تطورات اقليمية

الصراع الفلسطيني الاسرائيلي..

مفاوضات الرهائن في غزة: حماس تضع شروطًا وإسرائيل تدرس خيارات عسكرية

تطورات اتفاق وقف إطلاق النار في غزة والتوترات المحيطة بملف الرهائن

غزة

شهدت الساحة الفلسطينية-الإسرائيلية، يوم السبت 15 مارس 2025، تطورات متسارعة حول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير 2025، وأوقف قتالًا واسع النطاق. ومع ذلك، تظل الهشاشة سمة بارزة لهذا الاتفاق، حيث أعلنت حركة "حماس"، المصنفة كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة، عن شروط جديدة لإطلاق سراح الرهائن، فيما واصلت إسرائيل عملياتها العسكرية، مما يعقد المشهد السياسي والإنساني.

موقف حماس وشروطها

أعلنت حركة "حماس" أنها لن تفرج عن رهينة أمريكي-إسرائيلي وأربع جثامين لرهائن آخرين إلا إذا نفذت إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار بشكل كامل. ووصفت الحركة قرارها بـ"الصفقة الاستثنائية" التي تهدف إلى "إعادة الاتفاق إلى مساره الصحيح". في المقابل، أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل وافقت على مقترح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، لكن "حماس ترفض وتمارس حربًا نفسية". ويتضمن المقترح إطلاق سراح 5 رهائن أحياء وتسليم جثامين مقابل معتقلين فلسطينيين، مع وقف إطلاق نار لـ50 يومًا وإدخال المساعدات الإنسانية.

رد إسرائيل والمشاورات

عقد نتنياهو، مساء السبت، مشاورات لتقييم تقرير فريق التفاوض العائد من الدوحة، لبحث الخطوات المقبلة لإطلاق الرهائن. ووفقًا لهيئة البث الإسرائيلية، عرضت الأجهزة الأمنية خيارات عسكرية "هجومية" في غزة، دون الوصول إلى قتال شامل. ويأتي ذلك بعد أسبوعين من انتهاء المرحلة الأولى للاتفاق دون إطلاق سراح الرهائن، رغم تصريحات نتنياهو السابقة بعدم السماح بذلك.

التصعيد العسكري

في سياق متصل، أسفرت غارة إسرائيلية على بيت لاهيا شمال غزة عن مقتل 9 أشخاص، بينهم 3 صحفيين محليين، وإصابة آخرين. هذه الحادثة تبرز استمرار العمليات العسكرية رغم التهدئة الهشة، مما يثير تساؤلات حول التزام الطرفين بالاتفاق.

تحليل الخبراء

أشار الباحث في العلاقات الدولية محمد اليمني إلى أن لقاءات مكثفة في مصر وقطر تهدف إلى الضغط على "حماس" للالتزام بالمرحلة الأولى من الاتفاق، معتبرًا أن العقبة الرئيسية هي "منع إدخال المساعدات الإنسانية"، وهو مطلب حيوي للفلسطينيين والوسطاء. من جانبه، رأى الخبير الإسرائيلي أمير أورين أن نتنياهو يعرقل الاتفاق لأسباب سياسية داخلية، بهدف البقاء في السلطة حتى أبريل 2025، عندما تُعلق جلسات الكنيست، وللحفاظ على دعم اليمين المتطرف في حكومته.

موقف الولايات المتحدة

أوضح أورين أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تدعم مطالب نتنياهو بإطلاق سراح جميع الرهائن الـ59 فورًا، معتبرة ذلك جزءًا من المصلحة الوطنية الإسرائيلية. كما وجه المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف رسالة تهديد لحماس للضغط عليها لقبول المقترح الذي نُوقش في الدوحة.

مطالب عائلات الرهائن

طالبت عائلات الرهائن بتوصل فوري لاتفاق شامل لاستعادة جميع المحتجزين، معربة عن قلقها من استمرار الجمود في المفاوضات.

تعكس هذه التطورات تعقيدات الوضع في غزة، حيث تتصارع الأهداف السياسية والعسكرية مع الضغوط الإنسانية. فبينما تسعى "حماس" لفرض شروطها، يواجه نتنياهو تحديات داخلية وخارجية قد تحدد مصير الاتفاق ومستقبل الرهائن. ومع استمرار الجهود الدولية بقيادة مصر وقطر والولايات المتحدة، يبقى الوضع معلقًا بين آمال التهدئة ومخاطر التصعيد.

ياسمين صبري في “الأميرة ظلّ الحيطة”.. النرجسي بين قناع الكمال ووجهه القبيح


قيود سفر شاملة: الرئيس الأمريكي يستهدف مواطني عشرات الدول بحظر جديد


من التصنيف الإرهابي إلى الضربات الجوية: استراتيجية مواجهة الحوثيين في اليمن


ترامب يهدد الحوثيين بـ"جحيم لم يروه من قبل" بعد ضربات صنعاء