تحليلات
مریم رجوي تتحدث عن فرصة انتفاضة الشعب..
انتقادات إيرانية لازدواجية السياسة الامريكية واستمرار المفاوضات مع الملالي
مریم رجوي تقول إن انتفاضة الشعب الايراني فرصة لتخليص العالم من الارهاب
دعت الرئيسة المنتخبة من المجلس الوطني للمقاومة الايرانية مريم رجوي المجتمع الدولي الى اغتنام الفرصة التي يقدمها الشعب الايراني لتخليص العالم من الارهاب والحرب وانعدام الامن.
وجاء في كلمة وجهتها الى مؤتمر تضامني مع الانتفاضة الشعبية نظمته الجاليات الإيرانية الأمريكية (OIAC) في واشنطن ان العالم يعاني من الإرهاب والحرب وانعدام الأمن بوجود الاستبداد الديني في إيران.
واشارت الى ان الانتفاضة الايرانية تقدم هدية للمنطقة والعالم لاحلال السلام والصداقة والتعايش السلمي.
ووصفت انتفاضة الشعب الإيراني بانها من أهم أحداث 2022 ، مؤكدة انها ستؤدي إلى إسقاط الاستبداد الديني، وهو التطور الذي سيهزّ العالم.
وفي سياق استعراضها للتضحيات اشارت الى مضي 94 يومًا على بدء الانتفاضة، قتل النظام خلالها أكثر من 700 من المنتفضين في الشوارع، اعتقل ما لا يقل عن 30 ألف شخص، وارتكب الأسبوع الماضي جريمة أخرى باعدامه متظاهرين، لكن هذه الجرائم لن توقف الانتفاضة.
واشارت الى الجذور العميقة للانتفاضة التي تمتد لاربعة عقود من مقاومة الشعب الإيراني ضد نظام الملالي، وتمتع المنتفضين بوعي عميق ورؤية للمستقبل، وثقافة نضالية متقدمة.
وتوقفت عند مائة وعشرون ألف شهيد على طريق الحرية، بينهم ثلاثون ألف سجين سياسي قتلوا عام 1988، ومئات الآلاف من السجناء الذين تعرضوا للتعذيب، وعشرات الآلاف من النساء المناضلات من أجل الحرية اللواتي تعرضن للسجن والتعذيب أو استشهدن في المعركة ضد النظام.
واستطردت قائلة انها “حركة منظمة قائمة على المبادئ وبحدود فاصلة مع الدكتاتوريتين السابقة والحالية” وتقوم على الدفاع عن حرية الشعب وسيادته.
ووجهت رجوي انتقادا لازدواجية السياسة التي تتبعها الادارة الامريكية في تعاملها مع نظام الملالي مشيرة الى محاولات الدبلوماسية الامريكية احترام خطوط خامنئي الحمراء.
واوضحت انه في نهجها الإعلامي تلقي واشنطن اللوم على النظام القمعي وتعبر عن تعاطف مع جزء من الاحتجاجات ولا تقدم أية كلفة لمواقفها، وفي سياستها العملية تحاول التوصل إلى اتفاق مع النظام.
واضافت انه بينما يرفض خامنئي في خطابه العلني أي شكل من أشكال الاتفاق حول البرنامج النووي يترك الباب مفتوحًا سرًا لتبادل الرسائل عبر الوسطاء.
وذكرت ان الحكومة الأمريكية ادرجت قوات الحرس في قائمة الجماعات الإرهابية قبل سنوات الأمر المفترض أن يفعله العالم الغربي كله الآن.
وكررت دعوتها للولايات المتحدة للاعتراف بشرعية قتال الشباب المنتفضين ضد نظام الملالي، بثورة الشعب الإيراني لإقامة جمهورية على أساس القيم الديمقراطية، إغلاق السفارات والمؤسسات التابعة للملالي، ووقف أي نوع من المفاوضات اوتقديم التنازلات لحكم الولي الفقيه.
واضافت ان نظام الملالي يريد التأكد من استمرار المفاوضات النووية مع مجموعة 5+1 لأنه يحتاج إلى مواصلة المحادثات مع الغرب لقمع ومواجهة الانتفاضات مشددة على نهوض الشعب الإيراني ليهزم وحش القمع والإرهاب.
واكدت رجوي على ان الايرانيين اختاروا دفع ثمن الحرية بدمائهم عسى أن ينهض العالم متضامنًا معهم.
إيران... تأويلات تزييف الوعي
تتراكم اعترافات اوساط واركان نظام الملالي في ايران بحالة الضعف والهشاشة التي بلغها حكم الولي الفقيه مع استمرار الانتفاضة الشعبية، التي تقترب من شهرها الرابع، وتتجذر في مختلف الشرائح الاجتماعية.
جاءت اخر الاعترافات على لسان حسين طائب المستشار الحالي لقائد الحرس والرئيس السابق لاستخباراته، تضمنت اشارة للنجاح الذي حققته الانتفاضة الشعبية في تفكيك النظام، توجيهها ضربات قاسية لحكم الولي الفقيه وقواته، واستهدافها القيادة وعلاقة الامة بالنظام، دون ان تخلو من محاولة للي اعناق الحقائق، وتأويلها بالشكل الذي يتناسب مع الرواية الرسمية.
