تحليلات

وسط إدانات دولية..

إعدام علي رضا أكبري.. هل يغير نهج بريطانيا تجاه الاتفاق النووي الإيراني؟

علي رضا أكبري الذي أعدمته طهران (أرشيف)

طهران

تُعيد لندن النظر في دعمها للاتفاق النووي الإيراني بعد إعدام المواطن الإيراني، الذي يحمل الجنسية البريطانية علي رضا أكبري، نائب وزير الدفاع الإيراني السابق، بتهمة التجسس لصالح جهاز الاستخبارات البريطاني.

يُعدُّ إعدامه تصعيداً كبيراً للتوترات بين الغرب وإيران، وسط حملة طهران على الاحتجاجات في جميع أنحاء الدولة ودعمها العسكري لغزو روسيا لأوكرانياوتقول صحيفة "تلغراف" البريطانية إن رضا أكبري تعرض قبل وفاته للتعذيب لمدة 3500 ساعة.

ويُعدُّ إعدامه تصعيداً كبيراً للتوترات بين الغرب وإيران، وسط حملة طهران على الاحتجاجات في جميع أنحاء الدولة ودعمها العسكري لغزو روسيا لأوكرانيا.

بريطانيا تراجع خياراتها 


لكنّ مصادر رفيعة المستوى في "وايت هول" قالت إن "المشهد" تغيَّرَ بشكلٍ كبير منذ بدء عملية التفاوض، وبالتالي فإن بريطانيا تراجع الآن خياراتها فيما يتعلق بالمشاركة المستقبلية.

وقال مصدر حكومي إنه "خلال الوقت الذي عكفنا فيه على التعاطي مع الصفقة، تغيَّرَ المشهد والمقترح بالكامل، وذلك إلى حدٍ كبير بسبب سلوك النظام الإيراني".

وأشارَ المصدر إلى أن العلاقة مع طهران تعرضت لضغوط شديدة في الأشهر الأخيرة، بسبب سياسة القمع الوحشي تجاه الاحتجاجات الداخلية ضد النظام الإيراني، وفي غضون ذلك، قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن "جميع الخيارات قيد المراجعة" حاليّاً في ضوء عملية الإعدام.

وأعلن وزير الخارجية جيمس كليفرلي عن سلسلةٍ من الإجراءات رداً على إعدام رضا أكبري، بما في ذلك فرض عقوبات على المدعي العام الإيراني واستدعاء القائم بالأعمال الإيراني لتوضيح "اشمئزاز" بريطانيا.

واستُدعي السفير البريطاني لدى إيران مؤقتاً إلى المملكة المتحدة لإجراء محادثات عاجلة حول الخطوات التالية المحتملة.
قال كليفرلي إن العقوبات تُظهِر إن المملكة المتحدة جادة في محاسبة إيران على "انتهاكاتها المروعة لحقوق الإنسان".

ومن المقرر أن يسافر وزير الخارجية إلى واشنطن، الإثنين، لإجراء محادثات مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، حيث سيناقش الاثنان الملف الإيراني.

"عمل قاس وجبان" 


وقال رامين فورغاني، ابن شقيق أكبري الذي فرَّ إلى لوكسمبورغ بسبب معارضته للنظام، إن مواصلة المناقشات مع إيران سيكون "أمراً لا يمكن أن يتخيله عقل".

"حظر الحرس الثوري" 


وكانت بريطانيا تضع بالفعل خططاً لحظر الحرس الثوري الإيراني بوصفه منظمةً إرهابية، لكن من غير المتوقع أن يحدث هذا قريباً.

وحثَّت أليسيا كيرنز، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان، الحكومة البريطانية، على رفع ستار السرية وتبادل المزيد من المعلومات الاستخباراتية حول أنشطة إيران المارقة وإغلاق المنظمات المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني في المملكة المتحدة.

وواجهت طهران يوم السبت ضجةً دوليةً بشأن عملية الإعدام، أثارها سوناك، الذي اتهم النظام الإيراني بارتكاب "عمل قاسٍ وجبان نفَّذه نظام بربري، لا يحترم حقوق الإنسان لشعبه".

ووصف السفير الأمريكي في لندن عملية الإعدام بأنها "مروعة ومقززة"، في حين أدانها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووصفها بالعمل "الشنيع والهمجي".

كما أدانَ ميغيل بيرغر سفير ألمانيا في المملكة المتحدة "التعذيب والإعدام المروع" لأكبري، مضيفاً: "سيُحاسب المسؤولون عن القمع في إيران".

وفي الوقت نفسه، قال ديفيد لامي، وزير خارجية الظل في حزب العمال البريطاني، إنه يجب "محاسبة" إيران على انتهاك القانون الدولي، وأدان "الإعدام الفظيع والجبان والاستبدادي".

"إحياء الاتفاق النووي الإيراني"


وبدأت المحادثات حول اعادة تفعيل الاتفاق النووي الإيراني، الذي تخلّى عنه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في مايو (أيار) 2018،  في أبريل (نيسان) 2021. لكنها سرعان ما واجهت صعوبات كبيرة.

فقد اتُّهِمَت إيران باستخدام المحادثات كستارٍ لتكثيف العمل على برنامجها النووي بهدف استكمال صنع قنبلة نووية، وهو الاتهام الذي نفاه النظام الإيراني.

وجرت جولات التفاوض في فيينا بشكل متقطع بسبب تأخير كبير من الجانب الإيراني، مما أدى إلى اشتباه المسؤولين البريطانيين في أن طهران لم تتصرف بِحُسن نية.

