تقارير وتحليلات
احتفالات شعبية في ذكرى التحرير..
حضرموت وهزيمة الإرهاب والتطرف.. معركة حاسمة وصفت بالمعجزة ضد تنظيم القاعدة
سيظل يوم 24 أبريل، ذكرى خالدة في الجنوب ومحافظة حضرموت بشكل خاص، ففي هذا اليوم من العام 2016، انطلقت معركة وصفت بالمعجزة ضد تنظيم القاعدة الذي كان يسيطر على مدينة المكلا، ولمشروع تحويل ساحل حضرموت منصة للإرهاب.
وجاءت الذكرى السابعة في هذا العام 2023، وسط انتصارات متتالية ضد التنظيم الإرهابي الذي تلقى ضربات موجعة وقاسمة في عدد من المحافظات الجنوبية المحررة، آخرها في محافظتي أبين وشبوة. فالانتصار على التنظيم الإرهابي في مدينة المكلا عام 2016، مثل أيضاً نموذجًا ملهمًا في مكافحة الإرهاب كما يجب أن يكون.
احتفاء بالتضحيات
ويحتفل أبناء الجنوب، على رأسهم سكان حضرموت كل عام بهذه الذكرى، للاحتفاء بتضحيات قوات النخبة الحضرمية التي قادت لتحقيق هذا الانتصار العظيم تحت قيادة التحالف العربي لا سيما القوات الإماراتية.
وأقامت قوة حماية الشركات النفطية التابعة للمنطقة العسكرية الثانية، عرضاً عسكرياً وخطابياً لهذه المعركة التي أنهت آمال وطموحات قوى الشر والإرهاب ومن يقف خلفهم.
وخلال العرض الذي أقيم بمعسكر المسيلة، رفع العميد أحمد عمر المعاري قائد قوة حماية الشركات، خالص التهاني والتبريكات بمناسبة حلول عيدي الفطر المبارك والذكرى السابعة للنصر العظيم بتحرير ساحل حضرموت من فلول تنظيم القاعدة. مضيفا: "هذه الذكرى عظيمة وعزيزة على كل من صنعوها ومن شارك معها وساندها، وكانت حضرموت على موعد مع النصر ودحر فلول الإرهاب والتطرف بعد أن سيطر عليها لمدة عام".
وأضاف: "نحن نحتفل ابتهاجاً بهذا الحدث الكبير، ما زلنا نتذكر اللحظات الحاسمة وأولئك الأبطال قادة القوة والألوية والوحدات التخصصية، الذين تقدموا تلك الصفوف ليؤدوا واجبهم تجاه أرضهم الحضرمية".
دعم إماراتي حاسم
وأسهمت دولة الإمارات في تجهيز ودعم جيش النخبة الحضرمية، وكذا مشاركة فاعلة على أرض المعركة من توفير غطاء جوي وتخطيط، وهو دور أشادت به دول العالم أجمع.
وثمن القائد المعاري في كلمته موقف الأشقاء في دول التحالف العربي في مقدمتهم دولة الإمارات العربية المتحدة على ما قدموه من دعم مادي ومعنوي لا محدود، أسهم بشكل كبير في تحرير ساحل حضرموت من العصابات الباغية. مؤكدا أن هذا العرض يأتي تعبيرا عن الوفاء لأولئك الأبطال الذين تداعوا لتحرير المكلا، منوها إلى أن الأحداث العظيمة يصنعها العظماء والرجال من القادة العسكريين والمدنيين.
تضمنت خطة التحرير استهداف مراكز القيادة والمعسكرات والتجمعات لعناصر تنظيم القاعدة قبل بدء العملية بعدة أيام بضربات الطيران لقوات التحالف، الأمر الذي أدَّى إلى شل هذه المراكز وتفكيك معسكرات العناصر الإرهابية، كما أنه كان هناك دور كبير لطيران التحالف وخاصة دولة الإمارات العربية المتحدة يوم معركة التحرير في دعم القوة المهاجمة على الأرض.
تاريخ لا يُنسى.. وسقوط مفبرك
بدوره أكد اللواء الركن فرج سالمين البحسني، محافظ حضرموت السابق، عضو مجلس القيادة الرئاسي حالياً، أن الرابع والعشرين من أبريل 2016م تاريخ يجب ألا يُنسى، ويجب أن يُخلَّد ويُمجَّد كل عام، ففي هذا التاريخ تمَّ الانتصار الواضح والصريح على قوى الشر والإرهاب المتمثل في تنظيم القاعدة الذي تمكن من الاستيلاء على ساحل حضرموت لمدة عام كامل. مضيفا: "بهذا الانتصار تكون حضرموت قد أسهمت في الحرب العالمية على الإرهاب".
