تحليلات

الملف اليمني..

الاذرع الايرانية تعرقل جهود السلام وإف بي آي يطالب جباري والجبواني مغادرة أمريكا

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ

صنعاء

بالتزامن مع زيارة مرتقبة لمبعوث الأمم المتحدة إلى العاصمة اليمنية صنعاء وتكثيف الوسطاء الإقليميين من تحركاتهم في سبيل إبرام اتفاق جديد للهدنة أو وقف الحرب في اليمن.

تواصل الاذرع الايرانية التمسك بشروطهم التعجيزية التي كانت سبباً في تعثر تجديد الهدنة منذ مطلع أكتوبر الماضي، كما واصلوا حشد المقاتلين داخلياً وتهريب الأسلحة من الخارج وهو ما يعقد من مهمة الوسطاء ويعرقل كل جهود إعادة السلام إلى البلد الذي بات أكثر من 80‎ ‎ في المئة من سكانه يعيشون تحت مستوى خط الفقر.

وذكرت مصادر حكومية وأخرى سياسية أن مبعوث الأمم المتحدة هانس غروندبورغ سيصل صنعاء اليوم السبت لينضم إلى وسطاء إقليميين في مسعى لتجاوز العقبات التي يضعها الحوثيون بخصوص صرف رواتب الموظفين في مناطق سيطرتهم، وهي العقبات التي حالت ولا تزال تحول دون إبرام اتفاق لتجديد الهدنة، وسط مؤشرات بإمكانية تجاوز تلك العقبات بعد اللقاءات المتعددة التي جمعت الوسطاء بفريق المفاوضين عن الحوثيين وقيادتهم.

وحسب المعلومات عن النتائج التي حصل عليها الوسطاء خلال اللقاءات الجارية مع قيادة الحوثيين، فإن هناك إمكانية للاتفاق على إبرام هدنة جديدة، والذهاب نحو محادثات سياسية وعسكرية تفضي إلى اتفاق على إنهاء الحرب. لكن مصادر حكومية نبهت إلى أن الحوثيين يمتلكون رصيداً حافلاً بالتنصل من الاتفاقات، إذ إنه وفيما تستمر المحادثات منذ ثلاثة أشهر يواصل الحوثيون إرسال الأسلحة والمقاتلين إلى مناطق خط التماس الأساسية في محافظات الحديدة ومأرب وتعز والضالع.

كما يواصلون عملية التجنيد الإجبارية وتهريب الأسلحة من الخارج والتي كان آخرها الشحنة التي اعترضتها البحرية الأمريكية، والتي تضم أكثر من ألفي بندقية آلية هجومية كانت قد خبئت في قارب شراعي ولفت بشكل فردي في قماش أخضر.

وكانت قوات خفر السواحل اليمنية تسلمت منتصف نوفمبر الماضي من القوات الأمريكية أربعة بحارة يمنيين ضالعين في عمليات تهريب أكثر من 200 طن من المواد الخطرة التي يستخدم بعضها كوقود للصواريخ البالستية إلى الحوثيين، بالإضافة إلى أسمدة اليوريا، والذي هو عبارة عن مركّب كيميائي للاستخدامات الزراعية ويعرف أيضاً بإمكانية استخدامه في تحضير المتفجرات.

التصعيد الحوثي كان موضع نقاش خلال لقاءات جمعت رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي مع سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، خاصة الوضع الاقتصادي المتردي جراء الاعتداءات الحوثية على المنشآت النفطية التي تمثل عصب الاقتصاد، حيث طالب أعضاء المجلس الرئاسي المجتمعين الإقليمي والدولي بتدخل عاجل لإنقاذ الوضع الاقتصادي المنهار.

وشددوا على أن السلام الحقيقي يبدأ من إنقاذ حياة الناس وحماية المنشآت الاقتصادية من الاعتداءات الحوثية الإرهابية التي وضعت حياة الملايين على المحك. ويرى مراقبون أن الوسطاء إذا ما تمكنوا من الحصول على موافقة الحوثيين على تجديد الهدنة التي انتهت في أكتوبر الماضي فإن ذلك سيفتح الأبواب أمام اليمنيين للدخول في مسار طويل للتسوية النهائية، معالمه تبدأ بفتح الطرق بين المحافظات ومعالجة الجوانب الاقتصادية وإنهاء الانقسام المالي، وتثبيت وقف إطلاق النار، وصولاً إلى محادثات سياسية تعالج كافة التحديات التي تواجه اليمن.
 

