تقارير وتحليلات
ذكرى إعلان عدن التاريخي السابعة..
الزبيدي يوجه رسالة لرعاة العملية السياسية في اليمن: الوضع لا يحتمل التجريب والتقسيط وسلق الحلول
وجه رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عضو مجلس القيادة الرئاسي "عيدروس الزبيدي"، رسالة شديدة اللهجة إلى الرعاة الاقليميين والدوليين للعملية السياسية في اليمن، قائلا "إن الوضع في البلد لم يعد يحتمل نهج التجريب والتقسيط والتأجيل والترحيل وسلق الحلول والتسويات، بل يستوجب عملية سياسية شاملة غير مشـروطة، عملية واضحة البدايات والمسارات والتوجهات والمضامين، لا تقوي طرفا على آخر ولا تنتزع حق أحد أو تحدد سقوف الحل مسبقا، عملية تهيئ لحلول مستدامة لقضايا الصراع المحورية وفي طليعتها قضية شعب الجنوب".
وكان الزبيدي يتحدث خلال حفل خطابي أقامته اللجنة العُليا للمناسبات الوطنية والاحتفالات، بمناسبة الذكرى السابعة لإعلان عدن التاريخي، وتأسيس المجلس الانتقالي، معبرا عن اعتزازه وفخره بصمود ونضال والتفاف شعب الجنوب الأسطوري حول القضية الوطنية وتفانيهم في الدفاع عن حقهم الشرعي، وسعيهم الدؤوب لإنفاذ إرادتهم في سبيل تحقيق الهدف المنشود المتمثل في استعادة وبناء الدولة الجنوبية الفيدرالية الحرة المستقلة.
وقال:"ونحن نحتفي بالذكرى السابعة لإعلان عدن التاريخي في الـرابع من مايو 2017م، تلك اللحظة التاريخية التي شكّلت تحولاّ محوريا في مسار نضالات شعبنا نحو بلوغ هدفه الأسمى، الذي دفع في سبيل إنجازه الآلاف من خيرة أبنائه، فإنه لحري بنا اليوم أن نقف وقفة إجلال وإكبار أمام ما قدمه أولئك الشهداء الأبرار الذين افتدوا بأرواحهم ودمائهم تربة هذا الوطن الغالي علينا جميعا، وإنه لعهد قطعناه على أنفسنا أن نسير على دربهم حتى استعادة وبناء دولتنا الجنوبية الفيدرالية كاملة السيادة".
وخاطب الزبيدي الجنوبيين قائلا "لقد أتى إعلان عدن التاريخي في سياق أحداث ثورة شعب الجنوب التحررية العظيمة منذ صيف 1994م، ليمثل تجسيداً نضالياً عن استحقاقٍ تاريخيٍ تأخرَ وتعثرَ كثيراً طوالَ السنوات السابقة من عمر الثورة، بفعلِ فاعلٍ مستبدٍ بالجنوب، وجّه كل أدوات ووسائل طغيانه وفساده، لتمزيق اللحمة الوطنية لشعبنا وإفشال ثورته ووأد مشروعه التحرري الوطني في مهده، وجميعنا يتذكر تلك المخططات الممنهجة التي دأب عليها نظام صنعاء منذ 1994م، لإخراج قضية شعب الجنوب من دائرة اهتمام المبادرات التي ترعاها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى هامشها، وفي مثل هذا اليوم أتى إعلان الرابع من مايو 2017 ليشكل تتويجاً لجهود عظيمة متراكمة بُذلت في سياق إنجاز استحقاق وحدة الكيان السياسي الحامل لقضية شعب الجنوب والمعبّر عن أهداف ثورته".
وقال "إن احتفالنا بهذه المناسبة الفارقة في مسيرة ثورة شعبنا التحررية، يأتي في سياق ترسيخ الشعور الوطني لدى الأجيال بأهمية هذا الاستحقاق الوطني الذي جاء كنتاج لجهدٍ وطني جماعي تراكمي، بُني على أساسه المجلس الانتقالي الجنوبي، ككيان قيادي وطني انتقالي للجنوب بحدوده الدولية المعروفة حتى 21 من مايو 1990م وحامل ومعبر عن قضيته الوطنية وثورته الشعبية التحررية بمساريها السلمي والمقاوم، على قاعدة الجنوب لكل وبكل أبنائه، شركاء في الوطن وفي تحمّل مسؤولية الدفاع عن مكتسبات شعبنا وقضيته ومصالحه الإستراتيجية".
