس والأمل بالنصر، وذلك عندما يستمدّون من أعماق ذاكرتهم الجمعية ومن نماذجهم ورموزهم التاريخية والدينية العناصر والتجارب التي تشدّ ن أزرهم.
إن العمل الثقافي من خلال وسائله المختلفة من شعر وقصة ورواية ومؤلّفاتٍ ومسرحٍ وفنّ شكيلي وغناء وموسيقى وتمثيل وسينما، يستطيع أن يعزّز الكثير من القيم الإيجابية التي لا يستغني المجتمع عنها والتي تصبّ في خدمة الوطن وتعزيز أمنه وقوته وتماسكه، ومن هذه القيم: الإخلاص، والانتماء، وحبّ الوطن، والإيثار، والتسامح، والتعاون، وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، واحترام القوانين.
وإن الهوية الثقافة هي التي تعزّز الدافعية لدى أبناء المجتمع للتقدم والتطوير والإبداع والبناء. وتعد الهوية الثقافة الوسيلة الأكثر تأثيراً وفاعليّه في زيادة وعي أبناء المجتمع وتوسيع آفاق معرفتهم وإدراكهم، وتشكيل ضميرهم ووجدانهم، وهي جميعها عناصر تحصّن المجتمع من أي اختراقات.
وتعدّ الثقافة مصدراً مهماً من مصادر تحقيق الأمن الوطني، وذلك لأنّ عناصر ثقافة الأمّة تمثل الجوامع المشتركة بين الناس، وهذه الجوامع مصدر التلاحم والتماسك داخل المجتمع في العادة، ومتى ازداد التلاحم والتماسك في المجتمع ازدادت حصانة المجتمع وقدرته على الصمود أمام التحدّيات والأخطار والأزمات التي يتعرض لها. ومتى ازدادت الحصانة والمنعة تحقّق الأمن الوطن.
إن الهوية من أهم السمات المميزة، التي تم تصويرها، والتي تجسد الطموحات المستقبلية في المجتمع، وتبرز معالم التطور في المجتمع، وتشتمل هذه المعالم في المجالات المختلفة، بل تنطوي على المبادئ والقيم التي تدفع إلى تحقيق غايات معينة ونظرا؛ لما شهدته الهوية الجنوبية استهداف ممنهج من قبل القوات اليمنية الغازية للجنوب أرضا وإنسانا منذ زمن طويل حد الحظة رغم ذلك استطاع شعب الجنوب الحفاظ على مقومات هويته السياسية والثقافية والاجتماعية.
وفي هذه الندوة قدم الباحثون (4) أوراق علمية تتمحور مضمونها حول عنوان الندوة، كما هي موضحة ف الاتي:
1-الادب والفن في الجنوب بين الواقع واستشراف المستقبل أسئلة ومشاريع وإجابات ونموذج تحليلي، تقديم د. سالم عبد الرب السلفي، و د. سعيد بايونس.
2- الادب والفن في موكب ثورة شعب الجنوب، د. عبده يحيى الدباني، و .د. سالم الحنشي.
3- علاقة الثقافة بالتربية ودورهما في استعادة هوية الجنوب الوطنية. ا. عمرو عقيل.
4- دور المؤسسات الإبداعية والاجتماعية في تعزيز الهوية الثقافية، د. صبري عفيف العلوي.
لقد تم عرض تلك الأوراق عرضا علميا من قبل الباحثين .
