الأدب والفن
"لحج أرض التعليم والقيادة"..
دور مدارس السلطنة العبدلية في تنمية الوعي الوطني.. دراسة حالة مدرستي المحسنية والجعفرية
المقدمة: إنّ الدارسَ لتطور النهضة التعليمية في سلطنة لحج خلال الفترة 1930-1967م يرى أنّها شهدت خلال الفترة الممتدة من 1930 إلى 1967م تحولات جوهرية في مجال التعليم، مدفوعةً برغبة صادقة في النهوض بالمجتمع وتلبية متطلبات العصر الحديث. فقد أدّركت القيادة الحاكمة في ذلك الوقت أهمية التعليم في بناء الأمة وتطوير مواردها البشرية، وتلبية طموحات الشباب المتزايدة. كما لعبت الحركات الإصلاحية العربية، التي كانت تجتاح المنطقة في تلك الفترة، دورًا هامًا في تشجيع التعليم وتوسيع نطاقه. وفي ظلّ الاهتمام المتزايد بالتعليم في أوائل القرن العشرين، والذي تزامن مع حركة الإصلاحات في المنطقة العربية، حرص حكام سلطنة لحج على دعم هذا القطاع الحيوي، وتجسّد هذا الاهتمام في وصيّة السلطان محسن فضل بن علي العبدلي، التي حررت عام 1337 هجرية، والتي أوصى فيها بتخصيص ثلث أراضيه لإنشاء مدرسة في حوطة لحج، وتوفير الموارد اللازمة لتشغيلها وصيانتها، هذه الوصية الشجاعة تعكس إيمان الواهب بأهمية التعليم في بناء الأمّة وتطوير المجتمع، وتؤكد على دور الحكام في دعم هذا القطاع الحيوي. وقد ساهمت مثل هذه المبادرات في إنشاء العديد من المدارس في لحج، مما أدّى إلى زيادة الوعي العام وتوسيع قاعدة المتعلمين.([1])
وفي خضم الصراع المرير ضد الاستعمار البريطاني، برزت مدارس السلطنة العبدلية، ولا سيما مدرستي المحسنية والجعفرية، كحصن منيع للوعي الوطني والمقاومة. فقد كانتا منارة للعلم والمعرفة، وحاضنة للثقافة الوطنية، وساحات للتعبير عن الآراء والمطالب المشروعة للشعب. وفي ظل الظروف القمعية التي فرضها الاستعمار، قدمت هاتان المدرستان ملاذًا آمنًا للناشطين والمثقفين، حيث يمكنهم تبادل الأفكار وتنظيم أنشطتهم دون خوف من الملاحقة.
حيث ساهمت المناهج الدراسية والأنشطة اللاصفية في تكوين وعي سياسي لدّى الطلاب، وتدريبهم على أساليب النضال السلمي والمقاومة. كما عملت المدرستان على الحفاظ على التراث الثقافي والديني، وتعزيز الانتماء إلى الوطن، مما ساهم في بناء جيل واعٍ وقادر على مواجهة التحديات.
وتقع أهمية هذه الورقة البحثية في أنها إضافة علمية جديدة في مجال تاريخ حركة الإصلاح التربوي في لحج والجنوب، بما يفيد الباحثين والمهتمين والمتخصصين في مجال الدراسات التاريخية والفكرية المعاصرة والعلوم التربوية، ويعد رافدا يغطي فراغا تفتقده المكتبة الجنوبية التي طالها التحريف والتزييف للتاريخ السياسي والتربوي وبالذات تاريخ البعثات الدراسية لمدرستي المحسنية والجعفرية في الخارج، ومصر على وجه الخصوص، وإسهامات رجال التنوير في إذكاء الحس الوطني والثقافي والتربوي في الأجيال للعمل الدؤوب من أجل مستقبل أفضل ثقافيا وحضاريا.
كما يهدف البحث إلى كشف عوامل ابتعاث طلاب المدرستين في لحج للحصول على التعليم الحديث في المدارس والمعاهد والجامعات في الخارج، وكشف بعض الأدوار التي قام بها المبتعثون بعد عودتهم في إدخال التعليم الحديث وترقيته، وفي هزيمة التوجهات السياسية والعقليات الجامدة الرافضة والمعيقة لدخول التعليم الحديث للبلاد.
وتهدف هذه الورقة البحثية إلى دراسة الدور المحوري الذي لعبته مدرستا المحسنية والجعفرية في صياغة الوعي الوطني الجنوبي ومقاومة الاستعمار البريطاني. وتسعى بشكل خاص إلى:
- تحديد الآليات والبرامج التعليمية التي تبنتها هاتان المدرستان لغرس القيم الوطنية والمقاومة في نفوس الطلاب.
- تحليل أساليب ووسائل النشاط الطلابي والوطني داخل أسوار المدرستين وكيفية ارتباطها بالحركة الوطنية خارجها.
- استكشاف العلاقة بين المناهج الدراسية المتبعة والابتعاث في المدرستين والأيديولوجيات التي سادت الحركة الوطنية.
- تقييم الأثر المباشر وغير المباشر لتخرج هاتين المدرستين لكوكبة من القادة والمثقفين على مسار الحركة الوطنية الجنوبية.
- استخلاص الدروس والعبر من هذه التجربة التاريخية لتطبيقها على الواقع المعاصر، مع التركيز على أهمية التعليم في بناء المجتمعات وبناء الإنسان.
وتهدف الورقة البحثية كذلك إلى الإجابة على أسئلة جوهرية مثل: ما هي العوامل التي ساهمت في اختيار هاتين المدرستين كحاضنات للوعي الوطني؟ وكيف تمكنت هاتان المدرستان من مواجهة التحديات التي فرضها الاستعمار؟ وما هي الدروس التي يمكن أن نستلهمها من هذه التجربة في بناء مجتمعاتنا المعاصرة؟”
المطلب الأول:
دور المدرسة المحسنية في النهضة التعليمية والوطنية
لقد لعبت المدرسة المحسنية دورًا محوريًا في تاريخ التعليم والوعي الوطني في لحج، خاص والجنوب عامة. فهي لم تكن مجرد مؤسسة تعليمية، بل كانت صرحًا شامخًا للعلوم والمعرفة، وحاضنة للوعي الوطني ومناهضة الاستعمار البريطاني.
عند ذكر المدرسة المحسنية العبدلية في لحج، تتجلى صورة المدينة كرائدة في مجال التعليم بجنوب الجزيرة العربية، حيث كانت هذه المدرسة نواة لتطور تعليمي تجاوز حدود الكتاتيب الدينية التقليدية، وفتح آفاقًا جديدة للتعلم والمعرفة.
لقد تأسست المدرسة المحسنية العبدلية في عام 1931م وهذا لا يعني أنه لم يكن هناك مدرسة قبلها، لقد كانت هناك مدرسة “الترقي العبدلية” والتعليم بمنهجية، وقد أديرت هذه المدرسة بواسطة علماء جاءوا من مكة المكرمة، حيث تمت الاستفادة من بعض طلبتها وأصبحوا مدرسين أفاضل فيها فيما بعد، أمثال الأستاذين صالح عوض دباء، وعبد الله هادي سبيت وآخرين من أبناء مدينة الحوطة آنذاك. ويذكر الأستاذ علي بن علي سعد عيدان الذي درس في المدرسة المحسنية العبدلية في الأربعينات من القرن العشرين، قبل وصول البعثة المصرية التعليمية في عام 1947م، أنه تدرج في التعليم في هذه المدرسة ابتداء من الروضة عند الأستاذ عبد اللطيف البان في إحدى زوايا المسجد التابع للمدرسة.