وأضاف "إن التفويض الذي حملتمونا إياه في مثل هذا اليوم من العام 2017، لم يكن تشـريفاً، بل تكليفاً شاقاً وعسيراً، فضلاً عن كونه مسؤولية وطنية وتاريخية أمام الله ثم أمام شعب الجنوب وأجياله، لتحقيق شراكة وطنية واسعة وشاملة لاستعادة الوطن ورسم ملامح مستقبله من قبل جميع أبنائه في مرحلة نضال تحرري شاق وعسير، لذلك كان نهجنا الحوار ثم الحوار المستمر ونتائج ذلك ماثلة أمام الجميع، ولن نتوقف مطلقًا، فالوطن لن يستعاد ويبنى إلا بكل أبنائه.
وتابع "سبع سنوات مضت منذ إعلان عدن التاريخي، قطعنا خلالها شوطا كبيرا في ترسيخ وجودنا داخليًا وإيصال صوت شعبنا إلى دوائر صنع القرار الإقليمي والدولي، وعملنا بكل تفانٍ وإخلاص على تعزيز حضور قضيتنا الوطنية في المحافل الإقليمية والدولية، وسنعمل على مضاعفة جهودنا خلال الفترة القادمة على المستويين الوطني والخارجي حتى الانتصار لقضية شعبنا واستعادة وبناء دولته الفيدرالية المستقلة.
وخاطب الزبيدي الشعب الجنوبي الصابر "نُدرك حجم المعاناة التي تكابدونها في ظل تفاقم الأوضاع الاقتصادية وانهيار سعر صرف العملة وندرك بأنكم ترمون بالمسؤولية الأولى على المجلس الانتقالي بوصفه ممثلكم في السلطة القائمة وشريكاً فيها، ونتفهم ذلك وندرك أبعاده وأبعاد من يحاول استغلال ذلك بسوء نية وكيد سياسي، ولكن ثقوا بأن ذلك لن يستمر ولن نكون إلا معكم في كل حال ومآل، ولسنا صامتين أو متجاهلين كما يُروج له البعض أو يُظن، وستثبت الأيام ذلك".
وتوجه برسالة شديدة اللهجة إلى رعاة السلام في الإقليم والعالم:"إن الوضع في البلد لم يعد يحتمل نهج التجريب والتقسيط والتأجيل والترحيل وسلق الحلول والتسويات، بل يستوجب عملية سياسية شاملة غير مشـروطة، عملية واضحة البدايات والمسارات والتوجهات والمضامين، لا تقوي طرفا على آخر ولا تنتزع حق أحد أو تحدد سقوف الحل مسبقا، عملية تهيئ لحلول مستدامة لقضايا الصراع المحورية وفي طليعتها قضية شعب الجنوب".
وقال :"إن شعبنا في الجنوب، الذي تحمّل سياسات التسويف والتأجيل والمماطلة زمنًا طويلًا قد نفذ صبره، ولم يعد بوسعه التعاطي مع أي مبادرات لا تضع قضيته في طليعة جهود السلام، وإن التزام شعب الجنوب نهج التفاوض كأساس لحل قضيته، لا يغفل جاهزيته لأي خيارات أخرى، إن لزم الأمر".
وفي رسالته إلى "الأشقاء في التحالف العربي لقد جاء تدخلكم إلى جانب أشقائكم في لحظة فارقة من تاريخ بلادنا، لحظة جسدتم فيها أبهى صور التضامن والأخوة والمصير العربي الواحد. نبادلكم الوفاء والعرفان نظير ما قدمتموه من دعم وإسناد وتضحيات، في ملاحم بطولية امتزجت فيها دماء شهدائنا وشهداءكم جنبًا إلى جنب، وسطرتم بموقفكم العروبي الأصيل مآثرٌ عظيمة ستظل حيّة في ذاكرة شعبنا والأمة العربية".
