بحوث ودراسات
الصراع في حضرموت..
النفط والقبيلة والسياسة.. ثلاثية معقدة تشكل مستقبل محافظة حضرموت
ضباط في القوات السعودية المتواجدة في وادي حضرموت - وسائل إعلام يمنية وسعودية
المستخلص: تمتاز محافظة حضرموت بموقع جغرافي مهم تم استغلاله قديمًا وحاضرًا على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، وتمتلك مقومات لقيام النشاط السياحي متمثلة بالمقومات الطبيعية والبشرية، وهناك إمكانيات لاستغلالها إذ خطط لها بالشكل السليم، هدفت الدراسة إلى نقل صورة فعلية عن واقع أهمية الموقع الجغرافي في الحيز المكاني في شبة الجزيرة العربية وقارة آسيا كما أوضحت الدراسة الثروات النفطية الموجود في حوض وادي المسيلة حيث إن النفط أصبح يشكل مادة مهمة تترتب عليها آثار مهمة بالنسبة للكيانات السياسية اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا ونظرة السعودية وسلطنة عمان تجاه حضرموت، وتصاعد النفوذ التركي والقطري في اليمن، ودور عمر بن حبريش في التحولات القبلية، وتضمنت الدراسة استنتاجات على أمل أن تسهم في مساعدة جهات الاختصاص لاتخاذ الإجراءات الواقعية لتحقيق نتائج ملموسة بما يتماشى وتوجهات النظام السياسي والاقتصادي في حضرموت خاصةً والجنوب عامًة.
الفصل الأول: حضرموت في الحسابات الجيوسياسية
تُعدُّ حضرموت منطقة نفطية وسياحية تمتاز بعمقها التاريخي والحضاري الذي تمتد جذوره إلى آلف السنين، ويذكر الهمداني أن حضرموت سميت بهذا الاسم نسبة إلى حضرموت بن حمير الأصغر فغلب عليها اسم ساكنها، ويقول باحاج إن تسمية حضرموت جاءت نسبة إلى اسم أحد أبناء قحطان بن عابد بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح، الذي كان اسمه حضرموت، وكان أول من نزل الأحقاف، وكان إذا حضر حربًا أكثر القتل وسفك الدماء فصار يقال عنه أنه إذا حضر حربًا أكثر القتل وسفك الدماء، فصار يقال عنه إذا حضر مجلسًا أو قتالًا (حضر – موت) ولقب بذلك ثم أطلق هذا الاسم على أرض قبيلته، ويقول أيضًا إن تسمية حضرموت جاءت مما تحدثت به الأساطير اليونانية من أن رائحة اللبان الذكر الذي اشتهرت حضرموت بإنتاجه كانت سامة ومميتة، مما دعا اليونان إطلاق اسم حضرموت عليها([1])، ويذكر باوزير أن حضرموت هي اسم لقبيلة جنوبية قديمة سكنت هذه المنطقة المعروفة اليوم بحضرموت وأسست مملكة وأطلقت اسمها على مملكتها([2])، وأول من سكن حضرموت هم قوم عاد، وذلك قبل الميلاد بأكثر من اثنين وعشرين قرنًا، ثم تلتها دولة القحطانيين ومدتها مابين 10 – 18 قرنًا قبل الميلاد([3])، ونشأت بحضرموت مملكة تُعدُّ من أقدم الممالك في جنوب الجزيرة العربية، وتعرضت حضرموت لهجمات ملوك الممالك جنوب الجزيرة العربية التي عاشت قبل الإسلام، وهي (معين، وسبأ، وحمير)، وذلك بهدف الاستيلاء على أراضيها أو جزءًا منها وضمها إلى مناطق نفوذهم، حيث ضمت حضرموت إلى أرض ملوك المعينيين والسبئيين والحميرين ضمن ما ضموه من بلاد العرب([4])، وخلال الفترة من (270 - 300م) خضعت حضرموت للملك الحميري (شمر يهر عشر) وأضاف اسمها إلى لقبه ليصبح ملك سبأ وذو ريدان وحضرموت ويمنت، ولم تسلم حضرموت من الغزاة الأجانب عند هجومهم على جنوب الجزيرة العربية حيث إنها تعرضت للهجوم من قبل الأحباش في القرن الرابع الميلادي، والفرس سنة (573 م) عندما طرد سيف بن ديزن الأحباش من