تعد المدرسة المحسنية من أهم الصروح العلمية والثقافية الشامخة في محافظة لحج وقد تأسست بعد مطلع انتهاء الحرب العالمية الثانية في مدينة الحوطة بلحج سميت بمدرسة المحسنية نسبة إلى الأمير محسن بن فضل بن علي العبدلي الذي انشأها واوقف عليها.
وقد تدرجت في التعليم في هذه المدرسة ابتداء من الروضة عند الأستاذ عبداللطيف ألبان في إحدى زوايا المسجد المبني للمدرسة في فناء المدرسة، قبل أن يبتني إلى جانبه مسرح المدرسة، والذي صار فيما بعد في الخمسينات إلى مقر للمجلس التشريعي اللحجي، وفيه تم إعلان الدستور اللحجي أوّل دستور في الجزيرة العربية آنذاك.
ولم يكن أيضًا بناية المسجد والذي تحوّل إليها الأستاذ / عبد اللطيف ألبان لتدريس التلاميذ المستجدين في سن أقلّ من ستة سنوات، وكلا المكانين المجلس التشريعي أو المسرح والمسجد باقي من أثارهما في إدارة التربية والتعليم للمحافظة.
النهضة التعليمية في فترة السلطان الثائر علي عبدالكريم
1- اهتم الفقيد بتعليم الفتاة وشجع التحاق البنات للتعليم وخصص مدرسة للبنات وخصص معلمات لتدريسهن من مصر ولبنان وفلسطين والسودان وسوريا وعين الاستاذ احمد عبداللطيف البان مديرا للمدرسة.
2- جعل التعليم مجانيا في السلطنة العبدلية وصرف المستلزمات المدرسية من كتب ودفاتر وأدوات للطلاب بالمجان وضم الكتاتيب إلى ادارة المعارف واعتبرها اساساً للتعليم.
3- استغلت في عهدة ادارة المعارف عن ادارة المعارف في عدن. وأصبحت ادارة في لحج لا تخضع لتوجيهات وسياسة المعارف في حكومة عدن.
4- عقد اتفاقيات مع المعارف المصرية في استقدام مدرسين مصريين في مختلف التخصصات للتدريس في مدارس السلطنة المدرسة المحسنية في الحوطة. والمدرسة الجعفرية في الوهط مما اغاظ السلطات البريطانية وحاولت عرقلة وصول تلك البعثات التعليمية للعمل في مدارس السلطنة.
5- افتتح عدد من المدارس في قرية الحمراء والمحلة وغيرها ووفر المعلمين والمستلزمات المدرسية لتلك المدارس وتوسع في زيادة الفصول الدراسية الاضافية في المدرسة المحسنية والجعفرية.
النظام المدرسي للمدرسة المحسنية العبدلية
لقد كان النظام المدرسي للمدرسة المحسنية العبدلية كما هو من الأنظمة في المدارس العربية وخاصة المدارس المصرية بالمنهج المصري، وكانت المدرسة المحسنية في مستوى الروضة والابتدائية لكل منها أربعة مراحل.
وقد كان مدرسو الروضة بمراحله من المدرسين المحليين (أبناء لحج) أمثال الأستاذ / عبداللطيف ألبان والأستاذ / حسين منيعم، أما في المرحلة الابتدائية كانوا من المدرسين المحليين والمصريين.
ومما هو جدير بالذكر أن المدرسة المحسنية العبدلية تختتم السنة الدراسية بكرنفال رياضي كبير من العاب الساحة والميدان في ميدان المدرسة الذي هو اليوم الإدارة العامة لأمن لحج وحضور المدعوين من الشخصيات الاجتماعية والأمراء وأولياء الأمور للتلاميذ في المدرسة المحسنية العبدلية، وجلوس هؤلاء المدعوين على الشرفة المطلة على الميدان وفي نهاية الحفل تقدم الجوائز النقدية والعينية للفائزين في المسابقات الرياضية.
إن للمدرسة المحسنية العبدلية الفضل الكبير في تخرج العديد من أبناء لحج، وذلك في إرسال البعثات الطلابية إلى البلاد العربية، وقد أرسلت هذه البعثات الطلابية إلى مصر والعراق والسودان، وهذا ما تبنته إدارة المعارف في السلطنة للحجية.
وللأسف لم نجد وثائق أو صور لهذه النهضة التعليمية في السلطنة اللحجية إلا من وثائق وصور لبعض البعثات الطلابية عند بعض الأهالي، ولم نراها بعد المعرض الثقافي للشاعر الأستاذ / أحمد صالح عيسى في عام 1993م، ولا زالت في حوزة ورثته ولم تعاد لأصحابها بعد، وقد كان المعرض في أوائل مشروع الوحدة عمل جيد جدا في تعريف النهضة التعليمية والرياضية في ذلك العهد عهد السلطنة اللحجية التي امتدت منذ عام 1838م حتى نهاية عام 1967م وهذا العمل يحسب لشخصية هذا الأديب والشاعر والرياضي أحمد صالح عيسى رحمة الله ولن يمحي من عقول أبناء لحج بل أبناء اليمن مدى الزمن.
لقد وصل التعليم إلى ذروته في لحج خلال العام 1964م، تقدم 1700طالب
مستجد للالتحاق بالمدارس، وقد ترتب على قبول هذا العدد الضخم – نسبيا – أن
أصبحت الدراسة تتم على فترتين صباحية، وأخرى مسائية للتغلب على أزمة مباني
المدارس”[2] وكان عدد سكان لحج 45 ألف نسمة تقريبا حينها، لا تزيد
نسبة المتعلمين على %6 فقط، يشغلون مختلف الوظائف في السلطنة، إذ أن لحج تتميز عن غيرها من الإمارات والسلطنات في الجنوب العربي بموظفيها المحليين المختارين من أبناء البلاد نفسها، وقد لاحظ الآباء الذين كانوا يرفضون تعليم أبنائهم في السابق أن الشباب المتعلم هو الذي يحتل الوظائف.
وأصبح مجموع عدد الطلبة 5000 طالب يتعلمون في 27 مدرسة ابتدائية ومدرستين متوسطتين ومدرسة ثانوية حديثة بها فصل واحد، وهناك مدرستان مشتركتان بين التلاميذ والتلميذات لضيق الأماكن.
أنشطة الفرقة الكشفية في المدرسة المحسنية
أما ما بين المسرح أو المجلس التشريعي والمسجد فناء (حوش) كان للطوابير الصباحية المدرسية ورفع العلم والتحية آنذاك، وفي أوائل الخمسينات كان هذا الفناء معسكرًا للكشافة الذين كانوا فيه ليلًا ونهارًا، وخاصة في الإجازات الصيفية، وقيامها بالرحلات الكشفية إلى المراكز آنذاك، وقيامهم أيضا برحلات إلى الأمارات والسلطنات كسلطنة الفضلية والعودة إلى المعسكر في المدرسة المحسنية العبدلية.