وحتى عندما ثبتَ في أواخر عام 2022 أنّ إيران كانت ترسل طائرات دون طيار وصواريخ إلى روسيا دعماً لها في غزوها لأوكرانيا، ظلَت بريطانيا وغيرها من الدول المُوقِّعَة على الصفقة متفائلة بحذرٍ بشأن التوصل إلى اتفاق. لكنّ الشهر الماضي، رصدت عدسات الكاميرات الرئيس الأمريكي جو بايدن وهو يعلن عن أن الصفقة النووية "ماتت".

وأولت الصحف البريطانية الصادرة الأحد اهتماما واسعا لإعدام السلطات الإيرانية علي رضا أكبري، وهو مسؤول إيراني سابق يحمل أيضا الجنسية البريطانية بتهمة التجسس لصالح بريطانيا، حيث تناولته في افتتاحيات العديد منها وفي صفحات الرأي وفي التحليلات. كما اهتمت الصحف بالقيود التي تفرضها طالبان على المرأة في أفغانستان.

نبدأ من الاندبندنت، التي جاءت افتتاحيتها بعنوان "إعدام علي رضا أكبري مؤشر على على ضعف النظام الإيراني". وتقول الصحيفة إن أي أمل أن يكون إطلاق سراح نازانين زغاري راتكليف وأنوشيه عاشوري في مارس/ آذار الماضي قد يعني تحسن العلاقات بين بريطانيا والحكومة الإيرانية، أو في حدوث تقدم في موقف نظام خامنئي تجاه حقوق الإنسان، تحطم بإعدام علي رضا

وترى الصحيفة أن إعدام أكبري،نائب وزير الدفاع السابق في الحكومة الإيرانية، يهدف إلى تعزيز دعاية النظام بأن الاحتجاجات التي هزت إيران تؤججها القوات الأجنبية.

وتقول الصحيفة إنه وبهذا المعنى يمثل إعدامه علامة على ضعف النظام وليس قوته، وترى أن النظام لا يريد للشعب أن يصدق أن لديهم القوة لتأكيد حقوقه والحصول عليها ، خاصة وأن النساء الإيرانيات لديهن القوة للمطالبة بأن يعاملن على قدم المساواة مع الرجال.

وتقول الصحيفة إن التعاطف مع عائلة أكبرى ليس بالرد الكافي على النظام الإيراني، لكن المعضلة تتمثل في كيفية الرد على الجرائم التي ترتكبها الحكومات التي لا تعتبر نفسها ملزمة بالمعايير العالمية.

وترى الصحيفة أنه لا توجد حلول يسيرة، حيث يمكن للحوار أن يجدي في بعض الأمور، لكن في بعض الأحيان لا مفر من اللجوء إلى العقوبات الاقتصادية والسياسية.

وتقول الصحيفة إن إعدام أكبري من الممكن أن يجدد الجدل حول ما إذا كان ينبغي على الحكومة البريطانية إعلان الحرس الثوري الإسلامي منظمة إرهابية.

"إشارة من المتشددين في إيران"

وتتناول صحيفة الأوبزرفر أيضا إعدام أكبري في تحليل لباتريك وينتور، المحرر الدبلوماسي، بعنوان "مصير علي رضا أكبري دليل بطش المتشددين في إيران"

ويقول الكاتب إن أكبري قال لأسرته "يجب على أن أذهب. انا جندي. هذا واجبي"، حتى يوضح لهم سبب شعوره بضرورة الرد على مكالمة من رئيسه السابق، علي شمخاني، للعودة إلى طهران في عام 2019 للمساعدة في تقديم المشورة بشأن كيفية استجابة الدولة للقرار المصيري لدونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني.

ويقول الكاتب إن أكبري كان قد حضر اجتماعًا سابقًا قبل عام في صيف 2018 في إيران دعته إليه الحكومة الإيرانية لبحث مستقبل الطاقة النووية والتعامل والعلاقات مع الغرب.

ويقول الكاتب إن استقبال أكبري في زيارته الثانية في عام 2019 كان مختلفًا تمامًا، حيث سرعان ما أدرك أنه أصبح ضحية لعملية لجهاز المخابرات، وبدأت بذلك سلسلة طويلة من التحقيقات والاستجوابات.

ويقول الكاتب إنه ما إذا كانت المخابرات الإيرانية تعتقد حقًا أنه جاسوس لصالح بريطانيا أمر مطروح للنقاش. ويرى أن النظرة التآمرية لبعض أعضاء النظام الإيراني تجاه بريطانيا متأصلة بعمق، استنادًا إلى 60 عامًا من الخبرة، ومن المرجح أن يكونوا مرتابين بشدة من أي عضو سابق في النظام يقيم في المنفى مع أسرته، في دولة تعتبر معادية للغاية الثورة الإسلامية.

ويرى الكاتب أن مصير أكبري علامة واضحة لأي شخص على علاقة مستمرة مع الغرب أنه سينظر إليه من قبل البعض على أنه خائن للبلاد.

الهجرة غير الشرعية إلى اليمن وتداعياتها على مستقبل البلاد.. تحليل


بعثة الأمم المتحدة في الحديدة تستمر لستة أشهر رغم وصفها بـ"الشكلية"


صحف فرنسية: برلمانيون يدعون لحلول جذرية تجاه إيران بعيداً عن الحرب والمساومة


كيف ساهمت بطولة الرئيس الكوري في تأهل العراق إلى مونديال 1986؟