اليمن([5])، وعندما جاء الإسلام توافدت الوفود الحضرمية إلى المدين المنورة معلنة لرسول الهدى (صلى الله عليه وسلم) إسلامها وطاعتها، فولى زياد بن عبيد الأنصاري الخزرجى عاملًا على حضرموت([6])، وبعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وسلم) ارتدت كثير من قبائل حضرموت ورفضت مبايعة أبي بكر (رضي الله عنه) إلا أنها جوبهت بالقوة حيث أرسلت جيوش من المدينة لنجدة زياد ابن عبيد حتى عادت حضرموت كلها إلى حضيرة الخلافة الإسلامية، وعاد إليها هدوئها واطمئنانها طيلة حكم الخلفاء الراشدين وفي العصر الأموي تتابع عمال بني أمية على حضرموت طيلة الحكم الأموي حتى آل الأمر إلى آخر خليفة أموي وهو محمد بن مروان سنة (127ه) الذي كان يمثل نهاية الدولة الأموية لتخلفها الدولة العباسية سنة (132ه) وكان ذلك بداية الحكم العباسي في حضرموت، وتوالت ولاية بني العباس على اليمن وحضرموت حتى انتهت الخلافة إلى المأمون الذي ولى محمد بن زياد على اليمن سنة (203ه) وخضعت له حضرموت والشحر وديار كندة، وفي القرن الخامس الهجري كانت حضرموت هدفًا لغزوات القرامطة وآل زريع والصليحين وشهدت حضرموت خلال الفترة ما بين القرن السادس الهجري إلى أوائل القرن العاشر موجات من الفوضى والاضطرابات والصراع على السلطة، فكانت بداية القرن السادس الهجري بداية التطاحن والعراك الدموي بين آل راشد ورجال الغر وغيرهم من القبائل الحضرمية من نهد وبني حارثة وبني حرام، وقد تعاقبت على حكم حضرموت عددًا من السلطات التي يتميز نفوذها على أرض حضرموت بالمد والجزر والانبساط والانكماش بل الضعف أحيانًا ولا تكاد تتلاشى سلطنة إلا وتقوم على أنقاضها سلطنة أخرى، وقد تقوم سلطنتان في وقت واحد، ومن هذه السلطنات سلطنة آل راشد من سنة (400 إلى 700ه) تقريبًا وسلطنة آل يماني من سنة (620 ه إلى سنة 920ه)، والسلطنة الكثيرية الأولى من سنة (800ه إلى 1130ه) ثم السلطنة القعيطية والسلطنة الكثيرية الثانية من سنة (1271ه) حتى الاستقلال الوطني سنة 1967م الذي من أهم ثماره قيام جمهورية اليمن الديمقراطية التي ضمت جميع سلطنات ومشيخات الجنوب العربي تحت لوائها، وبلغ عدد مديريات محافظة حضرموت (8) مديريات وبصدور القرار الجمهوري رقم(23) لعام1999م تم استحداث مديريات جديدة ليصبح عدد المديريات في المحافظة (29) مديرية بعد أن ضمت إليها جزيرة سقطرى وعبدالكوري وبقية الجزر اليمنية القريبة منها، حيث شكلت مديريتان هما مديرية سقطرى ومديرية قلنسية وعبد الكوري.
أهمية الموقع الجغرافي
تحد حضرموت من جهة الشرق محافظة المهرة ومن جهة الغرب محافظة شبوة ومأرب والجوف ومن جهة الشمال خط الحدود مع المملكة العربية السعودية، وهي تقع في الركن الجنوبي الغربي من شبة الجزيرة العربية التي تطل على شواطئ البحر الأحمر في الغرب وبحر العرب وخليج عدن في الجنوب، وهذا الموقع أتاح للحضرميين منذ القدم إقامة علاقات تجارية مع العديد من الأمم مثل اليونانيين والرومانيين والفرس والصينيين والهنود، حيث نشأت بحضرموت مدن بمثابة محطات للقوافل ومراكز للتجارة لها موانئ ترسو فيها المراكب القادمة من الهند والصين وتقوم بتفريق حمولتها من البضائع الثمينة التي تصدرها تلك البلدان والتي تحملها القوافل بدورها إلى آسيا والشام والعراق كما تحمل أيضًا البخور الذي يمثل أعظم مصدر لثروة حضرموت.