ولم تكن الحركة الكشفية التي قامت وتشكلت في الخمسينات من القرن الماضي سوى امتداد لحركة كشفية سبقتها بالمدرسة المحسنية العبدلية في الحوطة، حيت تداعى عدد من المدرسين والطلبة وبموافقة ادارة المعارف بالسلطنة في تكوين (فريق كشافة) تحت اشراف الأستاذ القدير والتربوي الفاضل عبدالله عبدالقيوم رحمة.الله عليه .الذي اختير رئيساً وموجهاً لفريق الكشافة في المدرسة المحسنية العبدلية، وتم اختيار مساعدين له وهما الأساتذة الأفاضل حسن محمد عطا وسالم غالب محمد الله يرحمهم وكان فريق الكشافة في المدرسة المحسنية العبدلية في الخمسينات من القرن الماضي قد ضمّت هذه المدرسة نخبة من أذكى وأنشط الطلاب، الذين تميزوا بقدراتهم الفكرية واستعدادهم الدائم للتعلم والتطوير، أسماءٌ لامعة مثل: الحبيب عبدالرحمن بن علي الجفري، عبدالرحمن بن علي شكري، حازم بن علي شكري، حسن عبدالله الحبيشي، فضل عبدالله سعد علاية، صالح علي البدوي، محمد عبد هيثم، علي احمد العطيفي، أنور علي شرواء، علي بن علي سعد، أحمد علي العقربي، محفوط عوض الزيدي، احمد الحمري، حيدره باجارة، احمد سعبد الحاج، مهيوب محمد علي، مهدي مغلس، عيدروس شهاب، مسرورالبان، عبدالله العقربي، محسن سعيد دباء، مهدي درويش، سعودي احمد صالح، سلام العزيبي، فضل علي منصر، علي مطنوش، فضل الصياد، محمود عطا، عياش فضل سلام، علي الصماتي وغيرهم كثير، شكلوا نواةً صلبة للجيل القادم من القادة والمفكرين، وساهموا بشكل كبير في رفع شأن مجتمعهم. وكان لفريق الكشافة نشيد من كلمات الأستاذ القدير عبدالله عبدالقيوم والحان الأستاذ القدير الفنان حسن عطا وأداء الفرقة الكشفية للمدرسة المحسنية وتقول كلماته:
كشاف يا وجه العلا
وخفقة للعلم
كن للبلاد الأملَ
والسيف والقلم
في حالكات النّوَب
لاتهب.. لاتهب..
واهتف.. بلاد العرب..
للعرب للعرب
كشاف يا وجه العلا
بلادي بلاد الشباب الأبي.
إذا انتابك الشر من أجنبي..
فكشافك الفارس العربي..
يثرها مدى الشرق والمغرب..
فداء وجهك الأقدس الطيب..
كشاف يا وجه العلا
بلادي سنمضي ولسنا نهاب..
ونزحف في الحالكات الصعاب..
تميد الجبال بنا والرحاب..
وعدتنا سيفنا والكتاب…
ونور الشيوخ ونور الشباب..
كشاف يا وجه العلا
ووزع فريق الكشافة إلى مجموعات وكان شعار الفريق( كن مستعداً ) وفريق الكشافة في المدرسة المحسنية قدم الكثير من الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية والمسرحية والعلمية والتعليمية ونظم الفريق الرحلات الترفيهية والاستطلاعية إلى الكثير من مناطق السلطنة العبدلية والسلطنات القربية ومنها عدد من مناطق السلطنة الفضلية.
كما كان يقوم الفريق بالحراسات الليلية، ومساعدة الفقراء والعجزة والمحتاجين، هكذا كانت الحركة الكشفية تلعب دوراً مهماً في تنمية الوعي والروح الوطنية والاعتماد على النفس ومساعدة الاخرين لهذا كانت لحج دولة وحاضرة الجنوب العربي.
طلاب المدرسة المحسنية والأناشيد الوطنية
في ظل الصراعات الاستعمارية التي شهدتها المنطقة العربية في أوائل القرن العشرين، برزت المدرسة المحسنية في لحج كمعقل للوعي الوطني والمقاومة. وقد لعبت الأناشيد الوطنية دورًا محوريًا في تعزيز هذا الوعي، حيث كانت تُغنى في المناسبات الوطنية والاجتماعية، وتحمل في طياتها رسائل وطنية تحث على الوحدة والتضامن لمواجهة التحديات. فقد كانت هذه الأناشيد تعبر عن آمال الشباب في الحرية والاستقلال، وتشجعهم على المشاركة الفعالة في بناء مستقبل أفضل لبلادهم. وبالتالي، أصبحت الأناشيد الوطنية جزءًا لا يتجزأ من النضال الوطني في سلطة لحج، وساهمت في تشكيل هوية وطنية متميزة.
وتشير المعلومات في كتاب «نهر العطاء الدائم» إلى أن الفنان حسن عطا كانت بدايته الفنية في سن مبكرة وعمره 17 عاماً وهو عندما بدأ يلحن الأناشيد العربية والمحلية، ومن تلك الأناشيد التي قدمها مع طلابه في المدرسة المحسنية بحوطة لحج عام 1945م نشيد كشفي مأخوذ من أحد الكتب السورية التي وصلت إلى المدرسة المحسنية بواسطة البعثة التربوية المصرية وكان زميله المعلم عبدالله عبدالقيوم، هو من اختارها لحسن عطا وتقول الأبيات:
كشاف يا وجه العلا وخفقة العلم
كن للبلاد الأمل والسيف والقلم
في حالكات النوب لا تهب.. لا تهب
واهتف بلاد العرب للعرب.. للعرب
وفي عام 1955م قام بتلحين عدد من الأناشيد المدرسية الشبابية، مثل:
إلى الجهاد زحفنا أسد العروبة جمعنا
الله حقق نصرنا فلتخضع الدنيا لنا
فلتخضع الدنيا لنا
وكان المد القومي العربي قد بدأ يصل إلى عدن ولحج كغيرها من المناطق الجنوبية التي بدأت تستشعر بالميل العربي والحب لثورة 23 يوليو 1952م وظهرت تباشير الوعي الوطني توجه دفة المشاعر نحو التحرر والعزة والكرامة، وقد لحن الفنان حسن عطا أنشودة أخرى في عام 1955م، أيضاً من كلمات المربي الفاضل محمد حسن أفندي بعنوان «نشيد الجهاد» تقول في مطلعها[3]:
أنا رمز للجدود أنا شبل للأسود
عشت من أجل بلادي هي قصدي ومرادي
وبعد هذه التجربة مع عالم الألحان والعمل مع تلاميذ المدرسة المحسنية، اكتسب خبرة كبيرة أهلته للانضمام إلى ندوة الجنوب الموسيقية والتي جاءت منذ تأسيسها لدعم الثورة الجزائرية، حيث أقامت عدة حفلات فنية في عدن ولحج، كان ريعها لدعم الثورة من جهة ومن جهة أخرى خلق وعي وطني يعمل على تعبئة الجماهير بأفكار الحرية وتطهير الوطن من الاستعمار.
