تحليلات
الجنوبيون يتحاورون في عاصمة بلادهم حول المستقبل..
عيدروس الزبيدي يؤكد على مواكبة مرحلة مفصلية حافلة المتغيرات المُهمة في المنطقة
رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي - ارشيف
شهدت العاصمة الجنوبية عدن "الخميس" حوارا وطنيا موسعا، بحضور حكومي ورسمي وعسكري وشعبي، خصص للحديث حول مستقبل الدولة الجنوبية المنشودة، فيما أكد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، على أهمية مواكبة مرحلة مفصلية حافلة بالمتغيرات المهمة في المنطقة.
واحتضنت قاعدة احتفالات كبرى في العاصمة عدن، الفعالية السياسية الحوارية التي من المتوقع ان تستمر حتى الاثنين القادم، لمناقشة توحيد الجهود ورسم خارطة مستقبلية حول شكل الدولة والنظام السياسي المستقبلي في الدورة المنشودة.
الحوار الوطني الجنوبي
وألقى الزبيدي، في تدشن الحوار الوطني الجنوبي كلمة أكد فيها على أهمية ان وضع لبنة أخرى في مدماك تعزيز وحدة الصف الجنوبي، وتقوية وتماسك لحمته، مؤكدا بذلك نهج الحوار كوسيلة حضارية لحل القضايا وإنهاء التباينات السياسية، ومجسدين نهج التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي الذي شكل الركيزة الصلبة لانطلاق مسيرة ثورة الحراك الجنوبي السلمي، وتبديد الرهانات القائمة على تمزيق صف شعبنا وتشتيت قواه المناضلة، كمدخل لإضعاف قضيتنا الأم، وإشغال شعبنا في صراعات هامشية، عن هدفه وغايته الأسمى باستعادة وبناء دولته الفيدرالية المستقلة على حدود الدولتين قبل مايو 1990م".
ذكرى إعلان عدن التاريخي
وقال الزبيدي "إن انعقاد لقاء العاصمة عدن يأتي بالتزامن مع الذكرى السادسة لإعلان عدن التاريخي في الرابع من مايو 2017م، يمثل تجسيدًا واضحًا، وتأكيدًا قويًا على التزامنا جميعاً بما عبرت عنه الإرادة الشعبية الجنوبية في ذلك اليوم التاريخي من التفاف واسع حول مشـروع استعادة الدولة، والتي حملتني مسؤولية جسيمة لقيادة وتمثيل شعب الجنوب، وفوضتني بإنشاء كيان سياسي لإدارة شؤون الجنوب، على قاعدة الجنوب لكل وبكل أبناءه، وهو ما تحقق بإعلان تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي في الحادي عشـر من مايو 2017م، والذي مثّل نتاجًا لجهدٍ تراكميًا لنضالات شعبنا الجنوبي بمساريه السلمي والكفاحي، التي اختطهما الحراك الجنوبي السلمي والمقاومة الجنوبية.
رافعة سياسية لقضية شعب الجنوب
وأكد الزبيدي "أن المجلس الانتقالي الجنوبي شكّل منذ تأسيسه رافعة سياسية لقضية شعب الجنوب، استطاع خلال سنوات قليلة أن ينتقل بها إلى مراحل متقدمة عززت حضور الجنوب وقضيته الوطنية على مختلف المستويات وبات من الصعب تجاوزه أو الالتفاف على قضيته".
محطة تاريخية مهمة
وأضاف "إن شعبنا اليوم أمام محطة تاريخية مهمة، وحدث استثنائي لبدء مرحلة جديدة ومختلفة تجعله أكثر قدرة وقوة على مواجهة التحديات، وأشد صلابةً وثباتاً في نضاله للوصول إلى غاياته وتطلعاته السامية، التي قدم في سبيلها دماء طاهرة غزيرة للآلاف من خيرة أبطال الجنوب".
وقال الزبيدي "إن هذا الحشد المبارك، الذي يضم هذه الوجوه السمراء التي كتبت بدمائها وعرقها تاريخ ثلاثة عقود من النضال في ساحات الكفاح وجبهات التضحية، بمواجهة قوى الغزو والتسلط والنهب، لم يكن ليجتمع، لولا الجهود المُخلصة والصادقة التي بذلها الجميع دون استثناء".
وحيا الزبيدي بإجلال الجهود الكبيرة التي بذلها فريقا الحوار الوطني الجنوبي في الداخل والخارج، واللذان خاضا ماراثوناً طويلاً من اللقاءات والنقاشات مع مختلف المكونات الوطنية الجنوبية أذابت الجليد، وحققت توافقات حول معظم القضايا والأطروحات، مثمنين أيضا تعاطي الجميع الإيجابي والمسؤول مع فريقي الحوار، وحرصهم على إيجاد أرضية مُشتركة يمكن الانطلاق منها، للعمل وفق القواسم المشتركة بين الجميع".
