الإصلاح اليمني الأداة الأبرز..

تحليل: حلم قطر والإخوان.. قلب النظام في السعودية

الأمير محمد بن سلمان والجنرال الإخواني علي الأحمر

قسم الرصد السياسي بـ"اليوم الثامن" (عدن)

الـ22 من نوفمبر (تشرين الثاني)، ظهر ناشط إخواني يمني في تسجل مرئي على يوتيوب يوجه انتقادات حادة للنظام السعودي، على خلفية إهانة (حارس مستشفى) في السعودية يحمل الجنسية اليمنية، موجهاً عبارات تحريض على قلب النظام واستعادة هوية الدولة (المملكة) التي قال إن الأسرة الحاكمة هي من جعلت أسمها هوية الدولة بنظامها الملكي.

ويعمل اعلام قطر وإيران والإخوان على التحريض ضد النظام السعودي من الداخل، خاصة في اعقاب مقاطعة اربعة دول عربية ابرزها السعودية لقطر المتهمة بالتورط في قضايا إرهابية وزعزعة أمن واستقرار العديد من الدول العربية من بينها دول خليجية.

وتبنت قطر ما عرف بثورات الربيع العربي، لكنها فشلت في اشعال فتيل الربيع العربي في الخليج، من خلال دعم التنظيمات السرية للإخوان في قلب الانظمة هناك.

ولم تسلم السعودية من وصول ثورات الربيع العربي الى اراضيها، لكنها نجحت في اخمادها في المهد، فقد عرفت (الاحتجاجات السعودية 2011) بأنها مجموعة احتجاجات متفرقة بدأت يوم 28 يناير/كانون الثاني من عام 2011 متأثرة بموجة الاحتجاجات العارمة التي اندلعت في الوطن العربي مطلع عام 2011 م وبخاصة الثورة التونسية وثورة 25 يناير المصرية اللتين أطاحتا بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي والرئيس المصري حسني مبارك.

الاحتجاجات التي حصلت في السعودية كان ظاهريا يقودها مواطنون سعوديون بصفتهم من (الشيعة) وكذا وأهالي بعض العناصر الإخوانية المتورطة في قضايا إرهابية، حيث طالبت التظاهرات بإطلاق سراحهم وبإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية، وباطنيا تقف خلفها قطر وربما إيران العدو الأبرز للسعودية.

يتهم سياسيون سعوديون قطر وإيران بالوقوف وراء احداث السعودية المتواصلة ومنها محاولة نقل فوضى الربيع العربي الى المملكة، من خلال تحريض ذوي الموقفين على قضايا إرهابية وجنائية، ومحاولة تحريض الاقلية الشيعية.

لكن مع المقاطعة العربية زادت رغبة القطر في قلب نظام المملكة العربية السعودية، حيث افشلت الرياض مخططا إخوانيا، في سبتمبر (أيلول) الماضي، حينما اعتقلت ابرز رجال الإخوان الذين كانوا يستعدون لإثارة الفوضى في المملكة العربية السعودية.

تقول الكاتب الصحافية عائشة سالم الرشيد – في مقالة نشرها موقع بوابة العين ونقلتها صحيفة اليوم الثامن- "إن الاخوان المسلمين في دول الخليج جماعة محظورة تم تصنيفهم كمنظمة إرهابية، بعد أحداث الربيع العربي التي طالت الكويت والإمارات والبحرين وآخرها السعودية في سبتمبر الماضي، هدفهم إقصاء الأنظمة الحاكمة الخليجية، والقفز على السلطة، وتقسيم وتدمير الوطن العربي لصالح إسرائيل الكبرى والهلال الشيعي الإيراني، وتدمير الإسلام والمسلمين بمساعدة من نظام الحمدين في قطر".

 

وتحدثت الرشيد عن زيارة  القطري حمد بن جاسم، للكويت، والذي وصفته بـ "عرّاب زعزعة أمن واستقرار دول الخليج، وعرّاب إقصاء الأنظمة الحاكمة في الخليج، وعرّاب جماعة الإخوان في هذه الدول".

وقالت "حمد بن جاسم دأب على دعم الإرهاب في دول الخليج عن طريق جماعة الإخوان، ودعم الحراك الذي قامت به جماعة الإخوان في الكويت لإقصاء النظام، والإرهاب الذي قاموا به من دهس لرجال الشرطة وترويع المواطنين وتحدي السلطة".

وأكدت الكاتبة "أن دول الخليج ستشهد معركة كبرى مع الإخوان الذين سيحرّضون على التمرد والإطاحة بأنظمة الخليج، ولكن ستبوء مخططاتهم بالفشل الذريع، حيث سيجدون أمامهم الشيخ صباح الأحمد وسلمان الحزم والحسم، والملك حمد، والمحمدين اللذين اجتثا الإخوان من جذورهم، محمد بن زايد ومحمد بن سلمان حفظهم الله جميعاً".

وذكرت عائشة الرشيد "أن ما قامت به جماعة الإخوان في دولة الإمارات ومحاولتها إقصاء النظام الحاكم فيها، ولكن العين الساهرة على أمن الوطن والمواطنين كانت لهم بالمرصاد، فتم رصدهم والقبض عليهم، وهرب منهم من هرب إلى الدول الراعية للتنظيم الإرهابي جماعة الإخوان، قطر و تركيا ".

وأضافت " تنظيم الإخوان في السعودية أعلن في سبتمبر الماضي القيام بثورة على ولي الأمر بدعم من نظام الحمدين والتنظيم الدولي، ولكن العين الساهرة الأمنية والقبضة الحديدية للأمن كانت لهم بالمرصاد، واستطاعت أن تقبض عليهم وتضعهم في السجون تمهيداً لمحاكمتهم بتهم أمن دولة.. ماذا تسمي ذلك يا جنرال التنظيم الإخونجي في الخليج وجنرال التنظيم الدولي ؟".

 

وتقول الكاتبة "إن المرحلة الحالية من أخطر المراحل التي تمر بها دول الخليج، والكويت مستهدفة في مؤامرة إخوانية قطرية إيرانية لزعزعة النظام خلال السنتين القادمتين".. مؤكدة "أن الإرهاب الذي يمارسه تنظيم الإخوان في الكويت، هو الأخطر وأكثر شراسة بعد التنظيم الدولي، ضد مصر واقتصادها، وهم من يدعمون المصريين المنتمين لجماعة الإخوان والمقيمين في الكويت بكل قوة لضرب الاقتصاد المصري من خلال افتراءات كاذبة، ومن خلال الجيش الجرّار المنتمي لهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالإساءة إلى الأنظمة الحاكمة في دول الخليج ومصر".

وأكدت الكاتبة ان "التنظيم الإخواني نجح في تجنيد المئات إن لم يكن الآلاف من شباب الخليج والمقيمين من المنتمين للإخوان في تويتر وفيسبوك لمهاجمة الأنظمة الحاكمة والتحريض عليها !".

وقالت "إخوان الخليج إرهابيون بامتياز، جماعة ابتزاز سياسي لفرض أمر واقع بالقوة والعنف والدم، نحن نعلم أن للتنظيم جناحاً عسكرياً تلقى تدريبات في مخيمات اللاجئين في الاْردن، ومع حركة حماس الإخونجية الإرهابية الموالية للولي السفيه، بالإضافة إلى السلاح السياسي الذي يعني عصابة تقود المغسولة عقولهم من أجل خراب الوطن".

ولفتت إلى أن "دول الخليج ستشهد معركة كبرى مع الإخوان الذين سيحرّضون على التمرد والإطاحة بأنظمة الخليج، ولكن ستبوء مخططاتهم بالفشل الذريع، حيث سيجدون أمامهم الشيخ صباح الأحمد وسلمان الحزم والحسم، والملك حمد، والمحمدين اللذين اجتثا الإخوان من جذورهم، محمد بن زايد ومحمد بن سلمان حفظهم الله جميعاً".

وتصعد قطر بشكل كبير في سعيها لقلب النظام في السعودية، مستغلة الحرب اليمنية الدائرة ودور تنظيم إخوان اليمن المعرقل للحسم العسكري، كما يقول كتاب سعوديون.

قناة الجزيرة القطرية "لسان حال الاخوان باتت تتحدث بشكل  (حراك 15 سبتمبر السعودي )،ففي منتصف سبتمبر نشرت القناة على موقعها تقرير بعنوان " السعودية تستعين بالمشايخ لمواجهة حراك 15 سبتمبر".

 وقال تقرير الجزيرة: "على طريقتها المعهودة في مواجهة أي دعوات لمظاهرات أو وقفات سلمية استعانت السلطات السعودية بكبار المشايخ ومشاهير الدعاة لمواجهة الدعوات التي أطلقها ناشطون سعوديون للتظاهر السلمي في البلاد.

وهاجم شيوخ دين وناشطون سعوديون (حراك 15 سبتمبر)وهو ما اعتبره مهتمون بنه اعترافا سعوديا نادرا بالحراك وخطورته، حيث كانت السلطات عادة تتجاهل هذه الدعوات وتعمل على إحباطها بصمت.

وهاجم مفتي المملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ حراك 15 سبتمبر.

وقال آل الشيخ في مشاركة عبر الهاتف ضمن برنامج على قناة "أم بي سي" السعودية الخاصة إن من وصفهم بأعداء المملكة "يحسدونها على نعمة الأمن والاستقرار ويريدون تحويلها للفوضى والفتن وسفك الدماء".

ووصف الدعوات للحراك (حينها) بأنها "جاهلة ودجالة ضد عقيدة وأمن المواطن ومن الدعوات الجاهلية"، واتهم القائمين عليها بأنهم "دعاة فتنة وفساد".

 ولم تكتف قطر بحراك 15 سبتمبر فهي تسعى وعبر بوابة اليمن -التي تلعب فيها الدوحة عن طريق الإخوان- إلى ضرب المملكة العربية السعودية وقلب نظامها ردا على المقاطعة والحصار الذي يقول نظام تميم ان جيرانه يفرضونه على بلاده.

