تطورات اقليمية
"134 هجومًا في البحر الأحمر"..
الحوثيون يصعّدون هجماتهم البحرية بدعم محور المقاومة.. تقرير أممي يحذّر
كشف تقرير جديد صادر عن خبراء في الأمم المتحدة أن الحوثيين في اليمن شهدوا تطورًا كبيرًا، منتقلين من مجموعة محلية ذات إمكانيات محدودة إلى قوة عسكرية إقليمية، بدعم رئيسي من إيران، إلى جانب قوى مسلحة أخرى مثل بعض الفصائل العراقية و”حزب الله” اللبناني. وأوضح التقرير الذي قُدم لمجلس الأمن الدولي، أن هذا التطور مكّن الحوثيين من تحقيق أهداف استراتيجية تصب في تعزيز نفوذ إيران الإقليمي، ضمن ما تسميه “محور المقاومة”.
يشير التقرير إلى أن الحوثيين صعّدوا من هجماتهم على السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن، وبرزت هذه الهجمات كإحدى أدواتهم لتعزيز دعمهم للمحور الإيراني، خصوصًا في سياق التوترات بين إسرائيل وحماس بعد تصعيد الصراع في غزة في أكتوبر 2023. هذه العمليات أدت إلى اضطرابات ملحوظة في حركة الملاحة في منطقة ذات أهمية استراتيجية للاقتصاد العالمي.
ولاحظ التقرير، اعتمادًا على بيانات المنظمة الدولية للملاحة البحرية وتقارير أميركية وبريطانية، أن مناطق سيطرة الحوثيين شهدت ما يقارب 134 هجومًا استهدف سفنًا تجارية وعسكرية تابعة للولايات المتحدة وبريطانيا بين نوفمبر 2023 ويوليو 2024، مما يشير إلى تغير في قدراتهم ونطاق عملياتهم.
تُبرز تقارير الأمم المتحدة الاستخدام الحوثي لصواريخ باليستية حديثة يُطلق عليها “حاتم-2”، تم توجيهها نحو أهداف بحرية في المنطقة. واعتبر الخبراء أن هذه النوعية من الهجمات الموجهة للسفن التجارية لم تشهدها المنطقة منذ الحرب العالمية الثانية، مما يعكس خطورة التحوّل العسكري لدى الحوثيين.
ويرى الخبراء أن هذا التحوّل لم يكن ليحدث لولا التدريب وتوفير المعدات المتطورة من قبل “فيلق القدس” الإيراني و”حزب الله” وخبراء عراقيين، حيث استطاع الحوثيون بفضل هذا الدعم استخدام صواريخ باليستية، وطائرات مسيّرة، وأنظمة دفاع جوي محمولة.
ويُقدر التقرير عدد مقاتلي الحوثيين بحوالي 350,000 مقاتل حاليًا، بعد أن كان عددهم في عام 2015 لا يتجاوز 30,000 مقاتل. ويشير الخبراء إلى أن الحوثيين لم يكتفوا بتعزيز وجودهم العسكري داخل اليمن، بل وسّعوا نطاق عملياتهم ليشمل العراق ولبنان، حيث تم إرسال ممثلين لهم للتنسيق ضمن “محور المقاومة”.
كما أشار التقرير إلى تجنيد الحوثيين أعدادًا كبيرة من الشباب والأطفال اليمنيين، واستغلالهم للمهاجرين الإثيوبيين في أنشطة عسكرية وأخرى ذات طابع غير مشروع، حيث يتم إلحاق أطفال لا تتجاوز أعمارهم 10 أو 11 عامًا ببرامج لتلقين أفكار حول “الجهاد” بشكل منتظم في المدارس.
وحذر الخبراء في ختام تقريرهم من أن هذا التطور العسكري يهدد باندلاع صراع أكبر في اليمن، خصوصًا في ظل هشاشة الوضع الداخلي.