· الثروات النفطية في حضرموت وتأثيرها في التنافس الإقليمي
إن حضرموت هي العمق الاستراتيجي لأرض الجنوب العربي ومصدر قوة دولته المدنية والحضارية القادمة، وتنتشر الحقول النفطية في حوض المسيلة حيث تتواجد في جنوب غرب وادي المسيلة ضمن هضبة حضرموت الجنوبية التي تغلب عليها التكوينات الجيرية، وتتكون حقول المسيلة من تراكيب محدبة تنتمي إلى الزمن الثاني يستخرج النفط فيها من تكوينات قشن، وهي طبقة تمتاز بأنها طينية رملية في الجزء العلوي، وتنتمي إلى العصر الطباشيري السفلي، واتضح بأنها تشبه إلى حد كبير تكوين بعض المواقع المهمة ذات الإنتاج النفطي الجيد في بعض دول الجزيرة العربية، وتظهر أهمية حقول المسيلة في أن أعماق الآبار التي تم حفرها حتى الآن هي أعماق قليلة مقارنة بآبار حوض شبوة، وتتميز أن النفط فيها يأتي من طبقتين، ويمتاز تكوين قشن بمسامية فعالة تصل من 20 _ 25٪ ونفاذية كبيرة تصل إلى دارسي واحد، عام 1987م وقعت اتفاقية مع شركة كنديان أوكسي (OXY) للبحث والتنقيب عن النفط جنوب وادي المسيلة، حيث أعلنت هذه الشركة عن اكتشاف النفط بكميات تجارية، وتم مد أنابيب نقل النفط حتى منطقة الضبة قرب الشحر، ويبلغ طولها (130) كم، وقد تم بالفعل في شهر سبتمبر عام 1993م تصدير أول شحنة من النفط الخام الذي بلغ (12) ألف برميل يوميًا، كما قامت شركة (CGG) الفرنسية بعملية المسح عن النفط حول منطقة الديس الشرقية بمحافظة حضرموت، ودلت النتائج الأولية على وجود مكامن للنفط بكميات مشجعة، مع احتمال وجود الذهب والفضة بكميات تجارية كبيرة بمنطقة تبعد عن البحر بحوالي (5) كم، ومن الشركات العاملة في مجال البحث عن النفط في اليمن التي بلغ عددها حتى عام 1993م نحو ثلاثين شركة توتال وألف الفرنسيان، وشركة الساعد القوي العمانية التي حصلت على امتياز التنقيب عن النفط في المنطقة العربية الممتدة من المكلا حتى سيحوت، وشركة النمر العربية فضلًا عن شركات أخرى عديدة، وبلغ إجمالي إنتاج النفط حتى أواخر 1993م من حقول المسيلة (120) برميل يوميًا([7]) وحتى عام 2007م تتوزع الشركات النفطية في محافظات الجنوب منها 42)) شركة نفطية عالمية ومحلية تعمل في محافظة حضرموت، ونحو (16)شركة عالمية ومحلية في محافظة شبوة، والباقي تتوزع في بقية المحافظات والمياه المغمورة بخليج عدن والبحر العربي وحتى جنوب أرخبيل سقطرى بالمحيط الهندي، إلا أن أكثر القطاعات النفطية تشترك في استثماراتها ما بين 3 _ 5 شركات عالمية، وهذا يدل بكل وضوح على وجود كميات من النفط الخام في هذه القطاعات النفطية، وإلا كيف يمكننا تفسير هذه الشراكة بين الشركات وتوافقها عل تقاسم حصص النهب مع رموز الفساد في نظام سلطة صنعاء، الذي وضع أرض الجنوب مباحة ومفتوحة لكل الطامعين والعابثين بخيرات وثروات الشعوب التواقة إلى الحرية والسيادة على أراضيها ومواردها الطبيعية، وفيما يتعلق بالقطاعات النفطية في محافظة حضرموت والبالغ عددها (43) قطاعًا نفطيًا منها (7) قطاعات منتجة للنفط، و(17) قطاعًا نفطيًا في مرحلة الاستكشاف، وحوالي (19) قطاعًا نفطيًا مفتوحًا أي أنها لم تزل معروضة ومباحة لمن يدفع الثمن من تحت الطاولة([8]).