ففي الورقة الأول، الادب والفن في الجنوب بين الواقع واستشراف المستقبل أسئلة ومشاريع وإجابات ونموذج تحليلي، تقديم د. سالم عبد الرب السلفي، و د. سعيد بايونس تطرقت الى الواقع الثقافي في الجنوب وما أصابه من ركود وجمود من قبل قوى نظام صنعاء فقد دمرت كل المؤسسات الإنتاجية الإبداعية والأدبية في الجنوب لغرض طمس الهوية الجنوبية، لكن الشعب في الجنوب ظل صامدا امام آلية الطمس المتغطرسة وبرزت هناك كثير من الأصوات الحرة في الادب والشعر الشعبي والفصيح والاغنية الوطنية والشعبية وقد برزت هناك ملامح اهمهاك
- التعايش مع والتواصل بين الأجيال
- الحضور النسوي اللافت
- التنوع الثقافي والادبي
- ظهور الادب الكتابي على الشفاهي.
- تظافر الشعر مع الفنون الأخرى كالموسيقي والغناء.
وقدمت الورقة البحثية عدد من الإجراءات العملية في سبيل إعادة الهوية الثقافية الى مكانتها الطبيعية أهمها:
- تحطيم الثنائيات من خلال استبدال ثنائية الوحدة او الموت.
- فصم العرا بين الدال والمدلول
إعادة التراتيب التي كدسها الخطاب الثقافي اليمني. التي وضعت عدن في المرتبة بعد صنعاء والجنوب بعد الشمال.
وقدمت الورقة نموذج تحليلي بقصيدة للواقع الرافض للوحدة وجورها المسلط على شعب الجنوب وعي قصيدة يا سلامي المعطر للشاعر ابي بكر باسحيم.
وفي الورقة الثانية، الادب والفن في موكب ثورة شعب الجنوب، د. عبده يحيى الدباني، و .د. سالم الحنشي لخصت عدد من المضامين التي حملها الشعر الشعبي المقاوم او ما اطلق بأدب المقاومة موردا عدد من القصائد والشعر الشعبي المناهض للاحتلال اليمني مصورا كيف استطاع ذلك الشعر ان يشحذ الهمم ويوجه الثورة نحو الانطلاق والمقاومة والتصدي لكل أصناف الظلم والاستبداد.
وفي الورقة الثالثة، علاقة الثقافة بالتربية ودورهما في استعادة هوية الجنوب الوطنية. ا. عمرو عقيل، وقفت في محورها النظري على مفهوم الهوية الثقافية المادية والحسية وتطرقت لأهميتها وخصائصها داخل المجتمعات، وفي مطلبها الثاني تطرقت الى العلاقة الوطيدة بين التربية الثقافية والتربية والتعليم وما لهما من دور كبير في تعزيز القيم والهوية الثقافية والمجتمعية وتطرقت الى سبل تعزيز التربية الوطنية لدى الأجيال الصاعدة من خلال الاسرة والمدرسة والمسجد لما لهما من أهمية تربية النشء وتصحيح مسارات الوعي المجتمعي.
وفي الورقة الرابعة، دور المؤسسات الإبداعية والاجتماعية في تعزيز الهوية الثقافية، د. صبري عفيف العلوي – المدير التنفيذي لمؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات. التي قدمت دراسة نظرية وميدانية ففي النظرية تطرقت مفهوم الهوية بشكل عام ثم تطرقت لمفهوم الهوية الثقافية ومقوماتها وخصائصها ومتطرقة لتحديات التي واجهت الهوية الثقافية الجنوبية منذ احتلال الجنوب حد اللحظة، وفي هذا الميداني ستجيب الدراسة عن السؤال الرئيس، ما هو دور المؤسسات والنخب الإبداعية والفكرية والاجتماعية الجنوبية في تعزيز الهوية الثقافية؟ ويتفرع من هذا السؤال الرئيس عدد من الأسئلة هي:
- ما دور المؤسسات والنخب الفنية الجنوبية في تعزيز الهوية الثقافية؟
- ما دور المؤسسات والنخب الأدبية الجنوبية في تعزيز الهوية الثقافية؟
- ما دور المؤسسات والنخب الاكاديمية الجنوبية في تعزيز الهوية الثقافية؟
- ما دور المؤسسات والنخب الإعلامية الجنوبية في تعزيز الهوية الثقافية؟
- ما دور المؤسسات والنخب التربوي الجنوبية في تعزيز الهوية الثقافية؟
- ما دور المؤسسات والنخب الاجتماعية الجنوبية في تعزيز الهوية الثقافية؟
تكمن أهمية الدراسة في أنها تعد دراسة استقصائية تسلط الضوء على درجة إسهام المؤسسات والنخب الإبداعية والفكرية والاجتماعية الوطنية الجنوبية في تعزيز الهوية التفافية الجنوبية لدى أفرد الشعب. تتحدد أهمية البحث الحالي في:
1. يتناول هذا البحث دور المؤسسات والنخب الإبداعية والفكرية والاجتماعية في تعزيز الهوية الثقافية.