وفي عام 1956م قام بتلحين قصيدة (ربي حماك) من كلمات الأستاذ سالم زين عدس مطلعها:
بلادي حماك رب السماء
بجيش وشعب وحامي الحمى
وكان حسن عطا «رحمه الله» قبل هذه الانشودة والواقعة الشهيرة، قد قدم أغنية « أخي في الجزائر يا عربي» وهي أيضاً من كلمات الشاعر صالح نصيب وألحان الامير محسن بن أحمد مهدي وقدمها في حفلات دعم ثورة الجزائر في مدينة عدن والحوطة ودار سعد سنة 1956م، وتقول كلماتها:
أخي في الجزائر يا عربي
تحدى فرنسا ولا تهب
فأنت الشجاع وأنت الأبي
عهدناك في الشرق والمغرب
فيا ابن الجزائر إنًّا هنا
سنفدي العروبة بدمنا
فأرض الجزائر من أرضنا
وجيش الجزائر من جيشنا
فرنسا فويل لك من رجال
أرادوا يعيشوا كعيشة جمال
بحرية حقه لا خيال
فهم يا فرنسا أسود القتال[4]
تعتبر الأناشيد الوطنية التي كانت تُغنى في المدرسة المحسنية جزءًا أصيلاً من التراث الثقافي لسلطنة لحج، حيث كانت تعكس هوية المنطقة وتاريخها. وقد ساهمت هذه الأناشيد في تعزيز الروابط الاجتماعية بين الطلاب، ونقل القيم والتقاليد من جيل إلى جيل.
البعثات الطلابية التعليمية للخارج
تعد المدرسة المحسنية في لحج منارة علمية ساهمت بشكل كبير في نهضة التعليم في المنطقة. ومن أهم الأدوات التي استخدمتها المدرسة لتنمية وعي طلابها وتزويدهم بالمعرفة الحديثة، كانت البعثات العلمية إلى الخارج. هذه البعثات لم تكن مجرد فرصة للحصول على الشهادات العلمية العليا، بل كانت رحلة لتوسيع آفاق الطلاب وتكوين شخصيات قيادية قادرة على قيادة مسيرة التنمية في بلادها.
البعثات الدراسية إلى الدول العربية :
أن للمدرسة المحسنية العديد من البعثات الطلابية التعليمية فمنذ النصف الثاني من الأربعينيات والخمسينيات ومنتصف الستينيات من القرن الماضي بلغت عدد البعثاث إلى كل من مصر وسوريا والعراق والسودان والبلدان الأجنبية 80 بعثة علمية ومن كل التخصصات حيث غادر السلطنة عدد كبير من الطلاب المبتعثين لمواصلة الدراسة في مدارس ومعاهد وكليات عدد من الدول الشقيقة نذكر أهمها:
دور مصر في استقبال البعثات الطلابية من لحج:
لعبت مصر دورًا حيويًا في استقبال البعثات الطلابية من لحج على مر التاريخ، خاصة في فترة الاستعمار البريطاني للمنطقة. كانت القاهرة، بجامعتها العريقة ومؤسساتها التعليمية المتنوعة، تمثل قبلة للمثقفين والطلاب العرب الطامحين في تحصيل العلم والمعرفة.
ومن أبرز طلابها المبتعثين هم: السيد محمد علي الجفري، السيد عبد الله علوي الجفري، الأمير علي عبد الكريم فضل، الأمير علي بن أحمد مهدي .وبعدها تواصلت البعثات الدراسية إلى مصر ومن أوائل المبتعثين للدراسة في مصر الشقيقة منهم : سعيد عبده محفوظ، أحمد محمد علي العقربي، علي بن علي سعد، فضل علي أحمد منصر، حازم علي شكري، عبدالرحمن علي شكري، مهدي درويش، أحمد سعيد الحاج، محمد حسين البان، مهدي علي مغلس، محمد علي مغلس، صالح علي مغلس، حسن عبده الحبشي، عبدالعزيز مسعد، محمد عبده هيثم، محمد يوسف فضل، علي محمد سالم النهدي، محمود محمد سعيد سبيت، طلال علي سبيت، عبدالله محمد علي العقربي، فضل عبدالله، محسن سعيد دبا الملس، أحمد محمد الأهدل، محمد عبدالرحمن المنصب، أحمد محمود الشريف، حيدرة عوض ناصر البان، محمود إبراهيم عطا، أحمد علي الجفري، محمد عبدالله الجفري، أحمد علوي الجفري، محسن يسلم عبدالرسول، صالح يسلم عبد الرسول، محمد محمود السلامي، مهيوب محمد علي، شفيق محسن عطا، فضل ناصر شاكر، عبدالله علي النمري، علي أحمد المطنطن، حسن قائد الصبيحي، محسن صالح حسين مخرب، عبدالكريم عبدالله مخرب، أحمد علي عبداللطيف، محمد أحمد نعمان، محمد عيدروس العراشة السقاف، حسين علي بناصر، محمد زين العيدروس، علي عبدالجبار، حامد محمد عامر عنبول.
وهناك الكثير من الطلاب من أبناء السلطنة اللحجية الذين ذهبوا للدراسة على
حسابها، ومنهم من ذهب على حسابه الخاص وبمساعدة من السلطنة العبدلية.
بالإضافة إلى إرسال عدد من طلاب وطالبات السلطنة للدراسة في مدينة عدن، في
مدارسها الثانوية ومعاهدها التخصصية.
أن البعثات الطلابية الرسمية على حساب إدارة المعارف للسلطنة اللحجية العبدلية كانت لكل أبناء لحج وليس كما يشاع أنها لأبناء الأمراء وأبناء القبائل أو المشايخ، أضع بعض الأسماء لطلبة البعثات الطلابية لدراسة في مصر وقد تخرج منهم الكثير.
البعثة الطلابية للدراسة في مصر الأربعينات أواخر الأربعينات بالتحديد وخرجوا في بداية الخمسينات منهم:
1) المهندس ناصر عامر عنبول أبن المعماري (البناء) عامر عنبول من حارة وحيدة من أسرة فقيرة وتخرج من كلية الهندسة المدنية في القاهرة. وله بصمات واضحة كبناء سد ناصر في وادي تبن.
2) فضل حسين عنبول أبن حسين عنبول من أعيان لحج، تخرج من كلية الزراعة في مصر.
3) أحمد سعيد صدقة أبن سعيد صدقة من أسرة ال صدقة قرية عبر لسوم القريبة من الحوطة عاصمة لحج و تخرج طبيبا، عمل في مستشفى عباس وعين بعد الاستقلال وزيرا في جمهورية اليمن الشعبية الجنوبية في عهد قحطان الشعبي، ثم هاجر إلى دولة الأمارات العربية المتحدة.
4) خالد فضل منصور من أهل البان قرية الحمراء، وتخرج من كلية الحقوق وتعين وزيرا في حكومة قحطان لوزارة العدل.
5) السيد عبدالله شهاب من سادة قرية الحمراء من أسرة فقيرة كما أعلم، وأخوه (الشيبة) تعين مديرًا لإدارة الزراعة في السلطنة أللحجية بعد تخرجه من كلية الزراعة بالقاهرة. وآخرين عادوا إلى لحج في أوائل الخمسينات من القرن العشرين، غير واحد بقي في مصر يتابع دراسته وهو محمد العبد المنتصر إلى أن توفي رحمة الله وعمل مديرًا لمكتب السلطان علي عبدالكريم في القاهرة بعد نفيه من قبل المستعمر البريطاني في عام 1958م.
وتواصل إرسال البعثات الطلابية إلى مصر في الخمسينات من القرن العشرين من المدرسة المحسنية العبدلية على نفقة إدارة المعارف في السلطنة العبدلية، مع مشرف من قبل السلطنة هناك في مصر وهو الأستاذ / طاهر علي الزواوي حتى أنتهى إرسال بعثات طلابية في العام 1967م.