اشار طائب في تصريحاته التي تداولتها وسائل اعلام رسمية الى تشكل فجوة بين الاجيال، حيث يوجه الاحفاد الانتقادات للاباء والاجداد ودورهم في بقاء نظام الولي الفقيه الامر الذي يعد اعترافا بانهيار ما يسمى بقيم النظام في أذهان قواته وأفراد عائلاتهم، وما حاول حكم الولي الفقيه تقديسه بالكذب والخداع والتشويه على مدى 43 عامًا.
لايخلو اعتراف طائب من محاولات لتصوير تفكك النظام باعتباره “فجوة بين الاجيال” وهي احدى خدع الولي الفقيه، حيث تستخدم العبارة في مداولات خبراء علم الاجتماع التابعين للملالي، ويقصد بها إنكار الطبيعة الاجتماعية الشاملة للانتفاضة والثورة الديمقراطية، واظهارها على انها حركة احتجاج شبابية يقوم بها جيل “الثمانينيات” توطئة لاستخدام التحليلات الفرويدية.
يطمح الملالي من خلال هذه الدعاية لاحالة التناقض بين الايرانيين والنظام الى العُقد والرغبات الجنسية بهدف انكار الطبيعة الثورية للانتفاضة والمنتفضين الامر الذي يتناقض مع الحضور الملموس لجميع الطبقات والشرائح الاجتماعية والاعراق والاديان في الانتفاضة.
تضمن حديث طائب اشارات الى ما وصفه بـ “الانفصال الاجتماعي” الذي “تحول إلى كراهية” وهو مصطلح خادع ايضا، حيث بات المجتمع الايراني في زمن الانتفاضة اكثر ترابطا من أي وقت مضى.
نهض الايرانيون بانتفاضتهم لمحاربة النظام برمته، وبالتالي لم تكن القطيعة بين أجزاء مختلفة من المجتمع الإيراني، بل بين كل أبناء الشعب و ديكتاتورية ولاية الفقيه، وهي الصدوع التي اشار لها خامنئي ذات يوم محذرا من تسببها في حدوث زلزال.
حاول خامنئي وقف التصدعات بتعيين ابراهيم رئيسي رئيسا للبلاد، واستبعاد احد تيارات نظامه، لكن الصدوع لم تتوقف، وجاءت الانتفاضة الشعبية لتعبر عن فعاليتها واثرها ومدى قدرتها على التغيير، مما يضع تأويلات طائب وامثاله في خانة تزييف الوعي واخفاء الحقائق التي لم تعد خافية على احد.
إنتفاضة إيران في يومها الـ94
الاحتجاجات في جميع أنحاء إيران ضد نظام الملالي القمعي في اليوم 94 للانتفاضة الوطنية في ازدياد متصاعد.
في منطقة سبلان بطهران ، استخدم المتظاهرون زجاجات المولوتوف لاستهداف قاعدة الباسيج شبه العسكرية التابعة لحرس الملالي.
وفي كرمنشاه ، غرب إيران ، نظم المتظاهرون مسيرة مرددين هتاف "الموت لخامنئي".
وفي بوشهر ، جنوب إيران ، استهدف شباب متحدون قاعدة الباسيج شبه العسكرية التابعة لحرس الملالي باستخدام المتفجرات.
وفي شيراز ، جنوب وسط إيران ، قاطع طلاب جامعة شيراز للعلوم الطبية فصولهم الدراسية وراحوا يهتفون: "يجب إطلاق سراح السجناء السياسيين!"
في تكاب ، شمال غرب إيران ، أضرم محتجون النار في مدخل منزل عميل محلي للنظام يقدم معلومات عن المتظاهرين إلى سلطات النظام والوحدات الأمنية.
وعقد عمال شركة أسمنت دهلران ، غرب إيران ، إضرابًا خارج مدخل الشركة ، احتجاجًا على رفض مسؤولي الشركة الاستجابة لمطالبهم.
في شيراز ، نظم طلاب جامعة العلوم الطبية مسيرة احتجاجية وطالبوا بالإفراج عن الطلاب المسجونين.
وفي أعقاب الاحتجاجات في سجن كرج المركزي يوم السبت ، الوضع متوتر للغاية والوجود الأمني كثيف في السجن سيء السمعة.
وتشير التقارير إلى مقتل سجين واحد على الأقل على أيدي قوات الأمن وإصابة العشرات. تم إلغاء جميع الاتصالات والاجتماعات مع السجناء.
وفي تطور ذي صلة، ألقت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية المنتخبة مريم رجوي ، ووزير الخارجية السابق مايك بومبيو ، ووزير التجارة السابق وحاكم واشنطن غاري لوك ، والنائب السابق لرئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي ، الجنرال جاك كين ، والسفير السابق لحرية الدين ، السناتور وحاكم كانسان سام براونباك ، ورئيسة مركز تكافؤ الفرص ، ومديرة الاتصال العام في إدارة ريغان ليندا تشافيز ، يوم السبت كلمة أمام قمة واشنطن من أجل جمهورية إيران الديمقراطية الحرة ، حيث تحدثوا عن الانتفاضة الإيرانية التي استمرت أربعة أشهر والسياسة الصحيحة التي يجب اتباعها لدعم الشعب الإيراني في نضاله لإسقاط نظام الملالي الحاكم.