تطورات اقليمية
الصراع الفلسطيني الاسرائيلي..
حصيلة الحرب الإسرائيلية على لبنان: أكثر من 6 آلاف قتيل ورفات تحت الأنقاض تكشف مأساة إنسانية
مراسم تشييع 35 مقاتلاً ومدنياً في بلدة عيتا الشعب الحدودية بجنوب لبنان (إعلام حزب الله)
أظهرت أحدث التقديرات أن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، التي بدأت في 8 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، أسفرت عن مقتل ما يزيد على 6 آلاف شخص، بينهم مقاتلون من "حزب الله" ومدنيون، من ضمنهم مسعفون وأفراد طواقم طبية.
وجاء هذا الإحصاء بعد حوالي 10 أيام من انسحاب الجيش الإسرائيلي من القرى والبلدات الحدودية في 18 فبراير (شباط) 2025، ما سمح بانتشال رفات مقاتلين ظلوا تحت الأنقاض طوال فترة الاحتلال الإسرائيلي للمنطقة، التي استمرت 80 يومًا، حيث منعت القوات الإسرائيلية الطواقم الطبية من الوصول إلى المناطق المتضررة.
منذ انتهاء الحرب الموسعة في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، صُنّف العديد من المقاتلين كـ"مفقودي الأثر"، ليتبين لاحقًا أن معظمهم قضوا خلال الاشتباكات مع إسرائيل، وبقيت جثثهم تحت الأنقاض أو في البراري.
وقد أسهم انسحاب الجيش الإسرائيلي في تمكين الفرق من الوصول إلى الجثامين وإجراء فحوص الحمض النووي، مما حسم مصير العديد من المفقودين وأتاح إبلاغ عائلاتهم وتشييعهم. ومع ذلك، لا يزال بعض الأفراد ضمن قائمة "المفقودين" بانتظار اتضاح مصائرهم. أما بالنسبة للأسرى، فقد أُثبت احتجاز 7 أشخاص أحياء من قبل إسرائيل، بينهم 4 مقاتلين أُسروا خلال التوغل البري، واثنان اعتُقلا بعد وقف إطلاق النار، وآخر اختُطف خلال عملية إنزال بحري في البترون شمال لبنان.
وبعد انسحاب القوات الإسرائيلية، أُتيح تشييع القتلى ونقل رفات من دُفنوا مؤقتًا في بلدات العمق اللبناني إلى قراهم الأصلية. وفي يوم الجمعة، 28 فبراير 2025، نظم "حزب الله" مراسم تشييع جماعية لـ130 شخصًا، بين مقاتلين ومدنيين، في بلدتي عيترون (95 شخصًا) وعيتا الشعب (35 شخصًا) الحدوديتين، في واحدة من أكبر الفعاليات بعد الانسحاب.
وكان بعض هؤلاء قد دُفنوا بشكل مؤقت في بلدات مثل الوردانية على ساحل جبل لبنان الجنوبي، التي تعرضت لقصف إسرائيلي خلال الحرب، قبل نقل نعوشهم إلى بلداتهم.
وخلال مراسم التشييع في عيتا الشعب، قال النائب حسن فضل الله إن "هؤلاء الشهداء دافعوا عن وطنهم وأمتهم وعن تراب الجنوب"، مشيرًا إلى أن "التضحيات كانت من أجل عزة لبنان". وأضاف أن "مسؤولية إخراج الاحتلال من المناطق المحتلة تقع على عاتق الدولة". من جانبه، دعا الوزير السابق محمد فنيش الحكومة إلى معالجة آثار الحرب وإعادة الإعمار، مجددًا دعوة الحزب لإقرار استراتيجية دفاعية تستفيد من قدرات الجيش والمقاومة.
ولم تنتهِ المواجهات العسكرية تمامًا، إذ تواصل إسرائيل استهداف عناصر من "حزب الله"، كان آخرها غارة جوية في الهرمل يوم الخميس، 27 فبراير 2025، أسفرت عن مقتل عضو وصفته إسرائيل بـ"منسق صفقات السلاح" على الحدود السورية-اللبنانية.
وأثارت هذه العمليات استنكار "حزب الله"، حيث اعتبر النائب حسين الحاج حسن أنها "انتهاك للسيادة اللبنانية ولآلية تطبيق القرار 1701"، داعيًا إلى تصعيد الضغط الدبلوماسي. بدوره، طالب النائب إيهاب حمادة الدولة بالضغط على الدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار للجم الاعتداءات الإسرائيلية.
وتشير هذه التطورات إلى استمرار التوتر في جنوب لبنان، مع تصاعد الجهود لتوثيق الضحايا وتشييعهم، وسط مطالبات بتحمل الدولة مسؤولياتها في إعادة الإعمار ومواجهة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة.