خبراء:

اجتماع التحالف يمهد لقطع يد إيران باليمن

اجتماع وزراء خارجية دول التحالف الداعم للشرعية في اليمن

وكالات(أبوظبي)

أكد عسكريون ومحللون سياسيون من دول تحالف دعم الشرعية في اليمن، أن اجتماع وزراء خارجية ورؤساء أركان دول التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن، والذي عقد بالرياض، الأحد، سيحمل تطوراً عسكرياً نوعياً على الأرض ضد مليشيا الحوثي الانقلابية للوصول إلى حل سياسي أممي لإنهاء المعاناة الإنسانية التي يعيشها أبناء وأطفال اليمن.

وقالوا، في تصريحات إن الاجتماع يحمل تأكيدات مباشرة باستمرار عمل التحالف بشكل أقوى، وقيام دول التحالف بقطع الطريق على التلاعب الإيراني الخاص بإفساد أية محاولات لوجود حل سياسي، واستمرار المساعي القادمة من طهرا.

وقال اللواء أركان حرب الدكتور شامي الظاهري، قائد كلية القيادة والأركان السابق بالقوات المسلحة السعودية، إن الاجتماع يوضح أن هناك تجهيزاً لمواجهة حازمة تجاه الحوثيين في اليمن في ظل استمرار السياسات الإيرانية العدائية التي تستهدف الأماكن المقدسة بالسعودية عن طريق اليمن.

وأوضح الظاهري، أن الاجتماع أوضح تصميم دول التحالف العربي للعمل على قطع اليد الإيرانية التي تعبث بالمنطقة، وتحرك البلدان نحو الخراب، موضحاً أن الجوانب التي ناقشها المؤتمر تجاه الأزمة اليمنية تتجه نحو استراتيجية جديدة في ظل ألاعيب طهران التي تعمل على إفساد محاولات التوصل لحل سياسي في اليمن.

وأضاف أن إيران تسعي لإبقاء المنطقة مضطربة خاصة في العراق وسوريا واليمن، ولو نظرنا إلى الاجتماعات التي حدثت في الكويت، ظلت الحكومة اليمنية والحوثيين والمخلوع علي عبدالله صالح، مجتمعين لمدة 112 يوماً، بالإضافة إلى اجتماعات جنيف، وكلما تم الوصول إلى اتفاق سياسي، تأتي إيران بمشكلة لتقويض الاتفاق وجره لمعارك على الأرض، وهذه السياسة متتابعة، لأنها تريد المنطقة العربية مضطربة.

ولفت قائد كلية القيادة والأركان السابق بالقوات المسلحة السعودية إلى أن الجانب الثاني المهم في هذا الاجتماع، هو الشق العسكري والذي تم بحضور عسكريين مسؤولين عن جيوش 13 دولة في التحالف، مشيراً إلى أنه "من الواضح أن هذا الاتفاق السياسي لن يتم إلا بعد توجيه ضربة قوية لجماعة الحوثي ومليشيا صالح بشكل قوي، وهو ما سنراه في الأيام القليلة المقبلة".

أما الجانب الثالث، فقال الظاهري إنه يتعلق بالوضع الإنساني الضائع بفعل الحوثيين، في ظل دولة توقف فيها التعليم، ومنع ما يقرب من 5 ملايين طفل من الذهاب للمدارس، فأخذ الحوثيون هؤلاء الأطفال إلى ميدان المعارك، بدلاً من أن نعدهم للمستقبل.

وتابع: "إخواننا في اليمن يعيشون في كآبة، 22 مليون يمني في أشد الحاجة للمساعدات، وآلاف الحملات الإغاثية والعربات من دول التحالف وعلى رأسها دولتا السعودية والإمارات يتم خطفها من الحوثيين، لعدم الوصول إلى المواطنين واستمرار الأزمة، وعشرات السفن في الحديدة تُسرق وتنهب من المليشيات، ويعم الجوع والفقر والمرض في جميع الأرجاء بما فيها مناطق الحوثيين".

من جانبه، قال أمجد طه، الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط في البحرين، إن مشاركة وزراء الخارجية، ورؤساء هيئات الأركان العامة لدول التحالف يعني المزيد من التنسيق على المستوى الدولي، وعلى المنابر الدولية لدعم الشرعية وفضح انتهاكات مليشيات الحوثي في اليمن، وقد نكون أمام تطور عسكري نوعي على الأرض، والمزيد من التقدم اتجاه صنعاء، والازدهار والبناء في العاصمة عدن.

وأشار طه إلى أن قوات التحالف تقيّم الوضع الإنساني على مدار الساعة، وتسلم التقارير للجهات المسؤولة، بالمناطق التي يسيطر عليها الحوثي والمليشيات الإرهابية، التي هي أيضاً تعاني من وضع إنساني سيئ، وتحاول دول التحالف الوصول للمحتاجين هناك، ولكن دولاً مثل إيران وقطر بدعمها لحكام صنعاء الحاليين تعرقل هذه الجهود وتسرب المعلومات للحوثيين، كي يستهدف أي جهات ترسل العون للأطفال والنساء في المناطق المسيطر عليها، من قبل مجرمين خارجين عن القانون.

وأردف: "نحن في عصر الحزم، وكما أوضح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سندمر كل التطرف ومن يدعمهم"، لافتاً إلى أن إيران تريد تحويل جماعة الحوثي الانقلابية كحزب الله الإرهابي فهو يعيد سيناريو ما حدث بلبنان، عندما دمر "حسن نصر الله" الضاحية الجنوبية في لبنان، وجاءت دول مثل قطر لتبني وتمول، كما فعل حمد بن خليفة مع حزب الله.

وقال الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط في البحرين، إن الأيام المقبلة ستحمل المزيد من الحزم وأصبح الحديث ليس عن ماذا نفعل بالحوثي؟! بل كيف نعيد تأهيل وبناء المدن، بعد خلع هذه المليشيات الإرهابية؟

واعتبر المحلل السياسي الأردني، الدكتور زيد النوايسة، أن الاجتماع سيشكل دعماً إضافياً من قوى التحالف لدولتي السعودية والإمارات وهما العنصران الأساسيان في مواجهة مليشيات الحوثي الإرهابية في اليمن باعتبارهما رأس الحربة في مواجهة إرهاب الحوثيين.

وقال: "من الواضح أنه سيكون هناك دور مهم لمصر والأردن، على المستوى الفني واللوجيستي، ولكن هل يؤدي ذلك إلى تسويات جديدة برعاية أممية؟! فالأزمة أن إيران تفعل كل شيء لمنع ذلك".

 وأوضح النوايسة، أن الاجتماع وضع خارطة طريق جديدة للدول التي تواجه الإرهاب الحوثي، ومن ورائه إيران وقطر، لمنع أية محاولات لخلق حزب الله جديد، والعمل على التوصل لطرق تسويات سياسية، من خلال رعاية أممية بعد إلحاق ضربات مؤثرة يعد لها، لقوى الاحتلال الحوثي المنقلبين على الشرعية، والعمل على الوصول إلى صنعاء وتحريرها، والمهم أن الاجتماع أكد أن التحالف لا يزال قائماً وأقوى مما سبق، وأن الدور القادم هو تحديث وتنسيق الدعم الفني، واللوجيستي بين دول التحالف.