واللواء البحسني، يعد أحد القيادات البارزة التي قادت عملية تحرير ساحل حضرموت في معركة المعجزة ضد القاعدة حينها، قال: إن التعاون الوثيق بين الانقلابيين الحوثيين وعناصر تنظيم القاعدة، عقب اجتياح صنعاء، تم تسليم حضرموت لعناصر تنظيم القاعدة الإرهابي بالرغم من وجود قوة عسكرية لا يُستهان بها في جميع مدن حضرموت تُقدَّر بعشرة ألوية، منها ألوية مدرعة وألوية مدفعية ودفاع جوي ووحدات طيران.
وأضاف: تمكنت مجموعة من العناصر الإرهابية يُقدَّر قوامها بحوالي ستين إلى مائة عنصر من الاستيلاء على عاصمة حضرموت مدينة المكلا في ظرف لحظات، وتمهيدًا لذلك انسحبت القيادة العسكرية والأفراد من حضرموت، تاركين أسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة لكي تستولي عليها العناصر الإرهابية لتنظيم القاعدة في مدينة المكلا لتتحرك نحو القصر الجمهوري وتستولي على السجن المركزي وتسهل خروج العناصر الإرهابية كافة التي كانت محتجَزة فيه، ومن ثم الاستيلاء على البنوك ونهبها، والاستيلاء على محاكم القضاء والميناء والمطار، كل ذلك تم في يوم واحد وبسرعة ودون مقاومة.
وأشار اللواء البحسني إلى أنه وبعد انطلاق عاصفة الحزم التي أطلقها ملك المملكة العربية السعودية الملك سلمان بن عبدالعزيز، كان لا بد من التفكير في القضاء على هذه العناصر الإرهابية وتحرير ساحل حضرموت منها.
لقاءات التمهيد للنصر
وقال البحسني في شهادته عن الذكرى بالقول: تم عقد أول لقاء بيني وبين قيادات عسكرية من قيادة التحالف منذ انطلاق عاصفة الحزم نُوقِشت فيه فكرة عملية التحرير، لكن الوضع في جبهة مأرب آنذاك قد أجل هذه الفكرة لعام كامل نظرًا لخطورة الوضع هناك، فقد ركز التحالف وأعطى الأولوية لمواجهة الحوثيين في تلك الجبهة بصورة أساسية.
وأضاف: عاودت اللقاء بتلك القيادات العسكرية من التحالف مرة أخرى في مدينة الرياض، حيث تم الاتفاق على التحرك السريع وإعداد قوة كبيرة تستطيع هزيمة تلك العناصر الإرهابية، فتم نقل مركز عمل هذه القيادة إلى مدينة شرورة وتم فتح معسكرات تدريب بصحراء الربع الخالي في معسكر الخالدية وبعض المعسكرات الأخرى في هذه المنطقة، ولبى الشباب من مختلف مديريات محافظة حضرموت نداء الواجب واندفعوا بقوة للالتحاق بتلك المعسكرات.
الخطة الرئيسية
كانت الخطة تقتضي بأن يتم تجنيد ما يقارب ثلاثة عشر إلى خمسة عشر ألف مقاتل، ويتم تدريبهم في هذه المعسكرات تدريبًا عاليًا، ويتم تسليحهم وتوفير الدعم اللوجستي لهم ليشكلوا وحدات عسكرية نظامية، وفقاً لما أفاد به اللواء البحسني.
وقال: تم استدعاء -تقريبًا- كل الضباط الحضارم وغير الحضارم من الذين لديهم الاستعداد ويتمتعون بلياقة بدنية وصحية تمكنهم من قيادة تلك القوة، وعندما أصبحت هذه القوة جاهزة -أي بعد مرور حوالي أربعة إلى خمسة أشهر- جرى التفكير بإعداد خطة عملية للتحرير، وعُقدت عدة اجتماعات مع قيادة قوات التحالف وخاصة القادة الإماراتيين للتدقيق في تلك الخطة والاستماع إلى المعنيين كافة حول كيفية تنفيذها، كما أُضيفت إلى الخطة فكرة إشراك قوة من المقاومة داخل المدن والتعاون مع القبائل لدعم هذه القوة أثناء تحركها، وكان لتلك الأفكار تأثير كبير على نجاح تلك العملية.