وقال "إن ذلك الانتصار الذي تحقق بتضحيات واستبسال أبطال الجنوب والسعودية والإمارات والبحرين والسودان، قد كفل تأمين أحد أهم المواقع الاستراتيجية وأكثرها حساسية في منطقة شبه الجزيرة العربية من خطر داهم كاد أن يُحيل آمال شعوب منطقتنا إلى كابوس. ورغم ذلك فإن التهديدات المحيطة بنا وبكم، تستوجب تأمين ذلك النصـر لصنّاعه الصادقين، وتجنب ربطه برهانات خاسرة".
توجه الزبيدي برسالة اعتزاز إلى من ابطال القوات المسلحة والأمن البواسل، قائلا "أنتم حماة الجنوب وحراس أمنه واستقراره والصخرة الصماء التي تتحطم عليها كل المؤامرات التي تستهدف شعبكم وقضيته الوطنية العادلة، فاشمخوا برؤوسكم وارفعوها عاليًا، فإن الوطن يستظل بظلال هاماتكم الشامخة والنصـر تصنعه سواعدكم السمراء وفوهات بنادقكم التي لا تعرف الانكسار".
وجدد الزبيدي التأكيد على "نحن دعاة سلام وسنواصل دعمنا لكافة الجهود الإقليمية والدولية الهادفة لإحلال السلام في بلادنا والمنطقة، فمشـروعنا مشروع سلام ونهجنا الحوار والتسامح، ومثلما اتخذنا السلام نهجا، فلدينا الإرادة والعزيمة لحماية مكتسبات شعبنا ومصالحه الوطنية، والانتصار لقضيته العادلة".
من جانبه، قال رئيس لجنة المصالحة في مجلس القيادة الرئاسي محمد الغيثي "إن المجلس الانتقالي لم يلد ميتا كما ظن البعض، بل كان حياً كالقضية الحية التي لن تموت، ولقد خاض التحديات والمصاعب السياسية والعسكرية، واستخدمت ضده كل وسائل الاخضاع السياسي والعسكري والاقتصادي، وتكسرت جميعها وسقطت أمام عدالة القضية وصلابة قائدها، ولقد كانت فاتورة ذلك كبيرة جداً "ولم ولن ننسى".
وقال في تصريح صحفي :"لم يكن المجلس وقواته "ميليشيات"، حيث أكد ذلك "اتفاق الرياض"، ولم يكن المجلس وقواته سبباً في الاخفاقات التي حدثت، حيث أثبتت "اصلاحات مشاورات الرياض واعلان نقل السلطة" ذلك".
وأكد أن "استمر المجلس في بناء واصلاح هياكله وبنيته التنظيمية، وتعزيز حضوره، وسيبقى التحديث مستمراً، وفتح ابوابه للجميع حيث قال الرئيس بشكل واضح "من لم يأتي الينا سنذهب اليه" وانجز من خلال الحوار الجنوبي "الميثاق الوطني"، وسوف يبقى هذا النهج قائماً".
وقال "على الرغم من التعقيدات المحلية والاقليمية والدولية، سيخوض المجلس الانتقالي مرحلة الشراكة بكل اقتدار، سيحافظ فيها على علاقته الاستراتيجية بدول التحالف العربي، وهي علاقة سياسية وعسكرية وأمنية ومستقبلا اقتصادية، وكذا علاقاته التي نسجها مع الفاعلين الدوليين خلال السنوات الماضية".
ولفت إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي "سيبقى منفتحاً على كافة الخيارات من اجل تحقيق السلام "سلماً او حرباً" مع شركاؤه وخصومه، وفي الحالتين، يجب ان يكون في طليعة هذا السلام تحقيق تطلعات شعبنا الجنوبي بكل وضوح".
وقال إن "المهددات والتحديات القائمة كبيرة، والفرص ليست سهله، وتحتاج الى تبصر ودراية، ولها حسابات دقيقة، ولا يعتقد احد ان المجلس الانتقالي يتخذ قراراته او يتخذ خطواته بناء على عواطف او بمجرد فكر فلان او اقترح فلان، وندرك جيداً الاصوات الناصحة والحريصة والاصوات الهدامّة، والتاريخ يسجل، وهذا مصير شعب وقضية، ويجب ان يكون المسار آمناً نحافظ فيه على منجزاتنا التي تحققت، وعلاقاتنا الاستراتيجية، ونصنع خطوات جديدة نحو تحقيق هدفنا الوطني المشروع".