وعادت دولة قطر بعد انتهاء فعاليات كأس العالم الذي استضافته أواخر العام الماضي 2022، للعبث بالملف اليمني من خلال تغذية جناحها المنتمي لتيار الإخوان الإرهابي وتقوده الناشطة اليمنية المقيمة في تركيا توكل كرمان.

لكن هذه المرة اختارت قطر العاصمة الأمريكية واشنطن لتكون مقراً لاستئناف نشاطها على غير العادة التي كانت تستخدم فيها مدينة إسطنبول التركية، حيث يقيم معظم نشطاء الإخوان المعادون للشرعية والتحالف العربي بقيادة السعودية.

كما استخدمت قطر ما باتت تعرف بـ"خلية مسقط" المناوئة للشرعية اليمنية والتحالف العربي الذي تقوده السعودية، لتكون واجهة لأنشطتها، فكان الحاضرون نائب رئيس البرلمان، عبدالعزيز جباري، ووزير النقل السابق صالح الجبواني ، وهما من أكثر المسؤولين تردداً على العاصمة العمانية مسقط، حيث يقيم وفد مليشيا الحوثي الإرهابية التفاوضي، والمذيعة في قناة الجزيرة، غادة عويس، وعبدالله العودة نجل الداعية سلمان العودة، وغيرهم من الشخصيات اليمنية والعربية الموالية لقطر.

وتشير التوقعات إلى أن هذا المؤتمر المشبوه في أهدافه، سبقته لقاءات عقدت في الدوحة على هامش فعاليات بطولة كأس العالم التي استمرت قرابة شهر خلال الفترة 20 نوفمبر - 18 ديسمبر 2022م، خاصة وأن معظم الأسماء كانت متواجدة بذريعة حضور مباريات البطولة.

كما أن استخدام واشنطن بدلاً عن إسطنبول قد يكون سببه تقارب الأخيرة مع السعودية والإمارات ومصر ومحاولتها إنهاء الخلافات التي كان من أبرز أسبابها أنشطة تنظيم الإخوان على أراضيها.

ويعتقد أن الهدف من عقد هذا المؤتمر في مثل التوقيت هو إقناع المجتمع الدولي بتخفيف الضغط على الميليشيات الحوثية خاصة مع بدء تحركاته لإعادة إحياء المسار السياسي الذي عطلته الميليشيات بنفسها برفضها تمديد الهدنة الإنسانية في 2 أكتوبر على الرغم من موافقة مجلس القيادة الرئاسي والتحالف العربي دفع المرتبات لموظفي القطاع العام في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وما يؤكد خطورة هذا المؤتمر هو الهجوم الذي شنته صحيفة عكاظ السعودية عليه وعلى القائمين عليه والذين وصفتهم بـ"الإخوان المفلسين"، وحمّلتهم مسؤولية انتكاسات جهود تخليص اليمن من هيمنة إيران وصولاً إلى اتهامهم صراحة بالعمالة لسلطة الملالي في إيران.

وحاول منظمو المؤتمر المساواة بين مليشيا الحوثي الإرهابية، والحكومة الشرعية وداعميها من التحالف العربي من خلال تحميلهم جميعاً مسؤولية الحرب التي تشهدها البلاد وعرقلة تحقيق السلام، وهو ما ظهر في توصيات المؤتمر الذي اكتفى ببحث الميليشيات الحوثية على القبول بالانخراط في جهود السلام، ووجه للشرعية والتحالف كيلًا من التهم والمطالبات وكأنهما المسؤولان عما تشهده اليمن من حرب مستمرة منذ ثماني سنوات.

في نفس السياق كشفت مصادر ان مكتب التحقيق الفيدرالي “إف بي آي” طالب نائب مجلس النواب اليمني عبد العزيز جباري ووزير النقل السابق صالح الجبواني بمغادرة الولايات المتحدة الامريكية في أقرب وقت محدد.