فإخوان اليمن الذين حافظوا على شعرة معاوية مع الحوثيين، يقول كتاب سعوديون إنهم السبب وراء عرقلة الحسم العسكري في الشمال، قبل ان يستدعي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لرئيس الجماعة محمد اليدومي، وهو ما اعتبرته تقارير إخبارية بأن بن سلمان قد خير إخوان اليمن بين الوقوف مع الشرعية او الوقوف مع الانقلابيين، وهو ما يبدو ان إخوان اليمن وافقوا مكرهين على الوقوف (مؤقتا) الى جانب الشرعية وتحريك جبهة نهم المتوقفة منذ نحو عامين، لكن هذا التحرك تفيد مصادر عسكرية لـ(اليوم الثامن) "أنه ليس بالمستوى المطلوب، نظرا لما تمتلك القوات التي يشرف عليها الجنرال الإخواني ونائب الرئيس علي محسن الأحمر، من ترسانة عسكرية ضخمة وقوة بشرية تفوق الـ150 ألف مقاتل يتوزعون بين مأرب والجوف وميدي، قادرون على محاصرة صنعاء واسقاطها في أيام".

وربما يكون هذا التحرك هو انحناء إخواني للعاصفة السعودية تجاه الإخوان الذين تتهمهم السعودية بالوقوف إلى جانب قطر الداعم الرئيس لهم، وباتوا المعرقل الرئيس لأي تقدم عسكري صوب صنعاء، وهو ما يعني ان هذا التحرك قد لا ينتهي بتحرير صنعاء، وانما خديعة جديدة للسعودية والتحالف العربي.

فالتحرك العسكري في نهم، قوبل بتحرك حوثي في البيضاء (وسط)، حيث يسعى الحوثيون إلى تسليم المحافظة للإخوان برعاية قطرية إيرانية، وفقا لما نقلتها تقارير عربية.

فقد كشف موقع 24 الاخباري العربي "أن جماعة الحوثيين الانقلابية في اليمن، تسعى إلى تسليم محافظة البيضاء وسط البلاد، إلى جماعة الإخوان الإرهابية، الموالية لقطر.

ونقل الموقع عن مصادر يمنية قولها  "إن جماعة الحوثيين الانقلابية الموالية لإيران تسعى لتسليم محافظة البيضاء اليمنية لتنظيم جماعة الإخوان الإرهابية، في أعقاب مشاورات طويلة بدأت قبل أشهر".

وكشف مصدر من المقاومة في البيضاء، أن الاتفاق على "تسليم البيضاء للإخوان لتكون موطئ قدم لهم وللتنظيمات الإرهابية، التي تتعرض لحرب واسعة، وغارات جوية للطيران الأمريكي في البيضاء".

 

وأضاف: "ما نخشاه اليوم، هو أن تصبح البيضاء معسكراً كبيراً للتنظيمات الإرهابية التي يحتضنها الإخوان في اليمن، وتمولها قطر".

وقالت مصادر سياسية إن :"اتفاقاً حوثياً إخوانياً وقع، وتُسلم البيضاء بمقتضاه للإخوان، في صفقة سياسية رعتها قطر وإيران".

واعترف القيادي الإخواني، الموجود على قائمة الأسماء المتورطة في تمويل الإرهاب في اليمن، عبدالوهاب الحميقاني، بأن "الحوثيين بعثوا بوساطات لتسليم محافظة البيضاء".

وبرر الحميقاني ذلك، بأن الحوثيين يسعون إلى تعزيز جبهة نهم شرق صنعاء.

اذن.. الحرب قد تطول وقد يفرض الإخوان شروطهم على التحالف العربي بعد ان تصبح تعز والبيضاء بالإضافة إلى المعقل الرئيس (مأرب) بيدهم، وما كان بإمكان محمد بن سلمان اليوم قد يكون مستحيلا في الغد، فتبادل الأدوار التي يجيدها الإخوان ومن خلفهم قطر قد تنهك التحالف العربي، وقد تخسر السعودية الحرب التي دخلتها للدفاع عن حدودها من الخطر الإيراني، فتصبح قطر هي اللاعب الرئيس، وهدفها الرئيس الاطاحة بنظام سلمان وولي عهده محمد بن سلمان الطامح بالوصول إلى العرش، خلفا لوالده الملك سلمان بن عبدالعزيز.

فشمال اليمن قد يتقاسم (الحوثي والإخوان)، المحافظات والسيطرة، حينها قد لا تجد السعودية من يقاتل الى جانبها، ويصبح السلاح الذي كدسته في مأرب يشكل خطرا عليها وعلى نظام الحكم، وقتها قد يستريح أمير قطر بأن حلمه في قلب نظام السعودية قد بدأ بالتحقق ما لم تسبق الرياض وتطيح بنظام تميم وقبله الاطاحة بجماعة الإخوان والحوثيين، وتضع حداً لمراوغات الإخوان، الذين اثبتوا الولاء الدائم لقطر رغم أموال واسلحة الرياض.