ترجمة
مأساة توحد المجتمعات في مواجهة الكارثة..
حرائق لوس أنجلوس تدمر دور العبادة والمجتمعات تتعهد بالصمود وإعادة البناء (ترجمة)
شهدت مدينة لوس أنجلوس سلسلة من الحرائق المدمرة التي لم تقتصر خسائرها على المنازل والبنى التحتية فحسب، بل امتدت لتطال دور العبادة من مختلف الطوائف، تاركة المجتمعات في حالة من الحزن والتحدي لإعادة بناء ما فقد.
كانت النيران قد بدأت بمهاجمة معبد يهودي في باسادينا عندما سارعت القسيسة روث بيرمان هاريس برفقة زوجها وعدد من المصلين لإنقاذ مخطوطات التوراة المقدسة، معتبرةً أن التوراة هي "نبض أي مجتمع يهودي". ورغم جهودهم، لم يتبقَ من الكنيس الذي يعود تاريخه إلى 80 عامًا سوى رماد.
وشملت الخسائر أيضًا مسجد "التقوى" الذي وصفه الإمام جنيد عاصي بأنه "منزل ثانٍ" للعديد من العائلات التي فقد بعضها منازلها أيضًا. في حين عانت كنائس بروتستانتية وكاثوليكية في ألتادينا وباسيفيك باليساديس من دمار مماثل، حيث تم القضاء على العديد من المباني بالكامل.
على الرغم من الخسائر الجسيمة، أعرب قادة المجتمعات الدينية عن تصميمهم على المضي قدمًا. القس بول تيلستروم، راعي كنيسة ألتادينا، أشار إلى أن "المبنى ليس الكنيسة، بل نحن من نشكلها". هذا الإيمان تجسد في تجمعات روحية في الهواء الطلق وصلاة مشتركة بين الطوائف، مما عزز الشعور بالوحدة وسط الكارثة.
وبدأت المجتمعات في جمع التبرعات لإعادة بناء دور العبادة. تجاوزت التبرعات لمجتمع مسجد "التقوى" 100 ألف دولار خلال أيام، بينما قدمت الكنائس والمعابد البعيدة عن الخطر خدمات مؤقتة ومساعدات للعائلات المتضررة، بما في ذلك توفير مأوى ودعم مالي ونفسي.
وفي باسيفيك باليساديس، أشار الحاخام زوشي كونين إلى أن "الكارثة كانت بمثابة نهاية العالم"، حيث فقدت العديد من العائلات منازلها. لكنه أكد أن الأولوية الآن هي توفير المساعدة الفورية للنازحين قبل البدء في خطط إعادة البناء.
ومع استمرار خطر اندلاع حرائق جديدة، تواجه المجتمعات تحديات هائلة تتطلب التعاون والدعم من مختلف الجهات. ورغم الخسائر المادية، يظل قادة وأفراد هذه الطوائف متشبثين بإيمانهم وبروح المثابرة.
قالت ميليسا ليفي، مديرة المركز اليهودي في باسادينا: "لم تزعزع هذه الكارثة إيماننا، بل عززته بالدعم الذي تلقيناه". هذه الروح الإيجابية تعكس التزام المجتمعات بإعادة بناء ما فقد والعمل معًا للتغلب على المحنة.