وحذرهم من اي لقاءات مع ابناء الجالية اليمنية في الولايات المتحدة الامريكية بدون علم السلطات الامنية الامريكية .

وأكدت المصادر ان محققين مكتب”إف بي آي” التحقيقات الفيدرالي أبلغوهم في مقر إقامتهم في واشنطن بمغادرة الولايات المتحدة في وقت محدد ،وعدم ممارسة إي نشاط سياسي طيلة فترة أقامتهم المتبقية قبل المغادرة .

وفي هذا الصدد رفض أبناء الجالية اليمنية في الولايات المتحدة الامريكية مايسمى مؤتمر واشنطن وأعلن أبناء الجالية تأييدها المطلق ودعمها الكامل لموقف مجلس القيادة الرئاسي و الحكومة اليمنية لخيار السلام وإنهاء المعاناة الانسانية كأسمى اهدافه على طريق استعادة الدولة، وإنهاء الانقلاب، واعادة العمل بمنظومة الحقوق والحريات، والمواطنة المتساوية، وضمان تمكين المرأة والشباب من صنع مستقبلهم وبناء السلام المنشود.

وأكد ابناء الجالية اليمنية تمسكهم بنهج السلام، وفقا لمرجعيات الحل الشامل للازمة اليمنية المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وخصوصا القرار 2216، التي تضمن جميعها سلاما مستداما يحفظ للدولة مكانتها، وسلطاتها الحصرية، ومؤسساتها الدستورية، ونظامها الجمهوري.

وأضاف ابناء الجالية أن الخروج عن اطار مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية يثبت الانقلاب في صنعاء ويعرقل عملية السلام العادل الشامل التي تقودها الامم المتحدة والولايات المتحدة الامريكية من اجل إنهاء الازمة اليمنية .

الجدير بالذكر أنه لم يشارك أي احد في مؤتمر واشنطن من ممثلي الجالية اليمنية ورؤسائها على مستوى كافة ولايات المتحدة الامريكية .

وقالت صحيفة العرب اللندنية “إن مفاوضات تمديد الهدنة الأممية في اليمن ورسم ملامح التسوية السياسية تمر بمرحلة حرجة، في ظل بوادر انفراج محدودة لإحراز تقدم سياسي، بالتوازي مع تصاعد حدة التصريحات التي تلوّح بعودة خيار المواجهة العسكرية”.

وفي هذا السياق استقبل وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي المبعوث الأممي إلى اليمن و”بحث معه المساعي المبذولة لتحقيق السلام، بما يلبي تطلعات اليمنيين في الأمن والاستقرار عبر عملية سياسية بمشاركة جميع الأطراف اليمنية ودعم المجتمع الدولي”، وفقا لمصادر إعلام عمانية رسمية، نقلت عن الوزير العماني “دعم بلاده لجهود التوصل إلى تسوية سياسية شاملة في اليمن”.

وتقوم الإستراتيجية الحوثية في المفاوضات على سياسة التأسيس لواقع جديد يتم فيه إضفاء الشرعية على وجود الجماعة المدعومة من إيران في الشق السياسي، واعتبار كل التنازلات التي قدمتها الحكومة الشرعية استحقاقات إنسانية لا يترتب عليها في المقابل أي تنازل حوثي، بالإضافة إلى فصل مسار اللجنة العسكرية مع التحالف العربي عن “الشرعية”، ما يعني إنهاء دور التحالف العربي في اليمن وإطلاق يد الحوثي لمهاجمة المحافظات المحررة في مرحلة لاحقة.

الحوثيون بين الضغط الداخلي والتصعيد العسكري: قراءة في خريطة الجبهات الجديدة


إيران أمام آلية الزناد: هل تسقط أوراق خامنئي تحت العقوبات والانتفاضات؟


من برلمان البعث إلى برلمان الشرع: قطيعة سياسية أم إعادة إنتاج للسلطة؟


"تقييم الحوادث": لا صحة لاتهامات استهداف التحالف مواقع مدنية وأثرية في اليمن