وتحتل محافظة حضرموت على مستوى القطاعات المنتجة للنفط الخام المرتبة الأولى في عملية الاستثمارات لخام النفط والغاز الطبيعي، حيث تصل القطاعات المنتجة للنفط فيها إلى حوالي 7)) قطاعات مساحاتها الإجمالية حوالي (10.846) كم2، وتقدر عدد الحقول المنتجة للنفط حتى عام 2007م بنحو (45) حقلًا وعدد الآبار (424) بئرًا تنتج حوالي (583.000)، أما عملية النقل للتصدير الخارجي فتتم بواسطة شبكة من الأنابيب تتألف من (24)، حجم البيب الواحد (8) هنش، تنقل من حقول الإنتاج بوادي حضرموت (المسيلة) إلى ميناء الشحر (الضبة) تصل مسافتها بنحو (138) كم ([9]).
وتخضع حوالي 17 قطاعًا نفطيًا في محافظة حضرموت للعمليات الاستكشافية وتقدر مساحتها الإجمالية بحوالي (80. 496) كم2، وعدد الحقول الاستكشافية فيها حتى عام 2007م حوالي 60)) حقلًا، وتشير البيانات الرسمية لوزارة النفط والمعادن إلى أن هناك حوالي (15) قطاعًا نفطيًا مازالت مفتوحة للترويج الاستثماري منها (19) قطاعًا في محافظة حضرموت، تقدر مساحتها الإجمالية بحوالي (170.720(كم2 ([10]).
الفصل الثاني: تصاعد النفوذ القطري في اليمن
لعبت قطر دورًا مهمًا في تغطية الأحداث بشكل ينتقد التحالف العربي مما أعطى الحوثيين وحلفاءهم أداة إعلامية مهمة، فضلًا عن ذلك عززت مكانتها عبر أدوات إنسانية بدعم منظمات خيرية ونشاط إغاثي، مما زاد تأثيرها الشعبي في بعض المناطق اليمنية لاسيما مع تراجع الدعم السعودي في تلك المناطق.
الدوافع الرئيسة للاهتمام القطري في اليمن
إن موقع اليمن جنوب غرب شبة الجزيرة العربية لاسيما الجنوب العربي وسيطرتها على مضيق باب المندب الاستراتيجي المهم الذي يُعدُّ مدخل البحر الأحمر من الناحية الجنوبية، ورغبة قطر في تعزيز نفوذها الإقليمي عبر أدوات غير مشروعة في ساحات الصراعات المفتوحة في اليمن، جعلها تتدخل في هذا الموقع الجغرافي المهم؛ لتعويض خسارتها في بعض مراكز القوى بين دول الخليج العربي وتوظيف الأزمة اليمنية للضغط على خصومها الإقليمين لاسيما السعودية واليمن.
طبيعة الدعم القطري السياسي والإعلامي واللوجستي
دعمت قطر بشكل غير مباشر أطرافًا متباينة، أبرزها بعض فصائل الإخوان المسلمين في اليمن ومد جسور مع الحوثيين عبر قنوات خلفية رغم عدم وجود تحالف معلن، ولعبت قناة الجزيرة دورًا مهمًا في تغطية الأحداث بشكل ينتقد التحالف العربي مما أعطى الحوثيين وحلفاءهم أداة إعلامية مهمة.
