تطورات اقليمية
الضربات الأمريكية على الحوثيين في اليمن..
تصعيد أمريكي ضد الحوثيين: ضربات مستمرة وتحذيرات لإيران وسط نفي سعودي
تصعيد عسكري في البحر الأحمر: أمريكا تواجه الحوثيين وتنفي السعودية الدعم
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء السبت، 15 مارس 2025، عن شن ضربات عسكرية واسعة على جماعة الحوثي في اليمن، ردًا على هجماتهم المستمرة على حركة الشحن في البحر الأحمر.
وفيما وجه ترامب تحذيرات شديدة اللهجة للحوثيين وإيران، نفى مصدر سعودي مسؤول أي دعم لوجستي من بلاده للعملية، بينما تؤكد القيادة المركزية الأمريكية استمرار العمليات العسكرية، مما يشير إلى تصعيد قد يمتد لأسابيع.
تفاصيل الضربات الأمريكية
استهدفت الغارات الأمريكية مواقع عسكرية وسياسية تابعة للحوثيين في محافظات صنعاء، صعدة، ذمار، البيضاء، حجة، ومأرب، شملت مخازن أسلحة، منصات صواريخ، ومنازل قيادات بارزة. في صنعاء، طال القصف منطقة عطان، مبنى الأمن السياسي، ومعسكر جربان في سنحان، مع تجدد الغارات صباح الأحد وسط دوي انفجارات متتالية. وفي صعدة، نفذت 10 موجات غارات دمرت مخازن أسلحة ومنازل قادة في ضحيان وسحار وساقين، بينما تعرضت محطة كهرباء في ضحيان للقصف، مما تسبب بانقطاع التيار الكهربائي.
في البيضاء، استهدفت 8 غارات مواقع عسكرية وورش تصنيع أسلحة في مكيراس ووداع، أسفرت عن سقوط قتلى عسكريين. كما ضربت غارات معسكر الشرطة العسكرية في ذمار، ومواقع في تعز وحجة، وتجمعات للحوثيين في معسكر الماس بمأرب. أكدت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) استمرار العمليات، ونشرت صورًا ومقاطع تظهر لحظات القصف، مشيرة إلى أن الهدف هو حماية الملاحة البحرية والمصالح الأمريكية.
موقف ترامب وتحذيرات لإيران
أكد ترامب في منشور على "تروث سوشال" أن الضربات تهدف لاستعادة حرية الملاحة، متعهدًا بـ"قوة مميتة ساحقة" حتى توقف هجمات الحوثيين، قائلًا: "إذا لم تتوقفوا، سينهمر عليكم الجحيم كما لم تروا من قبل!" وحذر إيران من استمرار دعمها، مهددًا بمحاسبتها "بشكل كامل"، رغم عرضه قبل أسبوعين استئناف مفاوضات نووية مع طهران، مؤكدًا رفضه لتقدم برنامجها النووي.
استمرار العمليات العسكرية
أعلنت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) استمرار عملياتها ضد الحوثيين، ونشرت مقاطع مصورة عبر "إكس" تظهر قصف أهداف تابعة للجماعة باستخدام بوارج حربية ومقاتلات. وتأتي هذه العمليات في سياق تصعيد أمريكي يتزامن مع ضغوط عقوبات متزايدة على طهران، بهدف إجبارها على العودة لمفاوضات البرنامج النووي.
نفي سعودي للمزاعم
نفى مصدر سعودي مسؤول الادعاءات المتداولة حول تقديم المملكة دعمًا لوجستيًا أو تزويد الوقود للعملية الأمريكية في اليمن، واصفًا هذه المزاعم بأنها "مضللة وعارية عن الصحة". ويأتي هذا النفي ليؤكد موقف السعودية الحيادي ظاهريًا في هذا التصعيد، رغم تاريخها الطويل في مواجهة الحوثيين ضمن التحالف العربي.
وشنت الولايات المتحدة سلسلة غارات جوية مكثفة على مواقع جماعة الحوثي في اليمن، بدأت مساء السبت 15 مارس 2025 واستمرت حتى صباح الأحد، استهدفت 6 محافظات بـ10 موجات متتالية، في أكبر عملية عسكرية أمريكية ضد الجماعة حتى الآن.
جاءت الضربات ردًا على هجمات الحوثيين على الملاحة في البحر الأحمر، مع تعهد الرئيس دونالد ترامب باستخدام "قوة مميتة ساحقة"، محذرًا إيران من تبعات دعمها للجماعة، وسط تصاعد الخسائر البشرية والمادية في مناطق سيطرة الحوثيين.
الخسائر والرد الحوثي
أعلن الإعلام الحوثي ارتفاع حصيلة الضربات إلى 31 قتيلًا و101 جريحًا في 6 محافظات، بينما قدرت مصادر أخرى الخسائر بأكثر من 50 ضحية. وأشار الحوثيون إلى أن القصف استهدف مواقع مدنية وعسكرية، مما دفع قادتهم لإخلاء منازلهم والمباني الحكومية تحسبًا لغارات جديدة، مع نقل بعض المخازن الصاروخية إلى صعدة وعمران.
ردًا على ذلك، قال نصر الدين عامر، نائب رئيس المكتب الإعلامي الحوثي، إن الضربات لن تثني الجماعة عن مواصلة عملياتها، بينما نفى محمد عبد السلام، المتحدث باسم الحوثيين، مزاعم تهديد الشحن الدولي، متهمًا ترامب بالتضليل. وكان الحوثيون هددوا قبل أيام باستئناف هجماتهم على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وخليج عدن ردًا على حصار غزة.
السياق والتداعيات
تأتي الضربات بعد أكثر من 174 هجومًا حوثيًا على سفن حربية أمريكية و145 على سفن تجارية منذ 2023، بحسب البنتاغون، مما شل 12% من الشحن العالمي عبر البحر الأحمر. ووصف مسؤول أمريكي العمليات بأنها "بداية سلسلة ضربات" قد تستمر، بينما أعادت واشنطن تصنيف الحوثيين كـ"منظمة إرهابية" هذا الشهر.
تشير التطورات إلى تصعيد قد يفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن ويوسع التوترات الإقليمية، خاصة مع إصرار الحوثيين على المواجهة ودعم إيران المستمر.
تمثل الغارات الأمريكية تحولًا حاسمًا في مواجهة الحوثيين، بدعم عسكري مكثف وتهديدات مباشرة من ترامب. ورغم الخسائر الكبيرة التي تكبدها الحوثيون، فإن إصرارهم على الرد ينذر بتصعيد طويل الأمد، قد يضع الملاحة الدولية والاستقرار الإقليمي على المحك.