تحقيقات كوريا الجنوبية تكشف تفاصيل جديدة عن حادث الطائرة المنكوبة

أحرزت السلطات الكورية الجنوبية تقدمًا ملحوظًا، اليوم الثلاثاء، في كشف ملابسات حادث تحطم طائرة «بوينغ 737-800» الذي أسفر عن مقتل 179 شخصًا. وبدأ المحققون استخراج البيانات من مسجل صوت قمرة القيادة، أحد الصندوقين الأسودين للطائرة التابعة لشركة جيجو إير، وفقًا لوكالة بلومبرغ.

ويسجل مسجل صوت قمرة القيادة الإرسال اللاسلكي وأصوات الطيارين، وقد يوفر أدلة حاسمة حول كيفية انزلاق الطائرة على بطنها، دون تفعيل عجلات الهبوط، قبل اصطدامها بالجدار الخرساني في نهاية المدرج بمطار موان الدولي صباح الأحد الماضي.

وقال جو جونغ وان، نائب وزير الطيران المدني، في إفادة صحفية، إن المحققين يعملون على استخراج البيانات من المسجل، دون تحديد موعد لانتهاء العملية. كما أوضح أن مسجل بيانات الرحلة، المسؤول عن تتبع معايير الطائرة مثل الارتفاع والسرعة الجوية، تعرض لفقدان كابل يربط وحدة تخزين البيانات بوحدة تخزين الطاقة.

والجهازان يخضعان حاليًا للفحص من قبل مجموعة تحقيق مشتركة تضم سلطات الطيران الأميركية ومسؤولين من شركة بوينغ. ويهدف التحقيق إلى معرفة الأسباب التي أدت إلى هبوط إحدى أكثر طائرات بوينغ أمانًا على بطنها، ما تسبب في الحادث.

وأثارت التقارير الأولية مخاوف بشأن الاستخدام المفرط للطائرة خلال فترة قصيرة، حيث قامت بتشغيل 13 رحلة خلال 48 ساعة فقط قبل الحادث. وبحسب وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية، واجهت الطائرة عطلاً في معدات الهبوط أثناء الهبوط بمطار موان الدولي.

وتبين أن الطائرة كانت تسافر بين موان وجزيرتي جيجو وإنتشون غرب سيول خلال الساعات الـ48 السابقة للحادث. كما شملت وجهاتها الدولية مدنًا مثل بكين، بانكوك، كوتا كينابالو، ناجازاكي، وتايبيه.

وكانت الطائرة جزءًا من رحلة مستأجرة مخصصة للجولات الجماعية التي نظمتها وكالة سفر مقرها غوانغجو، وتضمنت رحلة لمدة 5 أيام إلى بانكوك بمناسبة موسم أعياد الميلاد. وتُجدول الرحلات المستأجرة بناءً على الطلب، وعادةً ما تكون مملوءة بالركاب المدعوين من وكالات السفر.

الحادث يسلط الضوء على ضرورة التحقق من عوامل السلامة والصيانة، خصوصًا في ظل الاستخدام المكثف للطائرة. وتعمل السلطات على تقديم تقرير شامل عن الحادث بمجرد استكمال تحليل البيانات من الصندوقين الأسودين.