المقاربة التركية تجاه القبائل والتنظيمات في حضرموت
اتَّسمت التدخلات التركية بالحذر تجاه القبائل والتنظيمات في حضرموت وتعتمد على عدة أدوات غير مباشرة في ظل صراع النفوذ الإقليمي مع دول مثل المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، حيث تمت هذه المقاربة عبر الأدوات الناعمة عبر الجمعيات الخيرية والأنشطة الإنسانية ومشاريع التعليم والصحة حيث إن هذه الأنشطة الإنسانية تُستخدَم وسيلةً لبناء علاقات مع القبائل المحلية وكسب القبول الاجتماعي، وسعت تركيا إلى الاستثمار في الروابط الدينية والثقافية، فتحاول الاستفادة من المشترك الديني عبر تيارات إسلامية معينة مرتبطة تاريخيًا بالتقاليد الصوفية، وهو ما يتماشى مع بعض البيئات الدينية في حضرموت مثل المدرسة الوسطية الصوفية المنتشرة هناك، وتم دعم تركي بشكل غير مباشر لجماعات محسوبة على تيارات إسلامية سياسية، الذين لهم امتدادات قبلية ودينية قوية في حضرموت، وتحاول تركيا التقليل من نفوذ التحالف العربي؛ لأن نفوذهم يُعدُّ تهديدًا لمصالحها الإقليمية، وتحاول عبر أدواتها أن تخلق توازنًا عبر كسب ولاءات قبلية أو دعم مواقف بعض التنظيمات، وتركيا تقدم دعمها عبر الوكلاء المحليين، ومع غياب السلطة المركزية القوية واستمرار التوترات بين الأطراف اليمنية تحاول أنقرة أن تعزز حضورها ببطء مستفيدة من الفوضى العامة.
الفصل الثالث: دور عمر بن حبريش والتحولات القبلية
· دور القيادات القبلية في صياغة المشهد السياسي
إن عمر بن حبريش كان ومازال له علاقات وشراكة مع وكلاء الشركات النفطية العاملة في قطاعات النفط مع هوامير النهب في اليمن، ويحصل على حصص من المبالغ المالية الكبيرة التي تدفع له ولعدد من زعماء المشائخ والقبائل في محافظة حضرموت، ونتيجة هذه العلاقة مع عصابات النهب، فأنهم يوهمونه بأنه سيكون الشخص الموثوق فيه من قبلهم في إمكانية تسليمه الحقول النفطية في هضبة حضرموت، إذا تمكن من مواجهة أهداف المجلس الانتقالي الجنوبي واستطاع من تحريض قبائل الحموم والشخصيات السياسية الحضرمية لرفض توجهات المجلس الانتقالي وتطلعات أبناء الجنوب في حضرموت خصوصًا والجنوب عمومًا.
· الأهداف المعلنة للاجتماع القبلي الذي دعا إليه عمرو بن حبريش
إن الاجتماع القبلي الذي عقد في 12 أبريل 2025م بمنطقة الهضبة في حضرموت، وأعلن الشيخ عمرو بن حبريش رئيس حلف قبائل حضرموت عن مجموعة من الأهداف والمطالب التي تعكس تطلعات أبناء المحافظة نحو مستقبل أكثر استقلالية وازدهار أبرز هذه الأهداف تشمل([11]):
· الحكم الذاتي لحضرموت: حيث أكد بن حبريش أن حضرموت قررت اختيار الحكم الذاتي معتبرًا أن هذا القرار يعكس إرادة أبنائها في إدارة شؤونهم بأنفسهم دون تدخل خارجي.
· تحسين الخدمات الأساسية: وعد بأن تشهد حضرموت نقلة إيجابية في مجالات الخدمات الأمن، والتجنيد، مع التركيز على تحسين البنية التحتية وتوفير الاحتياجات الأساسية للسكان.
· رفض الهيمنة الخارجية: شدد على أن حضرموت لن تعود تحت هيمنة الأطراف الأخرى، موكدًا على أهمية استقلالية القرار الحضرمي.
· التمثيل العادل في مؤسسات الدولة: طالب بتمكين أبناء حضرموت من التمثيل العادل في مؤسسات الدولة مشددًا على ضرورة إشراكهم في صنع القرار الوطني.
· تشكيل قوات حماية حضرموت: أعلن عن امتلاك الحلف القدرة على تشكيل عسكري وأمني واسع الانتشار في ساحل ووادي حضرموت تحت اسم قوات حماية حضرموت بهدف تعزيز الأمن والاستقرار في المحافظة.
