لتوقيع اتفاق نهائى..
الكويت: مستعدون لاستضافة الأطراف اليمنية مجددا
أعلن النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدوبة الكويت الشيخ صباح الخالد، اليوم الأحد، استعداد الكويت لاستضافة الأطراف اليمنية مجددا لتوقيع اتفاق نهائى بينهم حينما «يتم التوافق عليه بين الأطراف اليمنية».
ونقل بيان صحفى لوزارة الخارجية الكويتية عن الشيخ صباح الخالد، قوله فى كلمته أمام اجتماع وزراء الخارجية ورؤساء هيئات الأركان العامة لدول التحالف لدعم الشرعية فى اليمن بالرياض، إن توقيع ذلك الاتفاق سيفسح المجال أمام عقد مؤتمر دولى لإعادة إعمار اليمن وفقا لما نص عليه قرار المجلس الأعلى لدول مجلس التعاون في دورته الـ 36.
وأضاف الخالد: «إننا نجتمع اليوم للتأكيد على أهمية مواصلة واستمرار الجهود التي تبذلها دول التحالف من أجل دعم الشرعية في اليمن الشقيق وذلك استنادا إلى المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وخاصة القرار رقم 2216».
وذكر أن الاجتماع يهدف أيضا إلى التأكيد للمجتمع الدولى على استمرار عملية إعادة الأمل بغية التوصل إلى حل سلمى ينهي الصراع في اليمن ويعيد الشرعية المعترف بها دوليا الى مفاصل الدولة مبينا أن الكويت ودول التحالف تؤدي انطلاقا من هذه الرؤية أدورا متعددة سواء على الصعيد السياسى أو التنموى أو الإنسانى أو غيره.
وأوضح أن الكويت استضافت بالتنسيق مع مجلس التعاون، مشاورات السلام اليمنية برعاية الأمم المتحدة لأكثر من ثلاثة أشهر انطلاقا من حرصها على استعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن وبهدف اقناع الأطراف بأهمية العمل على إيجاد حل سياسى للأزمة.
ولفت إلى حرص الكويت على دعم جهود التحالف لدعم الشرعية في اليمن باعتباره الجهة الأهم للتعبير عن الإرادة الدولية لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه في اليمن، فضلا عن أنه الإطار المنسق للعمل الجماعي الدولى الذى يحظى بدعم الحكومة الشرعية في اليمن وبما يخفف من معاناة الشعب اليمني الذي يعاني من انعكاسات الأزمة والصراع داخل اليمن.
وقال إن الكويت أعلنت عن تخصيص 100 ملايين دولار لدعم الاحتياجات الإنسانية في مؤتمر المانحين لليمن الذي عقد في جنيف في أبريل 2017، مضيفا، أنه تم بالفعل إنفاق مخصصات كبيرة من هذا الدعم حتى أغسطس الماضي.
وأوضح أنه على سبيل المثال، تم إنفاق نحو 14 مليون دولار في قطاع الغذاء و12 مليون دولار في قطاع الإيواء و11 مليون دولار في قطاع الصحة و14 مليون دولار في قطاعى التعليم والمياه وهو ما يمثل تقريبا نصف ما التزمت به الكويت.
وتوقع أن يتم إنفاق النصف الثاني قبل نهاية العام الجاري من خلال الجمعية الكويتية للاغاثة والهلال الأحمر الكويتي والهيئة اليمنية الكويتية للإغاثة، مشيرا فى هذا الصدد إلى المساعدات الشعبية الكويتية المتواصلة التي بلغت أكثر من 16 مليون دولار أمريكى.
وذكر الخالد أن الكويت قامت من جهة أخرى سواء عبر الجهات الخيرية الرسمية أو من خلال التنسيق والتعاون مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أو عبر المؤسسات الخيرية الأهلية ممثلة في حملة (الكويت إلى جانبكم)، بتوزيع مساعدات إنسانية وسلال غذائية لمئات الآلاف من الأسر في أغلب مناطق اليمن.
وأوضح أن الكويت تعهدت أيضا بإعادة بناء وترميم 500 مدرسة أنجز منها 100 مدرسة عدا الكليات والجامعات الأخرى التي طالتها الحرب، مبينا أن الكويت وزعت الآلاف من ألواح الطاقة الشمسية التى أنارت آلاف المنازل وتبنت مشاريع مياه شرب ووزعت مساعدات طبية خاصة بمكافحة وباء الكوليرا في عدة محافظات يمنية.
وأفاد بأن الكويت التزمت أيضا بتقديم مبلغ 500 مليون دولار وذلك خلال مؤتمر المانحين الخاص باليمن الذي عقد في مدينة نيويورك عام 2012، مضيفا أن الصندوق الكويتى للتنمية الاقتصادية العربية ابدى استعداده للتشاور مع الحكومة اليمنية للعمل على استكمال الالتزامات السابقة البالغة 300 مليون دولار كقروض ميسرة.
ولفت إلى أن الصندوق الكويتي ما زال في انتظار تحديد الحكومة اليمنية أولوية المشاريع المراد تمويلها مشيرا إلى اعتزام الكويت المشاركة في مؤتمر المانحين الثالث لدعم اليمن الذى سيعقد فى جنيف ديسمبر المقبل.
وجدد الشيخ صباح الالتزام الكامل بوحدة اليمن واحترام سيادته واستقلاله ورفض أي تدخل في شؤونه الداخلية والتأكيد على دعم ومساندة الشرعية الدستورية في اليمن.
وشدد على دعم الكويت جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد بهدف التوصل إلى حل سياسي لهذه الأزمة يحول دون استمرار معاناة الشعب اليمني الشقيق الذي يواجه أوضاعا إنسانية واقتصادية صعبة مضيفا إننا «نؤمن بأن الحل الأمثل لمعالجة هذه الأوضاع الإنسانية يتطلب العمل أولا على إعادة الأمن والاستقرار في اليمن بما يصون سيادته ووحدة أراضيه».
وقال إن الكويت تؤكد أن الإجراءات بما فيها الضربات العسكرية التي تنفذها دول التحالف «هو عمل جماعي منسق يراعي الأنظمة المعمول بها دوليا في هذا الإطار والهادف إلى إعادة الشرعية والاستقرار إلى ربوع اليمن الشقيق» معربا عن الأمل في أن يسفر اجتماع الرياض في إيضاح حقيقة هذا الموقف للمجتمع الدولي.
وأعرب عن إدانة الكويت لإطلاق «الميليشيات الحوثية» صاروخا باليستيا على مجمع سكني جنوب السعودية باعتباره «عملا عدائيا يطال المدنيين العزل وانتهاكا مستمرا لقواعد القانون الدولي الإنساني وتهديدا للأمن الإقليمي والدولى»، معبرا عن تضامن الكويت الكامل مع السعودية فيما تتخذه من إجراءات للحفاظ على سلامتها وأمنها. وعبر عن خالص التعازى للأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة لاستشهاد أحد أفراد قواتها المسلحة المشاركة في عملية (إعادة الأمل) باليمن.