2. يسهم هذا البحث في التعريف بالدور الذي يمکن أن تلعبه المؤسسات والنخب الإبداعية في تعزيز الهوية الثقافية.
3. النتائج التي يتوصل إليها الدراسة قد تفيد كثيرا صانعي القرار السياسي في سبيل إيجاد مشروع ثقافي جنوبي يعزز متطلبات وطموحات الشعب.
اعتمدت الدراسة على مجموعة من المناهج وهي: المنهج الوصفي التحليلي: الذي يقوم على وصف الوقائع وتحليلها بدلالة المعلومات المتوافرة وهو منهج يرتكز على معلومات كافية حول دور للمؤسسات الإبداعية والفكرية والاجتماعية الجنوبية في تعزيز الهوية الثقافية والاستناد المنهج الإحصائي: من خلال استخدام التحليل الإحصائي لاستبانات الدراسة باستخدام الرزمة الإحصائية(SPSS) على عينة عشوائية طبقية من الشباب الجنوبيين الإعلاميين والأكاديميين والمثقفين والباحثين والمهتمين بالمجال الثقافي.
عرض وتحليل نتائج الدراسة الميدانية
جدول رقم (1)
يتضح من الجدول السابق ما يلي:
1- مستوى دور المؤسسات والنخب الفنية في تعزيز الهوية الثقافية الجنوبية جاء في المرتبة الأولى بمتوسط ( 3.62 ) وبنسبة 73.4% ، والمستوى فوق المتوسط وبلغ الانحراف المعياري للتقديرين0.867 و 0.614 على الترتيب وهذا يشير إلى تقارب آراء أفراد عينة الدراسة في هذا المقياس. وهذا يدل على نسبة موافقة كبيرة نحو الأسئلة المتعلقة بهذا المجال إذْ تبين إن الأنشطة الفنية التي تقيمها النخب الفنية وفي مقدمتهم فناني الاغنية الجنوبية الوطنية والحماسية ويليها الرقصات الشعبية والموسيقى ذات الهوية الجنوبية فقد اسهمت بشكل كبير في تعزيز الهوية الثقافية وعملت على تنمية مشاعر الحس الوطني والتاريخي في وجدان المجتمع الجنوبي وأثرت تأثيرا كبيرا في تنمية الاتجاهات الوطنية لدى أفراد الشعب الجنوبي.
2- مستوى دور المؤسسات والنخب التربوية في تعزيز الهوية الثقافية الجنوبية، جاء في المرتبة الثانية في هذا المقياس وفي المستوى المتوسط بمتوسط (3.49) وبنسبة (69.8%).
3- مستوى دور المؤسسات والنخب الإعلامية في تعزيز الهوية الثقافية الجنوبية ، جاء في المرتبة الثالثة في هذا المقياس، وفي المستوى فوق المتوسط بمتوسط (3.25 ) وبنسبة (65%) ومن هنا يمكن القول إن المؤسسات والنخب الإعلامية بمختلف أنواعها تعد أهم الروافد الأساسية في تشكيل الهوية الوطنية الجنوبية وترسيخها وتنمية اتجاهاتها في وعي المجتمع والإقليم والعالم.
