انقلاب ابيض..

اليمن: صالح يتأهب للانسحاب من الشراكة مع الحوثيين

المخلوع علي عبد الله صالح وعبدالملك الحوثي

وكالات (أبوظبي)

كشفت مصادر مطلعة في العاصمة اليمنية صنعاء، الخميس، عن بدء مشاورات جدية بين المخلوع صالح وقيادات الصف الأول بحزبه (المؤتمر الشعبي العام)، وذلك بغرض تدارس إمكانية الخروج من التحالف السياسي بينه وبين جماعة الحوثي، في أعقاب حملات الحوثي الأخيرة التي طالت عدداً من رموز الحزب في الأيام القليلة الماضية.

واستبعدت المصادر بحسب صحيفة "اليوم"، إمكانية أن يكون إعلان فض الشراكة شاملاً لجميع الجوانب، مشيرة الى أن صالح سيعلن انتهاء الشراكة في المجلس السياسي الأعلى للانقلاب وكذا الانسحاب من حكومة الحوثي، مع الإبقاء على الشراكة العسكرية مع الميليشيا عبر مشاركة قواته (الحرس الجمهوري) في جبهات القتال.

وقالت المصادر إن صالح عبر عن خيبة أمله جراء ما وصفه "خيانة عبدالملك الحوثي للمواثيق"، وهو الذي كان قد عقد معه قبل أسابيع اتصالاً مباشراً عبر حلقة بث إلكترونية، اتفقا فيها على ضرورة التهدئة بين الطرفين وإسكات أي أصوات قد تتسبب بخلخلة الصف بينهما، بحسب ما أكدته مصادر إعلامية مقربة من الرجلين في ذلك الوقت.

وأشارت المصادر أن صالح أبدى امتعاضاً شديداً لعدم قيام الميليشيا باعتقال الوزير الحوثي حسن زيد أسوة بما جرى مع الصحافي المؤتمري كامل الخوداني، بالرغم من حدة خطاباته الموجهة نحو صالح، ما دفع الأخير الى الإيعاز لوكالته "خبر" إلى نشر نبأ يطالب بشكل صريح باعتقال زيد، إن كانت الجماعة جادة في وحدة صف الانقلاب.

وبالإضافة الى اقتحامها منزل الخوداني واعتقاله، أقدمت الميليشيا قبل أيام على الاعتداء على وزير الصحة الانقلابي المقرب من صالح، وطرده من وزارته بعد إشهار السلاح بوجهه وتهديده بالقتل، ما دفع كثيرين من أنصار صالح إلى مطالبته بفك الارتباط فوراً.

ومن جانبه دعا نائب رئيس الحكومة اليمنية، عبدالعزيز جباري، من تبقى من أعضاء حزب المخلوع صالح، المتحالفين مع ميليشيات الحوثي إلى "الانضمام لصفوف الشرعية والجمهورية ومغادرة الوهم". 

كما دعاهم إلى "تجديد القيادة المهترئة، التي تخلت عن مبادئ الثورة والمؤتمر وتحالفت مع الانقلاب المشؤوم ضد مؤسسات الدولة"، في إشارة إلى المخلوع صالح الذي يقود الحزب منذ تأسيسه قبل 35 عاماً، وحث نائب رئيس الحكومة اليمنية، أعضاء حزب المخلوع، على "إيقاف معاناتهم المستمرة على أيدي الحوثيين الذين يسومونهم سوء العذاب"، بحسب وصفه، لافتاً إلى أن "الوطن يتسع للجميع".

وشدد جباري، الذي يواصل زيارته على رأس وفد حكومي رفيع لمدينة تعز المحاصرة منذ أيام، على ضرورة تكثيف الجهود نحو تعزيز أدوات الأمن والاستقرار وعودة الحياة إلى طبيعتها في المدينة.