الأولوية للوضع الإنساني..

مسودة اتفاق تجمع الفرقاء في اليمن

مشاورات السلام في اليمن

وكالات

أكدت مصادر سياسية مطلعة  دعوة وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي سفراء الدول الـ18 الراعية لمشاورات السلام في اليمن بالإضافة إلى إيطاليا، لحضور اجتماع مهم من المفترض أن يعقد صباح الاثنين في العاصمة السعودية الرياض.

وقالت المصادر إن المخلافي سيعرض على سفراء الدول موقف الحكومة الشرعية تجاه الرؤى التي تسعى بعض الدول لبلورتها من أجل استئناف الحوار السياسي بين الفرقاء اليمنيين.

ووفقا للمصادر لا تزال الحكومة اليمنية تتمسك بموقفها المعلن الرافض لأي تسوية سياسية لا تلتزم بالمرجعيات الثلاث وعلى رأسها القرار الدولي 2216 والذي يلزم الحوثيين بتسليم السلاح والانسحاب من المدن وإخلاء مؤسسات الدولة.

وذكرت مصادر أن وزير الخارجية اليمني سيطرح على سفراء الدول المعنية بالملف اليمني موافقة الحكومة الشرعية على استئناف الحوار بشرط استكماله من حيث انتهى في مشاورات الكويت، وتوقيع الانقلابيين على وثيقة الكويت التي حددت الإطار العام للحوار وهي نفس الوثيقة التي رفضوا حينها التوقيع عليها.

وكشفت مصادر دبلوماسية  عن طبيعة الزيارة التي يقوم بها مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد ساتر فيلد بالتزامن مع لقاء وجود المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ في الرياض، والتي تضمنت الالتقاء بالرئيس عبدربه منصور هادي ونائبه علي محسن صالح الأحمر، وقالت المصادر إن المسؤول الأميركي طرح على قيادة الشرعية اليمنية البدء بتقديم تنازلات وصفت بالكبيرة في سبيل المضي قدما باتجاه حل سياسي للملف اليمني، ومن ذلك التوافق على شخصيات جامعة على رأس الدولة تفضي إلى تطبيع الأوضاع في مختلف مؤسساتها وهو الأمر الذي وافق عليه الرئيس هادي شريطة أن يلتزم الحوثيون في المقابل بالحد الأدنى من القرارات الدولية المتمثلة في الشروع بتسليم الأسلحة الثقيلة.

ويسعى المجتمع الدولي لبلورة مسودة اتفاق سياسي تتعامل مع مخاوف ومطالب كافة الأطراف اليمنية، وتقوم الدبلوماسية الأميركية والروسية والبريطانية بتحركات غير مسبوقة في هذا الجانب من خلال الدفع نحو استئناف المشاورات السياسية بين الحكومة الشرعية والانقلابيين خلال الأيام القادمة.

واعتبر وكيل وزارة الإعلام اليمنية نجيب غلاب أن موقف الحكومة الشرعية واضح ولم يتغير وهو قائم على مبدأ السعي من أجل سلام مستدام يحقق شراكة وطنية مبنية على المرجعيات الثلاث، وهي مرجعيات تضمن حقوق الجميع وتساعد أبناء اليمن على بناء دولتهم وأي تجاوز للمرجعيات والبحث عن طرق حلول تنتقص من المرجعيات أو تمييعها لن يتم قبولها.

وفي ما يخص تهيئة البيئة لأي مفاوضات قادمة بالتركيز على بعد شامل لحل القضايا ذات البعد الإنساني قال غلاب في تصريح لـ”العرب”، “إن الحكومة ستتعامل معها بكل إيجابية وإنها مستعدة أن تقدم تنازلات في هذا الجانب رغم يقينها بأن الحوثيين وحلفاءهم يريدون استغلال أي معالجة للجانب الإنساني لترسيخ انقلابهم، حيث لا يزال الانقلاب يبحث عن حلول لإنقاذ نفسه لا البحث عن حلول تحقق لليمنيين سلاما دائما”.

واستبعد الكاتب والسياسي اليمني علي البخيتي إمكانية التوافق على بلورة تسوية سياسية وشيكة، معتبرا أن كل ما يتم في هذا الإطار يهدف بالدرجة الأولى إلى ضخ جرعة أمل وإظهار أن هناك نافذة سلام وأن الأمم المتحدة تواصل مهامها.

وأضاف البخيتي في تصريح أن مختلف الأطراف غير جدية في تعاملها مع السلام، وبالأخص الحوثيين، ولدي قناعة تامة بأنه من المستحيل أن يسلم الحوثيون السلطة أو يقبلوا بشراكة قبل أن يُكسروا عسكريا لأنهم وإلى حدّ هذه اللحظة مستفيدون من الحرب ولم يتضرروا بعد، حيث انحصر الضرر في المواطنين ومؤسسات الدولة والبنية التحتية والمصانع والمنشآت والبيوت، أما الحوثيون كقيادة وكجماعة فهم في أزهى عهودهم، غنى فاحش وفساد رهيب وعيش باذخ، فلماذا يسعون للسلام؟”.