وحيا الزبيدي "الجنود المجهولين من القيادات السياسية والعسكرية والباحثين والمشايخ والوجاهات الاجتماعية ورجال الأعمال والإعلاميين وكُتاب الرأي ومنظمات المجتمع المدني الذين أسهموا بجهودٍ ذاتية وقدّموا أدوارًا جليلة في سبيل تعزيز الاصطفاف الوطني الجنوبي".
توجهات المجلس الانتقالي الجنوبي
وقال "إن ما نشهده اليوم، يؤكد مصداقية وجدية توجهات المجلس الانتقالي الجنوبي منذ تأسيسه، إذ انتهج الحوار وأكد التزامه وتمسكه به، ورغبته الحقيقية في الشـراكة مع كل القوى والمكونات الجنوبية في سبيل الدفاع عن حقوق شعبنا وحماية مكتسباته".
ولفت الزبيدي إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي بذل على مدى خمس سنوات جهودًا مضنية وحراكًا واسعًا على مختلف الأصعدة والمستويات، حقق فيها العديد من الإنجازات، وأقام بنية مؤسسية صلبة لحمل أهداف شعبنا وإدارة شؤونه وحماية مكتسباته، وتحقيق تطلعاته".
مرحلة مفصلية
وقال "إن المرحلة مفصلية، وحافلة بالأحداث والمتغيرات المُهمة التي ستُرسم على ضوئها خارطة مستقبل منطقتنا، وهو ما يتطلب مِنا أن نكون بحجمها وعند مستوى تحدياتها، يقظين لأي محاولة لتشتيت الجهود، وإهدار الطاقات في تباينات هامشية".
وأضاف "إن الثقة والآمال كبيرة وعريضة في أن يختتم هذا اللقاء مداولاته بنتائج إيجابية، وأن يكون نقطة انطلاقة قوية داعمة وبقوة لنضالات شعبنا وتعزيز مكانته وحضوره، وحماية قضيته الوطنية من أي استهداف أو إرباك يُراد به النيل من تطلعات شعبنا ومكتسباته الوطنية.
الأخوات والإخوة:
تطورات العملية السياسية
وجدد الزبيدي موقف المجلس الانتقالي الجنوبي الداعم لجهود الأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وكذا جهود المجتمع الدولي التي تقودها الأمم المتحدة، والهادفة إلى وقف الحرب وإحلال السلام، مذكرين بمحورية وأهمية قضية شعب الجنوب كمرتكز للحل ومفتاح للسلام المستدام، ومؤكدين في الوقت ذاته بأن شعبنا لن يسمح بأي ترتيبات سياسية أو اقتصادية أو عسكرية تمس في جوهر قضيته ومصالحه الوطنية.
تداعيات الحرب والأزمة الاقتصادية
وعن تداعيات الحرب والأزمة الاقتصادية، خاطب الزبيدي الجنوبيين قائلا "ندرك معاناتكم جراء تداعيات الحرب والأزمة الاقتصادية وتعطيل المؤسسات الإيرادية، التي فاقمت الأوضاع الإنسانية، ونؤكد لكم بأن احتياجاتكم هي أولويات بالنسبة لنا وسنوليها دائمًا اهتمامنا الكامل. إذ كانت قضايا معالجة الوضع الاقتصادي وتحسين المعيشة وتوفير الخدمات الأساسية في محافظات الجنوب المحرر في طليعة شروطنا للانخراط في عملية الشـراكة المنبثقة عن اتفاق ومشاورات الرياض، ونعمل حاليًا في إطار مجلس القيادة وحكومة المناصفة وبالتعاون مع عددًا من الدول الشقيقة والصديقة وفي طليعتهم المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، من أجل انتشال الوضع الاقتصادي المتردي، والحد من تبعات الأزمة على الأوضاع الإنسانية".
القوات الجنوبية المسلحة
وخاطب الزبيدي القوات المسلحة الجنوبية قائلا "أنتم سند الجنوب وسياجها المنيع، ندين لكم بما تحقق من أمن واستقرار في مختلف محافظات الجنوب، وأنتم تذودون عن حياض الوطن في جبهات الشـرف والبطولة والفداء، ونعاهدكم أنكم ستظلون محط اهتمامنا ورعايتنا، وسنعمل بكل ما أوتينا من جهدٍ وإمكانيات من أجل تطوير قدراتكم ومهاراتكم وتنظيم جهودكم وتأمين احتياجاتكم".