هذا الجانب من الأنفاق على بعثات الطلبة للدارسة والتحصيل العلمي على حساب إدارة المعارف للسلطنة اللحجية مما تركهما كلا من السلطان محسن فضل بن علي، وهناك بعثات طلابية، كما ذكرت وثائق حزب رابطة أبناء اليمن وكانت تلك البعثات إلى مصر في الثلاثينات والأربعينات، أمثال السيد محمد علي الجفري، وأبن عمه محمد عبدالرحمن الجفري الذين كانوا يدرسون في الأزهر الشريف في القاهرة و تخرج من الأزهر في عام 1947م.
والعلامة الفاضل / السيد محمد علي بن محمد الجفري ذات شهرة واسعة وذو خدمات جليلة للحج قاطبة في العمل السياسي والاجتماعي، حيث قام مع زملاءه بتأسيس حزب رابطة أبناء اليمن في عدن عام 1951م، وقيامة بإصلاحات قانونية ودستورية في السلطنة العبدلية آنذاك. كما أن السلطان عبدالكريم فضل بن علي أعطى جزء من أراضيه الزراعية للتعليم والصحة.
دور العراق في استقبال البعثات الطلابية من لحج
تكميلًا للدور المصري البارز في استقبال البعثات الطلابية من لحج، لعب العراق أيضًا دورًا هامًا في هذا السياق. على الرغم من أن الدور المصري كان أكثر بروزًا وتاريخا، إلا أن العراق قدم مساهمات قيمة في دعم التعليم العالي للطلاب اليمنيين، وخاصة من منطقة لحج.
وقد كانت هناك بعثات طلابية إلى البلاد العربية للدراسة من الثلاثينات إلى العراق، وتخرجوا في أوائل الأربعينات وهم الأستاذ / صالح عبدالله بامعافا / علوم وقد كان يصنع صابون الغسيل والحبر والنعنع وصناعة العاج بأشكالها المختلفة وكان ذو مواهب متعددة كالخطابة والصحافة والشعر، الثاني هو الأستاذ / محمد سعيد باعمر / علوم أيضا، وقد عرف آنذاك بصناعة العاج وخاصة العصي العاجية، وله مبرز يلتقي فيه أعيان البلاد والمثقفين يجتمعون به يوميا بعد العصر، ونذكر من رواد هذا المبرز ( المنتدى) السيد عبدالله علي بن محمد الجفري، والمحامي محمد ناصر بخيت، والشخصية الاجتماعية ناصر عبدالملك البان وآخرين، أما الثالث هو الأستاذ / فضل عوزر، وقد عرف في الأربعينات مخرجا في مسرح العروبة للتمثيل مع مجموعة من المثقفين الآخرين، أمثال الأستاذ / عبدالله هادي سبيت حمق والشاعر مسرور مبروك والشاعر حمود نعمان (أبو كدرة) وقد عرف في الخمسينات صحفيا متمكن وترأس صحيفة (صوت الشعب) أوّل صحيفة تصدر في لحج.
- بعثات طلابية إلى بلدان أخرى
كما أن هناك بعثات طلابية كانت على حساب الأهالي في إرسال أولادهم من حين إلى آخر إلى البلاد العربية والأجنبية طوال فترة الأربعينات والخمسينات، أما البعثات الطلابية الرسمية على نفقات إدارة المعارف في السلطنة اللحجية من التركة التي وضعها في الثلاثينات السلطان محسن فضل العبدلي، وأخيه السلطان عبدالكريم فضل وتقدر بألف فدان أرض زراعية في لحج و أبين.
والجانب الآخر من الأنفاق على البعثات من المدرسين المرسلين من البلاد العربية كمصر والسودان في بناء مساكن لهذه البعثات بجوار المدرسة المحسنية وبدل سفريات ومكافآت معيشية وقد تتابعت هذه البعثات من عام 1947م إلى منتصف الستينات وكان آخرها البعثة التعليمية من المدرسين السودانيين.
مما سبق تبين أن البعثات الطلابية لطلاب المدرسة المحسنية ساهمت في توسيع آفاقهم الثقافية والفكرية، حيث أتاحت لهم الفرصة للاختلاط بطلاب من مختلف الجنسيات والتعرف على تجاربهم وحضاراتهم. وقد أدى هذا الاحتكاك إلى مقارنة أوضاع بلادهم بأوضاع الدول الأخرى، مما زاد من وعيهم بأهمية التنمية والتحديث. كما ساهم التعرف على أحدث الأفكار والاتجاهات في مختلف المجالات في تشكيل وعيهم السياسي والاجتماعي، وجعلهم أكثر قدرة على المشاركة الفعالة في بناء مجتمعهم.
تعليم الفتيات في لحج
بدأ تعليم الفتاة في السلطنة العبدلية في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي
وكان ذلك من الإنجازات التي اضطلع بها السلطان علي عبد الكريم العبدلي والسلطان
فضل بن علي العبدلي رائدا النهضة التعليمية والثقافية والرياضية والتنموية في
السلطنة، وفي عهدهما وفترة حكمهما شهدت لحج تطور كبير في مختلف المجالات ومنها التعليمية، وكانا يحرصان على أن يكون للمرأة دورا كبيرا في التطور التنموي.
وتذكر مجلة ‘العربي’ أن تعليم الفتيات في لحج بدأ بخطوة رائدة في عام 1957. ففي ذلك العام، انضمت إحدى عشرة فتاة صغيرة إلى موكب استعراضي لطلاب المدارس، مما شكل حدثًا تاريخيًا. كانت هذه الفتيات بمثابة رمز لبداية عهد جديد، حيث بدأت الفتاة اللحجية تحظى بفرصة الحصول على التعليم. لقي هذا الحدث ترحيباً واسعًا من الجمهور، مما شجع على تطوير التعليم للفتيات بشكل أكبر. ومع مرور السنوات، شهد عدد التلميذات نموًا ملحوظًا، حيث وصل إلى 632 تلميذة بحلول عام 1965.
ويشير هذا الحدث إلى تحول اجتماعي كبير في سلطنة لحج، حيث بدأ المجتمع يعترف بأهمية تعليم المرأة وتمكينها. ومع ذلك، واجه تعليم الفتيات تحديات عديدة، مثل نقص الموارد والاعتقادات الاجتماعية المتأصلة. وعلى الرغم من هذه التحديات، فإن هذه الخطوة الأولى كانت بمثابة شرارة أطلقت شرارة التغيير، وفتحت الباب أمام أجيال من الفتيات اللحجيات للحصول على التعليم والمساهمة في بناء مجتمعهن.
وفي خطوة جريئة نحو تمكين المرأة، أطلق السلطان علي عبد الكريم شرارة التعليم للفتيات في المنطقة، وذلك بتكليف الأستاذ الفاضل أحمد عبد اللطيف البان بإنشاء أول مدرسة للبنات، بناءً على اقتراح من مدير المعارف السيد عبد الله علي الجفري. لم يكن هذا القرار سهلاً، فقد واجه الأستاذ البان تحديات جسام في إقناعه الأهالي بأهمية تعليم بناتهم، حيث كانت العادات والتقاليد السائدة تعارض هذه الفكرة. ومع ذلك، وبإصرار وعزيمة، تمكن من إقناع عدد من الأسر، وبدأ أول صف دراسي للفتيات في المنطقة.