4- مستوى دور المؤسسات والنخب الاجتماعية في تعزيز الهوية الثقافية الجنوبية جاء في المرتبة الثانية في هذا المقياس وفي المستوى المتوسط بمتوسط 3.20 وبنسبة 64%
5- مستوى دور المؤسسات والنخب الأدبية في تعزيز الهوية الثقافية الجنوبية جاء في المرتبة الثانية في هذا المقياس وفي المستوى المتوسط بمتوسط (3.12 ) وبنسبة51.4% .
6- مستوى دور المؤسسات والنخب الاكاديمية في تعزيز الهوية الثقافية الجنوبية جاء في المرتبة الثانية في هذا المقياس وفي المستوى المتوسط بمتوسط (2.89 ) وبنسبة 52.8% ويعود هذا الضعف إلى عدم انفكاك معظم المؤسسات الأكاديمية من منظومة الدولة العميقة مما يجعلها في موقع ضبابي خوفا على مصالحها أو فقدانها بعض الامتيازات.
المتوسط العام لمجالات مقياس تحديد دور المؤسسات والنخب الاكاديمية في تعزيز الهوية الثقافية الجنوبية بلغ (3.24) بنسبة (64.8%) وانحراف معياري 0.553 وهذا يشير إلى تقارب أراء أفراد عينة الدراسة في هذا المقياس.
ما سبق يشير إلى أن دور الشخصيات الوطنية الجنوبية في تعزيز هوية الجنوب وتنمية الاتجاهات الوطنية يعتبر في المستوى المتوسط
مما سبق يمكننا القول بان للشخصيات الوطنية الجنوبية دورا في المستوى المتوسط في تعزيز هوية الجنوب وتنمية الاتجاهات الوطنية.
الشكل (1) لخص الإجابة عن السؤال الرئيس للدراسة في الشكل الاتي
- الاستنتاجات:
1- الهوة الكبيرة ما بين المؤسسات والنخب الابداعية الادبية والفني والثقافي والمؤسسات الإعلامية؛ مما جعل كلا منهما في يسير في خط معاكس للأخر.
2- شيوع ظاهرة الاغتراب الثقافي بين صفوف النشء لاسيما أبناء الجاليات الجنوبية في دول المهجر.
3- الهوة الكبيرة بين المبدعون من الجيل القديم مع الجيل الجديد.
4- الجنوب يمتلك هوية موسيقية متنوعة قلما يجد لها مثيل في أي بلد أخر وهذه خصوصية تسهم في تعزيز الهوية الوطنية الجنوبية إذا أحسنا التعامل معها وفق المعطيات التي تتجلى في الواقع السياسي.
5- معظم الفنون والأدب والموروث الشعبي في الجنوب لم يدون مازال ينقل شفهيا، مما يؤدي الى ضياعه في ظل العولمة والتطور التكنولوجي.
6- تهميش الكوادر الفنية والأدبية الإبداعية والفكرية الجنوبية القديمة منذ ثلاثة عقود وعدم الاهتمام بالنشء الجديد.
- التوصيات :
وفي ضوء ما تقدم من نتائج خرجت الندوة بعدة توصيات هي:
1- دعم وتشجيع الفنانين الجنوبيين لاسيما المبدعين الشباب في مختلف محافظات الجنوب وصقل مواهبهم الإبداعية.
2- دعم وتشجيع الفنانين التشكيليين والرسامين الجنوبيين؛ لما لهذه الفئة من أهمية في ترسخون الانتماء الوطني لدى الأفراد في المجتمع الجنوبي.
3- استعادة وتفعيل مؤسسات الإنتاج المسرحي والتمثيلي ودعم الشباب المبدعين في هذا المجال في بيل مواكبة التطورات السياسية والثقافية المحلية والعربية والدولية.
4- ترسيخ الهوية الموسيقية الجنوبية الذي تتميز بالتنوع والانتشار والعمل الدؤوب على حمايتها وحفظها من الضياع.
