تطورات اقليمية

نتنياهو يتعهد بتوسيع الاستيطان..

بريطانيا وأستراليا وكندا تعلن الاعتراف بدولة فلسطين.. وفرنسا تقود جبهة جديدة في الأمم المتحدة

انقسامات حادة داخل الحكومة الإسرائيلية بعد الاعتراف الدولي بفلسطين

تصاعدت الخلافات داخل الائتلاف الحكومي الإسرائيلي بعدما استبعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مناقشة الخطوات المتخذة ردًّا على اعتراف دول غربية بدولة فلسطين، وزراء اليمين المتطرف إيتامار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش. وعقد نتنياهو اجتماعًا طارئًا بعيدًا عن جدول الأعمال المعتاد بهدف تنسيق الردود على هذه الاعترافات، دون مشاركة بن غفير وسموتريتش. وأشار مقربون من بن غفير إلى أن هذه التحركات تهدف إلى “تخفيف مطلب فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية” وتجنب التصعيد المعلن، بينما يطالب بن غفير وحلفاؤه بخطوات أشد صرامة تشمل تسريع فرض السيادة وإنهاء دور السلطة الفلسطينية، في حين يسعى نتنياهو إلى مواقف أكثر توازناً للحفاظ على تماسك الائتلاف السياسي وتجنب نتائج داخلية ودولية سلبية. خلال الاجتماع، شدد نتنياهو على “أهمية التنسيق الكامل مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب” فيما يخص الرد على خطوات الاعتراف الدولية.

حشد الاعتراف الدولي بدولة فلسطين

أعلنت بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال رسمياً في يوم الأحد (21 سبتمبر 2025) اعترافها بدولة فلسطين، في خطوة تهدف للضغط على إسرائيل وتعزيز حل الدولتين. وقالت وكالة رويترز إن هذا التحرك أضاف هذه الدول الأربع إلى أكثر من 140 دولة أخرى تدعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة. وفي هذا الإطار، دعت فرنسا والسعودية قادة نحو 80 دولة للمشاركة في قمة عقدت الاثنين (22 سبتمبر 2025) في نيويورك حول مستقبل حل الدولتين، حيث من المتوقع أن تعلن دول أخرى – منها أندورا وبلجيكا ولوكسمبورغ ومالطا وسان مارينو – اعترافها رسمياً بفلسطين. وقد اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الاعتراف بدولة فلسطين شرط أساسي لعزل حركة «حماس» ودعم عملية سلام شاملة. وقال في حوار مع برنامج “Face the Nation” على “سي بي إس”: «الشعب الفلسطيني يريد وطناً، يريد دولة ويجب ألا ندفعه نحو حماس… إذا لم نقدم له منظورا سياسياً واعترافاً كهذا، فسوف يُحاصر حماس كخيار وحيد». وأضاف ماكرون أن «عملية الاعتراف وخطة السلام المصاحبة لها تشكلان شرطاً مسبقاً» لعزل حماس وبدء اتفاق سلام. من جهته، وصف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الاعتراف البريطاني بأنه خطوة لإحياء الأمل في السلام، مؤكداً أن الضحايا والمأساة الإنسانية في غزة تجعل استمرار الحرب والحصار على القطاع غير مقبولين.

ردود الفعل الإسرائيلية الداخلية

جاءت ردود فعل إسرائيلية غاضبة على هذه الاعترافات. فقد أكد نتنياهو في كلمته أمام وزرائه أنه «لن تكون هناك دولة فلسطينية» غرب نهر الأردن، واعتبر أن أي اعتراف بعد هجوم 7 أكتوبر يشكّل «مكافأة ضخمة للإرهاب». وفي حديث آخر، قال نتنياهو خلال زيارته لمستوطنة ماعين أدوميم إن «هذه الأرض لنا، ولن يكون هناك دولة فلسطينية. هذه الأرض ملكنا». ووعد نتنياهو بمواصلة مضاعفة الاستيطان في الضفة الغربية قائلاً إنه تحت قيادته «ضاعفنا الاستيطان اليهودي في الضفة وسنستمر على هذا النهج».