كانت هذه الخطوة بمثابة شرارة أطلقت شرارة التغيير، حيث بدأت تتغير نظرة المجتمع تدريجيًا إلى دور المرأة. وقد تأثر هذا التحول بالتغيرات التي كانت تجري في العالم في ذلك الوقت، حيث كانت الحركات النسوية تكتسب زخمًا في العديد من الدول. إن قرار السلطان بدعم تعليم الفتيات يعكس رؤية مستنيرة، حيث أدرك أهمية التعليم في تطوير المجتمع وتقدم المرأة. وقد كان الأستاذ البان مثالاً يحتذى به في التزامه بقضيته، وتحديه للعادات والتقاليد السائدة.
لقد كان افتتاح أوّل مدرسة للبنات في لحج خطوة جريئة كسرت حاجز العادات والتقاليد السائدة. بفضل جهود الأستاذ أحمد عبد اللطيف البان، الذي واجه تحديات جسام في إقناع الأسر بأهمية تعليم بناتهن، تمكن من تحقيق هذا الإنجاز التاريخي. ففي مجتمع كان يعتبر تعليم المرأة من المحرمات، كان الأستاذ البان صامدًا في وجه المعارضة، مستندًا إلى إيمانه الراسخ بأهمية التعليم للجميع.
لقد واجه الأستاذ البان العديد من التحديات، منها مقاومة الأسر، ونقص الموارد، والعادات والتقاليد السائدة. ومع ذلك، تمكن بفضل إصراره وعزيمته من إقناع عدد متزايد من الأسر بالسماح لبناتهن بالالتحاق بالمدرسة.
تذكر الأستاذة صفية زريقي، إحدى أوليات الملتحقات بالمدرسة، تلك المرحلة بوصفها “ذهبية”. وقد أثبتت التجربة أن تعليم الفتيات لم يكن مجرد حلم، بل أصبح واقعًا ملموسًا، ساهم في تغيير نظرة المجتمع إلى دور المرأة، وفتح آفاقًا جديدة أمام أجيال قادمة.”
وتعد قصة السلطنة العبدلية ودعمها لتعليم الفتاة قصة ملهمة، حيث أثبتت أن الاستثمار في التعليم هو الاستثمار الأمثل في المستقبل. وقد ساهم هذا الاهتمام في بناء مجتمع متعلم ومتطور، وفتح آفاقًا جديدة أمام المرأة العربية ومن أبرز الشخصيات النسوية التي حصلن على التعليم ” سعود المنتصر، صفية الزريقي، عايدة الجفري، سميحة الجفري، نجيبة تريمي، سعود عبدالمجيد، حميدة عبدالمجيد، ولية علي يحيى، أسماء المنتصر، فتحية عبده الزريقي، نور زين عدس، فاطمة محسن فوري، نعمة غانم، قدرية فضيل، علوية ناجي، مرومة عيدروس، سلوى شوكرة، أفراح شاهر، صفية المنتصر، فتحية علي عبداللطيف، قدرية عبداللطيف البان، فوزية باشادي، مرومة العجمي، رجاء محمد عامر، مرومة عوض سعيد، حفيظة فضل خضيري، أم الخير الزيدي، عايدة عبدالله العيدروس، نوري مسعد، عايدة الريمي، مرومة مسعد، هدى عبدالجواد البنداري، فاطمة عبدالجواد البنداري، فاطمة سعيد الحاج، منيرة سعيد الحاج، نعمة غانم، فاطمة مبروك خضيري، صباح الحسني، شمس عبده قاسم، كريمة علي حسين، قدرية زنقور، نور محجف، نور حيدرة، أسماء النمري، نجاة عبدالرب، أم الخير علي عوض مغلس، زينب عبدالقادر، سعود محبوب ياقوت، فتحية محمد صالح بغازي ومعلمات المرحلة المتوسطة جلبن من لبنان ومصر والسودان وهن: “منور وهيب مدرسة لغة عربية وأشغال يدوية، حنان وجنان المصري َبنات الأستاذة منور وهيب مدرسة اجتماعيات، هالة عبد الهادي من الأردن، خضرة أبو حجلة مدرسة رياضيات، رقية مصطفى مدرسة لغة إنجليزية، نوال السودانية زوجة الأستاذ المزمل مدرسة أشغال يدوية، صبحية مدرسة لغة إنجليزية من الأردن وآنا فاروق مدرسة ابتدائي، الأستاذ أحمد عبد اللطيف مدرس تربية إسلامية ومدير مدرسة البنات، بالإضافة إلى بلقيس شفيق زهراب، نظيرة علي أحمد من مدينة الشيخ عثمان بعدن.
المطلب الثاني:
المدرسة الجعفرية: صرح علمي وضمير وطني
تُعتبر مدرسة الجعفرية، بوصفها إحدى أقدم وأبرز المؤسسات التعليمية في المنطقة، أكثر من مجرد صرح تعليمي. فهي تمثل رمزًا للوعي الوطني والتقدم، ولعبت دورًا محوريًا في تشكيل الهوية الوطنية وتنمية الكوادر القادرة على قيادة المجتمع نحو مستقبل أفضل.
تأسيس المدرسة الجعفرية
في نهاية الثلاثينات من القرن العشرين سعى الشيخ عمر بن سعيد بازرعة أحد المشايخ الحضارم المقيمين في عدن لتأسيس مدرسة في الوهط على حسابه، وهو ما تم إنجازه وافتتاحه فعلا سنة ١٩٣٧م، وسميت بالمدرسة الجعفرية نسبة إلى السيد جعفر زين أحمد حسن الذي بنى الرباط التعليمي المذكور آنذاك حيث بنيت هذه المدرسة على أنقاض ذلك الرباط والسيد جعفر زين المذكور هنا هو والد القاضي حسن جعفر قاضي السلطنة العبدلية سابقا، والقاضي محمد جعفر قاضي دبي سابقاً، والسيد عبدالله جعفر.
وكان موقع المدرسة الجديدة في المساحة الواقعة جنوب البدر التابعة المسجد جعفر، فصارت أول مدرسة بالمعنى المتعارف عليه تبنى في الوهط، وقد تولى إدارتها الشيخ عبد الرحمن أحمد با شيخ، ووالده الشيخ أحمد وهم من حضارمة دوعن، ومن مدرسي هذه المدرسة في بداية التأسيس علي عبد الحبيب، ومحمد علوي أبوبكر، وحسين أحمد سالم المشهور بـ (حسين سالم).
وعندما انتقل عبد الرحمن أحمد باشيخ إلى المدرسة المحسنية بالحوطة ثم سفره إلى دوعن عطلت المدرسة لبعض الوقت إلى أن تم تعيين الشيخ ياسين بن محمد أديب الطنطاوي مديرا للمدرسة، وكان من المدرسين فيها أنداك علي عبد الحبيب باعوين، وطوي النصري وصادق أفندي”[5] ، وعبد الله عبد الحبيب حسين سالم احمد معدان عبد الرحمن باشراحيل (رياضيات)، قاسم حمود (عدني) لغة انجليزية.([6])
وكان النشاط التعليمي في هذه المدرسة البكر يستغرق 9ساعات يوميا ماعدا الدروس الليلية. في مرحلة إدارة عبد الرحمن باشيخ، كما كانت تتحصل المدرسة على الدعم من أهل الخير لتسيير نشاطها بتقدير مبلغ الإنفاق عليها بـ ١٣٠ روبية شهريا([7]).