5- ردم الهوة بين الجيل الفني القديم والجديد من خلال الاهتمام بالجيل القديم ورعاية ودعم الجيل الجديد.
6- استعادة المعاهد الفنية والموسيقية والفنية الجنوبية وتفعيل دورها الريادي.
7- صياغة الوعي الفني لدى الأجيال من خلال إحياء الأنشطة الفنية في المدارس الابتدائية والاساسية.
8- توجيه الأغنية الوطنية والعاطفية نحو المواطنة المتساوية وتعزز اللحمة الوطنية الجنوبية.
9- تأسيس اتحاد للفنانين الجنوبيين مقارنة بالاتحادات الأدبية الأخرى.
10- تفعيل دور المؤسسات التربوية والتعليمية الجنوبية؛ (الأسرة، المدرسة، المعلم، المناهج الدراسية..)؛ لكونها المنطلق الأهم في تنشئة الفرد تنشئة وطنية وثقافية وصولا إلى خارطة هوية وطنية جامعة تظل أكبر من أي انتماءات أو ولاءات ضيقة
11- استعادة الأنشطة الفنية والبدنية الى المدارس الأساسية والثانوية لكونها المنطلق الأساس لتكوين الهوية الثقافية.
12- غرس مفاهيم التربية الوطنية والولاء والانتماء والمواطنة في نفوس التلاميذ والطلاب وتنشئتهم على القيم الدينية والأخلاقية والثوابت الوطنية من خلال محاضرات وندوات في المدارس والجامعات والمعسكرات وغيرها.
13- تعزيز المناهج الدراسية بعدد من المفاهيم التي تنمي الثقافة الوطنية الجنوبية وتعزز وحدة النسيج الاجتماعي لاسيما في مقررات التربية الوطنية (التربية، الوطنية، الجغرافيا، التاريخ).
14- تقديم عدد من الأنشطة اللاصفية كالمهرجانات والفعاليات المتعلقة بالموروث والرقصات والفنون والادب؛ لكي تنمي روح الانتماء والولاء للهوية الثقافية الجنوبية وتربط الطلبة بوطنهم أرضا وتاريخا وإنسانا لتستثير فيهم مشاعر الفخر والانتساب لهويتهم الثقافية.
15- العمل المشترك لتحويل التربية الوطنية إلى سلوك يومي يعزّز من جانب الوعي بالمسؤولية الاجتماعية، وفق رؤية تربوية تنطلق من احترام الهوية والحفاظ على الثوابت الوطنية والولاء الكامل للوطن.
16- الاهتمام بالمعلم الجنوبي وتأهيله وتدريبه وتبني قضاياه الحقوقية ومساعدته في القيام بمهامه التربوية والعلمية لما فيه خدمة للمجتمع.
17- تعزيز المناهج التي تنمي في الطلاب التفكير الإبداعي والفني والنقد والتحليل بشكل منطقي.
18- تعزيز دور وسائل الإعلام الجنوبية - المقروءة والمرئية والمسموعة- في تنمية الوعي الثقافي وخلق وعيا فكريا واجتماعيا وسياسيا لكل أفراد المجتمع
19- تقديم برامج تنويرية ثقافية توعوية تعمل على تعزيز الهوية الوطنية الجامعة، منطلقة من إضاءة قيم الحرية والعدل والمساواة والسَّلام، ومبادئ حقوق الإنسان المتأصَّلة في نسيج الثقافة الوطنية الجنوبية.
20- تقديم برامج فكرية وإبداعية تعزز الفكر السياسي للدولة المنشودة، وهو الأمر الذي يتطلَّبُ الاستمرار في تعزيز حضور منظومات القيم الفكرية والثقافية والاجتماعية التي تكفل لنا الانتقال إلى المجتمع المدني الحرِّ الذي يمكن أنْ يحتضن عملية بناء الدولة الجنوبية الديمقراطية العصرية، ويجعلنا مطمئنين إلى إمكانية نشوء هذه الدولة.