وفي الوقت نفسه، ناشد الوزراء اليمينيون المتطرفون التوجه نحو ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية. فقد أعلن وزير الأمن القومي بن غفير أنه سيقترح فوراً تطبيق السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية (ما يمثل ضمّاً فعلياً) رداً على اعتراف بريطانيا وكندا وأستراليا بفلسطين. كما دعا وزير المالية سموتريتش إلى ضم 82% من الضفة لمنع إقامة دولة فلسطينية. ويأتي ذلك في وقت ضاعفت فيه الحكومة عدد المستوطنات الإسرائيلية المعلنة في الضفة، معلنة أنها ستواصل هذا التوسع. هذا الموقف الاستيطاني المتشدد قوبل بتحذيرات أوروبية. نقلت قناة “القناة 12” الإسرائيلية عن مسؤولين أوروبيين قولهم إنهم بعثوا برسالة شديدة اللهجة لحكومة نتنياهو مفادها: «إذا كان نتنياهو وحكومته تريدان تدمير ما بُني في الشرق الأوسط، فسيتحملون العواقب».

الموقف الدولي والتحذيرات العالمية

على الصعيد الدولي، رحب الفلسطينيون باعترافات الدول الغربية. فقد وصف الرئيس محمود عباس خطوة بريطانيا وكندا وأستراليا بأنها «خطوة مهمة وضرورية على طريق السلام العادل والدائم» وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية وفا. بينما استقبلت حماس الإعلان بتحفّز، مطالبة بمرافقته بإجراءات عملية لوقف الحرب ومنع ضم الضفة.

ومع ذلك، ساد حذر في أوساط غربية كبرى. فقد وصفت الولايات المتحدة – الحليف الرئيسي لإسرائيل – اعتراف حلفائها بدولة فلسطين بأنها «إيماءة استعراضية» داعيةً إلى «التركيز على الدبلوماسية الجادة». وقال مسؤول أميركي لم يذكر اسمه إن «تركيزنا يبقى على الدبلوماسية الجادة، وليس على الإيماءات الاستعراضية»، مشيراً إلى أن أولويات واشنطن هي إطلاق سراح الرهائن وأمن إسرائيل ومستقبل خالٍ من حماس. كذلك حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من التضخيم الإسرائيلي للتهديدات. إذ قال إن «على العالم ألا يخشى ردود فعل إسرائيلية» على الاعترافات لأن إسرائيل لن تفي بوعدها بضمّ الأرض بغض النظر. وأضاف غوتيريش أن ما يحدث في غزة مروع من حيث عدد الضحايا والدمار، ولكن الاعتراف بدولة فلسطين يساعد في حشد الضغط الدولي لمنع انزلاق الموقف نحو أسوأ.

الأبعاد الإنسانية والأجندة الدولية

تصاعدت منذ هجوم 7 أكتوبر 2023 وتيرة الحرب في غزة، ما أدى إلى مقتل أكثر من 65 ألف فلسطيني معظمهم من المدنيين. وتشكل الاعترافات الدولية برمتها رداً على الغارات المتواصلة وتدهور الوضع الإنساني في القطاع المحاصر. وفي سياق انشغالات الجمعية العامة للأمم المتحدة للأسبوع الحالي، ستتناول المناقشات قضايا أخرى ملحة مثل الملف النووي الإيراني والحرب الروسية الأوكرانية. ففي نيويورك، سيتصدر النزاع الأوكراني جدول الأعمال يوم الأربعاء بمشاركة الرئيس فولوديمير زيلينسكي، كما ستبحث الدول مسألة فرض المزيد من العقوبات على إيران بسبب ملفها النووي

العمليات الجوية الأميركية والإسرائيلية.. هل فشلت في ردع الحوثيين؟


رام يضيء الساحة الغنائية بأغنيته الجديدة "استكانا" بروح التفاؤل والأمل


تهديد الخارج وترويع الداخل: ملامح خطاب النظام الإيراني عشية الذكرى الثالثة لانتفاضة 2022


سينما الكوليزيه التاريخية تتحول إلى المسرح الوطني اللبناني بعد عقود من الإقفال