ويبدو أن العملية التعليمية فيها كانت نشطة للغاية، وهو ما يؤكده اشتراك طلاب هذه المدرسة. في الاحتفال المهيب المخصص لتهنئة السلطان عبد الكريم فضل محسن العبدلي بمناسبة عيد الفطر المبارك في مدينة الحوطة حاضرة السلطنة عام ١٩٤٢م، اشترك فيه طلاب الصف الثالث والرابع الابتدائي من المدرسة الجعفرية – الوهط.
- أثر البعثة المصرية على المدرسة
شهدت المدرسة الجعفرية خلال فترة وجود البعثة المصرية في الوهط بين عامي 1954 و1958م، حركة ثقافية نشطة ساهمت في تطوير المناهج التعليمية وزيادة الوعي لدى الطلاب. وقد كان لهذه الفترة أثر بالغ في ترسيخ قيم التسامح والتعايش السلمي بين الطلاب.
- التعليم وتنمية الوعي الوطني لدى الطلاب
تخرج العديد من الشخصيات البارزة من المدرسة الجعفرية، حيث درس فيها عدد من التربويين المعروفين. على سبيل المثال، درس التربوي حسين عوض محمد حسن في المدرسة وانتهى من دراسته الابتدائية فيها عام 1963م. كما أن المدرسة كانت مركزًا ثقافيًا واجتماعيًا مهمًا خلال فترة وجود البعثة المصرية في الوهط بين عامي 1954 و1958م، حيث شهدت حركة ثقافية نشطة.
- الفرقة الكشفية في المدرسة الجعفرية في مدينة الوهط / لحج
تأسست الفرقة الكشفية في مدينة الوهط عام 1955م تحت إشراف الأستاذ عزت مصطفى منصور، مدير المدرسة الجعفرية وعضو البعثة التعليمية المصرية. جاء تأسيس هذه الفرقة في سياق اهتمام السلطنة العبدلية بتعليم الشباب وتنمية قدراتهم. وقد سعت الفرقة إلى غرس القيم الوطنية والإسلامية في نفوس الطلاب، وتنمية مهاراتهم القيادية والبدنية والاجتماعية. وقد قامت الفرقة بتنظيم العديد من الأنشطة المتنوعة، مثل المخيمات، الرحلات، والمسابقات، والتي ساهمت في بناء شخصية الطلاب وتقوية الروابط بينهم. وقد لعبت الفرقة الكشفية دورًا هامًا في بناء الوعي الوطني لدى الشباب، واعدتهم للمساهمة في بناء مجتمعهم.” أحمد سالم عبيد، الفنان محمد صالح حمدون، عبدالرحمن حسن البصري، عيدروس علي عبدالرحمن، عبدالله محمد علي الصعو، علي عبده همام، علي عوض قردش، عيدروس زين أحمد، حمود ناصر محفوظ، عبده حيدره عوض، عبدالله احمد سالم، محمد عوض معدان، علي احمد زين السقاف، محمد عيدروس زين، عبدالله احمد سالم، محمد عوض ناصر، عبدالرحيم عبدالرحمن شيخ.
وتم تشكيل قادة للفرقة الكشفية تحت رئاسة واشراف الأستاذ عزت مصطفي وكانت كالتالي: ” عيدروس علي عبدالرحمن قائد الفرقة الكشفية، احمد سالم عبيد، قائد فرقة الأسود، عبدالله الصعو، قائد فرقة النمور، عبده حيدرة عوض قائد فرقة النور، وكان للفرقة الكشفية ( نشيد علم الكشاف) وهو من كلمات الأستاذ حسن علي حسن السقاف وكلماته يقول فيه:
علم الكشاف رفرف
في ربوع الوهط حراً
حولك الكشاف يهتف.
عشت للأجيال دهراً
اينما قمت اقمنا
في كفاح مستمراً
نرتقي كل الهضاب
ونذل الصعب قهراً
نحن أسد ونمور
وكذلك القسم نسراً
تحت ظلك لأنبالي
نعصر الأشياء عصراً
كرم. الله أياد
وضعوك اليوم فخراً
وأخص الشهم عزت
من بقايا الناس ذكراً
يا معلمنا تقبل
مننا أعظم شكراً
وأنت ايضا رئيسي
لك مننا ألف شكراً
وكانت للفرقة الكشفية الكثير من الانشطة الثقافية والفنية والرياضية والمسرحية والعلوم وشكلت العديد من الجمعيات منها التصوير، العلوم، الجغرافيا، الزراعة، التمثيل والرياضة وغيرها بالإضافة إلى مساعدة الاخرين وغرس القيم الإنسانية النبيلة والاعتماد على النفس.
مما سبق تبين أن للمدرسة الجعفرية دورًا محوريًا في تاريخ المنطقة، حيث كانت حاضنة للعلماء والمثقفين، وساهمت في نشر الوعي الوطني وتطوير المناهج الدراسية، وتخريج كوادر مؤهلة قادرة على قيادة المجتمع. كما وقفت المدرسة إلى جانب الحركة الوطنية في نضالها من أجل الحرية والاستقلال، وساعدت في بناء مجتمع متماسك ومتعلم، مما جعلها مؤسسة تعليمية رائدة تركت بصمة واضحة في تاريخ المنطقة.
المطلب الثالث:
الأثر القيادي والإداري والوطني لخريجي تلك المدرستين
للنجاح شواهده الكثيرة في لحج، ولعل أكثر الأشياء مدعاة للتوقف، والذي يكاد يكون العامل الجامع بين أصحاب هذه الأسماء جميعا، المدرسة المحسنية نفسها. لعل قدرهم كان أن يدرسوا فيها، البعض تزاملوا، والبعض في مراحل وسنوات لاحقة، وإن تشعبت بهم الدروب بعد ذلك، فاختار كل واحد منهم طريقا لنفسه، أو سلك السبيل الذي هيأته له الأقدار.
كثيرون ممن درسوا في الجامعات في الخارج كانوا قد درسوا في هذه المدرسة، ما لا يخطر على بال أحد أن هذه القطعة من الأرض التي اسمها لحج أنجبت كل هذا القدر من الرجال الذين صنعوا فارقا في تاريخ ليس لحج وحدها، بل في تاريخ الجنوب واليمن والخليج وهذه المنطقة من جنوب الجزيرة العربية ستصيبك الدهشة حين تعرف أن أولى الخلايا “المناهضة للاستعمار” في الجنوب والجزيرة تأسست هنا على يد واحد من أبناء لحج.
وستدهش أيضا إذا علمت أن أوّلى الأحزاب السياسية في الجنوب، نشأت هنا في لحج، على يد واحد من أبنائها، وأقصد بها “رابطة أبناء الجنوب العربي” التي كانت المعطف الذي خرجت منه بعد ذلك بعض التنظيمات والحركات الوطنية في الجنوب. وأن أغلب القادة الذين أسسوا تلك الأحزاب كانوا في البداية أعضاء في تلك الرابطة.
وقد أصبحوا قادة الحركة الوطنية وزعماء النضال الوطني من أجل الاستقلال والتحرر من الاستعمار البريطاني والذين أسسوا “حركة القوميين العرب” فوضعوا ميثاق “الجبهة القومية” فيما بعد، أيضا كانوا من لحج.