21- تفعيل دور الأندية الرياضية والثقافية الجنوبية لا سيما الأندية العدنية لكونها ركيزة أساسية في تنمية الوعي الاجتماعي والسياسي وترسخ الولاء والانتماء للوطن
22- تعزيز دور منظمات المجتمع المدني في النهوض بالأعمال والأنشطة الاجتماعية والتنموية لكونها الأقرب للواقع الأمر الذي تأهلها أكثر للقيام بمهام وطنية.
23- تأصيل عادات المجتمع الجنوبي ومحاربة كل دخيل من العادات والتقاليد التي تفقد الهوية الجنوبية.
24- الحفاظ على النسيج الاجتماعي الجنوبي من خلال تشجيع حل الخلافات والنزاعات بالطرق السلمية والودية بين أفراد المجتمع الجنوبي.
25- إلزام مكاتب الاثار والسياحة والمدن التاريخية في كل المحافظات الجنوبية ودوائر المجلس بالاهتمام بالحضارات الجنوبية العربية والمعالم الأثرية والتراثية الشعبية من خلال إقامة متاحف ومعارض علمية متخصصة بالآثار الوطنية الجنوبية ونشرها وتثقيف الناس بقيمتها الحضارية لما لها من أهمية حضارية وسياحية ووطنية.
26- التنسيق مع منظمات المجتمع المدني المهتمة بالثقافة والفنون والتراث وحثها على تقديم الورش والمشاريع والبرامج الثقافية والأدبية والتراثية في سبيل حفظ التراث الإنساني.
27- تمكين المثقفين الجنوبيين من المؤسسات الثقافية الجنوبية، في سبيل توظيف الثقافة والمعرفة توظيفاً جاداً يسهم، بفاعليةٍ، في بناء المجتمع المدني الجنوبي الذي يمثَّل منطلقاً لا بدَّ منه، وقاعدةً ضرورية، لبناء الدَّولة الجنوبية الديمقراطية العصرية، ومجالاً حيوياً لحضورها ولقدرتها على أداء دورها.
28- دعم وتشجيع الكتاب والمؤلفين والمهتمين بالإبداع الأدبي والنقدي. والاهتمام بالسرد الروائي والقصصي والتاريخي الجنوبي لكون السرد الادبي يعد من أبرز الفنون الأبدية التي تجسد القيم الثقافية والاجتماعية وتنقل الرؤى والأفكار بشكل أوسع.
29- تعزيز الهوية الثقافية التي تُكسب الأمة مكونات هويتها الوطنية، وترسيخ حضور هذه الهوية في مختلف مناحي الحياة والأنشطة الإنسانية جميعاً، وفي العمل على تنميق هذه الهوية وترشيقها، وذلك استكمالاً للدَّور المهم الذي نهض به المجلس الانتقالي الجنوبي ومؤسساته الوطنية، وسعياً مستمراً صوب الوصول بهذه الهوية إلى أعلى درجات الرَّشاقة والكمال الإنسانيِّ الممكن.
30- المساهمة الفاعلة في إقامة الأنشطة الثقافية المختلفة كالمعارض والمهرجانات والندوات وحلقات النقاش الوطنية التي تسهم في تعزيز الهوية الوطنية الجنوبية.
31- إقامة صناديق لدعم الأندية والصالونات الأدبية الجنوبية في كل المحافظات. و إحياء التراث الشعبي والمورث الوطني والحضاري وحماية الإرث الثقافي الجنوبي من الاندثار والطمس والنهب والحفاظ على المعالم التاريخية والأثرية والمعماري،
32- إقامة عدد من الورش العلمية؛ لتتناول المجالات التي احتوتها الدراسة ووضع آلية شاملة لتعزيز الهوية الثقافية الجنوبية وفق آليات عمل تنبثق منها رؤية استراتيجية لمشروع ثقافي جنوبي.