وعند اقتراب موعد التنفيذ جرى نقل تلك القوة إلى الهضبة (معسكر نحب) قريبًا من شركة بترو مسيلة، هذا الموقع كان بمثابة نقطة الحشد للقوة، ويتذكر -جيدًا- الضباط والأفراد والقادة كم كان ضغط العمل قويًّا في هذا الموقع وخطيرًا، لكن العزيمة والإرادة كانت أقوى، ففي أيام معدودات تم حشد هذه القوة ووصول الأسلحة والآليات والمعدات الأخرى، كما أُضيفت قوة أخرى تُقدَّر بحوالي عشرة آلاف إلى تلك القوة التي تدربت في معسكر الخالدية وغيره.
تخطيط عالٍ بقيادة الإمارات
وأشار اللواء البحسني إلى أنه تم التخطيط لهذه العملية العسكرية من قبل قادة عسكريين من دولة الإمارات العربية المتحدة على مستوى عالٍ من التأهيل والخبرة، وقدرتهم على التضحية في سبيل أن تنجح هذه العملية، لقد أذهلونا باستعدادهم ومعنوياتهم العالية وتطلعهم وثقتهم في نجاح هذه العملية. مضيفا: ما أريد تسجيله هنا هو أنني وبفعل خدمتي وخبرتي العسكرية، قد تعايشت مع ضباط وقادة عسكريين من دول عربية كثيرة، لكن وللأمانة أسجل تقديري العالي للإمكانات النظرية والعملية التي يتمتع بها القادة العسكريون الإماراتيون.
كانت فكرة خطة عملية التحرير بعد إقرارها تتمثل في مهاجمة العناصر الإرهابية في ساحل حضرموت من ثلاثة محاور، بحسب ما أوردته شهادة البحسني. المحور الأوسط وهو أن تنطلق القوة من منطقة الحشد في الهضبة في اتجاه ريدة المعارة للأدواس عبدالله غريب وصولًا إلى مطار الريان، والمحور الشرقي وهو أن تنطلق القوة تجاه المعدي مفرق وادي عرف وصولًا إلى ميناء النفط بالضبة، والمحور الغربي وهو أن تنطلق القوة مرورًا بالطريق القبلية وجول مسحة وصولًا إلى مدينة المكلا والاستيلاء على القصر الجمهوري.
ساعة الصفر
بعد أن تقررت ساعة الصفر وفي منتصف ليلة الرابع والعشرين من أبريل 2016، بدأ تحرك القوة باتجاه الساحل، حيث كانت العملية بقيادة قادة كبار من دولة الإمارات العربية المتحدة من نقطة العمليات في معسكر نحب، بحسب شهادة اللواء البحسني. مضيفا: كنت مع القوة المهاجمة في المحور الأوسط، ومع كل قائد في كل محور وُجدوا قادة ضباط من دول التحالف وضباط سيطرة مع القوة الجوية لدول التحالف، وقد كان أول صدام مع العدو بالنسبة للمحور الأوسط في تمام الساعة الثامنة صباحًا مع عناصر إرهابية تمركزت في معسكر الأدواس، واستمرت المعركة حوالي ساعة وبمساندة ضربات الطيران تمكنت القوة من اجتياز هذا الموقع الحصين والتحرك بسرعة نحو عقبة عبدالله غريب ومدينة العيون.
وأضاف: بعد اجتياز معسكر الأدواس كان هناك ما لم نتوقعه، حيث عملت العناصر الإرهابية على تنظيم كمين أمام مدينة العيون، ولضيق الطريق وصعوبة المرور تمكنت العناصر الإرهابية من إلحاق الضرر ببعض الأطقم المتحركة بالخط الأمامي، فتدارسنا الموقف وإذا بأحد القادة الإماراتيين المرافقين لنا يقول: (يا أبا سالمين اطلب من ربعك التراجع قليلًا والوقوف على خط دفاعي، لحظات وسأطلب من الطيران أن يضرب هذا الكمين)، ولم يكن بين كلام القائد الإماراتي ولحظة ضرب الطيران لكمين الإرهابيين إلا بضعة دقائق، يبدو أن الطيران كان في الجو، وبمجرد أن أُعطيت له الإشارة وحُدِّد له الهدف ضرب وبقوة ليدمر أطقم الإرهابيين وتهرب البقية، فانطلقت القوة قبيل المغرب نحو مطار الريان، ومع حلول الظلام كانت قد أخذت المطار تحت يدها وهكذا سارت الأمور على مختلف المحاور.