إن هذه الأهداف تعكس رغبة أبناء حضرموت في تحقيق استقلالية أكبر وإدارة شؤونهم بما يتناسب مع تطلعاتهم واحتياجاتهم المحلية لكن مخرجات اللقاء لم ترقَ إلى تطلعات أنصار بن حبريش([12])، ويبدو أن بن حبريش أخطاء في تقدير الموقف، إذ اعتقد أن تقاطعًا محتملًا بين السعودية وسلطنة عمان قد يدعم تحركاته، لكنه لم يحسب حساب مخاوف الرياض من دور مسقط، مما جعل دعوته الأخيرة لزيارة المملكة العربية السعودية يعكس تأييدًا كاملًا له مستندًا إلى بعض التدوينات التي رأى فيها تقاربًا بين الرياض ومسقط لمناهضة مشروع المجلس الانتقالي، وسلطنة عمان لها مشروعها الخاص إذ تسعى لدعم بن حبريش بوصفه شخصية مشابهة للشيخ علي سالم الحريزي في المهرة، وهو توجه يتعارض مع استراتيجية المملكة العربية السعودية التي تركز على تعزيز نفوذها في حضرموت عبر فكرة الانفصال الناعم هذه الفكرة التي تهدف إلى فصل المحافظة عن محيطها الجنوبي بطريقة غير مباشرة([13]).
دور القيادات القبلية في صياغة المشهد السياسي
إن أغلبية القبائل في حضرموت أعلنت موقفها ورفضها للتفرد بالقرار وتعطيل المصالح والخدمات العامة حيث إن القيادات القبلية في حضرموت قررت أن حضرموت لكل أبنائها ولا يقتصر تمثيلها على قبيلة أو شخصٍ بذاته منفردًا دون غيره، ويكون تمثيلها برموزها القبلية المدنية ولا يحق لأحد ادعاء ذلك وأن ما حدث ويحدث من تصرفات يقوم بها الشيخ عمرو بن حبريش وتفرده بقرارات مصيرية، لا يعبر عن كل أبناء حضرموت، كما أوضحت القيادات أن على مجلس القيادة الرئاسي والحكومة القيام بواجبهم تجاه حضرموت ومطالب واستحقاقات أهلها المشروعة المعلنة من كافة مكوناتها وتنفيذ المصفوفة الرئاسية، فضلًا عن ذلك أكدت القيادات القبلية وقوفها إلى جانب النخبة الحضرمية والأمن وطالبت القيادات بضرورة تطويرها ودعمها بالعتاد والسلاح؛ لتمكينها من أداء واجبها على أكمل وجه، كما ناشدت القيادات دول التحالف العربي في دعم الأمن والاستقرار، وتناشدهم اتخاذ موقف حازم حيال العبث الحاصل في حضرموت.
عمرو بن حبريش لا يستطيع أن يصدر قرارًا بمنع أو إيقاف النفط الخام في الخشعة التي تقوم بتغذية المناطق الشمالية أو أن يوقف القواطر الشمالية المحملة بالنفط الخام المتجهة إلى مأرب.
الاستنتاجات:
· إن موقع اليمن وضمنها الجنوب العربي ضمن شبة الجزيرة العربية النفطية واشتراكها جيولوجيًا في الجرف العربي وشغلها مساحة من الدرع العربي الذي يُعدُّ مصدرًا للصخور المكمنية وامتلاكها لمناطق ساحلية طويلة على البحر الأحمر وخليج عدن وكلها عوامل مشجعة على إمكانيات نفطية واعدة.
· أظهرت النتائج من الحقول النفطية المكتشفة في حضرموت على احتوائها صخورًا مكمنيه ومصدرية للنفط تمتاز بمسامية عالية ونفاذية جيدة، وهي من الخصائص المهمة في حركة الرواسب النفطية وتجمعها.
· غالبية الغربيين لا يثقون باستقرار مستمر في الدولة اليمنية، ولا يرون من الحكمة الاستثمار في اقتصاد غامض مصاب بالفشل المنظم.
· الوضع الأمني في اليمن بشكل عام ومناطق الجنوب العربي بشكل خاص ينتقل من سيء إلى أسوء، مما يزيد الوضع تأزمًا، وفي ظل هذا الوضع يوجد الاستخراج غير المخطط من النفط لحقول حوض وادي المسيلة ولا تعود عائداته إلى خزينة الدولة.
· إن عدد الشركات العاملة في النفط التي تعمل في الاستثمارات النفطية تصل (88) شركة نفطية عالمية ومحلية والحقول المنتجة للنفط تصل إلى (114) حقلًا، وعدد الآبار المنتجة للنفط بنحو (1585) بئرًا، ويقدر الاحتياطي النفطي بحوالي (50) مليار برميل.