33- التنسيق مع المؤسسات العلمية (الجامعات والمراكز العلمية الجنوبية) في سبيل تفعيل دورها التنموي بالمجتمع المحيط بها وفق رؤية ورسالة تلك المؤسسات تجاه المجتمع الجنوبي.
34- تشجيع الباحثين والأكاديميين الجنوبيين في تقديم الدراسات الثقافية والفنية والأدبية والحضارية والفكرية والجغرافية والسعي الحثيث في تدوين ونشر ثقافة وتاريخ وحضارة شعب الجنوب.
35- إيجاد فكر متفتح غير منغلق على الماضي أو متجمد في الحاضر بل فكر لديه القدرة على التواصل الدَّائم مع الهوية بوصفها "ثروة حضارية" وذلك على أسس علميةٍ رصينةٍ ومنهجيةٍ تُحسن قراءة النصَّ وقراءة الواقع، وتفهم حركة التاريخ وتدرك شروط الواقع وأولوياته، وتتطلع بوعيٍّ عميق إلى المستقبل، فتربط ماضياً بحاضر وحاضراً بمستقبل وعبر خطط عملٍ لحاضر يتحقَّق ومستقبل قابل للتحقيق، وإسهاماً فعليٍّاً في بناء حضارة الإنسان، ومجده.
36- جمع وطباعة التراث الادبي والفني والتاريخي والمساهمة في إعادة دور المكتبات المكتبات العامة والخاصة في سبيل نشر الوعي الثقافي والحضاري للهوية الجنوبية الموغلة في القدم.
- المقترحات:
1- إقامة أكثر من ورشة وندوة علمية في سبيل دراسة إدارة المشروع الثقافي الجنوبي.
2- إن المحافظة على الهوية الثقافية الجنوبية يحتاج إلى رؤية وخطة استراتيجية موجهة وليست ارتجالية وآنية. على أن يتم التركيز على مقومات تعزيز روح الانتماء والحفاظ على التاريخ بكافة الطرق والإمكانيات والسبل المتاحة. من اجل مجابهة مخططات الاحتلال اليمني لاقتلاعها وتهجيرها تمهيدا لمحو الهوية الثقافية.
3- تسخير جهودنا وانجازاتنا وتعزيز حضورنا لنخوض معركتنا أيضا بسلاح الثقافة الوطنية الجنوبية. والقصد هنا هو استخدام الثقافة كحقل داعم معرفي وإنتاجي من اجل خدمة القضية الجنوبية محليا وإقليميا ودوليا . وعليه تكمن أهم المهام الثقافية أمامنا كجنوبيين من خلال تعميم ثقافة تعزيز روح الانتماء للهوية الوطنية الجنوبية فكرا وممارسة وتوحيد الجهود على امتداد الوطن الجنوبي والشتات.
4- مقاومة جميع أشكال التغريب الثقافي لهويتنا وثقافتنا الوطنية والاجتماعية، ما دام الاحتلال على أرضنا. إن مهمتنا تكمن في رسم مشروعنا الحضاري من خلال الثقافة والإبداع، وهي إحدى أساليب مقاومة أشكال الطمس أو قتل الروح والهوية الجنوبية.
5- أن نكون أوفياء لحضارتنا العربية الجنوبية وتراثنا وقيمنا ومبادئنا السامية ومعتقداتنا الأصيلة ولغتنا وثقافتنا وعقيدتنا، وأن نسعى للحفاظ على هذه الثقافة والدفاع عنها وإبقائها حيّة في نفوسنا وبذلك نصنع مجتمعاً متحضراً ومنتجاً وسليماً من الآفات الاجتماعية والأخلاقية وسواها.