انتصار أذهل العالم
وخلال معركة تحرير ساحل حضرموت، سقط العديد من الشهداء والجرحى، وكان الانتصار صريحًا وسريعًا وقاطعًا، أذهل العالم عن بعد ذلك. ولفت اللواء البحسني إلى دور القبائل الذين عملوا على حماية أكبر منشأة نفطية في البلد (بترو مسيلة) من عبث المخربين، ومنعوا وصول العناصر الإرهابية إليها. موضحا: لم تُمَس هذه المنشأة الاقتصادية بأي أذى ولم تتمكن العناصر الإرهابية من الوصول إليها.
وقال: إن هناك أسرارًا عديدة لهذه العملية ولهذا النجاح لم تُكشف بعد، ولكن مع مرور الأيام والأعوام سوف نتطرق إليها بإذن الله، وأقول أيضًا لأبناء حضرموت ولأبناء الوطن كله، لا تنسوا هذه المأثرة الكبيرة، مجدوها وخلدوها ودرسوها واحكوها للأجيال القادمة.
هاشتاج #حضرموت_ترفض_القوات_الشماليه
وأطلق سياسيون وناشطون جنوبيون هاشتاج #حضرموت_ترفض_القوات_الشماليه وأكدو على أن كل أبناء الجنوب يطالبون بسرعة إخراج القوات الشمالية من وادي وصحراء حضرموت وإحلال مكانها قوات النخبة الحضرمية الجنوبية.
وحذروا من أن المنطقة العسكرية الأولى أصبحت شريان الحياة التي يتغذى منه المشروع الحوثي، موضحين أن: "أهمية تأمين وادي وصحراء حضرموت أصبح كأهمية تأمين المكلا والعاصمة عدن".
وشددوا على ان "تأمين وادي وصحراء حضرموت بات أولوية لحضرموت خاصة والجنوب عامة، وكذا لتأمين السلم والأمن الإقليميين والدوليين.
وتحل الذكرى السابعة لتحرير المكلا وساحل حضرموت من عناصر تنظيم القاعدة اليوم الاثنين 24 ابريل / نيسان 2023م.
وقال الناشطون والسياسيون الجنوبيون أن "يجب ان تكون مناسبة حلول الذكرى السابعة لتحرير المكلا وساحل حضرموت من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي مناسبة لتحرير وادي وصحراء حضرموت".
ووجهوا رسالة مفادها: "على الجميع أن يعلم أن إخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى من وادي وصحراء حضرموت وبسط سيطرة قوات النخبة الحضرمية الجنوبية قضية لن نقبل بأي مساومة عليها لا في الشأن السياسي ولا الاقتصادي".
وأشاروا إلى ان "رغم أن حضرموت تزخر بالثروات النفطية والسمكية إلا أن ابنائها محرومون من ابسط حقوقهم، خصوصا من عائدات النفط والغاز".
وحذروا من ان استهداف ميناء ضبة النفطي من قبل مليشيا قوى صنعاء اليمنية بشقيها الإخواني والحوثي، وإيقاف تصدير النفط من حقول حضرموت يعتبر جزء من حربها الخبيثة ضد أبناء حضرموت والجنوب عامة.
وطالبوا بسرعة إحلال قوات النخبة الحضرمية الجنوبية بدلًا عن قوات المنطقة العسكرية الأولى التي تعبث بالمنطقة، ونقلها إلى مأرب والجوف اليمنيتين بدلاً من ممارسة الهيمنة لصالح جماعات النفوذ التي ترتبط بقوى صنعاء اليمنية (الإخوانية، والحوثية).
ودعوا القوات المسلحة الجنوبية إلى سرعة الحسم العسكري، وإخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى بقوة السلاح، مشيرين إلى ان مطلب طرد قوات المنطقة العسكرية الأولى وإحلال قوات النخبة الحضرمية الجنوبية صار مطلباً شعبياً لا تراجع عنه.
وتابعوا: "تدعم دول التحالف العربي والدول الكبرى قوات النخبة الحضرمية الجنوبية في محاربة الإرهابيين، فهي تدرك أن دعم النخبة الحضرمية في محاربة الإرهابيين هو الحل الوحيد للقضاء على الإرهاب، وحماية الأمن القومي في المنطقة".
ودعا السياسيون كافة النشطاء إلى التفاعل مع #حضرموت_ترفض_القوات_الشماليه بحيوية وقوة، وايصال رسالة شعب الجنوب.