تطورات اقليمية
الصراع الفلسطيني الاسرائيلي..
حماس تتهم إسرائيل بالتهرب من الهدنة بعد تأجيل الإفراج عن المعتقلين
عناصر من حماس في غزة - أسوشييتد برس
في تطور جديد يهدد استكمال المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة في قطاع غزة، أعلنت إسرائيل يوم الأحد، 22 فبراير 2025، تأجيل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين حتى تتوقف حركة حماس عن إقامة ما وصفته بـ"المراسم المهينة" أثناء تسليم الرهائن الإسرائيليين. واعتبرت الحركة الفلسطينية هذا القرار محاولة إسرائيلية لـ"التهرب" من تنفيذ الاتفاق.
وأوضح مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، في بيان صدر في ساعة مبكرة من صباح الأحد، أن تأجيل الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين جاء نتيجة "انتهاكات متكررة" من جانب حماس.
وأشار إلى أن عملية الإفراج، التي كانت مقررة يوم السبت، ستظل معلقة حتى تُسلم الدفعة التالية من الرهائن "دون طقوس الإهانة" أو أي مراسم استفزازية. وكان من المتوقع أن تطلق إسرائيل سراح أكثر من 600 معتقل فلسطيني مقابل الرهائن، بعد إتمام مشاورات أمنية كانت مقررة يوم السبت.
ومن جانبها، نددت حركة حماس بشدة بقرار إسرائيل، ووصفته بأنه "حجة واهية" تهدف إلى التهرب من التزامات الاتفاق. وقال عزت الرشق، عضو المكتب السياسي للحركة، في بيان: "تذرع الاحتلال بأن مراسم التسليم مهينة هو ادعاء باطل... الإهانة الحقيقية هي ما يتعرض له أسرانا من تعذيب وضرب وإذلال أثناء الإفراج". وأضاف أن قرار نتانياهو يعكس محاولة متعمدة لتعطيل الاتفاق ويظهر "عدم موثوقية الاحتلال" في الالتزام ببنود الهدنة.
وجاءت هذه الأزمة بعد تسليم حماس ستة رهائن إسرائيليين يوم السبت، بعضهم مزدوجو الجنسية، ضمن المجموعة الأخيرة من الرهائن الأحياء في المرحلة الأولى من الهدنة التي بدأت في 19 يناير 2025.
في المقابل، كان من المفترض أن تفرج إسرائيل عن 602 معتقل فلسطيني، بينهم 50 محكومًا بالسجن المؤبد، مع خطة لإبعاد 108 منهم خارج الأراضي الفلسطينية، وفقًا لتوقعات نادي الأسير الفلسطيني. ورحب نتانياهو بعودة الرهائن، مؤكدًا التزامه بمواصلة الجهود لإعادة جميع المحتجزين.
وينص الاتفاق في مرحلته الأولى على إطلاق حماس سراح 33 رهينة، بينهم 8 قتلى، مقابل إفراج إسرائيل عن 1900 معتقل فلسطيني. وأكدت حماس أنها أوشكت على استكمال التزاماتها في هذه المرحلة، حيث لم يتبقَ سوى تسليم جثث أربعة رهائن بحلول الأول من مارس 2025. أما المرحلة الثانية، المقررة في الثاني من مارس، فمن المفترض أن تشمل إطلاق سراح جميع الرهائن وإنهاء الحرب بشكل دائم، بينما تركز المرحلة الثالثة على إعادة إعمار القطاع.
وتأخرت المفاوضات غير المباشرة حول المرحلة الثانية مع تبادل الاتهامات بانتهاك الهدنة. وحذر وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، يوم السبت، من أن حماس "ستدمر" إذا لم تطلق سراح جميع الرهائن المتبقين. في المقابل، أبدت حماس استعدادها لإطلاق الرهائن "دفعة واحدة" خلال المرحلة الثانية.
ولا يزال 62 من أصل 251 رهينة تم اختطافهم في 7 أكتوبر 2023 محتجزين في غزة، بينهم 35 قتلوا وفقًا للجيش الإسرائيلي. وأسفر هجوم ذلك اليوم عن مقتل 1215 شخصًا من الجانب الإسرائيلي، غالبيتهم مدنيون. في المقابل، أدت الهجمات الإسرائيلية المدمرة إلى مقتل 48319 شخصًا على الأقل في غزة، معظمهم مدنيون، وفقًا لوزارة الصحة، ما تسبب بكارثة إنسانية في القطاع المحاصر.
وتشير التطورات الأخيرة إلى تصاعد التوتر بين إسرائيل وحماس، مع تهديدات جدية بانهيار الهدنة الهشة. ورغم التقدم في المرحلة الأولى، فإن الخلافات حول تنفيذ الاتفاق تعيق الانتقال إلى المراحل التالية التي تهدف إلى إنهاء الحرب وإعادة إعمار غزة.