وأن عددًا غير قليل من مؤسسي الجبهة القومية التي قادت الكفاح المسلح ضد الاستعمار كانوا من لحج. وأول رئيس للجمهورية بعد الاستقلال كان من لحج، وكذلك ثاني رئيس للوزراء، وأول وزير للصحة، والعديد من الذين استوزروا في مراحل لاحقة كانوا من لحج، وأول رئيس لجامعة عدن كان من لحج.
وفيما يلي بعض من رجالات لحج: المناضل قحطان الشعبي الذي يعد أول رئيس يحمل شهادة الدكتوراه في الوطن العربي والخليج، فيصل عبد اللطيف الشعبي، الذي يحمل درجة الماجستير في العلوم الإدارية، علي عبد العليم، سالم زين، علي السلامي، الأستاذ فضل أحمد ناصر السلامي، محمد علي الجفري، خالد فضل منصور، عمر الجاوي، محمد جعفر زين، سعود مهدي المنتصر، رزيقة أحمد عبد الرحمن، أفراح شاهر سعيد، السلطان علي عبد الكريم، محمد عباد الحسيني، علي بن علي سعد عمر عيدان، ناصر عمر فرتوت، عوض محمد جعفر، عبد الله حسين مساوى، عبد الله أحمد حسن السقاف، صالح حيدرة صالح البان، بخيت مليط الحميدي، صالح عوض دبا، يحيى حرسي عوض البان، فضل عوض عوزر، الشهيد محسن البان، عبد الله علي الجفري، قادري كرو، عبد العزيز كرو، حسن علي السقاف، عبد الله عباد الحسيني، عبد الكريم عبد هيثم، محمد سعيد سبيت، منصور علي مثنى، علي محسن شائع الحسني ، حامد السقاف البز، صالح ناجي محمد، عبدالله عيدروس السقاف، عبده صالح الزيدي، معاوية سعيد محمد باعزب، محمد أمين، محمد مرشد العقربي، فاطمة سعيد الحاج، عبد الهادي محمد عبد الهادي شهاب الهاشمي، فارس سالم، عوض ناصر صدقة، علي جاحص، فضل محمود قائد السالمي، الدكتور حيدرة عوض، أحمد، خضر زعبل، محمد سعيد مصعبين، محمد علي الصماتي الصبيحي، مهدي عثمان المصفري، عبد الصفي عوض الرجاعي، أحمد فضل اليماني، عبده يحيى اليماني.
وقد كانت الأستاذة سعود المنتصر الأكثر بروزاً وهي من أسرة ذات حضور ومكانة في مدينة الحوطة أسرة (مهدي المنتصر)، فقد كانت المسؤولة القيادية الأولى لنساء لحج في أحرج فترة كان على سعود أن تقنع النساء بالانخراط للنضال في مدينة يصعب على المرأة فيه الخروج من البيت.
عائق التعليم وعائق الحجاب والتقاليد الاجتماعية التي لا يمكن كسرها كان من الصعب تجاوز هذه المعوقات كما تقول سعود: فيما تملك النساء الرغبة في العمل النضالي، تخذلها الظروف لكن أبدا كانت هناك محاولات لكسر طوق العجز.
كانت مهمتي في المدرسة استقطاب الطالبات المبرزات وضمهن إلى التنظيم، واستلام وتوزيع المنشورات وكان المسؤول عن القطاع النسائي بلحج هو المناضل (أحمد عباد الحسيني) يجتمع بنا شهريا ويتابع عملنا ونتائج اجتماعاتنا بالخليات ومنه نستلم التوجيهات بخصوص إعداد برامج اللقاءات الدورية بعضوات الخليات.
كنا نبذل جهدًا بالغ الصعوبة من أجل حضور الاجتماعات بسبب صعوبة الأوضاع الاجتماعية بلحج كان الخروج من المنزل يبدو مستحيلا، كما كان انخراط المرأة في التعليم ممنوعا وهو الأمر الذي يزيد من تعقيد وضع المرأة، لهذا كنا نختار منزلا قصيا لنعقد فيه الاجتماع حتى لا يرانا أحد والحقيقة أننا كنا نجاهد ونكافح في جهتين أولها محاربة الاستعمار، وثانيها الأوضاع الاجتماعية المعيقة لتقدمنا محاربة الجهل ومحاربة الاحتلال في وقت واحد أمر بالغ التعقيد في بلد مكبل بقيود التقاليد.
الخاتمة
كانت مدرستا المحسنية والجعفرية حاضنتي الوعي الوطني وملاذًا للمقاومة في وجه الاستعمار. فقد ساهمتا بشكل كبير في غرس حب الوطن والانتماء إليه في نفوس الطلاب، وتعريفهما بحقوقهم وواجباتهم. كما لعبتا دورًا محورياً في الحفاظ على الهوية الوطنية الجنوبية، وشجعتا على التمسك بها في مواجهة محاولات الطمس والاستغلال. بالإضافة إلى ذلك، فقد زودتا الحركة الوطنية بالكوادر المؤهلة التي قادتها نحو النصر، من خلال نشر الوعي بأخطار الاستعمار، وتوفير الدعم اللوجستي والفكري للمقاومة. وقد كانتا ملتقى للوطنيين، حيث تبادلوا الأفكار والآراء، وخططوا للمستقبل. وبفضل المناهج الدراسية التي طورتاها، والتي ركزت على تعزيز الهوية الوطنية وروح المقاومة، نجحت المدرستان في رفع مستوى الوعي لدى الشعب، مما جعله أكثر قدرة على مواجهة التحديات والاستعمار.
المصادر والمراجع:
- موقع الأمناء” تنشر وثيقة عمرها قرن وتحكي عن وضع التعليم والصحة في لحج https://al-omana.net/news45225.
- مجلة “العربي” الصادرة في الكويت في عددها رقم 84 الصادر1 نوفمبر1965م.
- صحيفة الأيامhttps://www.alayyam.info/
- الأغنية الوطنية الجنوبية ودورها في استنهاض الثورات العربية ضد الاستعمار، https://alyoum8.net/posts/934
- مذكرات حول التعليم في الوهط عبد الله عيدروس السقاف مجلة وادي تبن، ع۲،
- التعليم في الوسط عمر عبد الرحمن السقاف صحيفة فتاة الجزيرة، ٤ ٤٠٣، ١١ يناير عام (١٩٤٨م)
- مقابلات شخصية وملاحظات ميدانية. قامت بها الباحثة
[1] الأمناء” تنشر وثيقة عمرها قرن وتحكي عن وضع التعليم والصحة في لحج https://al-omana.net/news45225.
[2] لحج: ملكة واحات الجنوب العربي مجلة “العربي” الصادرة في الكويت في عددها رقم 84 الصادر1 نوفمبر1965م، نشرته مجلة “العربي” الصادرة في الكويت في عددها رقم 84الصادر1 استطلاعه قام به سليم زبال وصوره أوسكار.
[3] ) صحيفة الأيامhttps://www.alayyam.info/
[4] الأغنية الوطنية الجنوبية ودورها في استنهاض الثورات العربية ضد الاستعمار https://alyoum8.net/posts/93430
[5] ينظر مذكرات همام ٢/٢٦ المصدر السابق
[6] مذكرات حول التعليم في الوهط عبد الله عيدروس السقاف مجلة وادي تين ، ع۲، مرجع سابق)
[7] التعليم في الوسط عمر عبد الرحمن السقاف صحيفة فتاة الجزيرة ، ٤ ٤٠٣، ١١ يناير عام (١٩٤٨م)