تطورات اقليمية

الانتخابات الفيدرالية الألمانية 2025..

مستقبل ألمانيا في الميزان: المحافظون واليمين المتطرف يتصدران السباق الانتخابي

الانتخابات الفيدرالية الألمانية

برلين

فتحت مراكز الاقتراع في ألمانيا أبوابها يوم الأحد أمام أكثر من 59 مليون ناخب مؤهل للإدلاء بأصواتهم في انتخابات حاسمة، بدأت في الساعة الثامنة صباحًا (07:00 بتوقيت غرينتش)، ومن المتوقع أن تُغلق صناديق الاقتراع في الساعة السادسة مساءً (17:00 بتوقيت غرينتش)، حيث ستُصدر التقديرات الأولية بناءً على استطلاعات الرأي. 

وتأتي هذه الانتخابات وسط اهتمام عالمي، في وقت تواجه فيه ألمانيا، أكبر قوة اقتصادية في أوروبا، تحديات كبيرة تهدد نموذج الازدهار الاقتصادي الذي اعتمدته منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

وتشهد ألمانيا تراجعًا اقتصاديًا، مع تهديدات بحرب تجارية مع الولايات المتحدة بعد عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وإعادة تقييم الاعتماد على "المظلة الأمريكية" التي شكلت ضمانة لأمنها. 

كما أثرت الأزمة الأوكرانية، التي بدأت قبل ثلاث سنوات، على البلاد بوقف إمدادات الغاز الروسي واستقبال أكثر من مليون لاجئ أوكراني. وتخشى ألمانيا تبعات الرسوم الجمركية الأمريكية المشددة التي ينوي ترامب فرضها، فضلاً عن مفاوضات السلام بين واشنطن وموسكو التي تستثني الأوروبيين.

ويتصدر زعيم المحافظين فريدريش ميرتس، الذي يُرجح أن يصبح المستشار المقبل، استطلاعات الرأي بنسبة 30% من نوايا التصويت، مما يضعه في موقع قوي لقيادة البلاد نحو خط يميني بعد حكم الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتز. وأكد ميرتس أن "مصير ألمانيا على المحك"، داعيًا الناخبين إلى منحه تفويضًا قويًا لتولي دور قيادي في أوروبا.

وفي المقابل، يحقق حزب "البديل من أجل ألمانيا"، اليميني المتطرف، تقدمًا غير مسبوق بنسبة 20% من الأصوات، وهي ضعف ما حصل عليه في الانتخابات السابقة. وقد فرض الحزب، المعادي للهجرة والمؤيد لروسيا، أجندته على الحملة الانتخابية، مستفيدًا من سلسلة اعتداءات نفذها أجانب، أبرزها حادثة طعن سائح إسباني بالقرب من النصب التذكاري للهولوكوست في برلين مساء الجمعة، حيث ألقت الشرطة القبض على شاب سوري.

وحظي "البديل من أجل ألمانيا" بدعم من أوساط ترامب، حيث روّج إيلون ماسك، مستشار ترامب المقرب، لزعيمة الحزب أليس فايدل عبر منصة "إكس"، وكتب صباح الأحد منشورًا يحمل اسم الحزب مرفقًا بأعلام ألمانية. من جانبه، تمنى ترامب "حظًا سعيدًا" لألمانيا، مشيرًا إلى "مشكلاتها الخاصة"، بينما دعا نائبه جاي دي فانس الأحزاب التقليدية إلى قبول التحالف مع اليمين المتطرف، وهو اقتراح يُعتبر محظورًا في ألمانيا.

وفي ظل النظام البرلماني، قد تستغرق مفاوضات تشكيل الحكومة أسابيع أو أشهر. وتستبعد كتلة المحافظين (الاتحاد المسيحي الديمقراطي والاتحاد المسيحي الاجتماعي) التحالف مع "البديل من أجل ألمانيا"، رغم تقارب مواقفهما حول الهجرة، مما يدفعها نحو شراكة محتملة مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يُتوقع أن يحصل على 15% فقط، وهي أسوأ نتيجة له في فترة ما بعد الحرب. وقد يشكل ذلك نهاية مسيرة شولتز، مع بقائه في منصبه خلال الفترة الانتقالية.

ويعول ميرتس على الانتهاء من تشكيل الحكومة بحلول عيد الفصح (20 أبريل)، لكن ذلك قد يكون صعبًا إذا لم تحصل الكتلتان الرئيسيتان على أغلبية برلمانية، مما يستدعي شريكًا ثالثًا. وتعتمد النتيجة على أداء الأحزاب الصغيرة التي تحتاج إلى تجاوز عتبة 5% لدخول البرلمان، مما قد يعقد المشهد السياسي أكثر.

وتُعد هذه الانتخابات نقطة تحول لألمانيا، حيث تواجه تحديات داخلية وخارجية تضع مستقبلها الاقتصادي والسياسي على المحك، وسط صعود اليمين المتطرف وتغيرات في العلاقات الدولية.

الإقناع والتأدب والوضوح في خطاب "عيدروس الزُبيدي".. دراسة تحليلية للآليات الظاهرة والضمنية


انطلاق مؤتمر الحوار الوطني لرسم ملامح سوريا الجديدة


حماس تتهم إسرائيل بالتهرب من الهدنة بعد تأجيل الإفراج عن المعتقلين


تضامن عالمي: مؤتمر باريس يدعم نضال النساء الإيرانيات