- المصادر والمراجع :
1- الاغتراب في شعر عبدالله البردوني، صبري عفيف العلوي، رسالة ماجستير جامعو عدن 2013م
2- الانتماء والاغتراب، حسن عبد الرزاق منصور دار جرش للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 1409هـ،
3- الانتماء وتكامل الشخصية، يوسف ميخائيل أسعد، دار الغريب للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 2007م
4- تحديات الهوية الثقافية العربية في ظل العولمة، حكيمة ، دار الفكر ، بيروت ، الطبعة الأولى ، 2002م
5- تجريف التاريخ انتهاكات أطراف النزاع للممتلكات الثقافية في اليمن، منظمة مواطنة Mwatana.org، على الرابط: http://mwatana.org/the-degradation-of-history/
6- التقرير الاستراتيجي السنوي لعام 2008م، مركز التراث الاقتصادي اليمني، صنعاء
7- تقرير موقف: احتمال استمرار الوحدة والانفصال في اليمن، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، مارس 2011م
8- التمييز والتهميش ضد الجنوبيين من 1990م الى 2013م، محمد حسين حلبوب موقع صحيفة الأيام. على الرابط: https://www.alayyam.info/news/7FF4MHTU-PBFNOR
9- خارطة الفساد في اليمن وإطراقه النافذة صالح يحيى، المرصد اليمني لحقوق الإنسان، ط1 ،2010م
10- حوطة لحج.. بعد الحرب.. معالم تاريخية وحضارية على وشك الاندثار اللحجي، صدام، على الرابط:،
11- ظاهرة النزوح من المحافظات الشمالية إلى الجنوب الآثار والمخاطر والتحديات، مركز رؤى للدراسات الاستراتيجية 2018م.
12- ديوان شعر الدحيف، سعيد بايونس، سالم السلفي، وضاح العزاني، مكتبة الوراق عدن ط1 2021م
13- صحيفة صوت الجنوب عدن العددان 31 و32 و1962م
14- العولمة وعالم بلا هوية، محمود سمير المنير، دار الكلمة للنشر والتوزيع، المنصورة، مصر، الطبعة الأولى، 1421هـ - 2000م.
15- القضية الجنوبية: جذورها ومضمونها.. اليمن إلى أين، محسن محمد أبو بكر بن فريد، مجلة أراء حول الخليج، العدد (122)، أغسطس2017م،
16- متاحف ومدارس ومساجد استخدمتها الميليشيات ثكنات عسكرية في الحرب: رصد لأبرز المعالم التاريخية التي طالها الدمار في جنوب اليمن، على الرابط: https://www.al-tagheer.com/news90780.html.
17- مدينة الحوطة بين الماضي والحاضر، موقع التغير نت على الرابط: https://www.al-tagheer.com/art30081.html
18- مخاطر العولمة على الهوية الثقافية، محمد عمارة، دار نهضة مصر للطباعة والنشر، الطبعة الأولى، فبراير 1999م.
19- موقع السفير العربي. على الرابط: http://assafirarabi.com/ar/3541/2013/08/14
20- موقع السفير العربي. على الرابط:http://assafirarabi.com/ar/3541/2013/08/14
21- هدية الزمن في أخبار ملوك لحج وعدن، العبدلي،
22- وثيقة مرتكزات قضية الجنوب العربي ودولته، السيد عبد الرحمن الجفري،
23- الهوية العربية عبر حقب التاريخ، للمدة 1997م، المجمع العلمي بغداد، الكلمة الافتتاحية للندوة،
24- ورقة بحثية أزمة الهوية وتأثيرها في الصراعات دراسة الحالة اليمنية د. فضل الربيعي, 2012
25- ورقة بحثية بعنوان (دور المثقفين الجنوبيين في تأصيل هوية الجنوب الثقافية) د. صبري عفيف العلوي ورقة مقدمة في ندوة علمية باتحاد ادباء وكتاب الجنوب عدن العدد (1) السنة الأولى شهر سبتمبر 2020م .