· هناك العديد من المقومات التي تعترض النهوض بالنشاط السياحي في محافظة حضرموت متمثلة في تدني مستوى الخدمات العامة.
· مناخ محافظة حضرموت يمتاز بالتنوع، ففي الأجزاء الساحلية غالبًا ما يكون حار صيفًا ومعتدل شتاءً أما الأجزاء المتمثلة بالمسطحات المائية يسود مناخ المنطقة الساحلية.
· أوضحت الدراسات الجيولوجية أن أراضي الجنوب ومحافظة حضرموت تشكل جزءًا لا يتجزأ من الحوض الرسوبي لشبة الجزيرة العربية الواعدة بخامات النفط حيث تمثل الجزء الجنوبي للحوض العظيم الذي يُعدُّ أكبر البحيرات النفطية الغنية بأجود أنواع النفط الخفيف المترسب تحت طباق الرمال الصحراوية السميكة منذ عصور تاريخية قديمة، وأن دولة الجنوب تحتل موقعًا استراتيجيًا مهمًا، وذلك في تحكمها وسيطرتها على مضيق باب المندب الذي يُعدُّ من الناحية الجيواستراتيجية ممرًا دوليًا له أهمية في تأمين طرق التجارة العالمية.
· أعلنت أغلب القبائل الحضرمية عن موقفها ورفضها للقرارات الذي اتخذها عمر بن حبريش حيث إن حضرموت لكل أبنائها ولا يقتصر تمثيلها على حلف يمثله شخص واحد.
المراجع:-
[1]) باحاج، أحمد مسعد، الرحلات والدراسات الجغرافية لحضرموت، مكتبة الجسر، جدة، الطبعة الأولى، 1988م.
2) باوزير، خالد سالم، موانئ ساحل حضرموت، مكتبة دار المعرفة، الطبعة الأولى، 1986 م.
3) باوزير، سعيد عوض، التاريخ الحضرمي، دار الهمداني للطباعة والنشر، عدن، 1957م.
4) بلفقية، عيدروس علوي، جغرافية الجمهورية اليمنية، كلية الآداب، جامعة عدن، 1994م.
5) الشاطري، محمد بن محمد بن عمر، أدوار التاريخ الحضرمي.
8) عاطف، محمود علي، النفط في اليمن دراسة في جغرافية الطاقة، دار الثقافة العربية، جامعة عدن.
6) العاقل، حسين مثنى، قضية الجنوب وحقائق نهب ممتلكات الدولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (الجزء الأول)، 2012م.
7) موقع قطاعات النفط المنتجة في حضرموت واحتياطاتها المتوقعة: WWW. Soutalgnoub.com
9) yemen Daily News
12)/ saleha buaudal / status/ 1911088340 56 1953173 .htt:/ / x . com
[1]) باحاج، أحمد مسعد، الرحلات والدراسات الجغرافية لحضرموت، مكتبة الجسر، جدة، الطبعة الاولى، 1988 م، ص (1).
[2]) باوزير، خالد سالم، مواني ساحل حضرموت، مكتبة دار المعرفة، الطبعة الأولى، 1986 م، ص (39).
[3])
[4]) باوزير، سعيد عوض، التاريخ الحضرمي، دار الهمداني للطباعة والنشر، عدن، 1957، ص 10
[5]) WWW. Soutalgnoub.com
[6]) الشاطري، محمد بن محمد بن عمر، أدوار التاريخ الحضرمي، ص 52
[7]) بلفقية، عيدروس علوي، جغرافية الجمهورية اليمنية، كلية الاداب، جامعة عدن، 1994م، ص 231.
[8]) العاقل، حسين مثنى، قضية الجنوب وحقائق نهب ممتلكات الدولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (الجزء الأول)، 2012م، ص 84.
[9]) lموقع قطاعات النفط المنتجة في حضرموت واحتياطاتها المتوقعة
[10]) عاطف، محمود علي، النفط في اليمن دراسة في جغرافية الطاقة، دار الثقافة العربية، جامعة عدن،
[11]) yemen Daily News
[12]) نجل شقيق الزعيم القبلي الراحل الذي قتل قبل (12) عامًا بالرصاص من قبل الجيش اليمني.
[13])/ saleha buaudal / status/ 1911088340 56 1953173.htt:/ / x. com